أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خلف علي الخلف - ذبح الرهائن الغربيين دعاية ل-الدولة الإسلامية-














المزيد.....

ذبح الرهائن الغربيين دعاية ل-الدولة الإسلامية-


خلف علي الخلف

الحوار المتمدن-العدد: 5043 - 2016 / 1 / 13 - 20:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في منتصف أيار من العام 2013 قام ملثمون بإعدام ثلاثة أشخاص في الساحة العامة في مدينة الرقة وسط سوريا. لم تنسب لهم في حينها أي تهمٍ في البيان الذي قرأه أحدُ الملثمين، سوى كونهم "نصيرية". وسائل الإعلام في حينها، والناشطون الإعلاميون نسبوا الحدث إلى جبهة النصرة، علماً أن البيان حمل توقيع "الدولة الإسلامية في العراق والشام" التي كانت قد أعلنت قبل شهر من ذلك تقريباً.

كان هذا أول إعلان لـ "الدولة" عن نفسها على الأرض، في تلك الحادثة استخدمت الرصاص، ولم تستخدم السكين، ومع ذلك احتج سكان المدينة على هذه الواقعة، واستنكروها، ونصب نشطاء حركة حقنا الشبابية "خيمة عزاء وطن" في مكان الإعدام، لم يعترض عناصر "الدولة" في حينها على احتجاج السكان ولم يتعرضوا لأحد، كانوا معنيين بالإعلان عن أنفسهم ووجودهم، بهذا الأسلوب "الرخيص" وغير المكلف، وإثارة الجدل حول هذه "الدولة" الوليدة.

الرسالة كانت موجهة للمجتمع المحلي في الرقة، لزرع الرهبة والخوف في نفوس السكان والفصائل الأخرى التي كانت تسيطر على المدينة.

تلك الحادثة التي دشنت عهد "الدولة الإسلامية" في استخدام القتل المجاني كوسيلة إعلان، ووسيلة لإرهاب السكان والمنافسين؛ لم تعط ثمارها، لأن قتل سوريين لم يعد خبراً مهماً في العالم، كما أنها نُسبت لجبهة النصرة، التي ورثتها "الدولة" للتو في الرقة، ولم ينتبه أحدٌ لتغير الاسم في البيان.

لاحظت "الدولة الإسلامية" عدم اهتمام العالم بقتل السوريين، سواء تم هذا القتل على يد نظام الأسد أو على يدها، وسواء كان المقتولون ضد النظام أو معه. لذلك دشنت عهد خطف الأشخاص الذين ينتمون لجنسيات غربية، لاستخدامهم في الإعلان والترويج عن نفسها.

لم تبتدع "دولة البغدادي" هذا الأسلوب، بما فيه الزي البرتقالي فهي سليلة "دولة الزرقاوي" التي دشنت ذبح الرهائن في العراق. أهمية الضحايا كانت جنسياتهم، فلم تجهد نفسها في تسويغ قتلهم أو تبريره، ولم تكن معنية بالتأصيل الشرعي للأحكام التي أصدرتها ضد هؤلاء "المذبوحين"، فهي ستقتلهم، سواء كانوا صحفيين أو جنوداً سابقين أو عاملين في الإغاثة.

جنسيات هؤلاء القتلى هي التي ستضمن اهتماماً دولياً وإعلامياً بهذه الدولة الوليدة، فلن يستطع خليفتها البغدادي أن يخطب كل يوم لتنقل خطبته وسائل الإعلام، كما أن تحرير مطار أو قتل عشرات الجنود السوريين، لم يعد يضمن لها أن تحتل شريط الأخبار العاجلة، لذلك بدأت باستخدام مخزونها من المخطوفين، والتي خطفتهم أصلاً لهذه الغاية.

مع ذبح الرهائن الغربيين بهذه المشهدية الهوليودية، المتقنة والمدروسة بعناية، احتلت "الدولة الإسلامية" كل وسائل الإعلام في العالم، الصغيرة والكبيرة، واحتلت فضاء الإنترنت وشبكات التواصل، وبكل لغات العالم، ماذا تريد أكثر من ذلك! فهذا الإعلان الضخم عن نفسها كان الأقل كلفة على مر التاريخ. لم يكلّفها سوى قتل بضعة أشخاص أبرياء. وقد استدرجت العالم ليحقق لها ما تريده من الذبح، فقد كرر "إعلانها"على كل وسائل إعلامه لأيام عديدة وكلما تخامد الإعلان استخدمت ضحية أخرى لتجديده.

ضمن لها هذا "الإعلان" أن تصل إلى الفئات المستهدفة، التي كانت تتوجه لها من أجل تجنيدها، بانسيابية شديدة ودون عوائق وحواجز المخابرات التي تتعقب وسائل الاتصال. فهي لديها مكاناً معلوماً وعاصمة وحدوداً، يستطيع أن يصلها "المجاهدون" الذين لم يخيّبوا ظنها وتدفقوا نحوها، بعكس كل التنظيمات الجهادية السابقة التي كان الإلتحاق بها صعباً جداً. كما أنها استدرجت الغرب بقيادة أمريكا إلى منازلتها في أرضها، وهذا ما تنص عليه الأدبيات الجهادية التي تحدثت فيما سبق عن استراتيجية إعلان "دولة الخلافة" والمواجهة مع "الغرب الكافر".

بقي من استراتيجيتها أن تعود أمريكا التي تقود الحلف الدولي ضدها لتقاتلها براً، لتحقق "دولة البغدادي" أهدافها من مسلسل ذبح الرهائن الذي أنتجته وتابعه العالم بتشويق قل نظيره.

@alkhalaf



#خلف_علي_الخلف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في إنقاذ المسلمين من الإسلام
- عن صانع الأفلام الذي أعاد حلم الحرية للواجهة
- التفاوض مع بشار الأسد رؤية أمريكية أم سعودية؟
- المغرد الغامض -مجتهد- الذي يشغل وسائل إعلام كبرى
- في أن الإرهاب ابن شرعي للإسلام
- فرانكشتاين في بغداد: العدالة جسداً من أشلاء الضحايا
- التقمص في الديانة الدرزية حامل الحكاية في رواية «سرمدة»
- يوميات الثورة السورية: عن حزب الله وابن خلدون والمسلحين وسلم ...
- يوميات الثورة السورية: في الطريق إلى الرقة في ظل الحرية
- يوميات الثورة السورية: عن الجرذان وجبهة النصرة والكارثة الوط ...
- عن الفبركات وإنتاج الأساطير الكاذبة في الثورة السورية
- عن المحاصصات الإثنية والطائفية في تشكيلات المعارضة
- يوميات الثورة السورية: عن مرسي وإخوانه وشخصيات وطنية لا يعرف ...
- إخوان المرشد وإخوان المراقب
- عن إعلان -إمارة حلب الإسلامية- والظاهرة الجهادية في سوريا
- يوميات الثورة السورية: عن الشاعر الذي أصبح رئيسا لإتلاف سياس ...
- لماذا المقاومة المدنية تنجح وتحقق الإنتقال إلى دولة ديموقراط ...
- غزوة الإخوان المسلمين للثورة السورية
- يوميات الثورة السورية: مجلس البعبصة ومرتزقة حلب في هذا السيا ...
- حزب الهتيفة الجدد


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - خلف علي الخلف - ذبح الرهائن الغربيين دعاية ل-الدولة الإسلامية-