أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - سهيل حداد - أنا السوري ... كيف أنسى فلسطين والجولان ولبنان .... هل يستطيعون مسح ذاكرتي















المزيد.....

أنا السوري ... كيف أنسى فلسطين والجولان ولبنان .... هل يستطيعون مسح ذاكرتي


سهيل حداد

الحوار المتمدن-العدد: 1373 - 2005 / 11 / 9 - 12:32
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


ولدت كأبناء جلدتي في فترة إرهاصات الوحدة بين سورية ومصر، ولم أبدا بنطق أول الحروف والحبو على ركبتي حتى حدث الانفصال، وفي فترة فطامي بدأت سورية تخط عهداً جديداً ببزوغ ثورة الثامن من آذار، وفي عمر الورود حرمت من رؤية القنيطرة مسقط رأس والدي حيث كنا نؤمها في الأعياد والمناسبات لزيارة الأقارب والأهل، وحرمت من طعم موز الحمة الممسك وسمك بحيرة طبريا الطازج، وحديث والدي عن جمال بحيرة مسعدة، وعن روعة الجولان. إنها نكسة حزيران التي لا تفارق مخيلتي الطفولية كيف كنا عند سماعنا لصفارات الإنذار نهرع إلى قبو ذلك الدار الدمشقي الكبير في أحد أحيائها القديمة، والذي كان يضم في حناياه عدة عائلات سورية من مناطق مختلفة من سورية وعائلة لبنانية من الجنوب. الرجال في الحرب والنساء تبتهل بدعواتها لله لنصرهم ومؤازرتهم، وكبار السن من الرجال أمام ذلك المذياع القديم يتلقفون الأخبار، وكيف أدمعت العيون عن سماع خبر سقوط عاصمة الجولان وانسحاب جيشنا واحتلال إسرائيل لقطعة غالية من وطننا بأسلحة متقدمة فرنسية وأمريكية، وكيف يلعن الجميع فرنسا وأمريكا وإسرائيل. ولم يمضي على عمر الزهور نيفاً من العمر حتى بدأنا نسمع عن قنابل النابالم الحارقة التي تحملها طائرات الفانتوم الأمريكية والتي خلفت ورائها عدد من الشهداء الأطفال عندما قصفت برعونة وبلا إنسانية مدرسة ابتدائية في قرية داعل. إنها أسلحة أمريكية ممنوعة دولياً، ولكنها تسمح لإسرائيل باستخدامها ضدنا، لعنة الله عليها، هكذا كان الجميع يصرخون. لم أكن وقتها أدرك أي مصير محتم ستكون عليه مسيرة حياتي، وبدأت مصطلحات جديدة بالدخول إلى قاموس كلماتي، احتلال، استيطان، عدوان، تحرير فلسطين والجولان، فدائيين، ثورة، الكل يتحدث عن ذلك، في البيت والمدرسة، وأتذكر في يوم من الأيام عندما طلب منا الأستاذ كتابة موضوع تعبير عن فلسطين وكنت يومها في الصف الرابع الابتدائي، فلجأت إلى والدتي لأن والدي كان دائماً في حالة استنفار، وقالت لي فلسطين هي أرض غالية ومقدسة علينا وقد احتلها اليهود عنوة وإنشاء الله سنستدرها، وأسمعتني بخصوص ذلك بيتين من الشعر، وهي لا تعرف القراءة والكتابة: وقد حفظتهما عن ظهر قلب عندما كانت تستمع لخالي وهو يرددهما، قائلاً:
فلسطين أبشري، لا تستكيني..... إلى الأعداء قطعاً لا تليني.
شعوب العرب والإسلام .... دوماًً تحوطك بالرعاية والحنين.
وحتى هذه اللحظة لا أعرف مصدرهما، ولكنهما بقيا في الذاكرة وكانت فرحتي كبيرة عندما أثنى المعلم على موضوعي وحدثنا عن النكبة وفلسطين ومأساة شعبها والمجازر التي ارتكبت بحقه، وكيف تم تهجيره.
وعندما بدأ الوعي ينمو في عقلي وبدأت الصورة تتضح أكثر توالت الأحداث من أيلول الأسود في الأردن وقتال الأخوة ثم موت الرئيس جمال عبد الناصر وما رافقه من هياج في الشارع العربي والسوري وكيف علقت صوره في زاوية من زوايا شوارع دمشق ووزعت على البيوت لتتصدر جدران الغرف، لتحل محلها أو بجانبها صورة الراحل الرئيس حافظ الأسد قائد الحركة التصحيحية، إنها أيام لا تنسى سترسخ في الذاكرة الأبدية. ولم تمضي عدة سنوات حتى لعلعت صفارات الإنذار مجدداً في سماء دمشق معلنة الحرب على إسرائيل أنه السادس من تشرين الأول الموافق للعاشر من شهر رمضان، هذا الشهر الكريم الذي كان له وسيبقى في ذلك الدار ذكريات لن يستطيع زمن محوها فكان الجميع خلية نحل في تحضير مأدبه وكيف كان الجميع يلتم في صحن الدار لتناول طعام الإفطار بغض النظر عن انتماءاتهم الدينية، فلم يكن في دارنا عيدين في السنة بل أربعة أعياد. لهذا الشهر طعم خاص عند الأطفال في ذلك الدار، عرق سوس، تمر هندي، المعروكة الدمشقية الشهيرة، وتنوع الأطعمة والسماح لهم بالسهر. وكان له خصوصية أكبر في حرب تشرين التي أيامها كانت مختلفة عن أيام حرب حزيران، بكل شيء، بملامح الوجوه وبنبرات الصوت والثقة بالنفس والزهو بالانتصار والفرح بهزيمة العدو الذي تجلل برفع العلم السوري فوق سارية في وسط مدنية القنيطرة المحررة. ترافقت أيضاً هذه الفترة بدخول مصطلحات جديدة لقاموس كلماتي امبريالية، صهيونية، إيديولوجية، سقوط نظرية الجيش الصهيوني الذي لا يقهر، استعادة الإنسان العربي لذاته وثقته بنفسه. ثم بدأنا نعيش معمعة اتفاقيات كامب ديفيد للالتفاف على منجزات هذه الحرب، زيارة السادات لإسرائيل، توتر الأوضاع في لبنان وبداية حرب أهلية دموية بين الأشقاء اللبنانيين من جهة وبينهم وبين الفلسطينيين من جهة أخرى، وظهور بوادر مؤامرة لتقسيم لبنان وتوطين اللأجيئين وسحق المقاومة الفلسطينية، الذي استدعى بناءً على دعوات لبنانية دخول الجيش السوري لتهدئة الأوضاع والحفاظ على أمن واستقرار هذا البلد، فمن أن يهدأ الوضع على جبهة حتى يتوتر ويندلع على جبهة أخرى، وتحولت القضية اللبنانية من قضية داخلية إلى إقليمية ودولية تتلاعب بها أهواء ومصالح خارجية في استمرار اندلاع العنف فيه وخاصة المخابرات الإسرائيلية وجيشها الذي كان يستبيح كل شيء في لبنان، إنها مؤامرة لتمرير اتفاقيات سلام منفرد مع إسرائيل وللقضاء على المقاومة الفلسطينية وإنهاء النزاع العربي الصهيوني بشروط تضعها تل أبيب.
سورية تقف في المرصاد لكل هذه المؤامرات وترفض الحلول الجزئية والمنفردة. جيشها ودماء شهدائه تروي أرض لبنان لإيقاف المجازر الدموية بين الأخوة والأشقاء ومنع تقسيم لبنان، يتفجر الوضع الداخلي ونبدأ بسماع قيام بعض الأفراد بسلسلة من الاغتيالات والإنفجارات الإرهابية استهدفت أركان الدولة من كبار الضباط والمثقفين وحملة الشهادات العليا، ومرافقها العامة والشعبية بتحريض من مجموعات دينية أصولية تدعى الأخوان المسلمين وخاصة جناحها العسكري وبدعم من بعض الأنظمة العربية وأيد خارجية أخرى. في ظل هذه الأزمة الداخلية، وما أن انتهت سورية من إنهاء هذه الأعمال البربرية على أراضيها واستقرار الوضع نسبياً في لبنان حتى تفجرت الحرب العراقية الإيرانية بدعم أمريكي وخليجي للقضاء على الثورة الإيرانية الجديدة ولإضعاف الموقف العربي تجاه قضيته الأساسية في تحرير الأرض من المستعمر الصهيوني، ليتلوها مباشرة اجتياح عسكري إسرائيلي يصل حتى بيروت. وقفت سورية بكل قواها المادية والبشرية ضد هذه الحرب وعانى جيشها من حصار في بيروت بعد أن قاتل ببسالة وضراوة ضد آلة عسكرية جبارة مدعوة بأحدث التكنولوجيا الأمريكية، وفقد عدة ألاف من شهدائه الذي طهروا أرض لبنان. حرب ضروس لا معنى لها في الطرف الشرقي من الوطن العربي تأكل معظم الاقتصاد العراقي وقوته ومخزون الدول الخليجية من الفائض النقدي، وحرب غير متكافئة في العدد والعدة على أرض لبنان تمخضت عن إخراج منظمة التحرير من لبنان وفقدان قدرتها العسكرية، وخروج الجيش السوري من بيروت، توقيع اتفاق 17 أيار بين بعض الميليشيات اللبنانية وإسرائيل برعاية أمريكية ومحاصرة اقتصادية ضد سورية، وظهور المقاومة الوطنية والإسلامية في لبنان إبان الاجتياح الإسرائيلي، ودخول الدول المتعددة الجنسيات وهزيمتها النكراء على يد هذه المقاومة وانسحابها وتراجع الجيش الإسرائيلي فيما بعد حتى الشريط الحدودي وتشكيلها ما يسمى بجيش الجنوب. في هذه الأثناء ونتيجة لتفجر الأوضاع من جديد في لبنان وتحت رعاية عربية ودولية تم التوصل لاتفاق بين جميع الأطراف اللبنانية سمي باتفاق الطائف والذي وضع حداً لتصارع هذه الأطراف واقتتالها وعهد للجيش السوري المحافظة على أمن واستقرار لبنان وبناء جيشيه وتأهيله ليكون قادراُ على القيام بهذه المهمة. ثم تميزت الفترة التي تلت هذا الاتفاق بهدوء واستقراء وأمان في كل أنحاء لبنان الذي جرت إعادة اعماره بوتيرة عالية، تمخضت بسقوط اتفاق 17 أيار مباشرة، وهزيمة الجيش الإسرائيلي وانسحابه من الجنوب تحت ضربات المقاومة اللبنانية الباسلة في 15 أيار 2000. في نفس الوقت كانت هناك مقاومة باسلة يخوضها الشعب الفلسطيني في الداخل ضد المحتل الغاصب بدأت بانتفاضة الأقصى الشهيرة واستمرت وما زالت مستمرة. وبنفس الوقت الذي كان يتم فيه مباحثات لتحقيق الهدوء في لبنان، تمت عملية اجتياح عراقي للكويت تلاه تدخل دولي برعاية الولايات المتحدة أدى إلى إخراج الجيش العراقي منها ومحاصرة العراق اقتصادياً وسياسياً وعزله دولياً حتى تم إنهاكه واحتلاله عسكرياً من قبل القوات الأمريكية وحلفاءها في عام 2003 تحت ذريعة امتلاكه لأسلحة الدمار الشامل وتهديده لأمن واستقرار المنطقة والأمن والاستقرار الدوليين ومن ثم محاربة الإرهاب الذي أصبح موضة بعد حوادث 11 أيلول في النيويورك وغيرها من المدن الأمريكية. ونتيجة لمواقف سورية من هذا الاحتلال ومن الاتفاقيات المنفردة للسلام مع إسرائيل، ومن مواقفها الثابتة في دعم المقاومة ضد كل أشكال الاحتلال في فلسطين ولبنان بدأت الولايات المتحدة الأمريكية بسلسلة عقوبات وضغوط سياسية ودبلوماسية ضد سورية تمثلت بالقرار الدولي 1559 الذي بات معروف بأنه تم تحت رعاية أطراف لبنانية معينة وجهات إسرائيلية ودعم أمريكي وفرنسي منقطع النظير وينصص على خروج أي جيش أجنبي من لبنان بدون تسمية وعلى سحب سلاح المخيمات وحزب الله ولكن حقيقة الأمر كان هذا القرار مبيت لسورية حيث طلبت الإدارة الأمريكية من السلطات السورية الالتزام بت وتطبيق بنوده وبينما كانت المباحثات الدبلوماسية مستمرة بين جميع الأطراف المعنية السورية واللبنانية من جهة والدولية من جهة أخرى تمت عملية اغتيال رئيس وزراء لبنان الأسبق بحادثة تفجير أودت بحياته وعدد من مرافقيه بعد خروجه من مجلس النواب، وبعد الحادثة مباشرة تسارعت جهات لبنانية كانت قد عارضت التمديد للرئيس اللبناني الحالي الجنرال لحود بتناسق زمني مع تصريحات إسرائيلية بتورط الأجهزة السورية الأمنية واللبنانية العاملة في لبنان بارتكاب هذه الجريمة قبل أن يتم أي تحقيق بالأمر وكأن هذه العملية حدثت لدفع سورية على الخروج من لبنان وإنهاء دورها واستخدام هذه الحادثة في زيادة الضغوط الأمريكية على سورية وشعبها للرضوخ لمطالب الإدارة الأمريكية وهذا ما اتضح بعد أن حولت هذه القضية الداخلية إلى دولية بصدور قرار دولي بتشكيل لجنة استقصاء تلتها لجنة تحقيق دولي برئاسة المحقق الألماني ميلي الذي استند مجلس الأمن على تقريره المسييس في إصدار قراره 1636 الذي يعتبر بكل المعايير مجحف بحق سورية. وهنا نحن نعيش تداعياته كحدث سياسي يشغل العالم والمنطقة العربية بدءً من الإدارة الأمريكية وانتهاءً بكل فرد في سورية، حيث الجميع فيها يشعر بأن هذا القرار صدر لينال من كرامتهم وسيادتهم ومواقفهم الوطنية والقومية ودورهم في كل ما حدث. ويشعر السوريون أيضاً الذين أن كل ما يتم هو انتقام لدورهم في إيقاف تمرير المشروع الأمريكي الصهيوني في المنطقة. ولكن الذي لا يفهمه السوري لماذا كل هذا الإجحاف من بعض الأطراف اللبناني بالدور السوري النبيل في لبنان الذي تمثل بإيقاف الحرب الأهلية وأمن استقراره وأمنه، ولماذا تتم محاسبة بلد وشعب بالكامل على أخطاء وممارسات فردية الكل يعترف فيها ويقرها وهي من سياق الظروف والأحداث والتداعيات السياسية لمرحلة زمنية طويلة قدرها 3 قرون من الزمن. والذي لا يفهمه السوري أيضاً كيف يسول لبعض اللبنانيين المطالبة بتطبيق عقوبات دولية ضد الشعب السوري وهو الحضن الذي رعاهم بحنانه ودفئه عندما كانت يد الغدر تمتد إليهم، هذا الشعب الذي ضحى بأبنائه واقتصاده ليبقى شعب لبنان عزيزاً وكريماً. كيف لهذا السوري أن يقبل من يتشدق عليه الآن بتصريح وموقف دعم وهو يسعى لتهويده وإركاعه. هذا السوري الذي كان قلبه يتقاطر دماً ليسري بجسد لبناني يحتاج هذا الدم وعينه دمعاً لتروي عطش لبناني ظمآن، وجسداً ليعجن بتراب لبنان ليبني عروشه سيادة وحرية ألم يضحي هذا الشعب فداءً لوحدة لبنان، ألم يدافع الجندي السوري عن كل اللبنانيين ويحافظ على مقوماتهم وإرثهم وعقائدهم؟. كيف لسوري أن يفهم طلب بعض اللبنانيين هذا إذا كان لسورية دوراً في ذلك رأس بعض السوريين، ورأس سورية دولة وشعباً نتيجة لحادثة وقع في لبنان العديد مثلها واكبر منها وبأيد لبنانية وغير لبنانية(الموساد) بدون علم أو موافقة هذه الأجهزة التي تسعون بكل طاقاتكم ومخيلتكم وأموالكم لتوريطها واتهامها سياسياً قبل اتهامها جنائياً!. ألم يتساءل هذا المسؤول اللبناني الذي لم يعد يهمه إلا السعي لتنفيذ أوامر معلميه في البيت الأبيض والاليزيه لماذا لا تشكل لجان تحقيق دولية في جرائم اغتيال شعب بالكامل في فلسطين والعراق المحتلين وهما تحت وصاية عسكرية وأمنية أمريكية وإسرائيلية. لماذا يتسارع هؤلاء المسؤولين اللبنانيين في التأكيد على سورية بان تتعاون مع القرار الدولي وكيف أصبح لهم هذا الباع الطويل في حرصهم على تطبيق القرارات الدولية ولم يحركوا ساكناً أو يقوموا بأي إجراء في إجبار إسرائيل وقت الاجتياح الإسرائيلي للبنان في تطبيق القرارات الدولية الصادرة بحقها. ولماذا كل هذا التهافت الدولي في التأكيد على سورية أن تلتزم بلا شروط للجنة التحقيق وأن تنفذ بنود القرار الدولي بحذافيره، وهي لم تكن في يوم من الأيام خارج الشرعية الدولية، ولا يحرك ساكن تجاه إسرائيل التي لم تطبق المئات من القرارات التي صدرت بحقها. أليس ذلك فعلاً تصويراً للرأي العام الدولي يحاول من خلاله إظهار سورية غير متعاونة وبالتالي يمكن للإدارة الأمريكية أن تتخذ من ذلك ذريعة للاستمرار في ضغوطها وتماهيها ضد سورية وشعبها.
كيف لسوري أن يفهم وصول لبنان إلى هذه الحالة من الهدوء والأمن والاستقرار والعمران لولا الدعم السوري وجهود الشرفاء من اللبنانيين ذو المواقف الوطنية الثابتة الذين لن يقبلوا بإهابة كرامة سورية وسيادتها في لبنان. وكيف سيقتنع بأن دوره في لبنان قزم لمستوى حالات فساد فردية من قبل الطرفين وكان المستفيد الأكبر منها هم أولئك نفسهم الذين كانوا يمدحون الوجود السوري ودوره، والآن ينكروا أفضاله ويدعون حرصهم على سيادة وحرية واستقلال لبنان وقراره الداخلي والسياسي، وهم أيضاً يتسابقون في تقديم التصريحات والتفنن في إيجاد المبررات للهجوم على سورية ودورها في لبنان. أليس في ذلك تحامل وجحود ضد سورية. ثم كيف سيقنع هؤلاء اللبنانيين المواطن السوري بأن مواقفهم ودعواتهم في قبول إجراء التحقيق مع مسؤولين سوريين في لبنان هي خارج نطاق مسؤوليتهم، وليس لهم علاقة بذلك. هناك شعور كبير لدى السوري بان ما يحدث هو من ناحية خطوات تعجيزية تضع سورية في مأزق مستمرة ومن ناحية أخرى، خطة متقنة لزرع روح العداوة والنقمة بين الشعبين وكل ذلك يندرج في صالح إسرائيل التي نعتبر المستفيد الأول من كل ما يحدث في لبنان وفلسطين والعراق في ظل هذا المشهد العربي الضعيف والسلبي.
ألا يكفيهم ما حدث ويحدث في فلسطين والعراق ولبنان ليدركوا أن المستهدف الرئيسي من كل ذلك هو ذاكرة السوري وضميره وشعوره الوطني وليس شيء أخر. فهو الذي ولد وحمل على كتفيه منذ الاستقلال نكبة فلسطين، ونكسة حزيران، ومآسي أيلول الأسود، وانتزاع فرحة نصر تشرين وتحرير الجنوب، وحروب لبنان المتعددة، وحصار العراق واحتلاله العراق، ومهازل التنازلات العربية وضعف مواقفها..
فهل يمكن بلحظة لأحد أن يمحي تلك الذاكرة أو يبدل من واقع الأمور شيء، هذا رهان شعوب ومواقف شرفاء، وعلينا أن لا ننسى بان شعوب حافظات للتاريخ ولا تقبل الضيم والهوان أو المساس بسيادتها ومواقفها مهما طال الزمن وتغيرت الظروف والأحوال.



#سهيل_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يتكلمون باسم الشعب السوري ... من أعطاهم الحق
- القرار 1636 بتجرد
- المرتزقة في الإعلام العربي ودورهم
- الخطاب السياسي اللبناني المعارض والمواطن السوري
- تناقضات وألغاز تقرير ميليس وأهدافها
- إعلان دمشق دعوة للتغيير الوطني أم للاستيلاء على السلطة؟
- أمريكا على حدود سورية .. والشرق الأوسط .. وليس العكس
- عزل سورية سياسة أمريكية خاطئة
- إعلام الفتنة والتحريض والذل، نهج أم عمالة
- ما وراء قتل الرموز الوطنية في لبنان !!
- الحقيقة الواضحة لمن يريد معرفتها
- الدين لله والوطن للجميع
- رسائل الإخوان المسلمين الأخيرة وشعاراتها الخداعة .. مناورة أ ...
- سوق هال الفضائيات العربية، والمزايدات السياسية
- التخوف الأمريكي وأبعاده
- -سورية في قلب الهدف الأمريكي-
- رسالة ديموقراطية إلى ما يسمى العالم الحر


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - سهيل حداد - أنا السوري ... كيف أنسى فلسطين والجولان ولبنان .... هل يستطيعون مسح ذاكرتي