أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مزمل الباقر - غين














المزيد.....

غين


مزمل الباقر

الحوار المتمدن-العدد: 5039 - 2016 / 1 / 9 - 22:11
المحور: كتابات ساخرة
    


كانت سبابتي اليمنى تشير إلى ورم بالجفن العلوي لعيني اليسرى. ويدي اليسرى تربت على كتف اختي الأيمن كي تلتفت فهالها ما رأت وبادرتني: ( تاني!!. الحكاية شنو؟؟!!. )
- قلت لها ضاحكاً: ( المرة دي حقو أمشي لأبي سبيب "1" بدل الدكتور!.) .
جلست إلى المقعد الذي يجاور النافذة الخلفية للميكروباص جاري في المقعد ظل طوال الطريق يحادث احدهم بصوت عال مما زاد إحساسي بالألم ولكني تحاملت على نفسي ولم ألتفت إليه بسبب عيني اليسرى التي اشتد ألمها كلما اقتربت المركبة العامة من الخرطوم.
الشمس الوسنانة في ذلك الأصيل كانت تغازل النيل الأبيض كعادته يسير بهدوء كالنائم في الحلم من تحت ذلك الجسر الحديدي القديم والذي يطلق عليه جسر القوات المسلحة. مركب قديم من خشب السنط "2" يتأرجح فوق جسد النيل كرضيع تهدهده امه كي ينام.
جلست في المركز المتخصص للعيون أنتظر دوري بالدخول على عيادة الطبيب مغالبا رغبة عارمة في حك عيني.وانشغلت بالنظر إلى شكل الورم بعيني عبر شاشة الموبايل، فتذكرت نكتة المسطول الذي استيقظ ذات صباح وكان بإحدى عينيه بها ورم صغير مثل عيني فلما وقف امام المراءة هاله ما رأى فحادث نفسه بصوت عالي في دهشة: ( بالله دي عين ولا غين؟!!! ).

بعد برهة من الزمن سمعت اسمي. وأشار لي موظف الاستقبال بالدور العلوي أن أدخل عقب خروج من بالداخل. . هنيهة وانفرج باب العيادة عن إمرأة عجوز خرجت بخطوات متقاربة ومن خلفها شاب في مقتبل العمر برفقتها وقبل أن يغادرا المركز، لحق بهم شيخ عجوز كان ينتظرهما خارج العيادة.

دلفت للعيادة مصافحاً الطبيب بابتسامة رافقت كفي الأيمن. فقام الطبيب من كرسيه وحياني بحرارة ثم أشار لي بالجلوس.

وقبل أن يمسك بالجهاز التقليدي لأطباء العيون ويقول لي جملته المعتادة: "خلي حنك هنا ومد جبهتك لي قدام"!. بادرته: الحبة الكانت في الجفن التحت اليمين اتحولت للعين الشمال بس في الجفن الفوق!.
توقفت يمناه التي تمسك بجهاز الكشف في منتصف الطريق إلى وجهي وقال لي بدهشة: ((يا زول الحكاية شنو !!!.. شايف الحبة دي اشتغلتك عديل!!....))

- عقبت ضاحكا: (( آأي والله!!)).

- ((عندك قشرة في راسك؟!)). أكمل الطبيب

- أجبته: (( أيوه! ))!

- قال لي الطبيب: (( عشان كدا ....... بس خلاص جيب شامبو Head & Shoulder)).

- (( كويس )) اجبته ضاحكا بشيء من الحيرة

- " خلي حنك هنا ومد جبهتك لي قدام!" .. ألقى جملته المعتادة علي مسامعي. وألحقها بتوجيهات :

- (( عاين يمين!!))

- (( ما ترمش!! ))،

- (( يلا .. عاين شمال!!)).

- (( أها .. عاين تحت ))

وكان يضغط على الورم الصغير بأصبعه. ثم وجهه حديثه لمساعده ذاكرا اسما علميا لآلة صغيرة وجدت طريقها للورم واعملها فيه حتى أخرج مادة اختزنت به.
- ((ناولني منديل!. )). موجهاً حديثه لمساعدة مجدداً.

مسح المادة التي أخرجها من الورم. ثم طلب منه منديلا آخر، واختلطت بقايا تلك المادة بدم خرج من نفس الورم الصغير.

- فقال: (( حمد لله على السلامة. كدا ما حتحس بي وجع وحكة زي أول. حأكتب ليك قطرة ومس"3")).موجها حديثه لي هذه المرة

ثم أكمل حديثه ذاكرا الاسم التجاري لكلا الدوائين حتى يتمكن مساعده من كتابتهما في روشتة العلاج.

صافحني الطبيب مبتسما وودعني مذكرا أياي بأن ابتاع ذلك الشامبو الذي قام قبل دقائق بعمل دعاية مجانية له.


مزمل الخرطوم
الخرطوم في مساء الثلاثاء 5 يناير 2015م

1) الشيخ حسن أبو سبيب قيادي بالحزب الاتحادي الديمقراطي والرجل الثاني في هيئة الختمية ( والطريقة الختمية من أشهر الطرق الصوفية بالسودان ( تعود طائفة الختمية في أصولها القريبة إلى محمد عثمان الميرغني " الختم " ، الذي ينحدر من أسرة من أسر الأشراف يقال أنها هاجرت من الحجاز في أزمان سابقة إلى تركستان ثم إلى الهند وعادت أخيرا حيث استقر بها المقام في الحجاز ولد محمد عثمان بمكة عام (1208هـ/1793م) وكان محمد عثمان من ألمع تلاميذ أحمد بن إدريس وأقواهم منطقا وأكثرهم قبولا لدى العامة، ولذلك انتدبه شيخه إلى السودان لكي يبشر بالإسلام ويدعو إلى الطريقة الإدريسية الشاذلية، فأبحر محمد عثمان من مكة إلى سواكن ( موقع الدرر السنية - بتصرف). وقد اعتاد أن يتزوره مرضى العين والسحر والمس وغيرها من الاسقام الروحية بمنزله بحي العرضة الأمدرماني.

2) شجر السنط من فصيلة البقوليات ونتمنى لعائلة تعرف بالأكاشيات ( الطلحيات ) موطنها الأصلي القارة الأمريكية لكن كثرت زراعتها في السودان منذ حقبة الاستعمار وحتى الآن

3) يطلق السودانين كلمة مس ومرهم وبرهم للدلالة على المعجون الطبي الذي يوضع بالعين للعلاج.
















#مزمل_الباقر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الولد
- قصص قصيرة من السودان
- قصص مدرسية
- الفستان
- بشرى الفاضل .. وأقاصيصه التي أطارت عصافيرنا ( 3 – 4 )
- يعني شنو؟
- بشرى الفاضل .. وأقصاصيه التي اطارت عصافيرنا ( 2 – 4 )
- بشرى الفاضل .. وأقصاصيه التي اطارت عصافيرنا ( 1 – 4 )
- عن ابنة الأسرة الشيوعية .. عرض لفيلم : إلقاء اللوم على فيديل ...
- تاتو
- إنتي
- قلم حمرة .. أو ( ورد ) التي اعتقلت (5-5)
- وردة
- حتقبلي بي يا وردة؟
- قلم حمرة .. أو ( ورد ) التي اعتقلت (5-4)
- أرح
- قلم حمرة .. أو ( ورد ) التي اعتقلت (5-3)
- عركي: فيلسوف الأغنية السودانية
- عاطف خيري والإبداع المجنون  
- عاطف خيري والإبداع المجنون


المزيد.....




- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - مزمل الباقر - غين