أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - يونس والحوت















المزيد.....

يونس والحوت


راندا شوقى الحمامصى

الحوار المتمدن-العدد: 5032 - 2016 / 1 / 2 - 15:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


القول بأن يونان قد ابتلعه حوت من أمام الشواطئ الإسرائيلية وذهب به إلى نينوي- هذا يعني، أن الحوت قد عبر به البحر الأبيض المتوسط وخرج به من مضيق جبل طارق، ودخل المحيط الأطلسي، ثم دار حول الساحل الغربي للقارة الإفريقية، فالمحيط الهندي، ثم أبحر به عبر الخليج الفارسي، ودخل مسافة لا تقل عن 750 ميلا ليلقيه على شواطئ نينوي من نهر دجلة. كل هذا في ثلاثة أيام وثلاث ليالي فقط أمر يدعوا إلى التساؤل. علميا ، هذا أمر مستحيل . فهل هذا هو نوع من المبالغة من جانب المؤرخين. أو أن هناك معاني مخفية غابت عن قلوب المفسرين؟
قال بعض الرواة أن الرحلة قد استغرقت 40 يوما"
يونس والقرآن الكريم
أكرم الله رسوله يونس في أم كتابه فحملة سورة من القرآن الكريم اسمه وبعضا من آثاره، تخليدا لذكره وتمجيدا لعمله وعبرة للآخرين. هناك أيضا كثيرا من آثاره في سور أخرى من الكتاب الكريم تكشف عن بعض الغموض والتساؤلات التي اكتنفت قصته.
وككل مصطفى، كان وقع الرسالة عليه شديدا. إذ خارت قواه ووهن عزمه وارتعش بدنه وارتجفت مفاصله وكاد أن يهوى على الأرض. ظن في بادئ الأمر أن الله قد غضب عليه بإرساله إلى هؤلاء القوم- النينويين - غلاظ القلب. اللذين عرفوا بالفسق والفجور والمجون. وأضف إلى ذلك، كان يتربع على عرشها ملك متكبر جبار ذو بطش شديد. هرب يونس إلى مكان بعيد يلوذ من شدة ما وقع عليه. انزوى في ركن وانخرط في البكاء والنحيب وقضي ليلته في العراء طلبا العون عسى أن يرفع الله عنه هذه الغمة ويفرغ قلبه وينير بصيرته ويهديه سبيل الرشد. نادى ربه في الظلمات بكل أسف عن ما فرط منه:
" وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت
سبحانك إني كنت من الظالمين 78 فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين 88"

عبء النبوة
(يصف الرسول الكريم ما حدث ليونس عليه السلام عندما أقرأه الله أن يصدع بالأمر فقال:
"كان يونس … فيه عجلة … فعندما حمل أعباء النبوة تفسخ تحتها تفسخ الربع تحت الحمل الثقيل ولذلك السبب ذهب مغاضبا).
البداء الإلهي
منذ اليوم الأول الذي وطئت فيه أقدام يونس النبي شواطئ نينوي أعطى أهلها إنذارا لا رجعة فيه مدته أربعون يوما. إما أن يتركوا عبادة الأصنام وما هم فيه من فسق وفجور، ويتوبوا إلى الله، وإلا جعل أعلاهم أسفلهم وأسفلهم أعلاهم. حدث اضطراب عظيم بين الناس وتملكهم الذعر. إذ خشوا أن يكون ما أنذرهم به يونس حقا. وكلما اقتربت ساعة العذاب كلما ازدادوا قلقا وجزعا. وأخيرا دفعهم الخوف والاضطراب إلى طلب التوبة من الله. أرسل الملك مناديا يدعو القوم إلى الاستغفار وطلب التوبة من الله عسى أن يتوب عليهم ويرحمهم من الهلاك. فخلعوا ملابسهم العادية وارتدوا ملابس الحداد وجلسوا على الرمال كما هي العادة في ذلك الوقت. أخذوا ينوحون ويبكون ويعفرون رؤوسهم بالتراب. وقبل نهاية الأربعين يوما أرسل الملك ، مرة أخرى، مناديا ينادي في الناس أن لا يتناولوا هم وأنعامهم أي طعام أو شراب: " ويصرخوا إلى الله بشدة ويرجع كل واحد منهم عن طريقة الرديئة وعن الظلم 9 لعل الله يعود ويندم ويرجع عن حمو غضبه فلا نهلك"
وعندما رأى يونس أن السحاب يتراكم فوقهم، آخذ نور النهار يختفي تدريجيا، أدرك أن الهلاك واقع لا محال، فأعطاهم ظهره وذهب يتقيل تحت يقطينته منتظرا وقوع الغضب الإلهي على هؤلاء الفاسقين . رددت صيحات الندامة وصرخات التوبة والاستغفار الجبال والوديان. ووصل صداها مسامع يونس. كان يونس على يقين أن الله سوف لا يخلف وعده وأنه بلا شك سوف يسومهم سوء العذاب. وعندما دقت ساعة الصفر فجأة أشرقت الشمس من خلف السحاب وانقشعت الغمة وسكن الريح وعاد الهدوء والطمأنينة إلى القرية. حقا قد سمع الله دعاء التائبين. وكيف يهلك قوما وهم يستغفرون ؟
نعم، لقد وقع البداء، واستعمل الله حق النقض. ووفى بعهده فخصهم برحمته قبل أن يذيقهم عذابه. وفضل أن يعفو عن عباده علهم يتقون. ويعطيهم فرصة أخري ليستمعوا إلى رسولهم كي يخرجهم من الظلمات إلى النور ويبعثهم خلقا جديدا. لقد التزم سبحانه في الوقت نفسه بسنته التي أسنها في متن كتبه وصحفه بأن لا يهلك قوما وهو يستغفرون. وهذا أيضا شرط من شروط العهد الذي وثقه مع الخلائق أجمعين. قال تعالى: " وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون 33"
ذهل يونس مما حدث. وكاد يكذب عيناه وأذنيه. لقد خلف الله وعده ورحم عباده التائبين المستغفرين من الهلاك. وصل إلى مسامع يونس أصوات الحناجر التي ارتفعت بالتسبيح والتهليل والشكر والتكبير لله أرحم الراحمين. كظم يونس غضبه مما حدث. فكيف يخلف الله وعده ويتخلى عن رسوله ويستجيب لدعاء هؤلاء القوم الكافرين؟ ندم يونس على تسرعه وقلة صبره . فقد أمره الله أن يكون من الصابرين المستغفرين. فتضرع إلى الله يسأله العفو. إليكم بعضا من الحوار الذي دار بينهما: يونس في ألم وحزن: " 3 فالآن يا رب خذ نفسي مني لأن موتي خير من حياتي"
ولكي يعطيه الله درسا في عدم التسرع في طلب الهلاك لعباده ، أرسل ريحا قويا اقتلعت يقطينته الوحيدة التي كان يسكن تحتها، يستظل بظلها ويقتات من ثمارها. تملك منه الغيظ، وغضب غضبا شديدا. وإذا بصوت ربه يقول له:
-;---;-- الله: {"9 هل اغتظت بالصواب من أجل اليقطينة " ؟
-;---;-- يونس: " اغتظت بالصواب حتى الموت"
-;---;-- الله مؤنبا: " 10 أنت أشفقت على اليقطينة التي لم تتعب فيها ولا ربيتها … 11 أفلا أشفق أنا على نينوي المدينة العظيمة التي يوجد بها أكثر من أثنى عشر ربوة من الناس اللذين لا يعرفون يمينهم من شمالهم"}

محاولة الهرب
" وإن يونس لمن المرسلين 139 وإذ أبق إلى الفلك المشحون 140 فساهم فكان من
المدحضين 141 فالتقمه الحوت وهو مليم 142 فلولا إنه كان من المسبحين 143 للبث في بطن الحوت إلى يوم يبعثون 144 فنبذناه في العراء وهو سقيم 145 وأنبتنا عليه شجرة من يقطين 146 وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيد 147 فآمنوا فمتعناهم إلى حين 148."
كان وقع البداء على يونس شديدا. فقد ظهر بمظهر الكاذب بين أهل نينوي. مسه الحزن والغضب فصمم على الفرار من وجه الله وشماتة الناس. وجد سفينة على وشك الإقلاع إلى مكان بعيد فانزلج داخلها. وعندما استوت السفينة في أعالي البحر ، فرح يونس وظن أنه قادر على الفرار. وفجأة تلبد السحاب واكفهرت السماء فاظلم النهار. وهب ريح الشمول وتفجرت الأمواج وأصبحت السفينة لعبة بين ألسن الماء. فأخذ الرعب والفزع من على السفينة. كانت العادة الجارية بين الملاحين في ذلك الزمان أن يلقوا القرعة على من في السفينة، فمن أصابته ثلاثة مرات، يلقوه في الماء، قربانا إلى إله الريح والماء. أدرك يونس ما يحدث من حوله، فعلم أنه لا مفر من العودة إلى نينوي لمتابعة مهمته، إن رضي أم أبى. وعند ما أصابته القرعة للمرة الثلاثة ، قام على الفور وأسلم وجهه لله وقذف بنفسه في الماء. وفجأة سكت الريح وهبط الموج وظهر حوت كبير التقط يونس وعاد به إلى نينوي.
تفقد أهل نينوي صاحبهم فلم يجدوه. ذهبوا إلى غار له على الشاطئ فوجدوه خاليا. قال لهم أحد الصيادين أنه أبحر شمالا منذ وقت غير بعيد. توجهوا بأنظارهم نحو البحر علهم يهتدون إلى المكان الذي توجه إليه. وفجأة لمحوا نافورة حوت كبير يتجه نحوهم. فوقفوا يستطلعون الخبر. وعندما اقترب الحوت من الشاطئ انفغر فاه وخرج يونس منه حيا مرفوع القامة، لا جرح فيه ولا دماء . فامتلكهم الفرح،وعلت صيحات التكبير والترحيب. حملوه على أكتافهم إلى قريتهم. وعندما اقتربوا من القرية خرج أهلها عن بكرة أبيهم للترحيب بنبيهم. كانت حادثة خروج يونس من فم الحوت سليما أكبر شاهد على صدق رسالته. فقد رفعت الحجبات التي حالت بينهم وبينه. فسلموا أمورهم إليه والتفوا حوله يستمعون إليه. وكأب رحيم جلس يعلمهم مما أفاض الله عليه من فضله فيهذب أخلاقهم ويقوم ما اعوج من أمرهم ويوحد قلوبهم ويرفع من شأنهم. وعند كل غروب كان يعود إلى كهفه عند الشاطئ يقضي ليلته في العبادة والاستغفار وطلب الصلاح والفلاح إلى أهل نينوي ومن حولها من القرى.
وهكذا كان البداء محكا قاسيا للأنبياء، وامتحانا شديدا للعباد . أساء الناس فهم الحكمة الإلهية الكامنة فيه، وعزوا ذلك إلى ضعف الله ورسوله وعدم مقدرتهما على مواجهة آلهتهم وكبرائهم. فتمادوا في كفرهم ونفاقهم وضلالهم وما أسبغه الله عليهم من فضله ورحمته. قال
تعالى:
" وما أرسلنا في قرية من نبي إلا أخذنا أهلها بالبأساء والضراء لعلهم يضرعون94 ثم بدلنا مكان السيئة الحسنة حتى عفوا وقالوا قد مس آباءنا الضراء والسراء فأخذناهم بغتة وهو لا يشعرون95 ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون 96 أفآمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا وهونائمون97 أو آمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا ضحى وهو يلعبون 98 أفأمنوا مكر الله فلا يأمن مكر الله إلا القوم الخاسرون 99"

حقائق تاريخية
إليكم بعضا من الحقائق التاريخية التي ذكرها القرآن الكريم تتعلق بيونس عليه السلام.
أولا: تقتضي الحكمة والعدل الإلهي أنه إذا أراد الله أن يبعث رسولا إلى قرية مترفة يجتبيه من
بينهم، عليم بلسانهم، خبير بشؤونهم ، مطلع على أحوالهم وعاداتهم، كي يهديهم إلى الصراط المستقيم والنبأ العظيم. قال تعالى: " يا بني آدم إما يأتينكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي فمن اتقى وأصلح فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون 35"
وقوله أيضا: " وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ليبين لهم فيضل الله من يشاء
ويهدي من يشاء وهو العزيز الحكيم 4"
إذا طبقا لسنة الله التي لا تتبدل أو تتحول يكون يونس نينويا بابليا وليس سبطيا إسرائيليا.
ثانيا: حق النقض الإلهي.
يتجلى حق النقض الإلهي في قصة يونس عليه السلام بكل وضوح، وتتضح الحكمة الكامنة فيه. فقد كشف سبحانه لأنبيائه وأصفيائه، بل أيضا لعباده أجمعين، بعضا من الأسرار الإلهية التي أودعها الله في البداء، وكيف أنه سبحانه، قد وفى بعهده مع بريته فشملهم برحمته قبل عدله وأحاطه بفضله وحبه قبل أن يذيقهم قهره.

صاحب الحوت وحضارة ما بين النهرين
تثبت العديد من الشواهد التاريخية بصورة لا تقبل الشك ، أن رسل الله اللذين ظهروا خلال الكور الآدمي كانوا الآباء الروحانيون لتلك الحضارات العظيمة التي سادت خلال الستة آلاف سنة الماضية. مثال على ذلك الحضارة الإسرائيلية التي وصلت أوجها خلال حكم كل من داود وسليمان. فقد أصبحت تلك المنطقة منارة للمعرفة والهدى والعلوم والفنون والآداب ، وكعبة للمفكرين والفلاسفة اليونانيين وغيرهم. وقس على ذلك، الحضارة الكرشنية في الهند والزردشتية في إيران. وكذلك الحضارة المسيحية التي وصلت قمتها خلال القرن الرابع الميلادي بعد أن اعتنق المسيحية الملك الروماني قنسطنتين عام 330 م وسير جيوشا إلى أوروبا وشرق أفريقيا لإخضاع النفوس للدعوة الجديدة. وأيضا الحضارة الإسلامية التي ازدهرت في أكثر من مكان في العالم وقام المسلمون على نشر الفنون والعلوم والآداب في الوقت الذي كانت فيه أوروبا غارقة في الجهل والخرافات وسوء الإدارة.
يعتقد علماء الآثار المتخصصون في الحضارة أن السومريين هم اللذين قطنوا منطقة ما بين النهرين ما بين عام 5000 و 3000 قبل الميلاد. نزحوا إليها من مناطق مختلفة بحثا عن وفرة الماء والمرعي وخصوبة الأرض. فقد رحل إليها من الجنوب قبائل من شبه الجزيرة العربية، فرا من قحط الصحراء وقسوتها. وقصدها من الشرق قبائل من فارس ومدين. كان من بين النازحين إلى تلك المنطقة مزارعون ورعاة وأصحاب حرف وصيادين الأسماك وغيرهم. شكل
هؤلاء النازحون هم النواة الأولى التي خرجت منها فيما بعد حضارة ما بين النهرين.

الصوبريون
يخبرنا بعض العلماء أن الصوبريين Subarians يرجع الفضل إليهم في اختراعهم حروف الكتابة التصويرية. ولكنهم اتفقوا على أن السومريون Summarians هم اللذين قاموا بتطوير حروف الكتابة التصويرية إلى المسمارية. وبالتالي أصبحت عملية كشف الغموض في المخطوطات القديمة والمدونات التاريخية السابقة أمرا سهلا. كما عكست هذه المسجلات صورة لتلك الحضارات الإنسانية التي قد يعود تاريخها إلى 5000 عام قبل ظهور إبراهيم

الرسول البرمائي
اعتقد علماء الآثار والباحثون في الحضارة ما بين النهرين أن قصة ذلك المخلوق الذي
كان يسكن البحر كان نصفه الأعلى آدميا والسفلي على شكل سمكة. وكان يأتي في كل صباح يعلم الناس ثم يعود عند الغروب من حيث أتى، أسطورة خرافية اخترعها خيال السومريون الخصب. وذلك حسب اعتقاداتهم لما عثروا عليه من منقوشات على بعض القطع الفخارية التي يعود تاريخها إلى ما يقرب من (5000 إلى 3000 ) عام قبل الميلاد. هذه (الأسطورة) كما يطلقون عليها لها أهمية كبرى في بحثنا هذا وذلك للأسباب الآتية.
أولا: اسم المخلوق البرمائي:
أ‌. ذكروا أن اسمه هو أونيس OANNES . وهو أقرب ما يكون إلى العربية -يونس-. واسمه بالعبرية يوناثان الذي ترجم إلى اليونانية جونسJONAS . الاختلاف هنا ليس جوهريا بل لفظيا. إذ أن لكل لغة لكنتها الخاصة في لفظ الحروف والأسماء.
ب‌. كلمة أونيس مرادفة للكلمة اليونانية UON يون، وتعني المخلوق البرمائي.
ت‌. قال جرميا كان UON يون يعيش تحت الماء ويخرج من الخليج الفارسي كل صباح لتمرين الناس وتعليمهم وتهذيب أخلاقهم.
ثانيا: إذا رفعنا شبهة -برمائي- التي وقع فيها بعض العلماء، وذلك نتيجة مقارنة خاطئة في
الترجمة أو استنباط غير واقعي لقصة يونس والحوت وأدركنا أن كنايته بين قومه هي –
صاحب الحوت- كما أطلق عليه القرآن الكريم ، نقف أمام حقيقة رهيبة مذهلة كشفت عنها الحفريات وهي أن جميع الأوصاف التي استخرجت من تلك الحفريات تشير بدليل قاطع لا يقبل الشك أن ذلك المخلوق البرمائي هو المبعوث الإلهي إلى السومريون لهدايتهم إلى الصراط المستقيم، ولتجديد عهد الله معهم وإعدادهم لمجيء يومه العظيم.
ثالثا: سجل كاهن بابلي كلداني يدعى بيرو سس وصفه لسكان تلك المنطقة قبل ظهور هذا المخلوق البرمائي قائلا: " كان أهل بابل القدماء أشبه بالحيوانات. يعيشون بدون قانون أو نظام. في خلال تلك الحقبة ظهر مخلوق غريب من البحر يلتحف داخل سمكة (أنظر الرسم) يدعى أونيس "
وتابع قائلا:
" كان أونيس يأتي من جهة البحر في كل صباح فيتحدث مع الناس يفتق بصيرتهم الداخلية على العلم والمعرفة ويعلمهم تقنين القوانين ويدربهم على أمور بناء البيوت والمعابد . كذلك كان يدربهم على معرفة البذور والتميز بينها والأوقات الصالحة لزراعة كل نوع منها. كما أخبرهم عن كيفية جمع الفاكهة وحفظها. والاختصار، دربهم على كل شيء من شأنه تهذيب أخلاقهم وزيادة معرفتهم وتحليهم بالآداب والأخلاق الإنسانية. حقا، بالنسبة إلى ذلك الوقت كانت تعاليمه عالية بدرجة أنه لم يترك هناك مجالا لإضافة أي شيء إليها."

تعليق بوتوك
تحدث بوتوك في بحثه عن جذور اليهودية والمكان والزمان الذي ظهر فيه إبراهيم قائلا:" الصورة (التي قدمها علماء الآثار) مخالفة تماما لشهادة ذلك الكاهن البابلي بيروسس … فالكاهن والمؤرخ البابلي يتحدث عن مخلوقات غريبة الشكل نصفها الأعلى بشري والأسفل على شكل سمكة ظهرت من الخليج الفارسي والتي كانت على علم بالفنون والزراعة واستخدام المعادن وعلم الكتابة تلك المخلوقات في الحقيقة هم من البشر على نوع عال من الذكاء والمعرفة الباهرة. ولكن للأسف! ليس لدينا فكرة واضحة عنهم ولا ندري إلى يومنا هذا من أين أتوا واللغة التي كانوا يتحدثون بها"
أخيرا:
هل يمكن القول بأن أونيس هو يونس - صاحب الحوت- عليه السلام ؟ (د.شوقي روحاني وتفتح العهد)

المراجع
1عرائس المجالس ص 550
2 سورة ينس رقم 10
3 القرآن الكريم سورة الأنبياء رقم 21
4 عرائس المجالس ص 550
5 العهد القديم سفر يونان 3: 8-9
6 القرآن الكريم سورة الأنفال رقم
7 العهد القديم سفر يونان 4
8 العهد القديم سفر يونان 4
9 القرآن الكريم سورة الصافات رقم 37
10 القرآن الكريم سورة الأعراف رقم 7
11 القرآن الكريم سورة الأعراف رقم 7
12القرآن لكريم سورة إبراهيم رقم 14
13 التائهون ص 22 والحضارة الفارسية - سيكس الجزء الأول ص 54
14 المرجع للأسطورة - استيفاني دالي STEPHANI DALLY, MYTH FROM MESOPOTAMIA, OXFORD UNIVERSTY PRESS 1990 p 326
JERMY BLACK & ANTHONY GREEN “ GOD’S DEMONES AND SYMBOLS OF ANCIENT MESOPOTMIA” BRITISH MUSEUM PRESS 1992 P 163- 4
16 الاسم مترجم عن اليونانية.
17 تاريخ الفرس لسايكس ص 62
FRAGMENTS OF BEROSSUS, ALEXANDER POLY HISTORY, --print--ED AS APPENDIX 2 IN ROBERT, VERMONT 1987 P 250-251 - QUOTED FROM " FINGER --print--S OF GODS” BY GRAHAMS HONCPCK PUBLISGED BY MANDARIN PAPERBACK 1995 P 84- 85
“THE WANDERINGS” BY CHAN POTOK’S HISTORY OF THE JAWS -PUBLISHED BY FAWCATT CREST NEW YORK p 22



#راندا_شوقى_الحمامصى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظرة على قصة سيدنا نوح وسفينته
- الوحدة الإنسانية من منظور روحاني3-3
- الوحدة الإنسانية من منظور روحاني2-3
- الوحدة الإنسانية من منظور روحاني1-3
- التحوّل الروحاني للإنسان
- هل البهائية دين
- اتركوا التقاليد والموروثات وتحرّوا الحقيقة
- العلم والدين هما الجذور والأصول والسلف الأساسى والحقيقى للمد ...
- التعايش بين الأديان
- الإنسانية اليوم في مرحلة المخاض
- العدل الركيزة الأساسية لوحدة الجنس البشري2-2
- العدل الركيزة الأساسية لوحدة الجنس البشري1-2
- مزج الماديات بالروحانيات لخلق المدنية الإلهية2-2
- مزج الماديات بالروحانيات لخلق المدنية الإلهية1-2
- الميزان الصحيح لإدراك حقائق الأشياء
- لكل أمةٍ أجل ولكل أجلٍ كتاب (7-7) -عبدالبهاء -
- لكل أمةٍ أجل ولكل أجلٍ كتاب (6-7) - - بهاءالله -
- لكل أمةٍ أجل ولكل أجلٍ كتاب (5-7)- - الباب -
- لكل أمةٍ أجل ولكل أجلٍ كتاب (4-7)- بين القرن التاسع عشر والع ...
- لكل أمةٍ أجل ولكل أجلٍ كتاب (3-7)


المزيد.....




- المرصد الفرنسي للهجرة: الجزائريون أكثر المهاجرين تمسكا بالهو ...
- فرحة العيال رجعت.. تردد قناة طيور الجنة toyour eljanah 2024 ...
- المقاومة الإسلامية للعراق تستهدف ميناء حيفا بأراضي فلسطين ال ...
- بوتين يحضر قداس عيد الفصح في كاتدرائية المسيح المخلص بموسكو ...
- قمة إسلامية في غامبيا وقرار منتظر بشأن غزة
- بالفيديو.. الرئيس بوتين يحضر قداس عيد الفصح في كاتدرائية الم ...
- استعلم الآن … رابط نتيجة مسابقة شيخ الأزهر 2024 بالرقم القوم ...
- شاهد.. الغزيون يُحَيُّون مقاومة لبنان الإسلامية والسيد نصرال ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف بيّاض بليدا والراهب والرا ...
- الاحتلال يقيد وصول المسيحيين لكنيسة القيامة بالقدس في -سبت ا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - راندا شوقى الحمامصى - يونس والحوت