أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جوتيار تمر - لااصدقاء لنا














المزيد.....

لااصدقاء لنا


جوتيار تمر
كاتب وباحث

(Jotyar Tamur Sedeeq)


الحوار المتمدن-العدد: 5022 - 2015 / 12 / 23 - 16:40
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ساد في الكثير من الفترات فكرة ان الكورد ليس لهم اصدقاء ولا حلفاء، وتناولت كتب كثيرة هذه الفكرة واعتبرت ان وطنهم كوردستان بجبالها ووديانها كانت وستبقى الصديق الوحيد لهم، وعلى اختلاف ماورد في تلك الكتب من معطيات تاريخية وتفصيلية فانها اعطت رؤية واضحة وقَيَّمة حول ماهية الوجود الكوردي وماهية العلاقات التي تربط هذا الشعب بالاخرين لاسيما بالدول المجاورة، فعلى سبيل المثال ذكر تورد فالستروم وهو كاتب وصحفي سويدي ولد عام 1928، صاحب كتاب "ليس لنا اصدقاء من غير الجبال" في كتابه انه "ما إن عدت من كوردستان عام 1975 حتى كتبت وبسرعة ريبورتاجي الطويل هذا بهدف التحدث بصدق ووضوح عما عايشته وشاهدته، وربما بهذا العمل أردت المساهمة في إيقاظ ضمير العالم. لم أكن متفائلاً... فبرغم من كل شيء، هو مجرد كلمات لا اكثر....نحن نرى ان مطالبكم عادلة. نحن متأثرون بكفاحكم ولكن وضعكم ميئوس منه ولا نستطيع مساعدتكم..."، و استطرد قائلاَ ايضاً " لكني ومع ذلك آمنت في أعماقي بحل ما. لقد عرفت بأن كوردستان، هذه البلاد الرائعة يمكنها أن تتحول إلى واحة للسلام وملاذ للحرية في هذا الجزء المتوتر من العالم، وان مستقبل هذا الشعب العظيم يجب أن يكون شيئاً آخر غير القتال من اجل الحياة ضد الظالمين والمستغلين والطغاة..."، بهذه الكلمات التي قد يراها البعض بانها لم تأتي بجديد لكنه استطاع بها ان يلخص المأساة التي يعيشها الكورد منذ ازمنة طويلة ماضية، ومستمرة الى وقتنا الحالي.
لم يكن فالستروم الوحيد الذي تناول هذه المسألة فقد خصص كل من هارفي موريس و جون لوج كتاباً خاصاً ايضاً حول الموضوع نفسه ( لا اصدقاء سوى الجبال) التأريخ المأساوي للاكراد.. وعلى الرغم من ان الرؤية في هذا الكتاب اختلفت من حيث الطرح باعتباره يؤكد على ان الكورد عبر تاريخهم الطويل نادرا ما نعموا بفترة سلام واستقرار، كما انهم عبر تاريخهم لم يستطيعوا ابداً أن يجدوا حلفاء مخلصين لانفسهم . فقد كانوا على الدوام ضحايا انقساماتهم على أنفسهم، وأيضا ضحايا لتنافس القوى الخارجية والمجاورة.. الا انها اجمالاً ايضا تركزت على كون الكورد ليس لهم لا اصدقاء ولا حلفاء.
وفي الحقيقة ان الواقع اثبت رؤية اصحاب الكتابين بشكل لايختلف عليه اثنين، فالواقع الحالي مثلا خير دليل على ان الكورد لااصدقاء لهم بالاخص من دول الجوار، حيث ان كل من تركيا وايران والعرب في العراق وسوريا مازالوا يبذلون كل جهد ممكن وكل وسيلة متاحة من اجل الابقاء على الكورد خاضعين لهم، وغير مستقرين في مناطقهم ومدنهم وقراهم، بل ان الادهى والامر بأنهم يمارسون النفاق الواضح والصريح مع الكورد من حيث ابداء الاستعداد لمساعدتهم ومن ثم طعنهم كما في كل مرة من الخلف.. كما حدث ويحدث في معركة الكورد ضد الارهاب الداعشي.
لقد اثبتت التجارب الحالية بأن الكورد قضيتهم لاتحل بمساعدة هولاء بالذات.. ( ربما بمساعدة غيرهم) لان هولاء اصحاب نفوس ضعيفة لاتلبث ان تصل بهم الاحوال احيانا الى بيع انفسهم من اجل تحقيق مصالحهم الخاصة، حتى لو كان على حساب الاخر الجار بل المشارك معه في العملية السياسية، او الاقتصادية، بل حتى ان كان بينهم وبين الكورد اواصر وصلات اجتماعية موحدة، كما يحصل الان في المستنقع المسمى بالعراق، و في ايران وتركيا، فهولاء جميعاً يبذلون الغالي والنفيس من اجل طمس معالم الازدهار الحاصل في الكثير من الاصعدة في كوردستان، كما انهم يسعون دائما الى اثارة الفتن داخل الصف الكوردي من اجل اضعافه داخلياً، والصور واضحة فالكورد كلما وصلوا الى مرحلة متقدمة من تحقيق اهدافهم تظهر فئات غوغائية تطبق اجندات خارجية لتعمل على زعزعة الاوضاع الداخلية.
ومن ناحية اخرى تدعم الفئات الخارجية المعادية للكورد وتمدها بالعون والمال كي تبقى على صراع وحرب مع الكورد مما يعني بالتالي عدم تفرغ الساسة الكورد والحكومة الكوردية في كوردستان بان تبحث عن مصالحها وتصل باهدافها الى مستويات عالمية تتناسب وحجم القضية من جهة، وحجم المساهمة الفعلية للكورد " البيشمركة" في التحالفات الدولية ضد الارهاب الذي يهدد العالم كله وليس الكورد وحدهم، ولعل الغريب بأن دول الجيران التي تعاني من هذه الحرب نفسها، تنسى اضرارها وتنسى تهديد امنها واستقرارها داخلياً في سبيل الابقاء على الكورد منشغلين في هذا الصراغ الدموي المقيت.
ان ممارسة العهر النفاقي مع الكورد امر بات مؤكداً من هذه الدول، وامر بات لايختلف عليه الا من يمثل اجنداتهم حتى وان كانوا كورداً.. لكن الامر برمته يصب بنظري في مصلحة القادة والساسة الكورد الذين بات عليهم فقط الان الاعتماد على انفسهم وتحالفهم مع بعضهم من اجل ايصال رسالتهم الى المستويات المطلوبة لوضع حل مناسب لقضيتهم بعيداً عن التداولات الاقليمة المنغمسة في حقدها والملوثة ايديها بدماء شبابنا الكوردي.. فنحن عبر كل الازمنة لم يكن لنا سوى بعضنا.. ولم يكن معنا لا اصحاب المذاهب الدينية ولا القومية.. فقط كنا لوحدنا.. ولم يكن لنا سوى جبالنا اصدقاء نحتمي بها من شر هولاء وحقدهم النابع من صميم عقيدتهم وعنصريتهم المذهبية و القومية الشوفينية.



#جوتيار_تمر (هاشتاغ)       Jotyar_Tamur_Sedeeq#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صوت الموت
- معايير طائفية
- هموم الانثى تحتمي بالالوان في اعمال روناك عزيز
- حركية الاستعارة والانفعال ضمن جغرافية نص ( سفمونية النصر.. ش ...
- فصول البكاء
- تقديم ديوان (جمالية الصورة الفنية تضاهي جمالية اللغة في ديوا ...
- لماذا البيشمركة مستعد لمحاربة داعش(الارهاب) في الرقة
- الفوضى الخلاقة
- شنكال تعود لحضن كوردستان
- هل يشترط اتحاد الاجزاء لقيام دولة
- حركية الذات وايحائية الدلالات :قراءة في قصيدة -خاتمة الروح - ...
- (لماذا لا)... (حريتنا)..(دكتاتورية)
- رسالة الى الساسة الكورد
- اصوات شاذة
- الاخرون ومحاربة التجربة الكوردية
- غرابة الصراع في عصر الحوار
- وعورة الطريق
- انزلاقة اخرى ل -العبادي-.
- مطر / قصيدة
- هل هي ازمة اقتصادية ام ازمة حزبية


المزيد.....




- السعودية.. 28 شخصا بالعناية المركزة بعد تسمم غذائي والسلطات ...
- مصادر توضح لـCNN ما يبحثه الوفد المصري في إسرائيل بشأن وقف إ ...
- صحيفة: بلينكن يزور إسرائيل لمناقشة اتفاق الرهائن وهجوم رفح
- بخطوات بسيطة.. كيف تحسن صحة قلبك؟
- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جوتيار تمر - لااصدقاء لنا