أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إبراهيم رمزي - مهاجر: أما آن لهم أن يخجلوا ...؟














المزيد.....

مهاجر: أما آن لهم أن يخجلوا ...؟


إبراهيم رمزي

الحوار المتمدن-العدد: 5008 - 2015 / 12 / 9 - 00:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لا يهم أن تطلق لحية كالمخلاة لكي يتم تمييزك. ودون أن تنتسب لدينك، بسحنتك واسمك ولغتك - وربما لباسك - تصنّف في خانة: "عربي" أو خانة: "مسلم".
ولدول الغرب حساسية خاصة تجاه العرب والمسلمين، فتهمة الإرهاب - أو المشاركة فيه ماديا أو معنويا - جاهزة.
والمتهم بريء إلى أن تثبت إدانته، ولكن ترجيح الإدانة يطغى من البداية حتى إثبات التهمة أو إسقاطها، بعد بحث دقيق ومنصف وعادل. علما بأن الإرهاب والتطرف والعنصرية .. سمات لعدد محدود من الأحزاب، أو الأشخاص، بالعالم الغربي، ولكنها تواجه بالمحاصرة والرفض، وتفعيل القانون المجرِّم لها.
يتنامى شعور الفوبيا "إسلاموعربية" إثر كل حادث إرهابي يستظل بـ "الإسلام"، يضرب الغرب - أو أي بقعة من العالم -. فيصبح أي مقيم من أصول عربية أو إسلامية نصبا للشك والحذر منه. وتبدأ المعاناة في مجال الشغل، والمواصلات، ومحلات التبضع، والأماكن العامة، والتجمعات البشرية، و ... و ...
إن افتقاد الثقة في العنصر العربي والإسلامي مرده إلى قيام أفراد - ربما لم يتطرق الشك من قبلُ إلى تصرفاتهم - بأعمال إرهابية، أو تقديم المساعدات اللوجستيكية للإرهابيين.
فهل نلوم دول الغرب على أي عنت ينال من واقع المهاجر - العربي أو المسلم - المقيم بدول "الكفار".

لا يكفي أن تشْهَر أنك وادع مسالم لا تتبنّى أي إيديولوجية إرهابية، لأن كثيرين استغلوا ديموقراطية الغرب وإطلاقه العنان للحريات الفردية وتمسكه بحقوق الإنسان، فغدروا بالغرب ومواطنيه، وأسَالوا أنهار الدماء بمجانية مقيتة لا يرضى عنها أي شرع أو دين. ومنحوا بذلك فرصة للمتعصبين العنصريين للمضي في شحن العواطف ضد جميع العرب والمسلمين، وتوعُّدهم باليوم الأسود إذا وصلوا إلى سدة الحكم.
وحتى لو تم تصديقك، فإنك لا تسلم من نظرات الارتياب التي تتبعك في كل مكان، واعتبارك "مشروعا/ أو أداة" إرهابية نائمة.

تقسو على نفسك في تصرفاتك - مكرَهاً، متألما، متذللا - وأنت تحاول بكل ما في استطاعتك إثبات صفاء نواياك ونقاء سريرتك واستنكارك لكل "سلوك" إرهابي .. ولكن الوسم لاصِق بك، ولا ينمحي من جبينك. وقد "يتوقد" في حال أي اعتداء إرهابي، حتى ولو كان خارج حدود الغرب.

من أين جاء تحويل حياتك إلى "جحيم"؟ وقلقك على مصدر رزقك؟ وتخوّفك على مصيرك؟ وتهديدك - اللا مرئي - بترحيلك؟

إنهم الذين منحوا أنفسهم توكيلا ربانيا يبيح لهم العبث بالحياة وبالناس، وارتكاب ما تنفر منه النفوس السوية،
الذين يركبون على النعرات الطائفية لتأجيج الأحقاد وزرع الفتن، وتفريق ما اجتمع، وضرب البعض بالبعض، والتغرير بـ: البسطاء والسذج والشذاذ والحالمين والمتوهمين والناقمين ..
الذين يدْعون إلى تقديس الأحفوريات و"الأصنام" البشرية أجداد كل السفاحين على مر العصور.
الذين ضرب على أبصارهم فهم لا يبصرون إلا الخراب والدمار، ويتقاعسون عن المساهمة في أي بناء حضاري، يصل أنوار ماضي الإنسانية بمستقبلها الطموح.
الذين لا يؤمنون بأنوار العقل والمنطق وتطور التاريخ، وينادون بالقهقرى إلى أفكار الظلام القروسطوية، ببشاعاتها .. وسفاهاتها .. وآلامها .. وأوهامها .. وانحطاطها .. ويحاولون "تنميط" البشر وفق رؤاهم المتخلفة. كان "أستاذهم: هتلر" يرى أن "العِرق الألماني" خير ما أخرج للناس. فأين منه الآن وقد اندثر، واندثرت عنصريته وبغضاؤه؟

إنهم حملة الفكر الظلامي التكفيري، الوالغون من الدماء في كل آن وحين،
الذين يستبيحون القتل والتعذيب والتشويه والحرق والتمثيل بالجثث، وإذلال النساء والصبايا،
الذين ينتشون بتطاير الأجساد أشلاء، ويطربون لأنين الضحايا وبكاء اليتامى وعويل الأرامل ..
الذين يطفئون أنوار الأمل والجَمال والخير والفن والعلوم الدقيقة .. ويعتبرون: حقوق الإنسان، والمدنية، والدستور، والديموقراطية، والانتخابات .. مجرد بدع،
الذين لا يؤمنون بالحوار العقلي والجدال المنطقي والتعايش السلمي، ويظنون أن الإقناع يتم بالحديد والنار فقط،

أما آن لهم أن يخجلوا من تصرفاتهم؟ ويكفّروا عن جرائمهم؟ وينبذوا شططهم؟ ويتجردوا من ظلاميتهم؟ .. إن كانت لهم ذرة من الآدمية، وغيرة على مصير الإنسانية.
فالمجتمع البشري ماض في طريقه نحو التقدم الحضاري والعلمي بتصميم وعزم، ومصير أعداء حركة التاريخ ومعاكسيها هو التهميش ثم الزوال فالاندثار.



#إبراهيم_رمزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نكتة رئيس الحكومة المغربية
- نكحُ حوريةٍ، عمرُها: عمرُ الأزَل
- التطرف ونماذج من المعيش اليومي
- من يوميات الشيطان
- باسْم السيف وباسم الكوثر
- -السيخ- بغدادي
- على هامش مقال للأستاذ كامل النجار
- الوقاية من وباء التعالُم
- هوية
- قليل من الوقاحة
- جَنة وجَنة
- تعقيب على: خطأ إملائي.
- بأية حال عدت يا عام؟
- الفحش في المؤلفات
- من أرض لوط
- دستور .. يا عالم، دستور
- رسالة إلى دعوي: لا تكن إلهي
- مقعد إسلامي دائم في مجلس الأمن
- ظل الله في الأرض؟؟؟
- قراءة في كتاب: تجربة فؤاد عالي الهمة بين الإبداع والاستنساخ.


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إبراهيم رمزي - مهاجر: أما آن لهم أن يخجلوا ...؟