أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد علي - الدكتاتورية صفة فطرية ام مكتسبة ؟ (المالكي و البرزاني مثالا )














المزيد.....

الدكتاتورية صفة فطرية ام مكتسبة ؟ (المالكي و البرزاني مثالا )


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 5004 - 2015 / 12 / 3 - 19:04
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


اذا اعدنا النظر في حياة الدكتاتوريين في العالم و تمحصنا في تفاصيل و ثنايا حياتهم جميعا و كل حده بشكل دقيق و علمي لتقيمه، اننا نكشف الخلل في تاريخ حياتهم جميعا من حيث الولادة وا لترعرع والبيئة و التربية، و اننا نكتشف بان اكثرهم يشعرون بالنفقص جراء ما حدث في حياتهم من امور لم يحدث عند اقرانهم، سواء عند بدايات حياتهم او في مراهقتهم وعند اختلاطهم مع المحيط، او لدى عوائلهم و معايشتهم لهم، و انعكس عليهم ما يحسون به سلبا، اوكان هناك لديهم نقصا جسميا كان ام نفسيا و تاثروا به، و لم يسيروا كما اعتادت عليه اصدقائهم او رفاق دروبهم . و منهم عاش طوال حياته من الخوف و التردد و ادخل في مواقع سواء كانت سياسية او اجتماعية عنوة و لم يمر بمرحلة طفولة و مراهقة طبيعية صحيحة، و اجبر في اداء واجبات اكبر من مقدرته و كفائته من جهة، و انه نظر الى مكانته وكانه اعتلى كرسي النبوة في قرارة نفسه و لا يمكن ان يكون احدا اعلى منه سواء تسلطا او مكانة اجتماعية او سياسية او عسكرية من جهة اخرى . فنجد منهم عاش طفولة مريرة و تعقد من حياته و ليس فيهم من لم يفشل فيما ذهب اليه في بدايات حياته على العموم، و الاخر ابعد عنوة او نتيجة ظروف ما ليعيش عمره كما يتطلب ذلك .
ان لم نتكلم عن القدماء امثال هتلر و موسوليني و فرانكو و ستالين و صدام و غيرهم كثيرون، و ما نعلم عن حياتهم بشكل مفصل و كيف اجبروا على ذلك سواء ذاتيا من خلال تربيتهم و بيئتهم او بعقليتهم و ما توراثوه جينيا او اكتسبوه نتيجة تعاملهم مع الحياة و ما حولهم . ان اكثرية القيادات التي راحت و سقطت نتيجة ثورات الربيع العربي اكتسبوا صفة الدكتاتورية نتيجة ملذات السلطة مضافة الى صفاتهم الذاتية من الانانية و النرجسية و حب الذات اكثر من غيرهم، سواء كانت متوارثة او نتيجة لنقص فرض عليهم ان يعوضوا عنها بانانية و حب الزائد للذات اكثر من غيرهم . و تلقوا ارضية مناسبة لعدم اعادة النظر فيما هم سائرون فيه، بل ازدادت تلك الارضية من قوة دكتاتوريتهم و توغلوا في عمق الانانية و رفض الاخر و التسلط/ و ما نتج عنها هو الدكتاتورية بشكل طبيعي . و في نجاحهم في السيطرة على الامور سواء بشكل مفاجيء او تدريجيا، يكونوا قد دخلوا في عالم خيالي لم يستطيعوا ان يخرجوا منه بسهولة، و بالاخص لم يلاقوا من يعيدهم الى رشدهم نتيجة الحلقة الضيقة التي تحيطهم بهم من اولئك الجبناء المصلحيين الذين كانوا مفرطين في مدحه و الا لم يستطيعوا البقاء معه لمدة ما .
اما المثالين الذي نخص كلامنا عنهما هما، نوري المالكي ومسعود البارزاني و هما من اقرب ما مرنا بهما زمنيا، نتيجة لدوافع و صفات مختلفة لديهما عن البعضو هما على درجات متساوية من حب الذات و حبهما للتسلط و التعلق بكرسي السلطة .
فالمالكي جاء من مكان لم ير شيئا كدافع طبيعي، يمكن ان نتوقع ما فيه من ما يمكن ان يصل به الى ما وصل اليه، و هو يورث قيادة حزب عريق صدفة او عنوة او نتيجة ظروف خلقت صدفة، او نتيجة لما حصل له من الانشقاقات و لم يبق على اصالته كما انبثق منذ البداية، فتحول من حزب مبدئي ديني الى حزب سياسي اسلاموي بعيد عن المباديء الدينية العامة التي اسس من اجله، و عمل وفق كل الصراعات السياسية و لم يلتزم بالدين من قريب او بعيد نتجة انشغاله بامور السلطة والحياة، و بالاخص فيما بعد سقوط الدكتاتورية، و اوصل صفاته الذاتية ان يزيح اقرب اصدقائه و كان هو محكوما منه، و اعتلى كرسي الحزب و راوغ الى ان اوصل حاله، و يمكن ان نشبه ما قام به بطريقة صدامية لما فعله ضد البكر، و وصل الى ما هو عليه الان من السقوط المدوي . فانه كان نرجسيا و انانيا لحد لم يدع ان اي منا ان يعتقد بان ما فعله كان اضطراريا .
اما مسعود البرزاني فهو من تربية الجهاز المخابراتي الداخلي لحزبه و لم يتعامل مع الحزب ككيان سياسي له اهدافه ومبادئه و استراتيجيته بل ترعرع في كيفية اقصاء المناوئين و التحايل على المعارضين و تهويل ما يبدر منهم لتخويفهم اضافة الى تربيته الشخصية من عائلة عشائرية و من رئيس لقبيلة من اب الى الجد و الاستناد على الدين و المشيخة ايضا لاخضاع الاخر سواء القريب منه او البعيد، و ظروفه العائلية من علاقاته مع اخوانه و القريبين منه يدل على مدى حبه لذاته، وانكاره لذلك علنا و ادعائه العكس نظريا اي قولا و يتصرف عكس ذلك فعلا و تطبيقا، بينما انانيته معروفة لدى الجميع . و من يتابع سلوكه و حتى تصرفاته الشخصية سوف نتاكد من تعامله مع السياسة، على سبيل المثال، ان دققنا في تصافحه مع من يلتقي بهم حتى انه لا يقبٌل المقابل و لكنه يدع الاخر يقبَله، و ان كان المقابل اكبر منه سنا او مكانة او مرتبة . فهذا دليل واضح نفسيا على مدى اعتقاده بعلو و سمو مكانته و النظر الى الاخر بالصغر و الازدراء و هذه صفة اصيلة من صفات الدكتاتورية .
اي، ان الدكتاتورية الحديثة ليست باقل من الدكتاتوريات القديمة على الرغم من التغييرات التي حصلت و المستجدات السياسية و التخصص في العمل و المؤسساتية المفروضة ان تسيطر نفسها على اية دولة علمانية حداثوية . و عليه، لم يحصل الشعب الذي يحكمه هؤلاء على نتيجة مرجوة و لا يمكن ان يحقق اهدافه و ان وصل الى القمة، و كما راينا العراق ايام المالكي و الفرصة الكبيرة التي سنحت من توفر الثروات و الوضع العالمي، و لم يستغلها و لم يتقن اللعبة السياسية نتيجة تفكيره بامور ذاتية و ليس عامة، و هكذا للبرازني الذي دفع بالقانون و ضربه ركله واوقع مصير الشعب الكوردي الهاوية و لم نجد انفسنا الا ما نحن فيه من المآزق المتراكمة، و في مقمدتها الازمة الاقتصادية الخانقة التي مهما حاولت السلطة الكوردستانية المتمثلة بالبرزاني، لا يمكن ان يخرج منها مهما دعى هو و الموالين له .
اذا، الدكتاتوريات ليست من صناعة مختلفة بل هي نتيجة عوامل ذاتية و موضوعية متشابهة تقريبا رغم اختلاف العصور و ما تتسم به .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما تريده السعودية للعراق و ما تفضله ايران
- لماذا يتهربون من المسؤلية في بغداد ؟
- هل حقا السعودية تحارب الارهاب ؟
- السعودية تعدم حصانا مثلي الجنس !!
- الازمة الاقتصادية و توجهات السلطة في اقليم كوردستان
- ابو شيرزاد والازمة الاقتصادية التي لا تُطاق
- هل البيشمركَة قوات بريطانية ؟
- هل يمكن تجسيد الدولة العلمانية في العراق مستقبلا ؟
- شهيد آرام خالد الذكر
- تاثير الخلاف الروسي التركي على كوردستان
- لماذا هذا الموقف من اليساريين العروبيين تجاه كوردستان ؟
- امريكا اتفقت مع الجناح المعتدل في ايران فقط ؟
- كيف ترد روسيا على ما اقدمت عليه تركيا ؟
- لا تهديدات ارهابية حقيقية ضد امريكا !!
- من اسقط الطائرة الروسية تركيا ام امريكا ؟
- رغم المآسي لم يقدم العراقي على تحديد نسله !
- فما الضير من اية خطوة ان كانت النتيجة استقرار العراق ؟
- لما بروز اصحاب الوعي المزيف ؟
- التاخي الكوردي العربي من الاولويات لدى العقلاء
- لماذا يحن حتى الشعب الكوردي لاسرائيل ؟


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد علي - الدكتاتورية صفة فطرية ام مكتسبة ؟ (المالكي و البرزاني مثالا )