أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احسان العسكري - (ألفُ انكسار) وخلود واحد معادلة اوجدت لها د. راوية الشاعر حلاً لايضاها قراءة في قصيدتها .. (تعال كانون)















المزيد.....

(ألفُ انكسار) وخلود واحد معادلة اوجدت لها د. راوية الشاعر حلاً لايضاها قراءة في قصيدتها .. (تعال كانون)


احسان العسكري

الحوار المتمدن-العدد: 4995 - 2015 / 11 / 24 - 19:04
المحور: الادب والفن
    


* احسان العسكري
* حينما تطلقُ النداءات لايجد غير الجبان عذراً ولكن امرأة بكل هذه الصلابة وهذا الكم الهائل من العاطفة والانسانية لايمكن ان تقبل عذر احدهم مهما قدم من مبررات , وهي تدوزن بقايا وجعها بسيمفونية الألم الجميل . مذ عرفتها هي راوية الانسانة ومليكة الشعر وصوت المرأة المثقفة الحالمة المحترمة . هاهي من جديد تقدم لكانون دعوة طالما حلم بها وتمناها تموز مذ وجِد ان اتنماء الشاعرة لذاتها يعدُ بمثابة اعلان عن الفضائل التي تربت عليها والفت العيش معها بسلام فهي أنه لا تخشى الأحداث مهما تشعبت وانجبت احداثا جديدة موضحةً سمو أهطموحاتها فهي المجاهدة لمجد بلادها العاشقة لسمو شعبها في افاق العالم والمجتهدة لتحقيق ذلك
" تعالَ كانون
حجرة الخلايا
توجعها جاذبية دورانها
مذ صار الدم عازلاً
على شرفة شريان مصلوب
تعالَ كانون
احملْ نعش الصباح
على كتف حساب مؤجل
اغسلني بـــ القبل التائبة
التي غفتْ تحت شراشف العزلة
لــــ الف انكسار"
* حجرة الخلايا هذه مجازٌ لما تراه الشاعرة راويه الشاعر بقايا انسان لما يزل يختلط بذكرياته عبر عصورٍ من التوجهج البريء لذات الشاعرة . انها دوامة من دمٍ معطرٍ بياسمين الحياة فهكذا عطور تكون عادة ازلية الخلود براقة الشكل حانية المغزى ونقية السريرة . تضع الشاعرة هنا ذكراها في هذه الدوامة التي اوجدتها فهي الطامحة للحياة الجميلة والمحبة للإنسان كيف ترى كل هذا الهوان ولا تنتفض فلا الصباح يقض فيبعث في نفسها الأمل ولا لكانون عباءة يمكن ان تخفي عن القدر ما لا يجب ان يراه . مؤدلجٌ ذلك الحساب لا مؤجل ولكن الشاعرة هنا صاغت لخنصر البراءة خاتماً من سمرتها والبسته التوبة البريئة بعد ذنب الوفاء .. وللعزلة بقايا سكون لما يزل يقض مضاجع الشعراء بمختلف تكويناتهم واتجاهاتهم .. ويبقى النداء "
تعالَ كانون
ارزقْ منطاد العين
بـــ أولاد السحب
وهم يلعبون على كوكب الرمش
يدغدغون أزرار الربيع
كلما كان قميصه مشدوهاً
مرسوماً بــ الزهور والموائد "
* موائد الذين رحلوا كانت مزينة بزهور الاستقبال وربما افترشت الشاعرة هنا لمقدمهم الارض نرجسا وغطت أفول اليقين بشيءِ من عزلتها وهي تعيد صقل البراءة ببراعة وتناغي احلام الطفولة المسروقة هنا كما يناغي الندى جفاء السحب ويدغدغ اطراف القمح حين السحَر , لوحة جميلة رسمتها الشاعرة هنا بعشق كان بعظمة عشق زليخة لـ يوسف ما قدت قميصه غير حرقة الغياب والم الفقد وكأنه يتقلب على سرير من رماد تكون من بقايا معركة ودماء لم تجف بعدُ ً
" تعالَ
فكْ عقدة البرد من اللسان
حتى يستفيق اللحن
من كهف حنجرة
يجلجلها الصمت
بـــ صفير الخواء "
* ايها الحالمون على شواطيء ساحةٍ ما لم يعد للصمت من كناية ولا للتقية من حضور فعقد اللسان لايحلها الصمت وهاقد استفاق لحن الحرية ودق الخطر ناقوسه بمكرٍ وآن لحناجركم ان تصدح باسمي فأنا (هلهولة) لم ترضَ بـ (فرعتكم) ولن يسكتها وعد قاله قائل بين منصة لامعة وسلطةٍ خاوية ومملكة من الشهداء حدودها عند الله وبابها وطني .. نعم ان الشاعرة د. راوية الشاعر تعي تماماً ما تقول فهي تتنصل ببراعة من مسؤولية الانثى لتقف على طريق المرأة بشجاعة الرجل وعنفوان الفارس وشدة (اخت الرجال) وصبر العراقية وعذوبة ورقة وانسانية الشاعرة . تقف كالنخلة السامقة غير آبهة بفؤوس النفعيين وارباب المصالح والمنافع لتستنهض همم ابناء اخوتها فهي عمة الثوار . تقف مناديةً تعال ....
تعالَ
فـــ غيرة المواسم تشحذُ الفقر
بـــ صلابة عظمي
تتحالفُ لــ قص رائحتكَ
من تقويم جلدي"
* لا حيلة للصمت هنا ولا مكان للصمم فغداً لا بقاء لنخلة ولا سمو ولا عزة ولا كرامة وسيختطف الغرباء ما تبقى من (برحي) الحياة كما اختطفوا احلامنا وفي وضح النهار . امرأة بكل هذه الصلابة والعنفوان والقة بالنفس لايمكن ان يتجاهل نداءها حر ابداً سيما وهي تخاطب تأريخاً من التحدي فلحرارة الحنين ذكرى ولعرق الجبين نشوة وللثورة رائحة وبالسياط عزوف عن معانقة اكف الجلادين , تخاطب كانون بعقلية الواعية وكبرياء المنتصرة مغازلةً كانون : مالَكَ
تنوء بثقل الثوار"
وهم يعتصمون امام الأعوام
بــ لافتة ساخنة
وشعار قلق
تتعسكرُ بـــ خنادق ضيقة
تناور بـــ قصف الأصابع
كلما لوحتْ نوايا الاعتقال
بـــ الغرق ... في سمرة ورق
كلما صافحَ الغدر سطراً
مبتلى بالوفاء
لـــ لمس عاص
في ثياب قصيدة عذراء"
* باقِية على سجاياهـا الجميلة التي وهِبتْ لها ويسعد بها أحبتها تخالط بكل هذا الشعور الجميل حسرة على خصومها بإنسانية عظيمة هي داعية للخير بلا شر , لدرجة انها وضعت عشقها للوطن بآنية الحزن وهذا ليس غريباً فهي السومرية الاكدية الاشورية هي ابنة هذا التراب . فبقصف الاصابع ومرارة الاعتقال تسجن حزنها ويسعدها ان الوطن سعيدٌ ببعده عن أعدائه ولن يتسنى لهم نصب مكيدة او التقاء شرين او ابتعاد أمل . هذا الوطن المبتلى بالوفاء من الممكن ان يرى كل قاريء لهذه الكلمات رؤياه الخاصة ويشعر شعوره الأقرب فلربما قيل ان المرأة وطن مبتلى أو ان راوية الشاعرة مبتلاة بأنثى تسكنها وقلب رجل محترقٍ على وطنٍ يهز كيانها أو يقال ان هذه الشاعرة تناجي حبيباً ادرجه القدر على قائمة المبعدين عن الحياة مع الاحتفاظ بعيشها . وهنا تتبلور امامنا امكانية الشاعرة في فنانة تشكيلية تستخدم الحروف لرسم لوحة تنتمي لمدرسة الواقع بجذور شتى
" تعالَ كانون
فميلادكَ يحملُ حقائب النذور
وتذاكر التحليق تنفد
وأنا أنثى
يلومها التذكار
لــ أحد عشر منجلاً
يجزون العشب صاحياً
على مرأى
من أمهات العطر
في صدر المواويل
* بنفسٍ لاتقبل بالذل وروح ترفض الخضوع للضعف وقلم يسامق النخيل عطاءاً . كتبت راوية الشاعر ملحمتها الجميلة هذه مخاطبةً كل من وقف موقف المتفرج وشادةً على عضد من خرج من جلباب العادت المريض وتقاليد الجهل المقيته . فهي لم تمضِ الا بما اشار عليها ضمير الإنسانة به برضى وقناعة تامة . شاعرة ترى في قطاف المحاصيل انجاز وفي تركها للطيور مثلبة وهاهو الشتاء قادمٌ بليله الطويل وكل يستقبله بطريقته الخاصة فمن نعم براحة فرح به ومن فقد عزيزاً حزن معه ومن عشق آالمه مقدمه فماعاد لليل من رفقة تسر , ان دعوتها لكانون هي دعوة للاستكانة مما نحن فيه بشرط ان نحقق ما نصبو اليه وما نمقته من لؤم وترك الناعقين المصلحين كذباً يغرقون بدوامة من الهذر واللغو التي لا يمكن أن يبلغوا غايتهم بطريقة كهذه , فنسفها الأبية ترفض الخنوع وقبول الذل كما عهد ناها في كل قصيديتها ونحن نتقل بين كلماتها تنقل المنتقي للزهور وسط جنة من العطر والازهار فكل ما نقتطفه ذو لون وصبغة واسمٍ وحضور . راوية الشاعر مغنية هادئة تجيد اختراق الحزن للمواويل وتقدر ان تستخلص الأطوار من اللحون , فالف طوبى لحروفٍ راقتها اصابعكِ وهنيئاً لقلب شعر بما يجول في خلجات قصائدك



#احسان_العسكري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مهند طالب هاشم كاتبٌ بشاعرية العاشق وشاعرٌ بخيال الكاتب قرا ...
- من اوقد جمرات الراكض ومن ركض على جراحه ؟ قراءة في جمرات الش ...
- مزاولة التذكر بين هاجس الابتعاد وحلمُ القرب قراءة في ملحمة ...
- ارجوحة الصياد بين الثبات والانتقاء والتقاط الندى قراءة في خط ...
- ارجوحة الصياد بين الثبات والانتقاء والتقاط الندى قراءة في خط ...
- قالوا سنغرق في الوجل ( إشگد عسل وآشگد فشل )
- حلم (باسم فرات) البوليفاري يتصدر الاعمال الفائزة بجائزة جواد ...
- العربانة فليم سينمائي ام ملحمة شعرية ؟
- القمر العجوز ...بريقٌ على وجنة قراءة في لوحة سومرية ل حيدر ...
- الشاعر عامر ضايف السلمان بين عشق العزلة وانطلاقة المنتصر ... ...
- قراءة في اصداءُ القلق. الشاعر عامر ضايف السلمان بين عشق العز ...
- قمر أور يسكن قلب الشاعر ذو الجناحان الذهبيان اطلالة على بستا ...
- التناص مع الخيال والقبول بواقع مغاير -الشاعر علي مجبل - والح ...
- شاعرة الفرح المستنير القا تكتب بمداد الحزن السومري
- على الحدود المتاخمة ل (جمهورية البرتقال) الشاعر ابراهيم الخي ...
- الصعود اللامتناهي في شعر عباس ريسان ( دهشة العطور ) وخطوات ن ...
- إفتراءاتٌ لم تفضح بَعدُ
- النص الغنائي بين التماهي مع الذكرى ومحاولات انعاشه , نصوص ال ...
- القومية العربية فكر وتدبر
- مهرجان المربد الشعري الحادي عشر (احدى عشرة وقفة مع الجمال)


المزيد.....




- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احسان العسكري - (ألفُ انكسار) وخلود واحد معادلة اوجدت لها د. راوية الشاعر حلاً لايضاها قراءة في قصيدتها .. (تعال كانون)