أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صافي الياسري - من انجب داعش ؟؟















المزيد.....

من انجب داعش ؟؟


صافي الياسري

الحوار المتمدن-العدد: 4994 - 2015 / 11 / 23 - 12:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من انجب داعش ؟؟
صافي الياسري
قال وزير الخارجية الاميركي جون كيري في معرض رده على هذا السؤال مؤخرا : ان السجناء الذين أطلق بشار الأسد والمالكي سراحهم هم شكلوا داعش
وفي مقابلة أجرتها معه قناة فوكس نيوز بشأن كيفية نشوء داعش، قال جون كيري وزير الخارجية الأمريكي: أطلق بشار الأسد سراح 1500 من السجناء والمالكي 1000 سجين هؤلاء هم الذين شكلوا داعش. وكان المسؤولون ووسائل الاعلام الدولية سبق وأن كشفوا عن اطلاق سراح هؤلاء الأفراد وقادة القاعدة من قبل النظام الايراني. هؤلاء الأشخاص تولوا توجيه الأفراد المطلق سراحهم من قبل بشار الأسد والمالكي ورتبوا تنظيم داعش .
ربما كان في هذا الكلام بعض الصحة لكنه ليس دقيقا تماما وهو محاولة عقيمة للتبرؤ من مسؤولية اميركا الاكبر في تشكيل داعش التي هيأ لها التطرف الايراني والطائفية التي رسخها في سوريا والعراق ،البيئة والحواضن لتقوم تطرفا وارهابا سنيا مضادا للمشروع الارهابي الطائفي الايراني ،ومسؤولية اميركا في تشكيل داعش ليس بالضرورة ان تكون مباشرة نفقد كان سجن بوكا هو الرحم الحقيقي الذي انجب داعش ،
فقد واجه الاميركان بعد احتلالهم العراق،هبة رفعت الراية الوطنية في وجوههم،وكان اغلب رموزها من السنة الذي شعروا مسبقا انهم سيفقدون دورهم القيادي التاريخي في العراق، ،لصالح تنظيمات شيعية استمدت قوتها من دعم ايران،ومن تخوف الاميركان من الحراك السني،الذي اخذ شكل مقاومة مسلحة،لم تخف عداءها لهم،ولم تتقبل فكرة الحوار معهم،الامر الذي دفعهم الى التحالف مع الشيعة،الذين وجدوها فرصة للصعود الى كراسي الحكم والنفوذ التي كانت محرمة عليهم قرونا عديدة،ما زاد من نقمة السنة الذين باتوا برغبتهم او بدونها حواضن لتنظيمات مسلحة متشددة، تقبلوها برحابة صدر بسبب شدة الشحن الطائفي نتيجة الاقصاء الذي مارسته الاقطاب الشيعية الحاكمه ،والذي تفجر حربا اهلية اججتها عملية تفجير قبة ضريح الامامين الحسن العسكري وعلي الهادي في سامراء، والتي دفع العراقيون ثمنها الاف الضحايا،وما زالت الخنادق التي حفرت بين الشيعة والسنة في حينها لم تردم تماما،ويومها القى الاميركان القبض على اعداد غفيرة من المتشددين السنة، واحتجزوهم في سجن بوكا في البصره سنوات عديدة،ولم تنفع في التخفيف من تشددهم سيناريوهات الاميركان ومحاولاتهم تغيير ارائهم ومواقفهم والتخفيف من تشددهم،عبر توظيف عدد من رجال الدين السنة لالقاء محاضرات تروج لما اسمي بالاسلام المعتدل ،ونبذ العنف،وحتى انتفت الحاجة الاميركية الى السجن،جرى اطلاق سراح السجناء،الامر الذي اثار امتعاض الكثير من الساسة ورجال الحكم الجديد في العراق،وبخاصة انهم عرفوا ان هؤلاء السجناء سوف يشكلون قاعدة جديدة لحرب ضروس ضدهم هذه المرة وليس ضد الاميركان الذين كانوا يهيئون انفسهم لمغادرة العراق، ومن بين هؤلاء السجناء كان ابوبكر البغدادي،الذي نشط داخل السجن لتحشيد اعداد من السجناء خلف تنظيم القاعدة، الذي كان قد نظم هجمات ضارية ضد الحكومة التي وفرت لها الادارة الاميركية الدعم والاحتضان،بينما نشطت ايران في احتواء اغلب اركانها عبر التخويف من الحراك السني المسلح،وبخاصة ان اجنحة عديدة منها كان لايران الدور الرئيس في تنظيمها وتمويلها وتدريبها وتسليحها وتوحيد خطابها وحركتها ولو في الحدود الدنيا على وفق الالتزام المذهبي او الطائفي، حينها كنا جميعا على بينة ان الذين اطلق سراحهم من بوكا،سوف يبحثون عن اماكن لهم في صفوف القاعدة، وذلك ما حصل فعلا،ويومها انتقل ابو بكر البغدادي الى سوريا،التي لم تكن قد شهدت بعد الحراك الشعبي ضد الاسد وانطلاق فعاليات اجنحة القاعدة فيها،بل انها كانت متهمة من العراق بانها تدعم البعثيين وعناصر القاعدة للقيام بعمليات ارهابية في العراق ووصل الامر حد الشكوى الى مجلس الامن والجمعية العامة للامم المتحدة، وليست لدينا تفاصيل دقيقة حول حراك ابو بكر البغدادي في سوريا، سوى انه انضم الى صفوف القاعدة،ومن ثم تدرج في مراتب التنظيم،في الوقت الذي كان الزرقاوي في العراق يقود جناحا مواليا للقاعدة،تهاوى مع مقتله او ضعفت فعاليته ونشاطه، مع انه لم ينته تماما، وثمة من يتهم ابوبكر البغدادي بانه من كشف مكان الزرقاوي للاميركان، وان الطائرات الاميركية قصفت البستان الذي كان ياوي اليه الزرقاوي ،بعد ان خرج منه البغدادي،واعطى اشارة لاسلكية متفقا عليها حول المكان ،وهذه الرواية ان صحت او لم تصح بعد شيوعها ،انما كانت تؤشر علاقة تخادمية بين الاميركان والبغدادي، وليس هناك من دليل ثابت عليها، سوى التكهنات بعلاقة نمت بين الطرفين في سجن بوكا،وثمة من يقول ان الاميركان يسعون اليوم الى قتل البغدادي لطمس أي دليل على تلك العلاقة،حيث يوجد باعتراف وزارة الدفاع العراقية 15 ضابطا مهمتهم تاشير موقع البغدادي تمهيدا لقتله بعملية نوعية شبيهة بتلك التي نفذتها القوات الاميركية في باكستان ضد بن لادن،وان هؤلاء الضباط يعملون باستقلالية تامة عن القوات الاميركية والعراقية ويقيمون في المنطقة الخضراء وقد عمموا على حراسها ان يسهلوا مرور من يقصدهم ممن يحملون معلومات حول تحركات البغدادي.
ويكاد يتفق عموم المتابعين لحراك القاعدة في العراق،ان سجن بوكا الاميركي وضع اللبنة الاولى لتنظيم داعش الذي ما لبث ان انشق عن القاعدة وبدأ فرض سطوته على بقية اجنحتها في سوريا وارغم الكثيرين على خيار مبايعته او القتال، وبدا ذلك واضحا في تعامله مع جبهة النصرة في سوريا،ومع النقشبندية والبعثية في العراق بعد استيلائه على الموصل،وفي هذا السياق أكدت صحيفة بريطانية معروفة، الخميس – السادس من نوفمبر (الاندبندنت )2014، أن سجن بوكا شكل "بنية فريدة" جمعت قادة البعث المنحل مع الإسلاميين المتطرفين، بنحو مهد الطريق لتحالف المجموعتين المختلفتين، مبينة أن تنظيم (داعش) انبثق من "رماد تنظيم القاعدة" حيث تدربت عناصره على المهارات التنظيمية والإعداد العسكري، في حين تبنى البعثيون أفكار "العنف المتطرف".
وقالت صحيفة الاندبندنت The Independent البريطانية، إن "المعلومات الصادرة عن مؤسسة سوفان غروب Soufan Group المعنية بدراسات المجاميع الإرهابية، دلت على أن زعيم داعش، أبو بكر البغدادي، قضى خمس سنوات في سجن معسكر كامب بوكا، برفقة أبو مسلم التركماني، الذي يعتبر الشخص الثاني في التسلسل الهرمي لقيادة ذلك التنظيم".
وذكرت الصحيفة، أن "الزعيم العسكري لتنظيم داعش، حجي بكر، الذي قتل في وقت سابق، وقائد مجموعة المقاتلين الأجانب، أبو قاسم، كانا أيضاً من نزلاء السجن نفسه، مع البغدادي"، مشيرة إلى أن "عدة عناصر قيادية في داعش، جاءت من صفوف حزب البعث الذي كان يترأسه صدام حسين".
ونقلت الاندبندنت، عن مؤسسة سوفان، إن "البنية الفريدة التي تشكلت في بوكا، جمعت قادة البعث سوية مع الإسلاميين المتطرفين، بنحو مهد في النهاية الطريق لتوحد المجموعتين المختلفتين نسبياً، لتشكيل تحالف بينهما"، مبينة أن "ما يسمى بتنظيم الدولة الإسلامية، انبثق من رماد تنظيم القاعدة، حيث تدرب الجهاديون على المهارات التنظيمية والإعداد العسكري، في حين تبنى البعثيون أفكار العنف المتطرف".
وأضافت الصحيفة البريطانية، أن "الأحداث ترجع إلى سنة 2009 حين أغلق الأميركيون أكبر مركز اعتقال لهم في جنوب العراق (معسكر بوكا)، عادة أن "إغلاق المعسكر يؤشر لإطلاق سراح الآلاف من النزلاء الذين مكث أغلبهم فيه منذ سنة 2003 أي المدة التي تمت فيها إقامة السجن".
وأوضحت The Independent، أن "سجن بوكا الذي كان يؤوي أكثر من 1400 سجين بقي بعضهم قيد الاعتقال لعدة أشهر أو سنوات بدون توجيه تهم إليهم، وبدون فسح مجال لهم للدفاع عن أنفسهم في المحاكم".
ونقلت الاندبندت، عن المحلل العسكري اندرو تومسون، قوله، بشأن تشكيل تنظيم (داعش)، إن "البغدادي وغيره كانوا قبل اعتقالهم يشكلون عناصر عنف متطرفة تحاول مهاجمة أميركا، وأثناء مدة اعتقالهم في السجن، تعمقت لديهم حالة التطرف، ووسعوا من قاعدة اتباعهم الذين كان قسم منهم أبرياء من أي عمل إرهابي لكنهم تحولوا إلى مجندين في التنظيم".
وأكدت الصحيفة، أن الكولونيل كينيث كنغ، وهو من قادة معسكر بوكا في سنة 2009، "يشاطر المحلل العسكري تومبسون" رايه، ونقلت عن كنغ قوله، إنه "يتذكر بوضوح ذلك الرجل الذي يمثل البغدادي، إذ كان نزيلاً سيء الطباع، لكنه لم يكن أسوأ السيئين".
ولم يستغرب الكولونيل كنغ، وفقاً للصحيفة البريطانية، أن "يتخرج مثل ذلك الرجل المتطرف (البغدادي)، من منشأة سجن بوكا".
وكان مدير مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة في وزارة الداخلية العراقية، العميد ماهر نجم عبد الحسين، انتقد في مقابلة تلفزيونية ،في (العشرين من تموز 2013)، إقامة سجن بوكا في أم قصر، تحت قيادة الجيش الأميركي للمدة من 2003 إلى 2009، وأكد أنه "خطأ ارتكبته" أميركا، ووصفه بأنه كان "حاضنة لتجنيد" عناصر تنظيم القاعدة.



#صافي_الياسري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايران وروسيا الاصدقاء الاعداء على الارض السوريه
- تصاعد الخلافات بين روسيا وايران حول النفوذ في سوريا
- ايران الاقليات تفجر الارض تحت اقدام الملالي
- شعيب ابراهيم ولغة الله
- كيف يكون التواطؤ
- اعلان عن تاسيس طائفي مشبوه
- اسئلة قانونية موجهة الى رئيس مجلس القضاء الاعلى مدحت المحمود
- القديسة ميركل وهرم ماسلو للاحتياجات الانسانيه
- مهرجان نوتنغهيل واللطامة في عرس الامير
- المرأة الايرانية والبحث عن سواحل الحريه
- ما الذي يعنيه تفويض العراقيين للعبادي ؟؟
- محمد وعلي والعمامه
- من ملفات الفساد
- العبادي يختلق الاعذار للتنصل من اصلاحاته
- الاصلاحات بالون منتفخ بالغازات الفاسده
- انقلاب الملك على الحاشيه
- شهادة الناشط في مضمار حقوق الانسان ناجي حرج
- المرجعية النجفية تخلت عن العراقيين في احلك ظروفهم
- هل تتحسن اوضاع الشعب الايراني باطلاق امواله بعد الاتفاق النو ...
- التارتوفيون الجدد في العراق السياسي عمائم الشيطان


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - صافي الياسري - من انجب داعش ؟؟