أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل حنا الحاج - هل كانت عاصفة الصحراء لتحرير الكويت أم لأسباب أخرى؟















المزيد.....



هل كانت عاصفة الصحراء لتحرير الكويت أم لأسباب أخرى؟


ميشيل حنا الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 4980 - 2015 / 11 / 9 - 08:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تنبيه
===
هذا ليس مقالا، بل هو فصل من فصول كتابي القادم الباحث عن معيار جديد، ومفهوم آخر للاستراجية على أساس (الاستراتيجية في نهاية مطافها. وهذا هو الجزء الأول من الفصل الثالث في الكتاب، وسيلي قريبا الجزء الثاني فالثالث من الفصل الثالث. وليعذرني القارىء لطول المادة التي تنشر في كل جزء. فهذا كما قلت، دراسة مطولة تحاول الغوص في أعماق الاستراتيجية الأميركية، ما تسعى اليه، واحتمالات نجاحها أو فشلها خصوصتا في مسعاها لتحقيق الشرق الأوسط الجديد.
====================


القول بأن القوات الكبيرة التي حشدت في السعودية، ونفذت بقيادة الولايات المتحدة عاصفة الصحراء ضد العراق عام 1991، قد جاءت لتحريردولة الكويت بعد غزوها من قبل العراق... هو قول ساذج ولا يستند الى المنطق أو الى النوايا الحقيقية للولايات المتحدة.

فلا بد أن نلاحظ بأن مؤشرات كثيرة قد كشفت عن علم مسبق للولايات المتحدة بتوجه الرئيس صدام لغزو العراق، ومع ذلك لم ترسل قوات أميركية الى الكويت لحمايته من الغزو الذي لم يكن مفاجئا تماما لأميركا. بل ولم ترسل تحذيرا واضحا للرئيس العراقي تحذره من الاقدام على عملية الغزو تلك.

وعلى العكس من ذلك، يرجح الكثيرون بأن الولايات المتحدة، قد أرسلت الكثير من الاشارات لصدام حسين تشجعه على تنفيذ نواياه تلك، ولم تحاول قط زجره أو حثه على التخلي عن تلك النوايا. فغزوه للكويت، كان يزود الأميركيين بالمبرر الخفي لديهم الساعي لتدمير العراق عبر حرب ضروس، تمهيدا لتنفيذ خطوة كبرى خططوا لها طويلا، وهي اعادة تشكيل خارطة دول الشرق الأوسط ، سعيا وراء ما بات يسمى بالشرق الأوسط الجديد. وكان أكثر الدعاة لذاك التوجه، هم مجموعة الثمانية في واشنطن والمسماة بالمحافظين الجدد التي كان ديك تشيني، وزير الدفاع آنئذ، يقودها، وتضم بين أعضائها دونالد رامسفيلد. وهي مجموعة ذات توجه سياسي متشدد، ولها تعاطف كبير مع أسرائيل.

وفي كتاب صدر حديثا بعنوان "قدر وسلطة.. الملحمة الأميركية لجورج أتش دبليو بوش"، وتضمن مذكرات الرئيس جورج بوش الأب، كما صاغها بناء على طلبه الكاتب "جون ميتشام"، يقول بوش الأب في مذكراته، أن وزير الدفاع ديك تشيني، هو الذي كان وراء تسعير حرب 1991 ، ثم وراء تشجيع واستدراج ابنه جورج دبليو بوش، الى غزو العراق في عام 2003 .

ويقول بوش الأب في مذكراته، "أن تشيني عمل بشكل مستقل، وبنى إمبراطورية مستقلة في البيت البيض أدارها من خلال مجلس أمن قومي خاص به". ولكنه يلوم أبنه كونه "أطلق العنان لتشيني ورامسفيلد، وتركهما يفعلان ما يريدان". لقد رضخ لإرادة "تشيني" الذي أراد، كما يقول بوش الأب، تغيير منطقة الشرق الأوسط بالقوة العسكرية الأميركية". وهذا اعتراف واضح من الرئيس الأميركي، عن التوجهات الأميركية الحقيقية الخاصة بالعراق، سواء في حرب 1991 أو في غزو العراق 2003. فالمخطط لهذه وتلك، كان ديك تشيني، قائد مجموعة الثمانية، الذي أغلق كل الأبواب في وجه انسحاب عراقي مشرف من الكويت عام 1990 ، كما عاد ليحث جورج دبليو بوش على غزو العراق عام 2003 ، تنفيذا لرؤية مجموعة الثمانية الأميركية المتطلعة لشرق أوسط جديد.

والواقع أن الأسلوب المتشدد الذي تعاملت فيه الولايات المتحدة مع العراق اثر غزوه للكويت، رجح وجود نوايا خفية غريبة ومبيتة، نظرا لوقوع عمليات غزو أخرى كثيرة خلال السبعين عاما السابقة على غزو الكويت، ولم تلق ردة الفعل القوية كتلك التي أفرزها غزو العراق للكويت. فالسابقة الوحيدة التي شهدت ردة فعل دولية كبرى على عملية غزو دولة لدولة أخرى، كانت في عام 1939، عندما غزت ألمانيا جمهورية بولندا، مما أدى الى تطورات متسارعة أفرزت الحرب العالمية الثانية.

والواقع أن قياس غزو العراق للكويت عام 1990 على قيام المانيا بغزو بولندا عام 1939 ، هو قياس مع الفارق. ذلك أن ما أثار دول التحالف الغربي، لم يكن مجرد عملية الغزو التي نفذتها المانيا في بولندا، بل كان ملاحظتها التدريجية لتوجه المانيا النازية الهتلرية، نحو تغيير خارطة أوروبا، والسيطرة على كامل مقدراتها، تمهيدا لبروز المانيا العظمى التي اعتقد هتلر بأن شعبها هو أنقى الشعوب، وأكثرهم رقيا وذكاء، فهو شعب يفترض به بجدارة أن يحكم العالم كله، كما اعتقد "أدولف هتلر".

فما أثار الدول الأوروبية (لاحظوا أن الولايات المتحدة لم تشارك بالحرب العالمية الثانية، الا بعد مضي قرابة العامين على اشتعالها)، لم يكن مجرد غزو المانيا لبولندا، بل تقديرهم بأن النوايا الهتلرية، لا تقف عند حدود بولندا، اذ سيتبع غزوها، غزوات أخرى كما حصل فعلا على أرض الواقع والتاريخ.

أما صدام حسين، فلم تكن هناك مؤشرات بأن لديه طموح فوري يوحي بأنه سيتوجه الى غزو أقطار أخرى بعد الكويت. اذ كانت عملية الغزو، افرازا لنزاع حدودي قديم بين العراق والكويت، حاول صدام أن يفرض عسكريا حلولا له بعد فشل كل المفاوضات السياسية مع الكويت، وكان آخرها لقاء "جدة" قبل الغزو بيومين، والذي ضم عزت ابراهيم الدوري - نائب رئيس مجلس قيادة الثورة العراقي، ورئيس وزراء الكويت، في مسعى أخير لايجاد مخرج سلمي للأزمة.

فلا يمكن القول اذن أن غزو العراق للكويت، كان يحتاج الى حشد دولي كذاك الذي تحقق في عاصفة الصحراء، نتيجة التقييم بأن غزو العراق للكويت، يرقى الى درجة مضاهاته بغزو المانيا لبولندا الذي استدرج حربا عالمية ثانية.

ومن هنا بات من المستغرب أن تفرز عملية الغزو تلك، رغم بشاعتها، هذا الحجم من الضجة الكبرى التي حصلت على أرض الواقع عام 1990 لدى غزو العراق للكويت، في وقت قوبلت فيه بالصمت الأميركي والدولي، عمليات غزو أخرى وقعت خلال السبعة عقود الماضية ، ولم تلق أي منها ردود فعل جدية أو قوية.

وبلغ عدد عمليات الغزو لأراضي الغير منذ ذلك الوقت، أكثر من عشرين عملية غزو سافر، دون التطرّق لعمليات "الـغـزو" المقنّع في أميركا اللاتينية وفي غيرها من الدول، وهي العمليات التي "غزت "الأنظمة السياسية" للبلد، وليس أراضي البلد. فهذه العمليات، قد صنّفت كعمليات تدخّل في الشؤون الداخلية لدولة أخرى، إذ قامت بها "السي اي ايه " (CIA) ، وأدّت الى تغيير حكومات وأنظمة حكم بالإرادة المنفردة للولايات المتحدة .

ومن أمثلة عمليات "الغزو المقّنع"، تلك العملية التي هندستها "السي اي ايه" في عام 1952، لقلب حكومة الدكتور "محمد مصدق" في إيران، والتي تحدث عنها بصراحة كتاب "لعبة الأمم" . وكذلك العملية التي هندستها " السي اي ايه " أيضاً في عام 1954، "للإطاحة بحكومة تقدّمية في غواتيمالا، التي عانت منذ ذلك الحين من أنظمة قمعية متواترة ". ومثلها عملية الإطاحة "بسلفادور اليندى" (SALVADOR ALLENDE )، الزعيم الإشتراكي لدولة " تشيلي " ، والتي تحدث عنها ببعض التفصيل الكاتب "آلن فريدمان: في كتابه بعنوان نسيج العنكبوت"، كما تطرق اليها "سيمور هيرش" حيث يتحدث باسهاب عن دور "هنري كيسينجر" في اسقاط "سيلفادور أليندي" .


أما عمليات الغزو السافر والمباشر التي غض المجتمع الدولي النظر عنها، فقد بلغ عشرين عملية غزو، ساهمت الولايات المتحدة ببعضها، بل بالكثير منها.

ونظراً لكثرة عمليات الغزو السافر، فلا بدّ للمرء أن يستنتج بأنّ ذاكرة التاريخ قصيرة، وأنّ ذاكرة الدول قصيرة. وللتذكير، سأورد هنا جدولا لعمليات الغزو السافر التي يدوّنها التاريخ الحديث منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. وتلك هي:

1) غزو كوريا الشمالية لكوريا الجنوبية عام 1950. وكما كان ذلك الغزو هو الغزو الأوّل في سلسلة عمليات الغزو التي تلت الحرب العالمية الثانية ، فقد كان أيضاً الغزو الوحيد الذي يجابه بعاصفة دولية وإجراءات عسكرية. " فمجلس الأمن ، قد قرّر عملاً فورياً لمعالجة الهجوم غير المستـفـزّ على جمهورية كوريا [ الجنوبية ] من الجهة الشمالية للدولة [ كوريا الشمالية ] ".

ولكنّ الأستاذين "نورمان بالمر" و"هوارد بيركينز"، من أساتذة جامعة بنسلفانيا، يوردان في كتابهما "العلاقات الدولية "، أنّ قدرة المجلس على الإتفاق على عمل إيجابي، " كانت نتيجة ظروف غير عادية ، بما فيها الغياب الطوعي عن المجلس لممثّل الإتحاد السوفياتي" . ولم تُعرف أسباب تغيّب السوفيات، أو أسباب عدم إستعمالهم حق النقض "الفيتو". فغيابهم قد ساعد مجلس الأمن على إتّخاذ قرار مجابهة ذاك الغزو مجابهة عسكرية. وكان قراره ذاك، هو القرار الأوّل والأخير على مدى أربعين عاماً بالتصدّي عسكرياً لعملية غزو كهذه. أمّا بعد ذلك ، فلم يتخذ المجلس قراراً آخر مشابهاً، حتى وقع غزو العراق للكويت عام 1990 .
2 ) غزو السعودية " لواحة البريمي" المتنازع عليها مع سلطنة مسقط وعُمان . وقد غزتها بقوّات عسكرية عام 1952، وسيطرت عليها، بل وعينت لها حاكماً سعودياً معتبرة إيّاها جزءاً من الأراضي السعودية ، كما قال الكاتبان "غريش و فيدال" في كتابهما بعنوان "مفاتيح لحرب معلنة". وكانت الخطوة السعودية، شبيهة بالخطوة العراقية في عام 1990، عندما غزت الكويت، وضمّتها الى أراضيها ، وعيّنت لها محافظاً عراقياً، معتبرة إيّاها المحافظة التاسعة عشر.
3 ) غزو الصين للتيبت في الخمسينات، الذي تم خلافاً لرغبة "الدالاي لاما"، الزعيم الروحي للتيبت.
4 ) غزو بريطانيا وفرنسا لجمهورية مصر العربية في عام 1956، مما إعتبر إنتهاكاً واضحاً لسيادتها، أفرز إحتلالاً لجزء كبير من أراضيها. وقد شاركت القوات الإسرائيلية، في مرحلة لاحقة ، بذاك الغزو السافر.
5 ) غزو الإتحاد السوفياتي للمجر ( هنغاريا ) عام 1956، للتخلّص من الحكومة غير الموالية لسياساته.
6 ) غزو كوبا في أوائل الستينات، في بدء عهد رئاسة جون كينيدي. ووقعت المعركة الرئيسية في خليج يعرف بإسم "خليج الخنازير". وقد نفّذ الغزو عدد من اللاجئين السياسيين الكوبيين، ولكن بدعم كبير من الولايات المتحدة ، منطلقين من الأراضي الأميركية.
7
7 ) تدخّل الولايات المتحدة في فيتنام، في محاولة لإحتواء ثورة "الفياتكونج ". ورغم أنّ التدخل الأميركي قد تمّ بناء على طلب من الحكومة الشرعية، فإنّ بعض المحلّلين قد إعتبروه بمثابة الغزو غير المبرر، خصوصاً وأنّهم قد صنّفوا حكومة فيتنام الجنوبية، كألعوبة بيد الأميركيين. ولقد كان لدى الرئيس كينيدي نفسه، شكوك حول صحة التدخّل الأميركي. فقد تساءل عن "حكمة التدخل في فيتنام ، حيث أنّ أساس ذلك غير واضح تماماً". وقد لاحظ الرئيس كنيدي، كما ورد في كتاب "ديفيد برنر" بعنوان "جون اف كينيدي وجيل جديد" أنّ كوريا كانت حالة من العدوان الواضح الذي عارضته الولايات المتحدة وغيرها من أعضاء الأمم المتحدة. أما الأزمة في فيتنام، فقد كانت أكثر غموضاً وأقلّ فظاعة " . ولكنّ الرئيس كينيدي قد أذن، رغم ذلك، بإرسال الخبراء الى فيتنام، وتبعها ارسال القوات بعد تولي جونسون الرئاسة. وبذلك "يخرق كنيدي وبعده جونسون، كما يقول الكاتب ديفيد بيرنز في كتابه، إتفاق جنيف [ بين فرنسا وفيتنام ] لعام 1954، الذي لم توقّعه الولايات المتحدة ، لكنّها إعتبرته معياراً " .
8 ) غزو الولايات المتحدة لأراضي لاوس وكمبوديا المجاورتين لفيتنام. فأخذت الطائرات الأميركية تغير على الدولتين، بل وتركت قواتها تدخل الى تلك المناطق دون دعوة من حكومتيهما الشرعيتين. ويقول "كلنر" في كتابه عن "جون كينيدي"، أنه "في آيار 1962، أرسل كينيدي الأسطول السابع الى خليج سيام القريب، وعبأ الآلاف من القوات الأميركية على الحدود اللاوسية " .
9 ) الغزو البلجيكي للكونجو في الستينات. فقد حصل خلاف داخلي بين زعماء حركة الإستقلال عن بلجيكا، وهم جوزيف كازابوفو ـ رئيس الجمهورية، وباتريس لومومبا - رئيس الوزراء ، وموريس تشومبي الذي أعلن إستقلالاً من طرف واحد في مقاطعة " كاتنغا ". وبذريعة الإضطراب السياسي، وإنقاذ أرواح الأجانب المقيمين في الكونجو، أنزلت حكومة بلجيكا قوّاتها في العاصمة، وقلبت الحكومة الشرعية التي رفضت ذاك التدخّل الأجنبي. وإنتهى الأمر بسقوط الزعيم الوطني "لومومبا" ثم إعدامه. بل وخشية غضب الشعب الكونجولي ووقوع اضطرابات كبرى في البلاد خلال تشييع جثمانه، قام منفذو عملية الاغتيال، بتذويب جثة الرئيس لومومبا مستخدمين مادة حمضية قوية ادت الى تذويب الجثمان تماما.
10) غزو إسرائيل للأراضي العربية في 5 حزيران 1967. وقد أدّى هذا الغزو لإحتلال أراضٍ عربية واسعة، بما فيها أراضي الضفة الغربية، وقطاع غزة، وأجزاء من الأراضي المصرية ، وهضبة الجولان السورية. وهذا الإحتلال الذي لم يتخذ مجلس الأمن أو أميركا خطوات عسكرية لازالته، مازال قائماً حتى الآن ( إلاّ بالنسبة للأراضي المصرية التي أعيدت لمصر بموجب إتفاق كامب ديفيد) . ورغم صدور القرار 242 ، لم يتخذ مجلس الأمن الدولي إجراءات حاسمة لإنهاء ذاك الإحتلال، أسوة بما فعله لدى إحتلال كوريا الشمالية لبعض أراضي كوريا الجنوبية.

ومجلس الأمن والولايات المتحدة، لم يكتفيا بالنكوص عن استخدام القوة العسكرية لردع ذاك الاحتلال، بل هي تمتنع أيضا حتى عن ارسال قوات دولية لحماية الشعب الفلسطيني الذي ما زال يرزح تحت نير الاحتلال ، من نير بطش المحتل الاسرائيلي الذي يذيقه الأمرين، خلافا لنصوص معاهدة جنيف الرابعة التي تحدد كيفية التعامل مع سكان دولة ما تحت الاحتلال.
11 ) غزو الإتحاد السوفياتي لتشيكوسلوفاكيا عام 1968، للتخلّص من الحكومة غير الموالية لسياساته .
12) غزو إيران لجزر أبو موسى والطنب الكبرى والطنب الصغرى، في أوائل السبعينات . وهذا الإحتلال ما زال قائماً حتى الآن، رغم أنّ الجزر الثلاث هي جزء لا يتجزأ من أراضي دولة الإمارات العربية المتحدة . وأذكر أنّني كنت في طهران لدى وقوع ذاك الغزو. وقد إلتقيت بعد أيام ، بضابط إيراني شاب شارك في الغزو. وأخذ يشرح لي بمباهاة كبيرة، كيف تنكّر بزيّ راعٍ هو وعدد من الجنود الإيرانيين، وتسلّل معهم الى أحدى الجزر الثلاث، وفاجأ الحفنة الصغيرة من رجال الشرطة التي كانت تحرس المخفر الوحيد هناك، وأمرهم بمغادرة الجزيرة .
13) غزو تركيا في السبعينات لجزيرة قبرص الدولة المستقلّة ذات السيادة، وإستيلاؤها على أراضي قبرصية شاسعة. وقد شهدت بنفسي عملية الغزو تلك. وكنت أراقب من سطح فندق "ليدرا بالاس" ، عملية إنزال المظلّيين الأتراك على الأراضي القبرصية .
14) غزو الهند لباكستان الشرقية في السبعينات، الذي إنتهى بإحتلال "داكـا" عاصمة إقليم باكستان الشرقية، كما إنتهى بفصل باكستان الشرقية عن باكستان الغربية، وإعلانها دولة مستقلّة بإسم " بنغلادش" ، وتسمية زعيمها الوطني "الشيخ مجيب الرحمن" المعارض للحكومة المركزية الباكستانية، رئيساً لها. وكنت قد التقيت بالشيخ مجيب الرحمن في "دكا" قبل عام من الغزو الهندي. وكان الشيخ مجيب في تلك المرحلة، كما قال، لا يتطلع لأكثر من حكم ذاتي في باكستان الشرقية
15) غزو أندونيسيا لشرق تيمور عام 1975. فشرق تيمور، كانت مستعمرة برتغالية منذ سنوات عديدة. وفي آب 1975، أعلنت البرتغال إنسحابها منها، فبادر سكّانها الى إعلانها دولة مستقلّة. لكنّ أندونيسيا قامت بغزوها، كما قامت بضمّها الى أندونيسيا، معلنة إياها المحافظة الأندونيسية السابعة والعشرين، تماما كما أعلن صدام حسين الكويت المحافظة العراقية التاسعة عشرة. ولم يعقد مجلس الأمن اجتماعات، أو تجيش الولايات المتحدة قوات لردع أندونيسيا عن غزوها لتيمور الشرقية.
16) غزو السوفيات لأفغانستان في أواخر عام 1979 ، إثر التطّورات التي تلت إنقلاب الجنرال محمد داود عام 1978، الذي أنهى حكم الملك محمد ظاهر شاه ، وأعلن أفغانستان جمهورية ديمقراطية .
17) الغزو العراقي لإيران في أيلول 1980. ورغم أنّ العراق قد إحتلّ أراضٍ إيرانية ومن أبرزها مدينة استبدل اسمها الفارسي باسم عربي هو "المحمرة"،، فأنّ الغرب وخصوصاً الولايات المتحدة، لم يدينوا ذاك الغزو، بل وبدت الإدارة الأميركية وكأنّها قد رحبت به سراً. وذكر "جون سمسون" في كتابه بعنوان (من ديار الحرب) أنّ "مجلس الأمن لم يُدنْ العراق على إعتدائه، ولا طالب بإنسحاب قواته " . كما أكّد "سير انطوني بارسونز " في بحث له بعنوان (ايران والمجتمع الدولي)، عدم تضمّن قرار مجلس الأمن، أمراً للعراق بالإنسحاب من الأراضي الإيرانية . . فالقرار 479 الصادر عن مجلس الأمن والخاص بالحرب بين العراق وايران، كان يختلف تماماً عن صيغة القرار 660 الصادر أيضا عن مجلسي الأمن والذي أدان الغزو العراقي للكويت، وطالب "العراق بأن يسحب فوراً ، وبدون شروط ، كافة قواته الى المواقع التي كانت فيها في ا آب 1990 " . وهذا التفاوت في التعامل مع غزوين متشابهين، يدعو للتساؤل عن إحتمال وجود غزو أبيض مقبول لدى الولايات المتحدة لأنه بخدم مصالحها وموقفها المعادي لايران، وآخر أسود مرفوض .
18) غزو إسرائيل للبنان في حزيران 1982، الذي عايشته منذ لحظات بدايته حتى نهايته. ومع أنّ إسرائيل قد غزت جنوب لبنان أكثر من مرة ، إلاّ أنّ الغزو الكبير قد وقع في عام 1982، عندما وصلت قواتها الى العاصمة بيروت فدخلتها في نهاية أيلول 1982. وكانت بذلك تدخل للمرة الأولى عاصمة عربية، رغم صدور القرار 509 منذ السادس من حزيران ، يطالبها بسحب قوّاتها فوراً وبدون شروط الى ما وراء الحدود الدولية للبنان.

وقد تمّ الغزو الإسرائيلي بعلم الولايات المتحدة. اذ يقول "سيمور شيفر" في كتابه بعنوان "كرة الثلج"، انه عندما إلتقى "شارون" وزير الدفاع الإسرائيلي، "بالكسندر هيج" وزير الخارجية الأميركي، الذي كان يجمع بينهما صفة كونهما جنرالين متقاعدين، أعلمه "شارون" "بأنّ إسرائيل قد قرّرت القيام بعملية في لبنان " .
وكان القرار بالغزو قد إتّخذ في مجلس الوزراء الإسرائيلي. وكان الخلاف الوحيد بين أعضاء الوزارة : هل نقوم بعملية كبرى ، أم بعملية صغرى، على حدّ وصف "سيمون شيفر" في كتابه " كرة الثلج " السابق ذكره. وكان "شارون" يشجّع العملية الكبرى . وأنا أذكر الإحتكاك الأول لي بالجيش الإسرائيلي يومئذٍ . فرغم علمي المسبق بدخول القوات الإسرائيلية الى بيروت التي كنت متواجدا فيها لتغطية تلك الحرب، فقد فوجئت .. بل وشعرت برعشة سريعة عندما رفعت رأسي عن جهاز التلكس الذي إنهمكت بإستخدامه في محادثة سريعة مع لندن، فشاهدت ضابطاً إسرائيلياً وعدداً من الجنود يقفون قربي، يتحاورون مع موظفي الإستقبال في فندق الكومودور الذي أقمت فيه .
19) غزو الولايات المتحدة الأميركية لجزيرة جرينادا عام 1983، من أجل إسقاط الحكومة اليسارية فيها. وكان عملهم شبيهاً بالغزو السوفياتي لكلٍّ من المجر وتشيكوسلوفاكيا قبل ذلك بعدّة أعوام، علماً بأنّ الولايات المتحدة ، في حينه، قد أدانت بشدّة الغزو السوفياتي لهذين البلدين.
20) غزو الولايات المتحدة لبنما في أواخر عام 1989. واكتمل الغزو في 3 كانون الثاني 1990 ، أي قبل شهور فحسب من غزو العراق للكويت. وكما ورد في كتاب "القادة" لمؤلفه "بوب وودورد"، أن الجنرال " كولين باول " - رئيس هيئة الأركان الأميركية ، قد أعلن لدى الشروع بعملية الغزو الأميركية ، بأنّنا " سندمّر صورة روبن هود التي رسمت له " ، وقصد بقوله ذاك "مانويل نورييغا" رئيس جمهورية بنما الذي إتّهمه الرئيس بوش بالتعامل في تجارة المخدرات ، وقيّم ذاك الإتّهام كمبرّر لغزو دولة مستقلة .
21) غزو العراق للكويت في 2 آب 1990، الذي أثار عاصفة رهيبة لم تثرها من قبل أي من عمليات الغزو السابقة، بما فيها عملية غزو كوريا الجنوبية. فغزو كوريا قد أثار عاصفة وحرباً وحصاراً . ومع ذلك ، فإنّ أيّـاً منها لم يبلغ الحجم ذاته الذي أفرزته ردّة الفعل على غزو الكويت. فالقرار الأخير قد قوبل بعاصفة من الغضب ، وبعاصفة الصحراء الجارية الآن .
22) ولكن أبشع عمليات الغزو الفاضح لدولة أخرى خلال السبعة عقود الماضية، كانت غزو الولايات المتحدة للعراق في شهر آذار 2003، والتي نفذت بدون مبرر، الا السعي لتنفيذ الشرق الأوسط الجديد. ووقف مجلس الأمن عندئذ متفرجا، بل ومباركا لعملية الغزو، فلم يقرر ردع الغزو، او يأمر بتشكيل قوة عسكرية لطرد الغزاة الذين تسببوا عندئذ بمقتل مئات الالاف من العراقيين البرياء.

واذا كان ما أوردته من سرد لعمليات غزو كثيرة التي تم التعامل معها بتجاهل تام، أو ردود فعل محدودة جدا، توحي بوجود أسرار غامضة في الموقف الأميركي على ضوء ردة فعلها العنيفة في مواجهة غزو العراق للكويت، خلافا لردود فعلها على عمليات الغزو السابقة، بل والتي قامت هي ببعضها.؟

وكان هناك أمر آخر يزيد الموقف تعقيدا ويستدعي مزيدا من الدهشة. فالولايات المتحدة قد استشعرت النوايا العراقية نحو الكويت، بل ووصلتها معلومات استخبارية واسعة عن تحرك القوات العراقية نحو الحدود الكويتية، فلم تقم، رغم ذلك بارسال انذار حازم للرئيس صدام تحذره من الاقدام على خطوته تلك، كما لم تقم كبديل لذلك، بارسال قوة أميركية ولو رمزية الى الكويت لتدافع عن تلك الدولة، أو لاشعار العراق بجدية نواياها لحماية الكويت وصيانة استقلالها. فهي لم تفعل هذا أو ذاك، بل على العكس، بعثت برسائل للرئيس العراقي بدت وكأنها تشجعه على الاقدام على خطوة كهذه، وتشعره بأنها غير عابئة بما ينوي الاقدام عليه.

ولم يكن حديث السفيرة جلاسبي امام الرئيس صدام قبل مغادرتها بغداد، هي المؤشر الوحيد المشجع له على الغزو. اذ كانت هناك مؤشرات أخرى كثيرة. بحيث باتت أقوال السفيرة جلاسبي أمام الرئيس صدام في 25 تموز 1990، مجرد نقطة من سلسلة نقاط أخرى شكلت تشجيعا واضحا للرئيس صدام على غزو الكويت، دون اثارة مخاوفه من أية ردود عنيفة على خطوته تلك، وذلك في عملية خداع كانت مبيتة كما يبدو، وتسعى لتحقيق أهداف لم يعلن عنها.

فعلى أرض الواقع، وكما ذكر "بوب وورد" في كتابه بعنوان "القادة"، كانت الولايات المتحدة قد علمت بالحشودات العسكرية العراقية قبل ثمانية عشر يوماً من وقوع الغزو. ففي السادس عشر من تموز 1990، تلـقّى العقيد السابق "ولتر لانج" WLang ـ وهو مسؤول وكالة المخابرات في وزارة الدفاع الأميركية ( DIA ) عن منطقتي الشرق الأوسط وجنوب آسيا ، تقارير مراقبة الأقمار الصناعية التي كشفت بأنّ ما كان بالأمس مجرّد صحراء خاوية تفصل العراق عن الكويت، قد أصبح فجأة ممتلئاً بالدبابات "تي 72 " (T- 72) الروسية الصنع، التي تستخدمها فرقة حمورابي العراقية . ويمضي " وودورد " قائلاً في كتابه " القادة "، أنّ "لانج" قد تلـقّى مزيداً من صور الستالايت في اليوم التالي، وعلم منها أنّ " فرقة أخرى هي فرقة المدينة المنوّرة ــ إحدى فرق الحرس الجمهوري ، قد بدأت تظهر على الحدود. وفي اليوم الثالث، ظهرت فرقة ثالثة هي فرقة، توكّلنا على اللـه، وكانت تُرى متحرّكة قرب الحدود الكويتية. وفي التاسع عشر من تموز، كان هناك أكثر من خمسة وثلاثين ألف جندي [عراقي] من الفرق الثلاث، تقف على بعد عشرة الى ثلاثين ميلاُ من الكويت" .

وفي الثالث والعشرين من تموز، عقدت القيادة العسكرية في الرياض، إجتماعاً موسّعاً لقادة كافة أسلحتها للتشاور في تقرير وصلهم من الملحق العسكري السعودي في بغداد. ويقول الأمير خالد بن سلطان في كتابه "محارب في الصحراء" ، أن تقرير الملحق العسكري قد أفاد بأن الدبابات العراقية كانت تتحرّك نحو الكويت .

وفي الواحد والثلاثين من تموز، كان عدد الفرق المحتـشدة قد بلغ مائة ألف جندي. وظهرت في ذلك اليوم، صحيفة الواشنطن بوست تحمل خبراً على صفحتها السادسة عشر، مفاده أنّ مئة ألف جندي عراقي قد حُشدوا على حدود الكويت .

وفـي المؤتمر الصحـفي اليومي الـذي يعـقـده " بـيـت ولـيامز " - السكرتير الصحفي لوزير الدفاع - ديك تشيني (Dick Cheney ) ـ، سئل "وليامز" عن تلك الحشودات العسكرية، فتجنّب الإجابة عليها. ولما كُرّر السؤال عليه قال: " لقد رأيت التقارير عن القوات هناك ". وأضاف محاولاً التقليل من أهمية الموضوع، متّبعاً بذلك تعليمات إدارته: " ولكنّنا لم نبحث أعداداً، ولم نعلق أكثر على الموضوع" .

ويذكر " وودورد " أيضاً، أنّ العقيد السابق " لانج " قد إكتشف لدى وصوله الى مكتبه في واشنطن، في الساعة السادسة من صباح الأول من آب، (اي قبل 24 ساعة من الشروع بالغزو)، أنّ الفرق المدٌّرعة الثلاث، قد أخذت وضعاً قتالياً، وأصبحت على بعد ثلاثة أميال من الطريق الرئيسي الى الكويت. وأخذ " لانج " يراقب صور الستالايت مفكّـراً لنفسه أنّ "هذه الفرق المدرّعة تعلن عن نواياها بشكل واضح. كان الأمر يبدو وكأنّ مدفعاً قد عبّئ وصوّب ووضع الإصبع على الزناد. وكان يرى الآن أعصاب الإصبع تشدّ على الزناد، وكأنّ الصورة تجري أمامه بالحركة البطيئه" . وهنا لم يجد " لانج " مناصاً من صياغة " إنذار في غاية السرية، وله الأولوية القصوى " ويحذّر من هجوم "في تلك الليلة ، أو في صباح اليوم التالي" .

وقال " كولين باول " في مذكّراته التي نشرت في كتاب بعنوان "رحلتي الأميركية"، أنّ العسكريين يبحثون عادة عن ثلاثة أدّلة ترجّح بأنّ العدو يعدُّ للهجوم. وأول هذه الأدلّه هي تحريك مدفعيته الى الأمام، وثانيها تمديد وسائل الإتّصالات، وثالثها تدعيم قواته بالإمدادات من الوقود والذخيرة. " وفي 31 تموز، كانت الشروط الثلاثة جميعها قد توافرت في جنوب العراق " .

وهكذا لم يعد "كولين باول" - رئيس هيئة الأركان المشتركة ، بعد رؤيته صور الستالايت التي عرضها " ولتر لانج" عليه، يعتقد أنّ الرئيس صدام يناور أو يخادع في الموضوع. فإقترح على " ديك تشيني" أنّ يبلّغ البيت الأبيض، مقترحاً بأن يوجٌّه الرئيس بوش إنذاراً رئاسياً لصدام حسين من خلال القنوات الدبلوماسية .

وأرسل الإقتراح الى البيت الأبيض. وأكثر ما يستطيع "باول " أنّ يقوله، هو أنّه "إمّا كانت لدى البيت الأبيض فكرة أخرى عن كيفية معالجة المشكلة، أو أنّ الإقتراح قد أهمل" - (انظر كتاب كولين باول بعنوان رحلتي الأميركية) " ، ذلك أنّ إجراءً ما لم يتخذ رغم كلّ التحذيرات .

ويبدو أنّ التحذيرات الجديّة، لم ترسل فقط منذ الأول من آب،
بل أرسلت للإدارة الأميركية منذ الثامن والعشرين من تموز - كما تقول مجلة التايم في عددها الصادر في الأول من تشرين أول 1990. فقبل " خمسة أيام من شروع الدبابات العراقية في التحرّك نحو الكويت، لاحظت الأقمار الصناعية الإستكشافية، إعداداً إدارياً وتموينياً لهجوم ما. وبسرعة بدّلت السي اي ايه وكذلك البنتاغون، تقديراتها حول الهجوم من محتمل الى مرجّح جداً " .

ومع ذلك، فإنّ الولايات المتحدة لم تتخذ إجراء عسكرياً أو سياسياً. كما أنّ الكويت لم توضع في حالة الإنذار حتى عندما توقّع البعض، وعلى أدنى المستويات، ومن بينها مستوى مراقب صحفي هو أنا ، سيناريو تـفصيلي لعملية الغزو تلك، ذاك التوقّع الذي لم يكن تنبّئاً، بل كان مستنداً الى تحليل جدلي للوضع القائم، وفهم للعقلية العراقية التي يبدو أنها لم ترَ خياراً ثالثاً لحـلّ أزمتها مع الكويت، خصوصاً بعد أنّ وضعت ــ عمداً أو خطأ ـ تحت إنطباع بأنّ الولايات المتحدة غير معنية بما يفعله العراق في الكويت التي بلغت مفاوضاته معها طريقاً مسدوداً. .
ومن بين ما أثار ذاك الإنطباع العراقي، كان حوار سفيرة أميركا "إبريل جلاسبي" السابق ذكره، مع الرئيس صدام حسين. ولقد تردّدت رواية ذاك الحوار مراراً وتكراراً، وأثارت جدلاً طويلاً حول ما إذا كانت أقوال " جلاسبي " قد صدرت نتيجة خطأ عابر، أم كانت خطوة مقصودة على طريق تنفيذ إستراتيجية أميركية مبيّتة.

وتذكر مجلة " تايم" في عددها الصادر في الأول من تشرين أول، أنّه " في إجتماع مع صدام في 25 تموز، أبلغت [السفيرة جلاسبي] الرئيس العراقي، بأنّ جورج بوش شخصياً، " يريد توسيع وتعميق العلاقات مع العراق". وقد طمأنته بأنّنا "ليس لدينا الكثير نقوله حول النزاعات العربية ـ العربية، مثل خلافاتكم الحدودية مع الكويت. كل ما نرجوه هو أنّ تحـلّوا هذه القضايا بسرعة " .

ميشيل حنا الحاج
عضو في جمعية الدراسات الاستراتيجية الفلسطينية THINK TANK
عضو مستشار في المركز الأوروبي العربي لمكافحة الارهاب - برلين
عضو في مركز الحوار العربي الأميركي - واشنطن
كاتب في صفحات الحوار المتمدن - ص. مواضيع وأبحاث سياسية
عضو في رابطة الصداقة والأخوة اللبنانية المغربية
عضو في رابطة الكتاب الأردنيين - الصفحة الرسمية
عضو في مجموعة شام بوك
عضو في مجموعة مشاهير مصر
عضو في مجموعات أخرى عديدة.



#ميشيل_حنا_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غموض وراء القرار الروسي بوقف رحلات طائراته المدنية الى مصر
- الأخطاء الاستراتيجية الأميركية والكوارث التي تسببت بها
- مدخل إلى مفهوم الاستراتيجية في نهاية مطافها 2 *
- مدخل إلى مفهوم الاستراتيجية في نهاية مطافها - 1 *
- هل تعطل الحرب بالوكالة على الأرض السورية، منجزات مؤتمر فيينا ...
- متى يبق نتانياهو البحصة التي في فمه ويعلن عن مطالبه الحقيقية ...
- هل تخلى صانع الحلم العربي عن الحلم العربي وتوجه نحو الحلم ال ...
- تحذير للمسافرين بالطائرة عبر الأجواء الاسرائيلية: استخدموا ا ...
- مفاجأة المشاركة الأردنية لروسيا في مكافحة الارهاب، قد لا تكو ...
- هل تمنع سلطات اسرائيل الطائرات ألأجنبية من استخدام مراحيضها ...
- نحو انتفاضة فلسطينية على الطراز الجزائري
- هل سقط مخطط اسرائيل باستخدام الربيع العربي لانهاء الحلم الفل ...
- هل أقام في البيت الأبيض يوما ما، رئيس كنيرون.. قيصر روما الذ ...
- جولة في البرجين، وتمثال الحرية، وسور البيت الأبيض، ثم جراند ...
- متى يلتقي القطبان ليقررا كيفية حل النزاعات الدولية قبل انقضا ...
- في الذكرى الرابعة عشرة لهجمات 11 ايلول 2001، يبقى الغموض حول ...
- تعظيم سلام لميركل، وتعظيم سلام أشد وأقوى للأردن
- عشية لقاء سلمان بأوباما: هل سيكون اغتيال الانسانية أحد الموض ...
- هل بتنا نقترب من حرب دولية على الأرض السورية، أم على الباغي ...
- هل حلت حرب المعلومات في سوريا، محل حرب الأسلحة التقليدية وال ...


المزيد.....




- كيف سيغير الذكاء الاصطناعي طرق خوض الحروب وكيف تستفيد الجيوش ...
- -لا توجد ديمقراطية هنا، هذا هو الفصل العنصري-
- -لا نعرف إلى أين سنذهب بعد رفح-
- شاهد: طلقات مدفعية في مناطق بريطانية مختلفة احتفالاً بذكرى ت ...
- باحثة ألمانية: يمكن أن يكون الضحك وسيلة علاجية واعدة
- من يقف وراء ظاهرة الاعتداء على السياسيين في ألمانيا؟
- مصر تحذر من مخاطر عملية عسكرية إسرائيلية محتملة في رفح
- ماذا تكشف روائح الجسم الكريهة عن صحتك؟
- الخارجية الروسية توجه احتجاجا شديد اللهجة للسفير البريطاني ب ...
- فرنسا تتنصل من تصريحات أمريكية وتوضح حقيقة نشرها جنودها إلى ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل حنا الحاج - هل كانت عاصفة الصحراء لتحرير الكويت أم لأسباب أخرى؟