سناء بدري
الحوار المتمدن-العدد: 4975 - 2015 / 11 / 4 - 16:07
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يوما بعد يوم تزداد كراهية الملاين من المسلمين للاخر المختلف وتتحول علاقاتهم مع الاخرين على اساس صراع ديني تلغى به الانسانيه والقوميه والوطن.
هذا رابط للشيخ طارق يوسف المصري وهو شاهد من اهله رغم توقعاتي بان ناقدي كلامه كالعاده ستصبون جام غضبهم عليه متهمين اياه بالعماله وبان هناك من يدفعه و و و وستطلق عليه الشتائم واللعنات وان كلامه غير صحيح
https://www.youtube.com/watch?v=kQjoi6-Hb-
لكن لنرى الواقع ما عليه مصائر كافة الاقليات في وطننا العربي.
ها هم المسيحيون في العراق من اصل اكثر من مليونان يتبقى منهم اقل من 400 الف مواطن وهناك احصاءات تشير بانهم اقل من 300 الف مواطن يشردون وينفون من داعش واخواتها ومضايقات المسلمين لهم .في سوريا ايضا يواجه المسيحيون نفس المصير.عدا عن الاقليات الاخرى الغير مسلمه مثل الازيدين والصابئه التركمان و و و و.
قد يقول مدعي ان سبب ذلك هو داعش واخواتها وهؤلاء لايمثلون الاسلام وان المسلمين انفسهم يتعرضون لمضايقات وبطش هذه التنظيمات المتأسلمه وهذا صحيح .لكن لو نظرنا الى الامور بمنظار فاحص ومتأكد نرى ان الكراهيه ورفض الاخر المختلف لا تمارسها داعش واخواتها فقط لا بل ملاين المسلمين, نتيجة التجيش والخطاب الديني الذي يحض على الكراهيه وشعارات الاحزاب الاسلاميه كلها لا المتطرفه منها فقط, بالاضافه الى شيوخ وعلماء الفضائيات المتعصبين والمتشددين والسلفين والمتزمتين كل هؤلاء وغيرهم .
فالاسلام السياسي بكافة اشكاله يرفض الاخر المختلف لابل ويكرهه وهذه حقيقه من الصعب اخفائها او التظاهر بعدم وجودها.
عندما يعلن اكبر حزب اسلامي في عالمنا العربي الاخوان المسلمين على لسان مرشده العام رفضه ان يتولى مسيحي قبطي رئاسة مصر ويفضل ان يحكم مصر مسلم اندونسي هذا ليس من فرط المحبه وقبول الاخر المختلف او بالاصح قبول واقع وجود المسيحين كشركاء في الوطن الواحد.عدا عن رفض اشغال كل المسيحين في العل السياسي ومضايقاتهم لحثهم على الرحيل والهجره وهي طرق ناجحه في كافة اماكن تواجد المسيحين في اوطاننا.ولا ننسى كيف هجر اليهود من معظم بلاد وطننا العربي.
عندما نسمع خطب وحوارات شيوخ الكراهيه والبغض امثال الحيويني والشيخ احمد حسان ووجدي غنيم وغيرهم في مصر اعتبار اقليات ومسيحي مصر درجه ثالثه والتحريض عليهم.
الاسلام السياسي مسيطر على الشارع العام بكافة اوطاننا وهو يدافع عن الدين الاسلامي في المقام الاول قبل الوطن وبعد الانسانيه والتعايش المشترك.
من قال ان الكراهيه ليست موجوده في الاردن ولبنان والسعوديه وفلسطين وو.
من المؤكد ان معظم الاديان السماويه منها والارضيه تعبر نفسها انها هي الاصح والاقرب الى الحقيقه المطلقه. وهي كلها بلا استثناء نرجسيه وكل منها يعتبر نفسه الافضل. لكن الاسلام فاقها جميعا بنرجسيته الى حد رفض فكرة وجود اديان ومعتقدات اخرى وان وجدت ففي النهايه يجب اخضاعها كلها تحت راية الاسلام. القوه والاكراه والبطش وحتى الاباده الجماعيه لا تعيبه كدين بشئ لتحقيق مراده. لا بل هو مصدر فخر واعتزاز ورضى الله على ذلك.
كراهية المسيحين والغرب هي اقوى اشكال الكراهيه وهي متأصله ولها جذور منذ ايام الحروب الصلبيه. ففي كل مناسبه يطال هذا الدفتر ويبدء موشح الحروب الصلبيه لا بل اخذ منه ستارا للهجوم على الغرب والمسيحيه في كل مناسبه ورفض دفن ونسيان احداث الماضي.
كراهية اليهود ايضا بارزه خصوصا الصرع الفلسطيني الاسرائيلي الذي حول الى صراع ديني اكثر منه صراع سياسي على احتلال وحقوق واغتصاب للارض والوطن. فحماس تعتبر كل الاراضي وقف اسلامي .هذا موضوع اخر لربما ابعد عن فكرة المقال الا وهو كراهية الاخر المختلف.
كل شعوب واعراق وملل وبلدان العالم تعرضت للحروب لاسباب دينيه اقتصاديه سياسيه استعماريه واحتلال و و و في فتره زمنيه من التاريخ. لكن في النهايه اصبح العالم اليوم قريه كونيه علينا التعايش سويا بانسجام ودفن احقاد وخلافات الماضي.
معظم الشعوب والاديان تحاول النسيان والنهوض ومتابعة دورة الحياه الا المسلمين يحملون احقاد الماضي واحلام المستقبل الذي انبئ لهم بتحويل العالم الى الاسلام وعودة الخلافه وهو موضوع خارج مقالنا لكنه يحمل بذور هذا الكره والحقد.
معظم الجاليات المسلمه التي تعيش بالغرب تحمل فكر هذا الحقد والكره ورفض الاندماج في المجتمعات الجديده لا بل محاولة التخريب والانتقام بأدعاء ما تعرض له العرب والمسلمين في الماضي بالاضافه الى غسيل الادمغه التى تعرضو لها برفض وجود الاخر المختلف دينيا بالاضافه الى الخطاب الديني الداعي الر رفض الاختلاف من معظم شيوخ وامراء الوهابيه السعويه ومن لف لفيفهم.
السلام على غير المسلم حرام وتهنئة المسيحين حرام ولا تجوز ومشاركتهم افراحهم واحزانهم حرام .
اليابانين تعرضوا للقنابل الذريه في هورشيما ونكازاكي ومات منهم الاف, والهنود تعرضوا للاستعمار البريطاني لعقود, والصنين للحروب ,واللاتنين في امريكا الجنوبيه للاستعمار والحروب, كل هؤلاء نسوا احقاد الماضي واليوم يعيشون بسلام ان كانوا في اوطانهم او في بلاد الغرب الا المسلمين الذين لازالوا مع ذكريات الماضي والاف منهم عناصر هدم وتخريب لا بناء واستمرار.
كما قال الشيخ طارق هناك الاف من المسلمين قنابل موقوته تتحين فرصها للقتل والانتقام من غير المسلمين.
سقوط طائرة سياح روسيه على متنها اكثر من 220 راكب في سيناء تتبني وتهلل تنظيمات اسلاميه متطرفه عمل ذلك وان كان هناك شكوك بحقيقته يدل على مدى كراهية كل من ما هو غير مسلم.
من غير المسلمين اليوم يتبني الارهاب المحلي والعالمي الدولي بهذا الشكل الذي يحمله ملاين المنتمين للمجموعات الاسلاميه المتطرفه.
اي مصيبه زلزال ارهاب اعاصير امطار تسامنومي يحدث في اي بقعه في العالم كل المنظمات الانسانيه وحتى الدول تهب للمساعدات الا المنظمات الاسلاميه التي تهب لمساعدة المسلمين فقط او ترفض وتتجاهل تقديم المساعده اصلا.
هجرة الاف المسلمين للغرب بدل الاندماج بالمجتمعات الجديده يحاولون اسلمتها.بدل من العمل والانتاج يتلقون رواتب الضمان والاعانه .سرقة واستغلال الكافر ليست حرام بل هي حلال.القيام باعمال ارهابيه وقتل وتفجير ايضا حلال طالما ان الضحايا من الكفار.
الاسلام السني الوهابي الذي رعته وانشئته ودعمته السعوديه هو سمة العصر وعند الحديث عن الاقليله المسلمه المتطرفه التي اصبح تعدادها ومؤيدوها وداعميها بالملاين لا يمكن تجاهله, والحديث عن انه مجرد اقليه.لان التأثير السلبي والاضرار والتدمير الذي الحقته هذه الاقليه بالدين انعكس على خنوع وجبن الاغلبيه .
ان الكراهيه والحقد والانتقام والتشدد الديني والتزمت يضر باتباع الدين المعتدلين اذ رغم كل الاحاديث عن الاعتدال فان افعال واجرام وارهاب الاقليه اصبح يطغى على فكر ووجدان الاغلبيه التي لا حول لها ولا قوه.فالدعاء وحده لا يكفي للخلاص لان التشدد والارهاب سيقضى ان لم يفت الاوان على الاعتدال.
#سناء_بدري (هاشتاغ)