أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بارباروسا آكيم - اللوح المحفوظ في ضوء تاريخ العربية















المزيد.....

اللوح المحفوظ في ضوء تاريخ العربية


بارباروسا آكيم

الحوار المتمدن-العدد: 4958 - 2015 / 10 / 17 - 01:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في الجزء الأَول من مقالتنا الموسومة بنفس العنوان - ورطة القرآن في اللوح الوهمي المحفوظ - ناقشنا المشكلة التي أَسقط فيها صاحب القرآن نفسه ، عندما زعم بوجود نص القرآن الأَصلي محفوظاً عند الله ذاته منذ الأَزل قبل بدء الخليقة ، علماً أَن هذا الزعم كما أَثبتنا باطل تمام البطلان بالنظر الى تاريخ الكتابة ..حيث أَنَّ اول كتابة مفهومة تعود الى الأَلف الثالث قبل الميلاد ، كما وضحنا إِنَّ عملية تطوير الكتابة مجهود بشري بحت



اليوم سندرس - ورطة اللوح المحفوظ - من منظور تاريخ اللغة العربية نفسها وتطورها

ولكن علينا أَن نعلم بدايةً قبل الإسترسال ، أَننا حينما نتكلم عن العربية فنحن نقصد بالتحديد ( لغة القرآن ) وليس سواها كالعربية الجنوبية أَو ماشاكل



المبحث الأَول : كيف نشأت اللغة العربية .؟ وماهو تاريخها .؟ الحقيقة إِنه لغرض الإجابة على هذا السؤال لابد من العودة الى الجذر السامي المشترك الذي يربط اللغة العربية بغيرها من اللغات السامية

يقول المستشرق وخبير اللغات السامية الأَلماني - كارل بُروكلَمان - :(( وإِذا ماتناولنا اللغات السامية ، من هذه الوجهة ، أَدركنا على الفور مدى الصعوبة التي تقابل الباحث عندما يريد الرجوع بظاهرة ما في هذه اللغات الى أَصلها ، ذلك لأَنَّ هذه اللغات ليست حلقات متصلة في سلسلة لغوية واحدة ، يمكن ان تعد إحداها أَقدم اللغات ، والثانية احدث منها وهكذا ، بل على العكس من ذلك تعد خلفاً للغة واحدة ، هي مااصطلح العلماء على تسميته - بالسامية الأُم - وهذه اللغة لا وجود لها الآن في صورة وثائق أَو نقوش مكتوبة ))

إِذاً من الصعب تحديد منشأ كل لغة سامية بالقياس على غيرها وتحديد اسبقية كل لغة بحسب بروكلمان ، وأُضيف ايضاً إِذا كان عمر الكتابة المفهومة يعود للأَلف الثالثة قبل الميلاد فلاشك عندي قطعاً بضياع الكثير والكثير من اللغات واللهجات قبل عصر التدوين

ولكن بكل تأكيد هناك - لغة ام - ترتبط بها أَو نشأت منها مختلف اللغات السامية ومنها العربية

وعلى كل حال فهذا الرأي على- وسطيته -ولكنه يهدم أَي محاولة لجعل اللغة العربية متسيدة من الناحية التاريخية على اللغات السامية فضلاً على لغات العالم ، وبالتالي يستحيل قطعاً أَن يكون هناك نص مكتوب بلغة لم تكن موجودة.!

المبحث الثاني : ماهي أَقدم النقوش التي نملكها عن اللغة العربية .؟

الحقيقة إِنَّ كل مانمتلكه من معلومات عن اللغة العربية وتاريخها فأقدمها ينحصر بالقرآن ، أَما المنقوشات الأُخرى والآثار الدالة عليها فهي شبه معدومة بإستثناء بضع - خربشات - خطها شخصٌ هنا او هناك

وكل مفاهيم الحضارة تقريباً يُدَل عليها في العربية بكلمات آرامية ، يفرق المرء بوضوح بين طبقتين : طبقة قديمة واخرى حديثة . غير انه قد كتبت عدة اشياء منذ وقت مبكر نوعاً ما باللغة المحلية والخط المحلي ايضاً . وطبيعي أَنَّ ماكتب ليس نقوشاً كبيرة ، وتحتوي على سياسة أَو تقرب الى اله ، ولكنها ليست إِلا - مخربشات - Graffiti ، دَوَنَّ فيها الرعاة المتجولون اسماؤهم للأَجيال القادمة . والأَبجدية الحرفية فيها ليست الأَبجدية الآرامية ، ولكنها فرع من العربية الجنوبية ، مأخوذة مباشرة من الأَبجدية الكنعانية ، ولغتها ليست موافقة تماماً للغة الأَدبية المتأخرة ، فهي تفترق عنها على الأَخص في إِستعمال أَداة التعريف ha و han في مقابل al

ويكمل بركلمان في نفس السياق : وقد وجدت هذه في المسافة بين ( دمشق ) و ( العلا ) في شمالي الحجاز في ثلاثة نماذج ، تسمى : الصفوية ، واللحيانية ، والثمودية ، غير أن هذه الأنواع القديمة من الخطوط ، قد إِكتسحها الخط الآرامي الحامل لحضارة عالية مزدهرة ، وعلى الأَخص شكله لدى النبط

وأَقدم نص عربي في هذا الشكل ، عثر عليه حديثاً في (( النمارة )) بالقرب من دمشق ، وهو يرجع الى عام 328 بعد الميلاد ويزين قبر ملك عربي . ولغة هذا النص هي لغة الآداب المتأخرة تماماً على وجه التقريب ، إِلا بعض - صيغ اللهجات الظاهرة الظاهرة فيه كذلك - . وتظهر نماذج مشابهة في النقشين العربيين الأَحدثيين سناً : نقش (( زَبَد )) بالقرب من حلب ، ويرجع الى سنة 512 او 513 ب .م ، والى جانب العربية مكتوب في الأَول نص سرياني ونص اغريقي ، وفي الثاني نص اغريقي )) .

فقه اللغات السامية ، تأليف : المستشرق الأَلماني كارل بُركلَمان ، ص 5 و ص 29 ، ترجمه عن الأَلمانية : د .رمضان عبد التواب ، الناشر : جامعة الرياض - المملكة العربية السعودية 1977

فعلى هذا نكتشف عدة نقاط تسقط قطعاً خرافة اللوح المحفوظ ، أَولها : إِن لغة يراد لها ان تكون اول لغة بالتاريخ واول من كتب بها الله - كاللغة العربية - ولكن في المقابل نجد ناتجها الثقافي قبل الإسلام صفر ، وهنا يأتي السؤال : كيف للغة كتب بها الله في لوحه المحفوظ أَن لا تترك اثراً ادبياً ما .؟

ثانياً : كيف للغة كتب بها الله قبل كل اللغات ، يكون أَقدم شاهد أَثري يعود عليها وهو - نص النمارة - الى سنة 328 بعد الميلاد ، بينما الحفريات السومرية والمصرية القديمة تملأ الدنيا واقدم النصوص المكتوبة ( المفهومة ) تعود الى الأَلف الثالثة قبل الميلاد.؟؟

ثم كيف للغة كتب بها الله منذ الأَزل قبل الخليقة كاللغة العربية ، أَن تستلف المصطلحات والخطوط من شقيقاتها السامية .؟ فلو كانت اللغة القرآن العربية موجودة منذ الأَزل لكان الأَولى أَن تستلف بقية اللغات من عربية القرآن وليس العكس.! وأَكبر دليل على أَنَّ اللغة العربية حالها حال كل لغات الدنيا يحكمها التطور..هي الأَلفاظ الأَعجمية الموجودة في ذات القرآن.! فحينما يستعمل صاحب القرآن الفاضاً أَعجمية غير عربية فهذا اكبر دليل على ان اللغة العربية لم تكن تملك حينها المرادف المناسب ، بمعنى آخر ان الله عجز عن ايجاد البديل العربي بالرغم من وجود اللوح المزعوم عنده منذ الأَزل

تقول دائرة المعارف الاسلامية تحت عنوان الكلمات الدخيلة : (( لم يجد المفسرون الأوائل حرجا في الإقرار بوجود عدد كبير من الكلمات الدخيلة في القرآن أو في مناقشتها.وقد جاء في الأثر أن ابن عباس ومن لفَّ لفَّه كانوا يبدون اهتماما خاصا برصد أصولها وتحديد معانيها. لكنه بعد ظهور المبدأ القائل بأن القرآن قديم ويتسم بالكمال، اتجه عدد من الفقهاء وعلماء الإلهيات، مثل الإمام الشافعي (ت205 هـ) إلى الاعتقاد بأن لغة القرآن عربية نقية، ومن ثم إلى إنكار وجود أية كلمات معارة من لغات أخرى.
ولكن عددا من كبار علماء اللغة مثل أبي عبيد (ت224 هـ) لم يكفوا عن القول بوجود كلمات دخيلة في القرآن. )) وتقول الدائرة كذلك عن كلام العلامة جيفري بخصوص الكلمات الدخيلة في القرآن : (( وينتقل جيفري الى مناقشة نحو 275 كلمة ، بخلاف أَسماء الأَعلام ، التي اعتبرها العلماء كلمات اجنبية ، ويورد ملخصاً لآراء الباحثيين الاوربيين عن اصولها معرباً احياناً عن آرائه الشخصية في الموضوع ))

موجز دائرة المعارف الإسلامية (ج 26 ص 8222 - 8224) ، تأليف : م . ت هوتسما ، ت . و . أَرنولد ، ر. باسيت ، ر . هارتمان ، المحققون : ابراهيم زكي خورشيد ، أَحمد الشنتاوي ، عبد الحميد يونس ، حسن حبشي ، عبد الرحمن الشيخ ، محمد عناني الطبعة الأولى لسنة 1998 م ، الناشر : مركز الشارقة للإبداع الفكري

مشكلة أُخرى تواجه القائلين بأَزلية القرآن العربي في اللوح الوهمي المحفوظ أَلا وهي قضية ( تشكيل وتنقيط المصحف ) فحينما نطالع مخطوطات القرآن القديمة نجد أَن تلك المخطوطات بل كافة المؤلفات والمنقوشات العائدة لتلك الفترة - فترة مايسمى بدولة الرسول- وبعدها بقليل كانت اللغة العربية فيها صامتة (( أَي الأَحرف غير مشكلة او منقطة )) ، والمسلمون عانوا في عصور لاحقة من هذا الموضوع فإخترعوا التشكيل والتنقيط واغلب روايات الاسلاميين تذهب الى ان ذلك حصل مابين سنة 694 - 714 ..فالسؤال الآن هل كان الله في لوحه المحفوظ قد نقط وشكل القرآن أَم ترك الموضوع للمسلمين.؟

موجز دائرة المعارف الإسلامية (ج 26 ص 8189 وما بعدها ) ، تأليف : م . ت هوتسما ، ت . و . أَرنولد ، ر. باسيت ، ر . هارتمان ، المحققون : ابراهيم زكي خورشيد ، أَحمد الشنتاوي ، عبد الحميد يونس ، حسن حبشي ، عبد الرحمن الشيخ ، محمد عناني الطبعة الأولى لسنة 1998 م ، الناشر : مركز الشارقة للإبداع الفكري



#بارباروسا_آكيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قسطنطين الكبير
- فكرة الحياة الأُخرى ابتدأت في سومر
- ورطة القرآن في اللوح الوهمي المحفوظ
- ورطة القرآن مع اسم هامان الفارسي
- ورطة القرآن في دراهم يوسف المعدودات
- حينما يستغرق اليساري في أَحلام اليقضة
- حينما تعوي الذئاب بكاءاً على الحملان
- المسلمون في زمن القحبنة الرقمية
- إِسقاطات المسيحية على الشخصية الغربية
- المسيحي : شعلة وضائة تنير درب الأَجيال وتتسامى على الصغائر
- البلطجة العابرة للحدود في الشهر الكريه
- خرافة الحجاب !
- رمضان شهر النقمة والخسران
- العلمانية كسبب للإنكسارات والهزائم
- الأَضرار الإقتصادية لشهر رمضان
- فرض رمضان بالإجبار
- بين بوذا والمسيح
- عظماء..ولكن.!
- سؤال للإخوة السعوديين حول الإعلام الديني
- حد الردة في بنغلاديش.!


المزيد.....




- مشاهد مستفزة من اقتحام مئات المستوطنين اليهود للمسجد الأقصى ...
- تحقيق: -فرنسا لا تريدنا-.. فرنسيون مسلمون يختارون الرحيل!
- الفصح اليهودي.. جنود احتياط ونازحون ينضمون لقوائم المحتاجين ...
- مستوطنون يقتحمون مدنا بالضفة في عيد الفصح اليهودي بحماية الج ...
- حكومة نتنياهو تطلب تمديدا جديدا لمهلة تجنيد اليهود المتشددين ...
- قطر.. استمرار ضجة تصريحات عيسى النصر عن اليهود و-قتل الأنبيا ...
- العجل الذهبي و-سفر الخروج- من الصهيونية.. هل تكتب نعومي كلاي ...
- مجلس الأوقاف بالقدس يحذر من تعاظم المخاوف تجاه المسجد الأقصى ...
- مصلون يهود عند حائط البراق في ثالث أيام عيد الفصح
- الإحتلال يغلق الحرم الابراهيمي بوجه الفلسطينيين بمناسبة عيد ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - بارباروسا آكيم - اللوح المحفوظ في ضوء تاريخ العربية