أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - سامان كريم - أنعقاد الدورة السبعون للجمعية العامة للأمم المتحدة ودخول روسيا الحرب على داعش















المزيد.....

أنعقاد الدورة السبعون للجمعية العامة للأمم المتحدة ودخول روسيا الحرب على داعش


سامان كريم

الحوار المتمدن-العدد: 4945 - 2015 / 10 / 4 - 22:41
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


مقابلة مع سامان كريم عضو المكتب السياسي – الحزب الشيوعي العمالي العراقي

الى الأمام: ما الذي يمثله أنعقاد الدورة السبعون للجمعية العامة للأمم المتحدة بالنسبة لتحديد شكل النظام العالمي الجديد..

سامان كريم: الدورة السبعون للجمعية العامة للامم المتحدة, مرحلة التتويج لعالم متعدد الاقطاب واعلانه بأشكال مختلفة. تأسيس او بناء نظام عالمي جديد على انقاض العالم الامريكي او النظام الامريكي, عملية مستمرة وفي صيرورة مستمرة, لها ابعاد مختلفة: اقتصادية, سياسية, عسكرية, التكنولوجيا النووية والاسلحة الفتاكة, تأريخ ومكانة هذه القوة او تلك ومصداقيتها, أسلوبها في التعامل مع الاخرين, عقيدتها وخطابها.. لكن ومع كل ذلك, ان هذه الدورة للجمعية العامة, منعطف لهذا التحول وتتويج له.
النظام العالمي الجديد, نظام ضروري لكل مرحلة من مراحل تطور الرأسمالية. فبدونه نرى ما رايناه خلال العقدين الماضين. مرحلة قلقة: امريكا تحاول ان تكون قائدأ وحيدأ بدون منافس من جانب, وهي ليس بامكانها ان تكون بهذا القدرة من جانب اخر. هذه المرحلة التي بدأ إنقشقاع غيومها. راينا التراجع الامريكي واضح خلال هذه الدورة وعلى لسان رئيسها حيث قال اوباما "امريكا بوحدها ليس بامكانها ان تحل مشاكل العالم"، او كما قال الرئيس الصيني "المرحلة الحالية تتطلب نمط جديد من العلاقات بين الدول العظمى", وبوتين كان بطلا لهذه الدورة وفق المحلليين الامريكيين والغربيين.
براي بدأ التراجع الامريكي الملموس منذ عام 2006 حين كتب بيكر وهاملتون نظريتهما او تقريرهما الى الكونغرس, ظهر التراجع بصورة اكثر شمولية حين هاجمت روسيا جورجيا وبعد ذلك الاحدات في سوريا وسحب القاعدتين الأمريكيتين من أوزبكستان وقرغيزستان بعد ضغوط من موسكو على قادتهما. ورِش امريكا بالفيتو داخل المجلس الامن واعاقة مشاريعها السياسية, وما تلتها من احداث اوكرانيا وضم القرم, واخيرا وليس آخرا نزولها القوي على الاراضي السورية وتاسيس مجلس رباعي استخباراتي مع ايران وسورية والعراق.. وهذه كلها ضربات موجعة لامريكا ودورها ونفوذها في المنطقة.. هذا ناهيك عن فرض التراجع على الدول حول بقاء الاسد على الاقل في الفترة الانتقالية.. هذا جانب من القضية اما الجانب الاخر الظهور الاقتصادي المؤثر للصين خلال السنوات الخمس الماضية, ومحاولاتها لتمثيل دور اكبر في شرق اسيا ومحيطها, ودخول اليوان العملة الصينة "او قاب قوسين" الى السلة العملات العالمية.. وبناء بريكس "الخماسي الروسي والصيني والبرازيلي والهندي والجنوب الافريقي" والبنوك المرادفة للبنك وصندوق النقد الدوليين, ومنظمة شنغهاي للتعاون والامن.. هذا ناهيك عن الفشل الامريكي التام في افغانستان والعراق وليبيا وسورية ومصر بالتحديد.. كل هذه المسائل والقضايا جزء او اجزاء من عملية وصيرورة متواصلة لولادة نظام عالمي جديد, النظام الذي يمر حاليا بأصعب واخطر مراحله, وهي المرحلة الانتقالية ما بين القديم والجديد. صيروة وعملية متواصلة كانت تتويجها على الصعيد الرسمي في الدورة السبعون للجمعية العامة للأمم المتحدة..
القضية تبدأ من هنا. حين نزلت القوات الروسية وحين قصفت طائرات السوخوي في سماء سورية بدون رخصة امريكية, حينذاك وبصورة عملية يعني ان النظام العالمي الجديد متعدد الاقطاب بدأ فعلا وفي سورية.

الى الأمام: هل أتخذ صراع المحاور في الشرق الأوسط بعدا واقعيا.. روسيا دخلت الحرب على داعش وبدئتها بـ (20) غارة جوية على معاقل داعش في مدينة حمص وادلب ومناطق اخرى؟!

سامان كريم: صراع المحاور كان موجودا وحاضراً بصورة عنيفة منذ أن بدأت الأحداث والصراع كان ولايزال صراعا دموياً, وهو صراع واقعي وموضوعي. واقعي وموضوعي لان الصراع يجري بين مختلف التيارات والقوى البرجوازية العالمية منها والاقليمية والمحلية. القوى البرجوازية انقسمت الى محورين مختلفين, ويجري الصراع الدموي بينهما بالوكالة وعبر القوى المحلية.. هذا يعني إن صراع المحاور كان موجودا وواقعيا في اعنف صوره قبل الغارات الروسية, ومنذ بداية احداث سورية.
اما اليوم بعد الغارات الروسية دخل صراع المحاور منعطفأً اخطر واصعب ودخل في دوامته النهائية.. ان شد الاحزمة وصولات سريعة بقيادة روسيا يعني صب الزيت على نار هذا الصراع وتقوية محورها الايراني السوري ومعهما حزب الله والاشكال المختلفة من الميليشيات الاسلامية في العراق، ناهيك عن عدد من القوى القومية الكردية في العراق وسورية وتركيا ايضا.. شد الاحزمة وتجيش الجيوش وتجهيز العتاد كان بسرعة البرق على الاقل على الصعيد الاعلامي, حيث ان الحركات والممارسات اذاً لم يوجهها الاعلام كانها لم تتم اصلا. هذه هي الانعطافة كما اكدت عليها في جوابي لسؤالكم الاول. الانعطافة هي نزول مبارز اخر على الساحة الدولية كقوة عظمى مؤثرة بامكانها تغيير توازن القوى لصالحها وبطبيعة الحال لصالح محورها في المنطقة.
المحور المقابل بقيادة امريكا الذي هو بطل بلا منافس واقصد هنا النفوذ السياسي وتاثير قراراته على كافة الدول بما فيها روسيا الى حد ليس بماضي بعيد.. هذا المحور كان بطل الساحة السورية ايضا خلال السنوات الماضية. البطل الذي لعب الدور السئ والدور القذر للغاية, دور ترويض الاهاربيين وتوجيههم بصورة مباشرة او غير مباشرة. هذا المحور لم يلملم صفوفه لحد الان جراء سرعة حركات روسية وغاراتها وصولاتها وتحديها المباشر وبصورة واضحة لكل استراتيجيات وسياسيات المحور الأمريكي واستراتيجيته واهدافه في المنطقة. عليه نرى التناقض في التصريحات حتى بين مسؤلي امريكا ذاتها او حتى لمسؤل امريكي واحد كما حصل لكيري وزير الخارجية.. تارة يقول "اذا الروس يضربون داعش نحن نفهم"، وفي اخرى يقول "ان الضربات الروسية تعقد المشهد السوري". بعد مرور يومين تمكن هذا التحالف او هذا المحور من اصدار بيان بتوقيع عدد من الدول منها امريكا وفرنسا وبريطانيا والسعودية وتركيا وقطر والمانيا, يستنكر هذه الغارات.. وردهم بعد هذه الغارات كان "اصدار توجيهات واضحة لفتح معابر حدودية لارسال الارهابيين الجدد الى سوريا".
القضية اذن معركة وحرب وصراع دموي وشرس بين استراتيجيتين عالميتن وهدفين مختلفيتن.. الهدف الامريكي الذي يقول: يجب ان لا يكون هناك منافس لنا, نقبل بشريك مساهم ولكن لا نقبل بالمنافس ولا نقبل بالندية, على الصعيد العالمي والشرق الاوسط جزء منه, اما استراتيجيتها تتغير وفق سبل تحقيق هذا الهدف عبر الارهابيين باسماء مختلفة من داعش الى القاعدة الى النصرة وجيش الفتح واحرار الشام, او تدخل مباشر مثل ما حصل في العراق وافغانستان والصومال, او عبر الناتو مثل ما حصل في ليبيا.. هذه استراتيجيات مختلفة لامريكا ومحورها فشلت ولكن لا تقبل التحدي ولا تقبل بمنافس ولا تريد ان ترى روسيا قوية وتنافسها. أنها تتجه صوب الانحدار والهبوط, ولكن لا تعترف بضعفها ولا تعترف بمقابلها كطرف له ذات قوة وذات حقوق... في سبيل تحقيق هدفها تتوسل بكل ما لا يتصوره العقل البشري المتحضر. الديمقراطية الامريكية توسلت بالارهاب في العراق وسورية وليبيا, وتتوسل بظواهر وكائنات اخرى في سبيل تحقيق هدفها او على الاقل في سبيل بقائها في موقعها الحالي.. عليه ان الوضع في سورية يتجه نحو صراع اكثر دموية واكثر شراسة لفترة موقتة على الاقل.. هذه هي حرب عالمية ثالثة بالوكالة. الرأسمال تتجه نحو التمركز والاحتكار وهذا هو قانونها, أمريكا ترغب في انعكاسه على الادارة السياسية على الصعيد العالمي.

الهدف الامريكي واستراتيجيتها يقابلها الهدف والاستراتيجية الروسية. روسيا هدفها "أعادة الشرعية الدولية" او اعادة الهيبة والاعتبار للامم المتحدة بعد ان ضربتها امريكا بعرض الحائط في احتلالها للعراق دون اي تفويض دولي.. لاظهار غرورها وقوتها وتحقيق اهدافها. الهدف الروسي واضح وهو: لا نقبل من امريكا فرض اجندتها بالقوة على الاخرين وعلى الدول الاخرى. الدول صاحبة السيادة يجب ان يتم التعامل معها وفق قرارات اممية, هذا وفق السياسة الروسية الراهنة. استراتيجيتها هي الاعتماد على القوة "القانونية" او الشرعية الدولية كما تسميها, او على قرارات مجلس الامن.. تدخلت في سورية ولكن وفق طلب رسمي من "حكومة شرعية" وفق ما تقوله... وتعتمد على الميليشيات والتيارات الاسلامية ايضا.. في العراق ولبنان وسورية واليمن.. هذا الهدف كما قلنا يقابلها الهدف الامريكي "كل ما نقوله يمشي".. ولو أن أوباما تنازل عنه حين قال "ليس بامكاننا لوحدنا ان نحل مشاكل العالم"..
الهدفين السياسيين العالميين, لهما تفاصيل بنوية واساسية في المجال الاقتصادي والفكري والايدولوجي.. ولكن تيارين برجوازين عالميين, تقودهما الدول الرأسمالية الكبرى التي لديها ترسانات نووية وتكنولوجيا عسكرية ضخمة.. الهدفين يتناطحان ويتحاربان على الارض السورية والعراقية واليمنية والليبية والاوكرانية.. وفي مناطق اخرى في العالم وباشكال مختلفة.. ان الانتصار في معركة واحدة, يعني تسجيل نقطة مهمة في الانتصار النهائي وفي الحرب بصورة عامة.

الى الأمام: هل لك أن توضح حقيقة "داعش" تلك المنظمة الأسلامية التي انشات دولة ليس لديها اسس وركائز وأرض.. وهي الى اليوم صامدة بوجه جيوش محاور الصراع العالمي وأقطابهم في المنطقة؟؟

سامان كريم: حقيقة داعش واضحة, اذا نفهم التاريخ في المراحل الانتقالية وقانون حركته. شرحنا هذه المرحلة في اكثر من مرة في حواراتنا السابقة. المرحلة الراهنة التي لم ترسخ بعد النظام العالمي الجديد او متعدد الاقطاب من جانب وعدم تنازل النظام القديم بقيادة امريكا عن قيادتها للعالم من جانب اخر. بين هذا وذاك العالم يعيش في المرحلة الانتقالية. هذه المرحلة لا تشبه المرحلة السابقة ولاتشبه المرحلة القادمة لها خصائصها وقوانينها المختلفة. امريكا تحاول أن تعيد رسم خريطة مناطق العالم بما فيها منطقة الشرق الاوسط وفق المنهج او الهدف الامريكي او في هذا الاطار الذي شرحناه في اعلاه, اي اطار العالم القديم العالم الذي قادته امريكا بمفردها خلال العقدين الماضين. يعاد رسم خريطة المنطقة ليس وفق الكيانات القومية بل وفق الكيانات الطائفية المذهبية.. بمعنى تحويل الطائفية الى السياسة بالتالي الى الدولة وطابعها ومؤسساتها, والى الحكم والحكومة والدستور والقوانين واخيرا الى السيادة الدولية او الدويلات والامر سيان بالنسبة لامريكا. بدأ هذا الامر في العراق بقيادة بريمر, بريمر هو الذي وضع نقاط على حروف الطائفية.
كان الرأسمال العالمي يدار وفق التقسيمات القومية, وتحدد السيادة وفق هذا الاساس ابان الحرب الباردة. سيادة الدولة القومية, وكنا عايشنا هذه المرحلة, وهي مرحلة ما بعد الاستعمار المباشر.. اليوم في هذه المرحلة امريكا حاولت ومنذ حرب الخليج الاول قبل عقدين ونصف وباستمرار وتحاول ولاتزال لتغيير هذه الانظمة وغيرت اكثريتها في العراق وليبيا مثلا وتغير جيوشها وعقديتها القتالية مثل ما حصل في العراق.. بمعنى تفكيك الدول واعادة بنائها على اساس جديد وهذا الاساس "الطائفية". عليه نرى ونسمع خطابات وتصريحات من اوباما الى كيري من على قنوات الـ"بي بي سي" أو الـ "سي ان ان" ونقرئها في صحف "التايمز" و"النيويورك تايمز" يدعون الى "مساعدة السنة" و"ودعم ومشاركة السنة في العراق"، ونرى في المنطقة ايضا نباح كلابهم في قنوات "الجزيرة" و"العربية" وجريدة "الشرق الاوسط" و"القدس العربي" وغيرها, والاف المؤلفة من الكتاب المأجورين الذين يعتاشون على قتل وتدمير وتقسيم البشر على اساس هويات كاذبة ومصطنعة مثل الهوية الدينية والطائفية. هذه السخافات والحقارات لابعاد الناس والعمال عن الهوية الطبقية عن الصراع الطبقي, ابعادهم عن همومهم اليومية والمعيشية والحياتية وبالتالي لتضليل الراي العام العالمي. كذابون ومنافقون لان من أسقط اقوى حكومة تدعم "السنة" على الاقل هي امريكا وليس الاخرون.. كانت حكومات صدام حين ومعمر القذافي تحسب على "السنة" وفق منهجم الرجعي. اليوم مظلومية السنة اصبحت مظلومية جلادها.. الصراع هو صراع سياسي عالمي بامتياز لا ربط له بالطائفة الدينية ولا بالأديولوجيات المختلفة، حيث ان ايدولوجيتين متحاربتين كلاهما صاحبهما الرأسمال والطبقة البرجوازية, كلاهما ديمقراطين وكلاهما يؤمن باقتصاد السوق.
في هذه المرحلة بامكان امريكا أن تبنى الدولة وتروج لها وحتى تتعرف بها, كانت كوسوفو لاشئ وليس هناك أصلا طلب حتى لبناء دولة, ولكنها قطعت من صربيا بقوة امريكية والان اصبحت دولة واقعية في قلب اوروبا.. وكانت مسمارا في خصر روسيا واطرافها حينذاك.. واليوم ليس فيها لا معيشة ولاعمل!!! هذه هي عنتريات امريكا في الزمن الذي ليس فيه عنتر آخر يواججها. حين تفرض امريكا العقوبات على شخصيات وقيادات من داعش هو اعتراف غير مباشر. ارهابي يقود الارهابيين الذين يفجرون أنفسهم او ربما هو مستعد لتفجير نفسه فما معنى العقوبات عليهم؟! غير التلويح بالاعتراف. داعش تبيع نفطها والمواد التي تسرقها لتركيا ولرأسماليين ولتجار الحروب في المنطقة وكلها معلومة وواضحة.. داعش تسيطر على اراضي ما يقارب دولا كثيرة خلال ايام قليلة... داعش تعبر مواكبها بمئات من السيارات في الصحراء والقمر الأصطناعي الامريكي وطائراتها التجسسية لا تكشفها..!! داعش التي تفتح لها ابواب ومعابر الدول لادخال الارهابيين الجدد الى العراق وسورية.. داعش التى تتبنى فكرا طائفيا مذهبيا سونياً متشددأ.. تقارع وتصارع ايران وقوى الاسلام السياسي القريبة والتابعة لها.. وهذا مشروع سياسي كبير بغض النظر عن أن امريكا لها حصة لبنائها أو لا.. هذا المشروع الطائفي الذي يزكي الطائفية ويعمقها ويفكك المجتمعات بشكل سريع وبصورة خطيرة لصالح الهدف الامريكي لصالح تفكيك الدول القومية واعادة تركيبها على اساس الطائفية.. الطائفية التي استلمت مباشرة افكار وعقيدة النيو الليرالية الاقتصادية, الخصخصة التي تدار من قبل الطائفيين لا يمكن تطبيقها على القوميين. ها هو السبسي في تونس والسيسي في مصر ولو خففوا من عقيدتهما القومية مقارنة بابو رقيبة وعبدالناصر ولكن يتحدثون عن العدالة الاجتماعية, يتحدثون عن توزيع ولو جزء بسيط من ثروة "الوطن" على العمال والفقراء.. وهذا يتناقض مع مبدأ النيو ليبرالة.. القومية في الشرق الاوسط ووفق الوصفة الامريكية ليس بامكانها ادارة الرأسمال على اساس اقتصاد السوق بوصفة النيو اليبرالية الامريكية. وخصوصا ان الحركات القومية العربية في المنطقة كانت حركة تحمل فكر "ضد الاستعمار"، وافكار الأشتراكية العربية البرجوازية وتعاند الامبريالية وفق مفهومها الخاص بها, نرى جمال عبدالناصر, وصدام حسين وهواري بومدين والقذافي وحافظ الأسد وابنه بشار واخرون. أمريكا تحاول إستئصال هذا الفكر والعقيدة.
كانت داعش ولاتزال منظمة لها خصوصيات ومميزات عديدة في المرحلة الانتقالية الحالية من حياة الراسمال العالمي في مرحلة الفوضى العالمي.. الخصوصية الاهم هي جيش ارهابي معد ومستعد للمنازلة ضد العدو او ضد من يخالف سياسات امريكا ومحورها في المنطقة، وخصوصية ثانية وهي منازلة العدو ولكن وفق العقيدة الطائفية, والعدو هنا قوى الاسلام الشيعي وفق وصفهم طبعا وحولوا النظام السوري الى نظام شيعي علوي. وكلنا نعرف ان القضية الطائفية قبل الاحداث لم تكن مطروحة في سوريا اصلا. من هنا نرى حسرات وانتقادات واسعة من قبل الاعلام الغربي ومباشرة من قبل امريكا وقطر والسعودية وتركيا وفرنسا والمانيا وبريطانيا لغارات روسيا.. على اساس ان غارات روسيا تقتل "الاطفال".. انهم انسانيون حقا!! حسراتهم واعتراضهم لان الطائرات الروسية ضربت معمل متفجرات داعش.. لانهم يعرفون ان ضربات روسيا ضد داعش تحجما وتقزمها.. هذه هي القضية.. ولكن هل هذا يعني ان روسيا هي فعلا ضد الارهاب والقوى الارهابية؟ّ لا بالتاكيد هي ضد الارهاب في الشيشان وفي سورية ولكن ربما معه في افغانستان ضد امريكا مثلا..
ليس بامكان داعش ان يصمد لولا هذا الاطار السياسي والتمويل المالي والدعم اللوجستي والاستخباراتي والدعم العسكري من قبل امريكا ومحورها.. صمدت لان هذا الاطار موجودا. بعد الغارات الروسية ستتغير المعادلة ويقلب توازن القوى لصالح المحور المقابل على المدى المنظور.. ولكن كما قلت نحن امام منعطف جديد وخطير..
التطاحن الارهابي والتعارك السياسي والصراع الدموي بالوكالة هو بزوغ لنظام عالمي جديد. امريكا بدأت به في الحرب الخليج الاولى حين كانت مغردا وحيدا بعد سقوط الاتحاد السوفيتي بدأتها بالحرب, واليوم بعد فشلها وبداية انحدار امبراطوريتها نرى البزوخ الدموي اكثر فظاعة وبشاعة واكثر رجعية وحماقة ونفاقا.. في المرة الاولى لضبط السيطرة العالمية وفي هذه المرحلة لغرورها.. هذه هي قضية الراسمال وسلطته العالمية.. قضيتها تبدأ بالدم وتنتهي بالأبادة..



#سامان_كريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحلف الأمريكي لمحاربة داعش بدأ يتفسخ رويدا رويدا
- البرجوازية لم يتبق لها نفس, نفسها الاخير هو الدين
- دخول القوات الروسية الى سورية يشكل ضربة قاضية لنفوذ واعتبار ...
- الحركة الأحتجاجية في العراق تعاكس مطالبها
- الاحتجاجات بين وهم الجماهير وحقيقة إعادة الثقة بالسلطة السيا ...
- اصلاحات العبادي تجميل الفساد والمحاصصة عبر عملية اعادة الهيك ...
- الوضع السوري يتجه نحو التسوية المؤقتة بدون الامن والاستقرار ...
- قصف مقار (به كه كه) من قبل حكومة أردوغان يعني تقوية داعش في ...
- أتفاقات البورجوازية أو الصراع بين اقطابها لحد الان يرسم عالم ...
- حول أزمة ديون اليونان.. سياسة الأصلاح الأقتصادي هي لغة النفا ...
- الاجتماع الثلاثي المرتقب في بغداد يافطة مشبوهة لتضليل الراي ...
- الهجرة وطلب اللجوء نتاج طبيعي لسياسات واداء الرأسمال العالمي
- انشاء قواعد عسكرية امريكية جديدة بالعراق ليس له علاقة بالحرب ...
- مؤتمر تحالف الأرهاب في باريس.. مقايضة سوريا بمساعدة الحكومة ...
- سيطرة دولة الخلافة على الرمادي مسمار جديد في نعش العراق المو ...
- الطائفية السياسية قسمت الأنسان في العراق قبل مشروع تقسيم الأ ...
- حزب ماركسي ثوري قوي ومؤثر بامكانه ان يغير مسار التاريخ
- خطر ما بعد داعش ليس اقل من الخطر في مرحلة داعش
- عاصفة الحزم حسرت الدور السعودي في المنطقة
- بتجاوز الملف النووي الايراني, نقوي الصراع الطبقي, هذه هي قضي ...


المزيد.....




- طبيب فلسطيني: وفاة -الطفلة المعجزة- بعد 4 أيام من ولادتها وأ ...
- تعرض لحادث سير.. نقل الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير إلى ال ...
- رئيسي: علاقاتنا مع إفريقيا هدفها التنمية
- زيلينسكي يقيل قائد قوات الدعم الأوكرانية
- جو بايدن.. غضب في بابوا غينيا الجديدة بعد تصريحات الرئيس الأ ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة الجعف ...
- طفل شبرا الخيمة.. جريمة قتل وانتزاع أحشاء طفل تهز مصر، هل كا ...
- وفد مصري في إسرائيل لمناقشة -طرح جديد- للهدنة في غزة
- هل ينجح الوفد المصري بالتوصل إلى هدنة لوقف النار في غزة؟
- في مؤشر على اجتياح رفح.. إسرائيل تحشد دباباتها ومدرعاتها على ...


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - سامان كريم - أنعقاد الدورة السبعون للجمعية العامة للأمم المتحدة ودخول روسيا الحرب على داعش