أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - زهير الخويلدي - الهوية والذاتية والإبداع














المزيد.....

الهوية والذاتية والإبداع


زهير الخويلدي

الحوار المتمدن-العدد: 4941 - 2015 / 9 / 30 - 23:20
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


تحاول الكتلة التاريخية أن تتدارك الفوات الحضاري وأن تعثر على الجواب الشافي للسؤال عن الهوية وأن ترد على تحديات العولمة وأن تجد طريق الخلاص من أزمة خطاب الهوية التي سببها الإقصاء والحرب. لكنها تقع في كماشة تعثر البدائل وفشل المرجعيات وحالة التخبط الإيديولوجي بين القوى المتنافسة وغياب المشروع الحضاري المتكامل وتعبر عن حاجة ماسة إلى رؤية معمقة للواقع وقراءة تشخيصية نقدية للمجتمع وغربلة فكرية للعقل الذي يسكننا.
لا يمكن بناء عمارة الهوية على أساس الدين فحسب ولا يجوز التعويل على الهوية الدينية لمواجهة المخاطر والصمود أمام موجات التفكيك والتقسيم بالرغم من ادعاء هذا الدين العالمية واكتساحه السريع للمعمورة. كما لا يتعلق الأمر بالبحث عن الأصل والتفتيش عن المصير بالنسبة للهوية التي تخصنا للإجابة عن سؤال من نحن؟ وذلك بطرح سؤال من أين أتينا؟ والى أين سنذهب؟ وإنما المطلوب تحديد موقعنا في العالم وقيمة الرصيد الهووي الذي تحوز عليه الجماعة التاريخية الناطقة بلغة الضاد والإجابة على سؤال أين نحن ؟
ما انفكت حضارة اقرأ تطرح أسئلة شائكة حول نفسها ودورها في العالم سواء من أجل الرد على الاعتداءات والاستثبات أو بغية توطيد السيادة الحضارية وتدعيم الإشعاع والاستفاقة وتوكيد الانتشار الثقافي في الكون. لكنها لا تدعي امتلاكها لهوية متفوقة واستمدادها لهذا التفوق من الدين ولا تزعم مواصلة الريادة وقيادة القاطرة الحضارية في اللحظة الراهنة بل تعترف بفقدان البوصلة وبالضياع في العالم. كما أنها لا تحمل الدين حال الهزيمة التي منيت بها الملة ولا تتعامل مع نفسها كهوية مغلوبة وإنما تطمح إلى الاسترجاع والى العودة إلى الذات والتخلص من الاغتراب والجمود والتذبذب وزرع الاستنارة والمدنية في المدينة الانسية.
ما يثير الاستغراب ويمثل مفارقة أن الذين يتحركون في فلك الهوية ويقدمون أنفهم كمدافعين عن الذات الحضارية ينتجون خطابا مبتسرا ويكيلون المديح الإفتخاري عن وضعيتنا التاريخية في حين أن الذين يجاهرون بالانتماء إلي الإنسانية ويحسمون أمرهم مع الموروث والتقاليد يشكلون مادة علمية دسمة عن زمانية الوجود الذي يحوينا والإطار الاجتماعي الذي يتبعنا. فهل يدل ذلك على أن ثبت الهوية يمر عبر الإفلات من رقابة الذاتية والاعتصام بالموضوعية؟ كيف نتجاوز هذه الفصامية في البحث الأكاديمي بين ذاتية بلا هوية وخطاب هووي بلا موضوعية ؟
ربما يكون الاستنجاد بالمثقف النوعي هو الخيار الذي يفيد في تقوية الاقتدار على مواجهة الخطر بالالتزام بالطابع المركب للهوية والتأصل الكوني والأنسنة الثقافية وتعليم الحشود التي ننتمي إليها من جهة الاجتماع والقانون والثقافة والاقتصاد القيم الكونية والإنسانية التقدمية.
على هذا الأساس لا يتوقف التفكير الفلسفي في الهوية التي تخصنا عند ضبط المفهوم وتقديم التعريف ووضع الحد الجامع والمانع بل يتعدى ذلك نحو تحويل الثوابت وتحريك السواكن وإدخال التعقد في البسائط وزرع الاختلاف في الواحد والتعدد في الوحدة والاعتصام بالمنهج المركب والتدبير الإيتيقي لمستقبل النوع البشري واختيار أنماط الحياة الملائمة على الأرض والسماح بالتلاقي بين الذات والغير وبين الفرد والمجتمع والاسترسال بين الطبيعي والثقافي.
لقد جعل أدغار موران من قضية أنسنة البشرية الاهتمام الأكبر بالنسبة للفلسفة المعاصرة وأوكل إلى العقل الايكولوجي مهمة المحافظة على الإقامة في العالم وركز على إبداع الهوية المركبة وصوب سهام نقده إلى المراوحات العقيمة والطرق التبسيطية والاختزالية للطبيعة البشرية وجعل من قضية المنهج البوابة المعرفية الحاسمة للتطرق إلى مطالب إنسانية الإنسانية ومعرفة المعرفة وطبيعة الطبيعة وحياة الحياة. وبالتالي تسمح الأنثربولوجيا الفلسفية عند أدغار موران بولادة سياسة للحضارة ترتكز بالأساس على محاربة الهمجية والشمولية وتوطن التأصل في الكون والاندماجية في المجتمع والأنسنة في الثقافة والخلقنة في السياسة وتضع الإيتيقا في حضن الوجود وتجعل من النهاية الكارثية بدء جديد لهوية البشر على منحى مختلف .

كاتب فلسفي



#زهير_الخويلدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفلسفة بين سكون الليونة وعزم الصلابة
- النظرية التربوية الكانطية والتأسيس البيداغوجي
- إلى أين تذهب الهرمينوطيقا في الثقافة الراهنة ؟
- علامات على التصور البوبري للفلسفة
- شذرات في الصميم
- التسوية وحرب المواقع والثورة السلبية عند أنطونيو غرامشي
- حال تدريس الفلسفة في العالم العربي
- باراديغم المحاكاة بين الواقعي والتراجيدي
- مفهوم الجميل بين المعطى الطبيعي والبعد الفني
- العدالة الإجرائية والمساواة الديمقراطية عند جون رولز
- المنعرج التداولي للفلسفة المعاصرة مع يورغن هابرماس
- أولانية دراسة الوضع البشري
- ميلاد الفنون الجميلة ودلالاتها
- المقاربة الفنومينولوجية للسياسي عند حنة أرندت
- تأرجح الكائن بين اللاوعي والوعي عند سغموند فرويد
- الإنسان المنتج عند كارل ماركس
- ماهو الفعل الإبداعي في الذوق الفني؟
- كيف يتحقق العيش المشترك في ظل التصادم بين الحضارات؟
- الفنان بين اتساع نطاق التسمية وتقلص رقعة المعنى
- ميديولوجيا الصورة وعرض جمالية الوجود


المزيد.....




- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...
- مقتل عراقية مشهورة على -تيك توك- بالرصاص في بغداد
- الصين تستضيف -حماس- و-فتح- لعقد محادثات مصالحة
- -حماس- تعلن تلقيها رد إسرائيل على مقترح لوقف إطلاق النار .. ...
- اعتصامات الطلاب في جامعة جورج واشنطن
- مقتل 4 يمنيين في هجوم بمسيرة على حقل للغاز بكردستان العراق
- 4 قتلى يمنيين بقصف على حقل للغاز بكردستان العراق
- سنتكوم: الحوثيون أطلقوا صواريخ باليستية على سفينتين بالبحر ا ...
- ما هي نسبة الحرب والتسوية بين إسرائيل وحزب الله؟


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - زهير الخويلدي - الهوية والذاتية والإبداع