أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - دروست عزت - عندما نوهم أنفسنا ونصدق أكاذيب الأخرين نصبح كالقطيع















المزيد.....

عندما نوهم أنفسنا ونصدق أكاذيب الأخرين نصبح كالقطيع


دروست عزت

الحوار المتمدن-العدد: 4920 - 2015 / 9 / 9 - 23:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



عفواً صديقي بكر خوجة المحترم :
إن منطقة الشرق الأوسط ليست فقط ذات ثقافة عربية وإسلامية .. بل فيها ثقافات أمم غير عربية وغير إسلامية وأسبق من كلاهما تاريخياً وثقافياً وحضارات تلك الأمم شاهدة على ما نقول .. هذا ما كتبته حضرتك ..(هناك في الشرق الأوسط ثقافتان إحداها عربية متأخرة ، ويسبقها ثقافة إسلامية ، فأما الإسلامية هي ملك جميع الشعوب الإسلامية الذين ساهموا فيها وليست للعرب وحدهم كونها كتبت باللغة العربية ).
وقد أتفق معك بأن الثقافة العربية ( العروبية ) لعبت دوراً متخلفاً في كل مراحلها لأنها كانت عنصرية وليست تنويرية كما أدّعوا .. والتي بها إستطاعت العرب أحتلال والقيام بالغزوات على الأمم الأخرى تحت ستار الدين .. وكانت غايتها إلغاء ثقافة الشعوب بثقافتها القديمة والحديثة..
وتقول : (الثقافة العربية الحديثة هي التي كتبها العروبيون لإغناء الفكر القومي ) ...
وأتفق معك أيضاً بأن محاولات العنصريين العروبيين التي كانت تسعى لأصهار الكل في بوتقتها العربية قد فشلت .. بالرغم من إن مفتاح العروبيين صنع في بدايات الإسلام عن طريق معاوية بن أبي سفيان العروبي ومن تابعوه وزخرف مفتاحه بالإسلام حتى يتمكن من أبتلاع الدول والأمم بذلك وبالأخص عندما تفلطحوا في الإحتلال والغزوات وجنوا مالاً وخيراتً من تلك البلدان من سبي النساء وتجنيد الناس وتوسيع رقعة أراضيهم الصحراوية الميتة بأراضي حية خضراء معطاءة ..
كما بينت وتفضلت تقول : ( الثقافة العربية الحديثة هي التي كتبها العروبيون لإغناء الفكر القومي ، وتشويه الفكر الإسلامي وتكريه الشعوب المجاورة بالعرب المسلمين ، وإظهارهم بصور مغايرة للواقع التاريخي الذي عاشوه لأجله )..
وأتفق معك أيضاً على غدرهم ... وبالفعل غدروا وطعنوا بكل الأمم والشعوب من أجل مصلحتهم العروبية .. ولكن علينا أن لا ننسى بأن بساطة الشعوب في الفهم وإنزلاقها في الأوهام التي صنعت لهم من قبل العروبيين الخبثاء هي التي قذفت بهم خارج السلطات .. والسبب الأقوى هو كان فخ اللغة التي كانت تعتبر مقدسة و الإنقلاب عليها كفر ..
ونقول : بالرغم من إن بعض الشعوب فهمت اللعبة قبل الأخر ( مثل الفرس والعثمانيين ) .. أما غشمنة وسذاجة الكورد وغيرهم من الأمم أدت بهم إلى ما هم فيه الآن ..
كما تفضلت وتقول: ( وكذلك الطعن في نهاية المطاف بالشعوبيين ذاتهم ، الذين حكموا البلاد الإسلامية من زنكيين وأيوبيين ومماليك وعثمانيين ، مع عدم التعرض لأولئك الذين عثوا في الديار فسادا من الحمدانيين الشيعة والفاطميين الشيعة ) ..

ولكنني أختلف معك في جملتك هذه وأنت تقول: ( فأما الإسلامية هي ملك جميع الشعوب الإسلامية الذين ساهموا فيها وليست للعرب وحدهم كونها كتبت باللغة العربية ) ..

لا يا صديقي وأخي بكر خوجة أقول :
بأن الدين كان يخدم العرب أكثر من غيرهم كثقافة وكسياسة وجغرافية .. ولم يخدم الشعوب الأخرى بل بالعكس دمر ثقافة الشعوب وشوه الوضع الإجتماعي والجغرافي لصالح غاياتهم المتخلفة والتي ملأت التاريخ بها غدرا و خيانات بالقتل والهتك بين بعضهم البعض وبين من كانوا خارج إرادة فكرهم .. وكل ذلك من أجل السلطة وليس من أجل الفكر الإلهي وسلامة الشعوب والمحبة والتطور كما كانوا يدّعون ..
ولغتهم هي التي كانت تفرض بحجة الدين وكانت هي المتداولة في كل المساجد كالخطب والأحاديث كونهم كانوا يعتبرونها مقدسةً ولغة أهل الجنة حسب إعتقادهم .. ومع الزمن أهتموا بلغتهم وسخروا الناس لها لتعريب الشعوب والأقوام ..
وبذلك كانت تزداد تلك الثقافة توسعاً وتتقوى بثقافات الغير وإمكانياتهم التي كانت موضوعة في خدمة دينهم بحجة إن لغتهم لوح محفوظ ..

وهنا يبدأ التسائل واللغز وعلينا أن نقف على ذلك بدقة ٍ وتحليل ٍ بعيداً عن العنصرية والتطرف الإلحادي والديني في نفس الوقت كي وحتى نفهم ماهية الفكرة وغاية أصحابها بشكلهما الحقيقيين .

وأختلف معك أيضاً عندما تقول : ( وتوغلوا في قلب أوروبا من شرقها في هذه المرة حتى وصلوا إلى مدينة فيينا النمساوية ، حيث وقف الطابور العثماني في أحد شوارعها ومازال يسمى بإسمهم ( تابور استريت ) نسبة إلى الطابور العثماني . ) .. وكأنك تعتبر الدولة العثمانية كانت مسلمة ومخلصة للدين الإسلامي وكأنك تبعد الشبهات عنها بأنها لم تلبس الإسلام لغاياتها الإستعمارية وكأنك تتانسى بأنها مسحت الأرض بأصحاب الكتاب نفسه ( العرب ) وأحتلتهم أربعمائة عام بأسم خزعبلاتها .. ودمرت أحفاد صلاح الدين الأيوبي في كل غزواتها وشتتهم لمصالح عثمانيتها الخولبية بالإسلام ....
وأختلف أيضا ً عندما تقول: ( ومساحتها أكبر مما خسره المسلمين في إسبانيا ) .. وهنا نقول وهل كانت إسبانية أرضا ً للمسلمين حتى خسروها .. فإسبانية غزاها المسلمون ( العرب ) عن طريق قائد غير عربي ( طارق بن زياد ) البربري الذي إستغل كل جهوده لصالح فكرة العرب وليس لصالح الإسلام .. ولم يتركوا حضارة يستفيد منها الإسبان .. بل بالعكس فشلوا وأنهزموا وتركوا الناس خلفهم وهم يجر عباءة فشلهم وعارهم نتيجة خياناتهم ودسائسهم السلطوية ضد بعضهم البعض من أجل مصالحهم وليس لإستعلاء كلمة الله ..
وكل من بقي فيها أصبحوا مسيحيين وتركوا الإسلام جيلاً بعد جيل.

وأختلف معك أيضا ً أستاذي الكريم عندما تقول : ( ونجد أن العرب المسلمين لم يستنكروا حكم هؤلاء الشعوبيين لهم على مدار مئات السنين ، ولم تجد في نفوسهم سوى المحبة لهم والإحترام والتقدير ، ) ..
بل بالعكس لم يحترموا يوماً الشعوب ولم يقدروا شعورهم ومطالبهم عندما كانوا يطالبون بها والتاريخ شاهد على ذلك حتى آخر السلطانيات الإسلامية وهي العثمانية البغيضة والتي زالت لعدم عدالتها وعنصريتها في التوجيه .. بل أحترمتهم الشعوب والأقوام التي كانت تسير خلفهم كالقطيع منساقين بعصا الطاعة الأعمى .

صديقي الغالي والمحترم : لم يكن الإسلام يوماً على أرض الواقع كما أدّعوه في الكتب والمجالس .. بل كان تضخيماَ وتزميراً للحكماء وللسلاطين وللأمراء من اليوم الذي ظهر فيه الإسلام .. من حكم عمرو بن الوقاص في مصر ومروراً بعهد الخليفة المأمون وخيانته مع القائد العسكري الشريف أبي مسلم الخرساني الذي خطط له بحقد لا أخلاق فيه .. وقتله لأنه رفض باطلهم المزور ودعاهم إلى تطبيق ما يدّعونه بين الناس ..
وكذلك من قبله فعلوا بسفيان الثوري وقطعوه أرباً أربا ً وكذلك فعلوا بغليان الدمشقي الذي دعا الناس بأن يستيقظوا من غفلتهم ولا يصدقوا ما يقولونه لهم فقطعوا رجليه و قطعوا يديه ولم يستكين لهم حتى قطعوا لسانه ومن ثم مات ..
هكذا كانوا يتعاملون مع خصومهم المسلمين المخلصين للفقراء والجياع. واستمر الظلم حتى ولد منه العروبيون الحقيقيون اللذين بدأوا يتجرأون في القول بأن قضيتهم الحقيقية هي العروبة وليست الإسلام ...
وهنا أيضا ً يبدأ التسائل : فإذا هم كشفوا أنفسهم بأنفسهم وكشفوا حقيقة مآربهم وما جاؤوا به للناس وغدروا بها وكذبوا في كل ما كانوا يدّعونه على أرض الواقع .. فلماذا نحن مصرون على عدم كشف حقيقتهم .. ولماذا سنسكت ونبرر لهم .. في حين أن الوضع قد تغير .. والزمن تغير .. والإنسان تتطور وتنور .. والكل يقولون ويعترفون بأنه ليس هناك من يطبق الإسلام في دولهم بالرغم من إن الدول العربية والأجنبية المتأسلمة كلها لا تطبق من الإسلام شيئاً ..

وإن كانت هنالك من تطبق فهي المملكة العربية السعودية المنافقة التي أصبح قانون القتل والرمي بالحجارة وقطع اليد من صفاتها في العالم كله . وبذلك تشوه سمعة المسلمين بقوانين لا تناسب الزمن والعقل كونها قوانين متخلفة جداُ ..
وبرغم الإدّعاء بأنه هنالك مليار ونصف مسلماً .. فنرى في الحقيقة على إنها معلومة تفتقر إلى الصحة وغير واقعية إلا بالإسم .. فالدول التي تعرف بالإسلام يوجد فيها الربع الغير مسلم من أديان ٍ أخرى .. ونصفها لا تلتزم بأركان إسلامها كألتزام . أي أنهم هم هامشيون وأخذين الدين عادة وطباعاً والشواهد موجودة في الدول الإسلامية .. وهنالك العلمانييون اللذين لا يؤمنون إطلاقاً .. وماتبقى منهم نصفهم صغاراً لا يفهمون من معنى الإسلام إلا إسمه .. وما تبقى من الباقي هم منقسمون في عالمهم النفعي .. فمنهم الشيعة ومذاهبها المختلفة والسنة ومذاهبها وتأتي الطرق المصطنعة من تجار الكلام والبدع من الشيوخ وتأتي والأحزاب والمجموعات الهمجية الغير صالحة للحياة ..

وهنا نقول : كيف نفكر بشيء ٍ لم يعد فيه الحياة إلا عند دجاليه وجهابذة النفاق فيه .. وعند قلائل من مخلصين الشرفاء من اللذين يخشون الله من خلال ضمائرهم وليس من خلال الدين .. وكذلك البسطاء والسذج والجبناء والمترددين اللذين ينتفع منهم أهل النفاق وسلاطين الفساد من التكفيريين وأنصارهم ...

شكراً صديقي لأنك لفت النظر إلى موضوع مهم كهذاً ..

دروست عزت / ستكهولم

5/9/2015



#دروست_عزت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كذبةُ الفكرِ من النصوصِ إلى النفوسِ
- كذبة الفكر من النصوص إلى النفوس
- إن كان حزباً أو فرداً فهذا لا يجوز
- التربية والسلوك... وعاءا الفهم وتقويم الإنسان وليس الحجاب
- التشوش الفكري وعدم التميز بين السياسة و الحزبية
- لذكرى مجزرة الأرمن
- في رحاب الدكتاتور
- الجزء السابع: الإلحاد وإتهامه بالكفر(عصر موسى)
- و ماذا عن وجهه الآخر. ..؟
- الجزء السادس الإلحاد وإتهامه بالكفر :
- الجزء الخامس ....... الإلحاد وأتهامه بالكفر
- الإلحاد وإتهامه بالكفر..... الجزء الرابع
- الإلحاد وإتهامه بالكفر الجزء الثالث :
- الإلحاد وإتهامه بالكفر. ....الجزء الثاني
- الإلحاد وإتهامه بالكفر...الجزء الأول
- في رحاب الدين و السياسة
- المرأة والدين ونفاق ما يقال عنها من رجال الدين ...
- جدية العمل
- لعبة الدول وخبثها في قتل الأرواح .....
- إلى متى الغفلة .....؟


المزيد.....




- اسلامي: نواصل التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة وفق 3 أطر
- اسلامي: قمنا بتسوية بعض القضايا مع الوكالة وبقيت قضايا أخرى ...
- اسلامي: سيتم كتابة اتفاق حول آليات حل القضايا العلقة بين اير ...
- اسلامي: نعمل على كتابة اتفاق حول آليات حل القضايا العالقة بي ...
- اللواء سلامي: اذا تخلى المسلمون عن الجهاد فإنهم سيعيشون أذلا ...
- تقرير فلسطيني: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- اللواء سلامي: نحن المسلمون في سفينة واحدة ويرتبط بعضنا بالآخ ...
- اللواء سلامي: إذا سيطر العدو على بقعة إسلامية فإنه سيتمدد إل ...
- اللواء سلامي: اذا تخلى المسلمون عن الجهاد فإنهم سيعيشون إذلا ...
- اللواء سلامي: الأمة الإسلامية تتحرك بفخر نحو قمم الفتوحات


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - دروست عزت - عندما نوهم أنفسنا ونصدق أكاذيب الأخرين نصبح كالقطيع