أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - الخلاف والاختلاف في الحركة الكردستانية - الجزء الأخير














المزيد.....

الخلاف والاختلاف في الحركة الكردستانية - الجزء الأخير


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 4919 - 2015 / 9 / 8 - 17:33
المحور: القضية الكردية
    


يبقى الضعف الكردي فارضا ذاته لطغيان الخلافات بين الحركة الكردستانية، وتسعيرها من قبل شريحة ثقافية واسعة، فتستغلها الحكومة التركية، وتزيد من تأجيج الخلاف، ولا تتوانى بالتغطية إعلاميا على ما تقدمه من إسناد وخدمات في كل المجالات للمنظمة التكفيرية ولغيرها اللواتي هم على التماس مع المنطقة الكردية، وتحرك لوبيها في الفضاء الأمريكي والأوروبي، لعرض الكرد على نفس النسق مع المنظمات الإرهابية، وهنا تكمن الخطأ الكردي، وهشاشة مقاومته لهذا التلاعب الدبلوماسي والسياسي، ولا يعيرون الانتباه على أسباب اهتمام الإعلام العربي الواسع بالمقالات والكتابات التي تنشر الخلاف وتفاقم من الصراع بين الأطراف الكردستانية السياسية، ولا يهم معظم كتاب هذا المنطق من الكرد الخلافات المتفاقمة بينهم، بقدر ما يهمهم العصبية الحزبية وشهرة الأنا، فمهاجمة البعض وابتذال طرف للأخر في الواقع الوطني وفي المحافل الدولية، دلالة عدم الوعي الوطني، وقصر النظر، فيتناسون أمام هذه الجمالية الدعائية الخبيثة في الإعلام العربي، أن الازدراء المتبادل ضعف للذات مثلما هو للأخر.
الخلاف الجاري بين أطراف الحركة الكردية والكردستانية، أظهر العديد من الأمراض التي كانت مستعصية على الأعداء خلقها، فسهلت للقوى الإقليمية استمرارية الهيمنة على الأحزاب، رغم الثورات الجارية، وبالحفاظ على أساليبهم لفرض أجنداتهم، فسلطة بشار الأسد لا يزال حاضر الوجود في معظم الجدالات الكردية، حتى ولو كانت تهم مطعونة، ومثلها الهيمنة التركية والإيرانية، وللجميع أصابع بتمهيد الطرق لداعش وغيرها من المنظمات الإرهابية الولوج إلى العمق الكردي، وعملوا على تعشيش خلايا نائمة بين الكرد، وهي التي أدت إلى أنتشار نوع من الرعب المؤدي إلى جزء من الهجرة والنزوح من غربي كردستان، إلى جانب الخلاف المتفاقم بين الأحزاب وقناعة الشعب بعدمية بلوغ التوافق، وهي المؤدية بدورها إلى ظهور العجز في وضع الحلول لقضايا عديدة مستعصية، لا قدرة لطرف منفرد بحلها، ومنها الاقتصادية والبيئية، والدفاع، وعدم قدرتهم على إظهار القوة الكردية كقوة وطنية أمام العالم الخارجي، وخاصة الدول الكبرى التي تحارب الإرهاب، هذه هي نتائج الخلاف وليس الاختلاف.
الشعب الكردي بشكل عام وفي غربي كردستان الأن هو الذي يدفع ضريبة هذه الخلافات، والصراعات الحزبية، والثمن باهظ، ومن المؤسف بأنه لا يزال يقدم الكثير من التضحيات على مذبح الخلافات التي لا تلتئم، وفاقم في هذا أطراف من الحركة الثقافية، الذين شاركوا أو اجبروا على الولوج في صراعاتهم، والعديد من شخصيات الحركة الثقافية رفعوا على أثرها رايات الوطنية والخيانة بأشكال متنوعة، وعمقوا من هوة الخلاف، ولا داعي لتكرار تلك التهم وبيع الوطنيات التي نشرت عن طريق سلطة بشار الأسد هنا ثانية، وقد كان لنا فيها جولات، ومن كان ورائها، لكن من المهم تكرار ما ذكرناه آنفاً، بأنه على ساحة هذا الصراع، غاب الاختلاف والنقد المنطقي، وخيم التهجم، بين الأطراف الكردستانية، وليس فقط في غربه، وهي لا تزال تثار بكل قوته، وما يجري اليوم على ساحة الإقليم الفيدرالي، وحيث الصراع بين الديمقراطية والرجل الأنسب للمرحلة، لرئاسة الإقليم، تحفر العديد من الحفر لطمر القضية الكردستانية، وليست لبناء الديمقراطية، فورائها يقف الهلال الشيعي، الباحث عن الهيمنة على الشرق الأوسط بكل الوسائل والطرق، وفي الواقع الكردستاني يكون عن طريق قوى كردستانية تتبعها، وهي قنديل والسليمانية، ولا تعني هذا أن هولير أفضل منهم استراتيجية أو أنزه منهم، فهم معا يخرقون هنا منطق الاختلاف والتحاور على القضية. فعلى أعتاب التبعيات هذه، دفعت أحد أطراف الحركة الثقافية في غربي كردستان الثمن، وحصل الانشقاق الأول والثاني في اتحاد كتاب الكرد قبل أن يبلغ من العمر ثلاث سنوات، وهو ما كنا قد نبهنا كطرف في الحركة الثقافية، على ما سيجلبه عملية الاستقواء بالأحزاب السياسية، والتخلي عن الرأي الحر، في واقع ينعدم فيه الدستور والمؤسسات الوطنية المستقلة، لكن أنانية البعض وحب الذات والتباهي بالأنا، جرفت بهذا الطرف من الحركة الثقافية إلى نفس المنزلق الذي وقعت فيه الأحزاب.
تقوية الذات والصمود أمام المؤامرات الإقليمية، ومواجهة المنظمات التكفيرية العروبية-الإسلامية، والتلاقي مع المصالح الدولية، لبلوغ الغاية، تبنى على خطط التحرر من الإملاءات الخارجية والداخلية، وتقوى بالتلاقي والتحاور، والمشاركة في النضال على منطق الاختلاف، وقبول الأخر، برأيه ومنطقه، ولا شك الهوة واسعة وعميقة، لكن ليس صعبا تجاوزها، عندما تدرك الأحزاب الكردستانية، وفي غربي كردستان بشكل خاص أن أفضل وأنجح الاستراتيجيات هي الاستراتيجية الكردستانية، وأصوب الطرق هي المستندة على التكتيك المخطط ذاتيا وبشراكة، فبدونها سيدفع الشعب الكردي في غرب كردستان الثمن باهظاً، وعلى الأغلب أن القادم أشد هولاً، فالسبل التي مهدها سلطة بشار الأسد والدول الإقليمية عن طريق داعش وغيره، عديدة، ولا يمكن قطعها بدون شراكة كردستانية، وأطول المسيرات تبدأ بخطوة، ولا يوجد نضال بدون تضحيات، خاصة عند محاولة الخروج من هوة الخطأ.
د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]
24-8-2015



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخلاف والاختلاف في الحركة الكردستانية - الجزء الثاني
- مؤسسات مثقفي غربي كردستان
- الخلاف والاختلاف في الحركة الكردستانية - الجزء الأول
- من طمر الثورة السورية
- دور الحركة الثقافية الكردستانية - الجزء الثاني
- سذاجة النقد - الكاتب إبراهيم إبراهيم مثالا
- دور الحركة الثقافية الكردستانية - الجزء الأول
- عمر حمدي-مالفا-الفنان
- بين الإلهين - الجزء الثاني
- بين الإلهين - الجزء الأول
- الصفقة الأمريكية التركية - الجزء الثاني
- الصفقة الأمريكية التركية- الجزء الأول
- معادلة المفاعل النووية الإيرانية - إيران تنتصر
- مخطط تقسيم غربي كردستان
- الدكتور كمال اللبواني قصد حضارة النحر الجارية في كوباني والح ...
- الدكتور كمال اللبواني سيحاسبك الشعب السوري
- صعود أردوغان وهبوطه
- مبايعة أردوغان للبغدادي
- فتوحات الخليفة البغدادي وخلفائه-الجزء الأخير
- فتوحات الخليفة البغدادي وخلفائه - الجزء الثالث


المزيد.....




- -بحلول نهاية 2025-.. العراق يدعو إلى إنهاء المهمة السياسية ل ...
- اعتقال العشرات مع فض احتجاجات داعمة لغزة بالجامعات الأميركية ...
- مندوب مصر بالأمم المتحدة يطالب بالامتثال للقرارات الدولية بو ...
- مندوب مصر بالأمم المتحدة: نطالب بإدانة ورفض العمليات العسكري ...
- الأونروا- تغلق مكاتبها في القدس الشرقية بعدما حاول إسرائيليو ...
- اعتقال العشرات مع فض احتجاجات داعمة لغزة بالجامعات الأميركية ...
- تصويت لصالح عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- الأمم المتحدة تدين الأعمال العدائية ضد دخول المساعدات إلى غز ...
- الإمارات تدين اعتداءات مستوطنين إسرائيليين على قافلة مساعدات ...
- السفير ماجد عبد الفتاح: ننتظر انعقاد الجامعة العربية قبل الت ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - الخلاف والاختلاف في الحركة الكردستانية - الجزء الأخير