أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - تاج السر عثمان - الذكري ال 61 لتأسيس صحيفة الميدان















المزيد.....

الذكري ال 61 لتأسيس صحيفة الميدان


تاج السر عثمان

الحوار المتمدن-العدد: 4914 - 2015 / 9 / 3 - 11:18
المحور: الصحافة والاعلام
    


صدر العدد الأول من صحيفة الحزب الشيوعي السوداني "الميدان" في 4/ 9/ 1954م، وصادف تأسيسها قيام " الجبهة المعادية للاستعمار" التي نشأت كتحالف واسع بين الشيوعيين والديمقراطيين والوطنيين لخوض اول انتخابات عامة بعد إتفاقية فبراير 1953م للحكم الذاتي ، وطرحت "الجبهة.." برنامجها الإنتخابي الذي عبر عن مطالب الشعب الأساسية في الإستقلال السياسي والحقوق والحريات السياسية والنقابية والتنمية وتحسين اوضاع الكادحين المعيشية، والحكم الذاتي لجنوب السودان، وتوفير احتياجات الجماهير الاساسية" تعليم،محو امية، الصحة، خدمات الكهرباء والمياه..الخ"، حماية الامومة والطفولة، وعلاقات خارجية بعيدا عن التبعية للاستعمار...الخ. ولعبت صحيفة "الميدان" دورا كبيرا في تلك المعركة.
لم يكن اصدار صحيفة الميدان أمرا سهلا في الفترة التي شهدت تأسيس الحزب وتنظيماته الأساسية في مناطق الخرطوم ومدني وعطبرة وبورتسودان وكوستي..الخ، وقيام "رابطة الطلبة الشيوعيين" و"الجبهة الديمقراطية للطلاب السودانيين" ، واتحادات الشباب والنساء والعمال و الطلاب والمزارعين والمعلمين والموظفين..الخ، وصراع الحزب من أجل استقلاله السياسي والتنظيمي والفكري ،ورفضه للاتجاهات التي كانت تري أنه لاداعي لوجود حزب شيوعي مستقل، وأن يكون الحزب جناحا يساريا في الأحزاب الاتحادية، وخاض الحزب صراعا فكريا داخليا من أجل استقلاله في العامين 1947 ، و 1952م.
وكان من نتائج ذلك الصراع الفكري الداخلي تأكيد هوَية الحزب المستقلة سياسيا وتنظيميا وفكريا، وبناءا علي ذلك أصدر الحزب صحفه الداخلية والجماهيرية التي اكدت ذلك الاستقلال، وساهم الحزب من مواقعه المستقلة في بناء نقابات واتحاد العمال واتحادات المزارعين والموظفين والمعلمين والطلاب والشباب والنساء، ومن موقعه المستقل ايضا أقام الحزب تحالفاته الاستراتيجية والتاكتيكية.
كما أشرنا سابقا، كان من نتائج الصراع الداخلي الذي دار عام 1947 في الحزب تأكيد استقلال الحزب عن الاحزاب الإتحادية، وصدرت منشورات مستقلة بإسم الحزب " الحركة السودانية للتحرر الوطني – حستو"، وصدرت مجلة "الكادر" عام 1947 بهدف التربية الفكرية والسياسية والتنظيمية للاعضاء ونشر سياسة الحزب علي الاعضاء بهدف مناقشتها والمشاركة في تنفيذها وتطويرها، وتغير إسم " الكادر " إلي "الشيوعي" عام 1954م، والتي مازالت مستمرة بهذا الإسم، وكذلك صدرت مجلة المكتب التنظيمي " فرع الحزب " ايام ديكتاتورية عبود ، والتي تغير إسمها إلي" المنظم" بعد ثورة اكتوبر 1964م، والتي مازالت مستمرة بهذا الإسم، إلي جانب الصحف الداخلية للمناطق والمكاتب المتخصصة.
كما صدرت مجلة " الوعي" التي كانت مهتمة بالتثقيف النظري والتعليم الحزبي ، ونشرت علي صفحاتها أيام ديكتاتورية عبود حلقات عبد الخالق محجوب عن تاريخ الحزب ، والتي صدرت فيما بعد في كتاب بإسم " لمحات من تاريخ الحزب الشيوعي السوداني"، وتوقفت " الوعي بعد ثورة إكتوبر 1964م.
في العمل الجماهيري لم يكتف الحزب باصدار المنشورات والكتابة في الصحف القانونية ، بل قررت ل.م في العام 1950 إصدار صحيفة جماهيرية سرية بهدف مخاطبة جماهير العمال والمزارعين والطلاب والنساء والشباب والمثقفين..الخ حول قضايا العمل السياسي والنقابي وتنظيم الجماهير وحشدها حول مطالبها وغيرها من القضايا التي لا تتحملها الصحف القانونية وتسمح به القوانين، كونت ل.م لجنة لاصدار الصحيفة وإختيار إسمها ، وتم الإتفاق علي إسم " اللواء الأحمر" باقتراح من التيجاني الطيب، كان من أبرزكتاب " اللواء الأحمر": عبد الخالق محجوب، الوسيلة، التيجاني الطيب، حسن الطاهر زروق..الخ. وسرعان ما اصبحت " اللواء الأحمر" أداة فعالة في التحريض والتنظيم وتعبئة الجماهير حول مطالبها، ولبناء وتوسيع صفوف الحزب وقيام فروع ومناطق حزبية جديدة.
كما تم الابداع في شكل إخراجها ، ويذكر عباس علي تجربة في تطوير شكل الصحيفة عندما تم عمل ختم أحمر مكتوب عليه " اللواء الأحمر لسان حال اللجنة المركزية للحركة السودانية للتحرر الوطني – حستو"، وكانت تلك خطوة جريئة نالت اعجاب القراء في ذلك الزمن، واكدت قدرة الشيوعيين علي الإبداع رغم المطاردة والقمع وظروف السرية وشح الموارد المالية.
وحدث تطور في " اللواء الأحمر" لتصدر مطبوعة في مطبعة صغيرة تدار باليد وتحتاج إلي عضلات.
في بداية تأسيس الحزب كان العمل الدعائي والصحفي شاقا ،كانت منشورات وصحف الحزب الداخلية والجماهيرية " الشيوعي، الوعي اللواء الأحمر" تنسخ باليد علي الشمع، ويذكر صلاح مازري الذي كان خطاطا المعاناة في ذلك العمل، وكان عبد الخالق محجوب يتابع التجويد والتنوع في الخطوط ليكون للزميل اكثر من خط واحد، بحيث يكون خطه في المعاملات العادية مختلفا عن خطه في مطبوعات الحزب، وكان الوسيلة من قيادة الحزب يشحذ همم حلقة الخطاطين في العمل السري، ويقرظ ابداعاتهم، ويطلق عليهم " كتبة الوحي"، كما كان الحزب يتابع تقوية العمل الفكري للحلقة حتي لايصاب اعضائها بالملل نتيجة للعزلة والابتعاد عن ضجيج العمل الجماهيري، فمثلا كان الجنيد علي عمر من قيادة الحزب يقدم للحلقة محاضرات مثل :" الحزب" ،و" في التنظيم"..الخ. وبعد فترة ومع اتساع نفوذ الحزب الجماهيري وبناء فروع ومناطق جديدة ، أحس اعضاء الحلقة بأهمية العمل الذي يقومون به في بناء الحزب وتقوية نفوذه الجماهيري ( صلاح مازري، الشيوعي 152).
وفي اوائل العام 1955م تطورعمل الحزب وأدخل الآلة الكاتبة " تايبرايتر"، وتجاوز النسخ باليد، ثم ادخل الكمبيوتر في الطباعة عام 1990م،واصبحت " الميدان" الكترونية في منتصف تسعينيات القرن الماضي.
كان صدور صحيفة " الميدان" تحولا نوعيا لتراكم ونشاط صحفي خاضه الشيوعيون في الفترة "1946-1955م" ، فماهي معالم ذلك التراكم؟
بالرجوع لارشيف الصحف السودانية في الفترة المذكورة، نجد أن بعض الصحف المستقلة مثل: "الرأي العام" التي تأسست عام 1945م، غطت أخبار إضراب عمال السكة الحديد عام 1948 والذي إستمر لمدة 33 يوما، كما غطت المظاهرات ضد الجمعية التشريعية عام 1948 التي قادها الشيوعيون والاتحاديون والطلاب والعمال..الخ ، وغطت المظاهرات والمقاومة للجمعية التشريعية في عطبرة التي استشهد فيها عدد من المواطنين مثل: قرشي الطيب عضو الحزب الشيوعي، وفؤاد سيد أحمد، وعبد الوهاب حسن مالك..الخ.
كما نجد أن الشيوعيين إلي جانب منشوراتهم السرية التي بدأت تصدر منذ العام 1947م، كانوا يعبرون عن آرائهم وافكارهم وسياساتهم في الصحف القانونية التالية:
• صحيفة " المؤتمر" التي تأسست عام 1942م، والتي كانت تعبر عن الخريجين، وكان بعض مؤسسي الحزب الشيوعي في قيادة مؤتمر الخريجين مثل: حسن الطاهر زروق ، واحمد محمد خير ، وحسن سلامة..الخ.
• صحيفة " امدرمان" التي صدرت عام 1945م، والتي كانت تعبر عن التنظيمات الشيوعية والوطنية السودانية في مصر، وكان من أبرز كتابها: محمد أمين حسين، عز الدين علي عامر ، حامد حمداي..الخ.
• صحيفة " الشباب" التي أصدرها عفان احمد عمر ، وكان من كتابها : أحمد محمد خير..الخ.
• صحيفة " الهدف" التي تأسست عام 1950م، ورأس تحريرها عوض عبد الرازق في دبسمبر 1951م، بعد فصله سياسيا من مدرسة بورتسودان الأهلية الوسطي.
• صحيفة " أخبار الإسبوع" التي تأسست عام 1950م.
• صحيفة " الصراحة" التي أصدرها عبد الله رجب عام 1950م، وكان من ابرز كتابها من الشيوعيين : عبد الرحمن عبد الرحيم الوسيلة، عبد الخالق محجوب، التيجاني الطيب، حسن الطاهر زروق، محمد عبد الرحمن شيبون..الخ.
• صحيفة "الطليعة"- لسان حال إتحاد العمال- التي صدرت عام 1953م، ورأس تحريرها محجوب عثمان، وكان من ابرز كتابها: عبد الخالق محجوب، الشفيع أحمد الشيخ، قاسم أمين،...الخ.
• صحيفة " الايام" التي اصدرها محجوب محمد صالح ومحجوب عثمان وبشير محمد سعيد عام 1953م.
• صحيفة " صوت المرأة" التي تأسست عام 1955م، وكانت رئيسة تحريرها فاطمة احمد ابراهيم
• صحيفة " الجهاد" التي اصدرها عبد المنعم حسب الله عام 1948م، والتي لم يكتب فيها الشيوعيون فحسب، بل باتفاق مع عبد المنعم حسب الله تولوا إدارتها لمدة 10 أشهر بين ديسمبر 1951 وديسمبر 1952م، وكانت تجربة مفيدة للشيوعيين اكتسبوا خبرة في كيفية إصدار صحيفة ومشاكل ومتاعب العمل الصحفي ، وكانت تلك التجربة " البروفه" الشاملة لاصدار صحيفة "الميدان" والتي استمرت حتي يومنا هذا.
صحيح أن الحزب بعد ذلك اصدر صحف قانونية أخري مثل : " الفجر الجديد" التي اصدرها عبد الخالق محجوب عام 1957م، وتوقفت بعد إنقلاب عبود لتواصل الصدور بعد ثورة اكتوبر1964م، وتوقفت بعد مؤامرة حل الحزب عام 1965م. كما اصدر الحزب صحيفة " الضياء" عام 1968 التي رأس تحريرها التيجاني الطيب، وشارك الحزب في تحرير صحيفة" أخبار الاسبوع" لصاحبها عوض برير.
ولكن مايميز صحيفة " الميدان" عن بقية الصحف الأخري الجماهيرية للحزب أنها استمرت لفترة طويلة، وفي مختلف الظروف السرية والعلنية، وهذا نجاح كبير لحزب شحيح الموارد المالية وعاش اغلب سنواته في ظروف سرية وقمع ومطاردة، وتعتبرنجاح في العمل الصحفي المثابر ، مقارنة بالاحزاب الأخري التي تعثرت وتوقفت صحفها. ولعبت صحيفة "الميدان" دورا مهما في توضيح رأي الحزب ومواقفه للجماهير، ودورا مهما في تاريخ الحزب.



#تاج_السر_عثمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الذكري الثانية لإنتفاضة سبتمبر 2013م
- تجربة الإسلام السياسي في النهب وتمزيق وحدة الوطن
- كل التضامن مع ثورتي شعب العراق ولبنان
- أوراق من يوميات المقاومة السرية
- جذور - داعش - في السودان
- شريط ذكريات البحر
- بمناسبة مرور 69 عاما لتأسيس الحزب الشيوعي السوداني
- إسهام مجلتي -النهضة- و-الفجر- في الإستنارة والتجديد ( 2/2)
- إسهام مجلتي -النهضة- و-الفجر-في الإستنارة والتجديد(1/2)
- ذكريات من مدرسة عطبرة الثانوية الحكومية القديمة
- ذكريات من حي امبكول بعطبرة
- الذكري العاشرة لرحيل جون قرنق
- مفهوم التنمية المستقلة
- الذكري ال 25 لحرب الخليج
- ذكريات: آخر العلاج الكي
- وظائف الدين في تاريخ السودان القديم
- المعتقدات في تاريخ السودان القديم (3)
- المعتقدات في تاريخ السودان القديم (2)
- المعتقدات في تاريخ السودان القديم
- الذكري ال 44 لانقلاب 19 يوليو 1971م


المزيد.....




- لماذا لجأت الولايات المتحدة أخيرا إلى تعليق شحنات الأسلحة لإ ...
- كيف تؤثر سيطرة إسرائيل على معبر رفح على المواطنين وسير مفاوض ...
- الشرطة الأمريكية تزيل مخيما مؤيدا لفلسطين في جامعة جورج واشن ...
- تقارير: بيرنز ونتنياهو بحثا وقف هجوم رفح مقابل إطلاق سراح ره ...
- -أسترازينيكا- تسحب لقاحها المضاد لفيروس -كوفيد - 19- من الأس ...
- قديروف يجر سيارة -تويوتا لاند كروزر- بيديه (فيديو)
- ما علاقة قوة الرضوان؟.. قناة عبرية تكشف رفض حزب الله مبادرة ...
- مصر.. مدرسة تشوه وجه طالبتها بمياه مغلية داخل الصف وزارة الت ...
- مدفيديف بعد لقائه برئيسي كوبا ولاوس.. لامكان في العالم للاست ...
- السفارة الروسية لدى لندن: الإجراءات البريطانية لن تمر دون رد ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - تاج السر عثمان - الذكري ال 61 لتأسيس صحيفة الميدان