أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - الخلاف والاختلاف في الحركة الكردستانية - الجزء الأول














المزيد.....

الخلاف والاختلاف في الحركة الكردستانية - الجزء الأول


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 4913 - 2015 / 9 / 2 - 22:58
المحور: القضية الكردية
    


كان بالإمكان تسمية المقال، بين الاختلاف والعداوة، ليكون المقصد أكثر وضوحا، لأن الكرد يكررون واقعهم المؤلم ومنذ قرون، ولا ينتبهون إلى أن الاختلاف على رأي أو قضية، حالة صحية إذا اقتربوا منها بوعي. ففي البعد اللغوي أو الفقهي، أو الفكري والسياسي، الاختلاف بين الحركات السياسية والشرائح الثقافية، تتناقض والخلاف، ففي الأولى تكمن الرحمة والمرونة في التحاور، والمحاور يعتمد على الأدلة المنطقية، وينفي العناد، وينبذ السبل المطلقة، والمختلفون يكون لهم عادة هدف واحد، ويبحثون عن النتيجة نفسها، لكنهم يختلفون على طريقة العرض واستخدام الوسائل، بعكس الخلاف المسنود بالبدع والأدلة العشوائية، أو غيابها، ويحوم المطلق، والتضارب في الرؤى والرأي، ولا يتفقون على هدف معين، والقوى الرئيسة في الحركة الكردستانية، هولير والسليمانية وقنديل، تمثل النهج الأخير بكل شفافية.
فالافتراق عند أطراف الحركة الكردستانية وأحزاب من غربي كردستان هو ثمرة الخلاف الذاتي أو المفروض خارجاً. فعندما يختفي الوعي الوطني، ويتمسك كل طرف بمطلقه الحزبي، يتجهون إلى جدلية الانتقال من الاختلاف إلى الخلاف، ومنه إلى الصراع، ومن ثم الافتراق، وهي الطامة التي تسيطر على المنطق الكردي وحركته منذ قرون من الزمن، وفي العقود الأخيرة بل وفي السنوات الأخيرة، مرت على جغرافية كردستان أمثلة عديدة، وفي غربي كردستان بدأت من لحظة الانشقاق الأول للحزب، وآخرها اتفاقية دهوك، المولودة الجميلة الموعودة والميتة بعد اجتياز الحدود. والتي خيمت عليها الأجواء المعكرة لكل السبل المهيأة لبلوغ الغاية، مع غياب التواضع، وسيادة الافتخار والتباهي بالذات، وتصغير الأخر وحتى إهانته.
فمعظم الأحزاب الكردية اليوم يستندون إلى منهج خلافي عصيب وعصبوي، من الفكري إلى الأيديولوجي، ويبنون عليهما خلافاتهم التكتيكية واستراتيجياتهم المتضاربة والمتناقضة، في ذاتها ومع الأخرين، فالرؤية الصائبة والحكمة لا يجدان لذاتهما مكان في مثل هذه الأجواء، ولا يتطور الاختلاف المنطقي إلى زيادة اللحمة القومية والتفاهم كما هو مفروض عليهم، بل كثيرا ما تتوسع هوتها لتنزلق إلى حيث البعد النهائي وهو الخلاف والافتراق، ومن ثم الصراع، لأن معظم القيادات الكردية والكردستانية المتحكمة بمحور الاختلافات تنهج هذه المسالك إما، رضوخها لإملاءات خارجية، كالاجتماع الوحيد الذي جمع قادة أحزاب غربي كردستان بندوة الهلالية والتي على الأغلب فرضتها عليهم في بداية الثورة سلطة بشار الأسد، ومركزها الأمني في قامشلو، وكانت بعدها الطلاق الشافعي، أو لضحالة الثقافة وغياب المنطق، وقصر الرؤية، وقزامة البعد الوطني أمام العصبية الحزبية، كالتحيز على تكوين تشكيلات عسكرية حزبية انفرادية، والتجمعات السياسية المتضاربة في غربي كردستان كالمجالس والتحالفات المتنوعة، ومن المؤسف أن شريحة من الحركة الثقافية أنجرف إليها بل وشاركت في تسعير اللهيب، والخلافات التي جرت بين الحركة الثقافية في غربي كردستان في السنوات الأربع الأخيرة، وتبعية أطراف، كاتحاد كتاب الكرد بقسميه المنشقين، للقوى السياسية، ومثلهم اتحاد مثقفي الكرد، لم تعد مخفية، وكثيرا ما خسرت ذاتها ولم تقدم تنويرا يذكر للشعب الكردي ولا لحركته السياسية، وعتموا على هذا المنحى الخاطئ بفعاليات أدبية متناثرة لم تغنيهم ولم تحيدهم عن الوقوع في معمعة الصراع الجاري بين الأحزاب، وما حدث في الفترة الأخيرة لأعضاء في قيادة احد طرفي الاتحاد نتيجة التبعية، ودفع ثمنها ونتمنى أن لا يكون القادم أسوأ، فكثيرا ما استخدموهم الأحزاب كأدوات في صراعاتهم، مثلما استخدمت سلطة بشار الأسد تلك الأحزاب لأجنداتها.
والحركة الكردية في غربي كردستان، بل والكردستانية، بطرفيها السياسي والثقافي، تتطور اختلافاتها وبسهولة إلى واقع التناقض النهائي، فمعظم الأحزاب الكردستانية والتابعة لهم، والبعض من المثقفين والكتاب يكثرون من عرض الأدلة على صوابيه رؤيتهم، واستقامة دروبهم، ويوثقونها بشهادات وبراهين ذاتية، ويتناسون جدلية الرأي الأخر المختلف، فكثيرا ما يستخدمون لدحض الآخر كل الأدوات الممكنة، ومن المؤسف أن أحد أهم هذه الأدوات هي شريحة واسعة من الحركة الثقافية الكردستانية، ونادرا ما تبحث الحركة السياسية الكردية في غربي كردستان ومثلها الكردستانية عن دواء للجرح الذي يحدثونه، بل وكثيرا ما يتأزم أثناء أو بعد اللقاءات والحوارات المحسومة نهاياتها مسبقاً، إما لإملاءات خارجية، والتي معظمها مفروضة من القوى الإقليمية في الواقع السياسي، أو حزبية كردية أو كردستانية في الواقع الثقافي.
من المعروف في الوسط الثقافي الحضاري، أن الوطني أو المنظمات والأحزاب الصادقة لوطنيتها، لا تفترق على بنية الاختلاف في وجهات النظر وحول المسالك المتبعة لبلوغ الغاية. وحتى الدول لا تنجرف إلى خلاف إلا ما ندر، كمثال الاختلاف الذي يمتد قرابة عقدين من الزمن بين الحكومة التركية والأمريكية والأوروبية، على الاستراتيجية والتكتيكات المتبعة في الشرق الأوسط، وفي النهاية يكاد يبلغون الغاية رغم أنهم سلكوا ويسلكون دروب مختلفة، ولا زالوا يستخدمونها حتى اللحظة، وخير مثال، صرحت بعض وسائل الإعلام وعلى لسان بعض المراقبين، أن تركيا أفشلت الخطة الأمريكية لتدريب المعارضة المعتدلة على أرضها والتي صرفت عليها أمريكا قرابة نصف مليار دولار، فقامت بتسليم المجموعة الأولى والمكونة من 60 شخصاً إلى جبهة النصرة، بالإبلاغ عنهم بعد دخولهم مباشرة إلى الأراضي السورية، مع ذلك أمريكا بقيت تجادلها ونفت وتركيا الخبر، رغم أن العديد من المراقبين والمحللين اثبتوها. والمثال الأوضح والأبشع، هو طريقة التقرب من داعش، وتقسيمهم لخدماتها، رغم أن سلطة بشار الأسد وأئمة ولاية الفقيه هما وراء نشأت هذه المنظمة الشاذة ومنبتها وتوسعها ولا يزالون يستخدمونها بشكل أو آخر، مع ذلك فتركيا وأمريكا معا يقدمان ...
يتبع...

د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]
24-8-2015



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من طمر الثورة السورية
- دور الحركة الثقافية الكردستانية - الجزء الثاني
- سذاجة النقد - الكاتب إبراهيم إبراهيم مثالا
- دور الحركة الثقافية الكردستانية - الجزء الأول
- عمر حمدي-مالفا-الفنان
- بين الإلهين - الجزء الثاني
- بين الإلهين - الجزء الأول
- الصفقة الأمريكية التركية - الجزء الثاني
- الصفقة الأمريكية التركية- الجزء الأول
- معادلة المفاعل النووية الإيرانية - إيران تنتصر
- مخطط تقسيم غربي كردستان
- الدكتور كمال اللبواني قصد حضارة النحر الجارية في كوباني والح ...
- الدكتور كمال اللبواني سيحاسبك الشعب السوري
- صعود أردوغان وهبوطه
- مبايعة أردوغان للبغدادي
- فتوحات الخليفة البغدادي وخلفائه-الجزء الأخير
- فتوحات الخليفة البغدادي وخلفائه - الجزء الثالث
- ماذا فعل المربع الأمني بغربي كردستان - الجزء الثالث عشر
- فتوحات الخليفة البغدادي وخلفائه - الجزء الثاني
- فتوحات الخليفة البغدادي وخلفائه - الجزء الأول


المزيد.....




- منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية تؤكد مسئولية المجتمع ال ...
- ارتفاع حصيلة عدد المعتقلين الفلسطينيين في الضفة الغربية منذ ...
- العفو الدولية: المقابر الجماعية بغزة تستدعي ضمان الحفاظ على ...
- إسرائيل تشن حربا على وكالة الأونروا
- العفو الدولية: الكشف عن مقابر جماعية في غزة يؤكد الحاجة لمحق ...
- -سين وجيم الجنسانية-.. كتاب يثير ضجة في تونس بسبب أسئلة عن ا ...
- المقررة الأممية لحقوق الإنسان تدعو إلى فرض عقوبات على إسرائي ...
- العفو الدولية: استمرار العنصرية الممنهجة والتمييز الديني بفر ...
- عائلات الأسرى المحتجزين لدى حماس تحتشد أمام مقر القيادة العس ...
- استئجار طائرات وتدريب مرافقين.. بريطانيا تستعد لطرد المهاجري ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - الخلاف والاختلاف في الحركة الكردستانية - الجزء الأول