أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أفنان القاسم - الغِربان2: واقع المهاجرة















المزيد.....

الغِربان2: واقع المهاجرة


أفنان القاسم

الحوار المتمدن-العدد: 4909 - 2015 / 8 / 29 - 09:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أولاً
العلاقات الاجتماعية للغِربان تقوم على التفاهم ما بينها، بين أفراد العائلة، وبين أفراد العائلة والغرباء عنها، فهي لا تتعاون فقط في معرفة من يسبب الأذى لها، حتى ولو كان على وجهه قناع، بل وتشارك أيضًا في الهجوم عليه، فتتحول الطيور إلى طائرات انتحارية، كما كان يجري في اليابان خلال الحرب العالمية. ومن ناحية ثانية، تحب الغِربان كبد الضفادع، فتنقض عليها مضطرة إياها إلى الانتفاخ، لتفجرها بمنقارها، ولتلتهم كبدها.

ثانيًا
هذه هي صورة الغِربان العرب في الخيال الشعبي الغربي: انتحاريون وآكلون لكبدهم! كل مشاكلهم الاجتماعية والاقتصادية بسببنا: البطالة، الغلاء، انخفاض الرواتب، تقهقر التقاعد، نهب الإعانات العائلية، "ثقب" الضمان الاجتماعي، ضعف قوة الشراء، كساد السوق، هرب السياح (الطقس الرديء ليس السبب لا ولا لامجانية متحف اللوفر يوم الأحد)، القيظ في الصيف، الثلج في الشتاء، الضوضاء، الأوساخ، الروائح الزكية كالروائح الكريهة لا فرق وقد انعدمت حاسة الشم، إلى آخره إلى آخره... بينما تُجمع آراء كل المحللين، بشتى اختصاصاتهم، وأنا واحد منهم، على أن المهاجرة عامل من عوامل دينامية اقتصادية جديدة (مما يصب فيما أتبنى من نظرية تفسير الكون بلغة القوى وتفاعلها مقابل نظرية التطور المشئومة في عصر وصل التطور فيه إلى أقصى ما يكون غربًا ولا يسعنا شرقًا إلا أن نغترف منه) وأن النمو الديموغرافي المرتبط بالمهاجرة، حسب الاقتصادييْن بيري وأورتيغا، يزيد بنفس النسبة إجمالي الناتج الداخلي للسكان. وحسب الاقتصادييْن المذكوريْن، لا شيء يُبدي أي أثر لحرمان السكان من سوق العمل، ولا أي أثر كذلك على رواتبهم، ومع ذلك تؤثر الآثار الاقتصادية للمهاجرة، آثار لا أساس لها من الصحة كما ذكرت فوق، في سياسات الحكومات الغربية تأثيرًا كبيرًا لغاية انتخابية أكثر منها بنيوية، لمواجهة جمهور الأحزاب الشعبوية وأقصى اليمين، فتمارس عن لاوعيٍ واعٍ سياسة كره الأجانب، وبالتالي يدفع المهاجرون الثمن باهظًا كمهاجرين موجودين وخاصة كمهاجرين قادمين: الغِربان العرب.

ثالثًا
الغِربان العرب، وإن شئت الانتحاريون آكلو كبد الغربيين، الغرب في حاجة لهم إلى تجديد شباب قوته العاملة التي تشيخ مع الأيام، وإلى تحويلهم لعائلاتهم حوالي نصف مليار مليار دولار (مليار مكررة مرتين ويا للهول!) ثلاث مرات أكثر من المساعدات الدولية لبلداننا وبلدان العالم، والحق يقال هذا في إطار مهاجرة مقننة. لكني أريد تسجيل الإيجابي في ظاهرة المهاجرة، من ناحية حقن القوة العاملة في الغرب بمصل جديد، ومن ناحية مساعدة الغرب ماديًا في مساعدته لنا، فالمال المحول من طرف المهاجرين يساهم في قسط من التعليم والبناء والكهرباء إلى آخره إلى آخره، لكن لا أثر له في النمو والتطوير اللذين لا يبالي الغرب بهما، فالغرب من ناحية وفر عليه الكثير مما يدفع كمساعدة، ومن ناحية أبقى البِنى التحتية على رثاثتها، بِنى عاجزة عن خلق الأعمال، ودون أن يدري كان من وراء ظاهرة الهجرة الانتحارية اليوم، بعد أن شحذ المناقير للفتك بكبده.

رابعًا
لكن الغرب (أمريكا في مقدمته التي نحن ضد سياستها معنا ولسنا ضد سياستنا معها)، وكما هي عادته في كل القضايا العادلة في العالم، يعمل على ربط ظاهرة الهجرة بإنسانيته المزعومة، كسلاح في الصراع الإيديولوجي الدائر، وذلك لأمرين: الأول التغاضي عن أسباب الهجرة وأهم هذه الأسباب الأنظمة القمعية التي يحميها والحياة الجحيمية من كله التي يحييها والحرب الداعشية المصطنعة التي يشمر عن ساقها، الثاني تهديد مواطنيه بالهجرة (ثلاثمائة ألف منذ بداية السنة) لتسليمه زمام أمرهم واستسلامهم لما يدّعي فعله من أجل حل مشاكلهم الحياتية بعد... حله لمشكلة المشاكل، الهجرة طبعًا، مشاكل تسير من سيء إلى أسوأ، لا حل لها. وهكدا بالهجرة أعطى النظام الغربي لنفسه المدة الكافية لبقائه ما بقيت الظاهرة الغِربانية، وهي ستبقى طويلاً لأنه لن يعمل على حلها، ولأن الإيديولوجيين الغربيين ينقسمون بين متواطئ وغبي، وكلهم يؤيد قارعًا ناقوس الخطر، بينما لو كان ناقوسُ خطرٍ للقرع هناك لكان من الجدير قرعه في مشرقنا، لكنهم يريدون إبقاء الأمور على حالها عندنا، طالما هذه الأمور تدر عليهم بالربح كرأسمالية سلطوية فقدت سيطرتها عندنا، وتعتقد خاطئة أنها بذلك لن تفقد سيطرتها عندها.

خامسًا
بينما لحل مسألة الهجرة عندنا ما أسهل الحل!
كل شيء يبدأ عندنا ولا ينتهي بمجلس التعاون المشرقي: لسنا سوقًا حرة للغرب، لسنا قفص غِربان للخصخصة، لسنا موضوعًا أبديًا للفقر وكل هذه الثروات التي لنا، للتخلف، للدعس، للاحتقار! لسنا شعوبًا قاصرة في السبعين من العمر (عمري)، شؤوننا لا حاجة لنا إلى التدخل فيها من أحد، الغربيون الأوائل! لسنا أقل منكم ذكاء، لكم ذكاء البوم ربما، ولنا ذكاء الغراب، أَحَدّ ذكاء! آن لكم أن تدركوا بهجرتنا اليوم أننا لن نتوقف غدًا، وقد انقلب السحر على الساحر، وبلغتم من السخافة أقصى حد! آن لكم أن تفهموا أنكم في ورطة كبيرة في كل شيء عندنا خاصة مع حربكم الشاملة التي تذكرنا بحرب أخرى مشابهة لم يَجْنِ منها أصحابها سوى الدمار والخراب! داعش يجب أن تقف، الذين أوجدوها يمكنهم إيقافها بيومين، والتنوير مش استجداء، التنوير حق من حقوقنا، لهذا من حالنا ولحالنا اخترعت مصطلح العهر النيِّر، ومن حوار لي مع الشباب اقترحت مصطلح الفوضى النيِّرة ردًا على مصطلح الفوضى الخلاقة، على عكس هذه التي للتدمير فوضانا للتغيير، وها أنا الآن أتكلم عن مصطلح النِّير النيِّر، كديناميكا الجماعات التي هي قوانين التصرفات في مجموعة بشرية من حيث الأهداف الموضوعية والحقيقية لديها، هذه الأهداف التي من بينها في الظرف والشرط الحاليين ألا تكون هجرة عندنا. النِّير النيِّر إذن هو الحيلولة دون أن يصبح مجلس التعاون المشرقي السلطة الوحيدة، أي إبدال أداة قمعية على مستوى الدولة بأداة قمعية على مستوى الدول، هكذا يصبح النِّير نير الناس بكل قواهم التمثيلية تحت شرط ترك الدين والماركسية والقومجية في الخزانة والعمل بموجب دينمو مشروع التنوير دون ما نظر إلى أية دُغماتية، هكذا نحن لا نقوم بإعادة تنظيم النِّير، وإنما بإعادة تنظيم مجتمع حر قِوامه العدالة والمساواة، وقد انتهت فكرة الهجرة تمامًا، ولم تعد مطروحة إطلاقًا. هكذا يكون المجلس تنويريًا وقويًا، وبهذا الشرط اللازم والكافي ستكون سلطته عاقلة، أقول عاقلة أي تحتكم إلى العقل لا إلى سلطة العقل كاستبداد كما هي عليه كل سلطات الأنظمة العربية. إذن سلطة المجلس سلطة العدالة والمساواة أولاً وقبل كل شيء وبعد كل شيء: إلغاء كل أشكال السيطرة في كل جوانب الحياة (بقدر الإمكان)، التقدم في تحقيق مجتمع أكثر عدلاً وأكثر مساواة وما سيؤدي ذلك إلى رؤية جديدة للأشياء (بقدر الإمكان)، العمل بموجب اللامصلحة الطبقية، وبالتالي بخلق آليات السيطرة الديمقراطية على الإنتاج والحياة الاجتماعية (بقدر الإمكان)... أقول بقدر الإمكان دون قطع كما فعل مازن كم ألماز (حوار متمدن)، وأربط كل هذه الأهداف بحقيقتها على الأرض، فأشكال السيطرة في ظرف وشرط محددين تكون مفيدة، والمصلحة الطبقية في ظرف وشرط محددين تكون مفيدة. هذا هو جوهر تنوير الناس بكافة قواهم الذي أفهمه على أساس تفسير الكون بلغة هذه القوى وتفاعلها، وهذا هو توافق حرق المراحل مع البنى الاجتماعية والاقتصادية والثقافية في عالم يمور، وأنا إن كنت متآمرًا حسب ماركس لأنني أستبق التطور فيما يخصنا، فأنا فخور بكوني متآمرًا.


يتبع الغِربان3 وأخير



#أفنان_القاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الغِربان1: واقع الهجرة
- المرأة العربية5 وأخير: حركة تحرير المرأة العربية
- المرأة العربية4: المتعة
- المرأة العربية3: المرأة والجنس
- المرأة العربية2: الخمار ليس الحجاب
- المرأة العربية1: الوضع العام
- الحريات9 وأخير: الخطوط العريضة لسلطة التنوير
- الحريات8: المغرب
- الحريات7: الجزائر
- الحريات6: العراق
- الحريات5: الأردن
- الحريات4: مصر
- الحريات3: البحرين
- الحريات2: قطر
- الحريات1: العربية السعودية
- التنوير7 وأخير: آفاق
- التنوير6: حقوق الإنسان
- التنوير5: أوهام الأديان
- التنوير4: الطائفية
- التنوير3: أركان التنوير كيف؟


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أفنان القاسم - الغِربان2: واقع المهاجرة