أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - الشهيد القائد أبو علي مصطفى كنت حيث كنت تريد















المزيد.....

الشهيد القائد أبو علي مصطفى كنت حيث كنت تريد


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 4909 - 2015 / 8 / 27 - 20:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الشهيد القائد أبو علي مصطفى كنت حيث كنت تريد
بقلم :- راسم عبيدات
أبو علي لا أعرف ماذا أقول في ذكراك الرابعة عشر???،فأنت غادرت ورحلت مبكراً،كما رحل وغادر قبلك وبعدك قادة عظام لشعبنا من مختلف المنابت الفكرية والمشارب والإنتماءات السياسية،الجزء الأكبر منهم عايشتهم وعملت معهم جنباً الى جنب وكتفاً الى كتف،وجميعهم كانوا مسكونين بالهم والمشروع الوطني،كما كنت انت،ولكن الآن يا أبا علي مشروعنا الوطني يذبح من الوريد الى الوريد على أيد أصحاب المصالح والمشاريع الفئوية والخاصة ...يذبح على يد من يقتتلون على سلطة منزوعة الدسم،صلاحيتها لا تتعدى حدود بلدية موسعة في الضفة الغربية...وهناك الساعين من أجل إقامة إمارة خاصة في الجناح الجنوبي من الوطن،ومخاطر تفكيك المشروع الوطني وتصفية القضية الفلسطينية باتت جدية وحقيقة،فحالتنا الفلسطينية سلطة وأحزاب يعتريها الكثير من الضعف والوهن والصراعات الداخلية،حيث الوقت المستهلك في "ردحنا" وتحريضنا الداخلي،يفوق بكثير الوقت الذي نستثمره ونستغله في مواجهة الإحتلال والتصدي لمشاريعه ومخططاته المستهدفة شعبنا بالتصفية وأرضنا بالتهويد.
أبو علي أنت كنت حيث كنت تريد عن سابق إصرار،فرفيقك الذي سبقك للشهادة الكاتب الأديب المناضل غسان كنفاني،احد أبرز عناوين النضال والمقاومة والثقافة الفلسطينية،والذي تحاول خفافيش الظلام والقوى الإقصائية والتكفيرية في قطاع غزة،أن تنقض على وتطمس كل تاريخنا وثقافتنا و مكانة ودور رموزنا وقادتنا من خلال محاولة محوها من الذاكرة لشعبنا،كما هو حال الإحتلال،بإستبدال اسم مدرسة على اسم هذا الرمز والعنوان والقائد الإستثنائي باسم آخر لا يهم الأسم البديل،بقدر ما هو مهم أن يصل حقد مثل هذه الجماعات الظلامية إلى حد الإساءة للشهداء والمناضلين،كما جرى مع قبور الشهداء جيفارا غزة ورفاقه الحايك والعمصي.
رفيقك الشهيد غسان قال في قصة المدفع "كم هو بشع الموت،وكم هو جميل أن يختار الإنسان القدر الذي يريد،أنت اخترت مؤمنا وقانعاً بأن تكون مناضلاً متقدماً الصفوف،خياراً كنت تدرك بأن ثمن سلوكه سيكون باهظاً،ولكن لا بأس بالثمن المدفوع من اجل حرية الوطن وكرامة الشعب.
أنت لم تكن رمزاً وعنواناً فصائلياً،بل كنت قائداً وطيناً بإمتياز تحظى بثقة واحترام كل ألوان الطيف السياسي الفلسطيني من يتفقون معك او يختلفون،وقلما تجد اليوم قائد فلسطيني بهذه المواصفات،فالقادة الذين يشكلون قدوة ومثلاً ورموزاً لشعبنا ومحط إجماعه في هذا الزمن الصعب،باتوا نادرين،ومن منهم يشكل هذه الحالة يقبعون في سجون الإحتلال وزنازينه وأقسام عزله.
من يعرف الشهيد القائد ابو علي مصطفى عن قرب،يدرك بأن هذا القائد ملتحماً مع شعبه،من رحمه ولد،بنضالاته وتضحياته ومثابرته تبوأ مواقعه ومراكزه القيادية،لم يهبط على القيادة أو على شعبنا لا ب"البراشوت" أو "الفرامانات" ولا بالعلاقات الشخصية والجهوية،والرجل طيب المعشر والكلام،دمث الأخلاق لكنه حازم في المواقف،والدفاع عن المبدأ والحقوق، تضحوي،مقدام وشجاع،صلب وصادق.
أبو علي سيرته ومسيرته كلها نضال وتضحيات،مارس كل أشكال النضال سري وعلني،عسكري ،شعبي وجماهيري،سياسي،وتوج ذلك بالشهادة كأعلى شكل من أشكال النضال،أبا علي نقل الشعار الذي رفعه الى أرض الواقع" عدنا لنقاوم لا لنساوم" وفعلاً صدق القول وقال في واحد من مهرجانات الجبهة في رام الله "أطلقوا النار على رؤوس المستوطنين" ،وكان ذلك تجاوزاً لكل الخطوط الحمر عند الإحتلال،الإحتلال الذي يعتبر بأن تجذير خط المقاومة وتصعيده،خطر جدي على الإحتلال ومستوطنيه،وحيث لعب أبا علي دوراً بارزاً في الإنتفاضة الثانية،كان القرار الصهيوني بتصفيته،في رسالة واضحة للقيادات الفلسطينية،من يتبنى نهج وخيار أبو على مصطفي مصيره القبر او السجن.
الحالة الفلسطينية رفيقنا القائد الشهيد في أشد حالات ضعفها،بسبب ازماتنا الداخلية،وما نعانيه من ضعف وتشرذم وإنقسام،وغياب الرؤيا الواضحة والإستراتيجية الموحدة،ونحتاج الى قيادات مخلصة تمتلك الجرأة على إتخاذ القرار،لإنتشال مشروعنا الوطني من الكارثة المحدقة به،ففي القطاع المحاصر حيث التدخلات العربية والإقليمية والدولية وبمشاركة سلطة حماس،يجري سعي محموم لإنجاز هدنة طويلة بين حماس و"اسرائيل" ترسخ وتكرس الإنفصال مجتمعياً وسياسياً،المشروع السياسي الذي بدأه المغدور شارون ويكمله نتنياهوالآن،وبالمقابل في الضفة الغربية،نلحظ حالة من التخبط والإرتباك في ظل إنسداد افق العملية السياسية،و"تغول" و"توحش" الإستيطان ورفض حكومة الإحتلال المتطرفة تقديم أي تنازلات جدية من أجل إنطلاقة جديدة للمفاوضات،باتت نتائجها معروفة سلفاً،فقط تقطيع وقت لكي يواصل المحتل بالقوة فرض مشاريعه ووقائعه الإستيطانية على الأرض من أجل إبتلاعها وتهويدها،حيث يجري الحديث عن إعادة بناء مؤسسات منظمة التحرير وإيجاد " البدائل" وتجديد "الشرعيات، ونحن نرى بأن تلك الخطوة صحيحة ولكنها لا تتم بالطريقة التي تجري فيها،وهي بحاجة الى مشاركة شعبية وجماهيرية واسعة،والى مواجهة شاملة وعميقة أيضاً لكل المرحلة السابقة،وتأتي نتاج لحوارات فصائلية شاملة،لكي يتمخض عنها توافق فلسطيني بين كل مكونات ومركبات العمل السياسي الفلسطيني وطني وإسلامي،والخشية ان تقود تلك العملية في ظل الطريقة والعقلية التي تدار بها الى إعادة انتخاب نفس الطبقة السياسية ذاتها،والتي هي مسؤولة عن الأزمة البنوية التي تعصف في مشروعنا الوطني.
أبو علي ثمة متغيرات عربية وإقليمية ودولية عاصفة تجري في المنطقة،واذا لم تحسن القيادة الفلسطينية إستغلالها وإستثمارها،لكي تكون قيادتنا مستفيدة ورابحة من تلك المتغيرات والمعادلات الجديدة،فقد نجد بأن الحلول للأزمات الإقليمية والعربية الناشئة،على حساب قضيتنا ومشروعنا الوطني،وبما يشرعن الإحتلال ويكرسه.
وفي الختام أقول وبكل الجرأة والمسؤولية، ينبغي لانعقاد المجلس الوطني الفلسطيني أن يكون "تتويجاً" لعملية المصالحة الوطنية الشاملة، وترميماً جوهرياً للنظام السياسي الفلسطيني المتهرئ،وانطلاقة جديدة للحركة الوطنية الفلسطينية على مسار استراتيجي جديد، بعد أن سقطت الرهانات وفشلت المحاولات الرامية لانتزاع حقوق شعب فلسطيني الوطنية، من رحم خيار "المفاوضات حياة".

فلسطين – القدس المحتلة
27/8/2015
0524533879
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا بديل عن الثورة ضد انظمة وأحزاب -المحاصصة-
- صفقة السلاح الروسي لسوريا......نهاية المنطقة العازلة
- -السمسار- بلير .... التغيرات في القيادة الفلسطينية
- لتأخذ قياداتنا وفصائلنا -هدنة كلام- و-فترة صمت-
- لماذا طهران الآن ...؟؟
- هل بدأت مسيرة التدحرج صوب الحلول السياسية في المنطقة
- في القدس ....كيف نخرج من مأزقنا ..؟؟
- المطلوب:- أكثر من -فورة- دم وردات فعل عاطفية
- -هولوكست -جديد.....إستيطان ...وقمع للأسرى ...وقوانين عنصرية
- تونس بداية الثورة....وبداية العودة
- تركيا ....ليست حرباً على -داعش- ،بل تصفية حسابات مع الأكراد. ...
- ما بين -فورة - الدم .....وثقافة -الروسلوجي-
- الاتفاق النووي.. ايران والعرب و-اسرائيل-
- -حماس- إقتراب من الرياض ...وإفتراق مع طهران
- -اسرائيل- تحترق بلهيب تموز مرة أخرى
- هل إنتصر مسار -أورانيوم- ....وانهزم مسار -كامب ديفيد-....؟؟
- عبدربه وتجديد -المشروع الوطني الفلسطيني-
- في ذكرى يوم القدس العالمي......دروس وعبر
- اليونان قالت لا....فهل من زعيم عربي أو فلسطيني يقول لا....؟؟
- مصر.....وتصاعد الإرهاب


المزيد.....




- بوتين يؤدي اليمين لولاية خامسة في حكم روسيا: لا نرفض الحوار ...
- لافروف يؤكد مع نظيره السعودي ضرورة توحيد الجهود لحل الصراعات ...
- 1.5 ألف جندي ومدرعات غربية ومستودعات وقود.. الدفاع الروسية ت ...
- وسائل إعلام: -حزب الله- أطلق 6 مسيرات مفخخة من لبنان باتجاه ...
- يوم عالمي بلا حمية غذائية.. شهادات لأعوام في جحيم الهواجس ال ...
- ماذا نعرف عن -رفح-- المعبر والمدينة؟
- وزيرة الخارجية الألمانية تضيع ركلة ترجيح أمام فيجي
- -جدار الموت-.. اقتراح مثير لسلامة رواد القمر
- لحظة دخول بوتين إلى قصر الكرملين الكبير لأداء اليمن الدستوري ...
- معارك حسمت الحرب الوطنية العظمى


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - الشهيد القائد أبو علي مصطفى كنت حيث كنت تريد