أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - المطلوب:- أكثر من -فورة- دم وردات فعل عاطفية















المزيد.....

المطلوب:- أكثر من -فورة- دم وردات فعل عاطفية


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 4886 - 2015 / 8 / 3 - 10:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


المطلوب:- أكثر من "فورة" دم وردات فعل عاطفية

بقلم :- راسم عبيدات
جريمة حرق الرضيع علي الدوابشة،لن تكون الأخيرة في مسلسل الجرائم التي ترتكبها سوائب المستوطنين بحق شعبنا الأعزل،وهم عندما يرتكبون جرائمهم واثقين بأن لا عقوبات رادعة ستتخذ بحقهم،بل هناك من يدعمهم ويساندهم ويوفر لهم التغطية والحماية في قمة الهرم السياسي والأمني "الإسرائيلي"،وزير الدفاع الإسرائيلي"موشيه يعلون" من الان قبل اعتقالهم حد سقف العقوبة لمن ارتكبوا هذه الجريمة البشعة،أقصاها الإعتقال الإداري،في حين رأينا كيف كانت العقوبات الجماعية بحق الشهداء من أبناء شعبنا الفلسطيني،عقوبات جماعية،هدم منازل واغلاق لها،طرد وترحيل قسري عن القدس لزوجات الشهداء وأطفالهم.
جماعات "تدفيع الثمن" الإرهابية الصهيونية إرتكبت عشرات،إن لم يكن مئات الجرائم بحق الفلسطينيين وممتلكاتهم وبيوت عبادتهم من مساجد وكنائس،وحتى المقابر لم تسلم من جرائمهم،وفي أغلب الحالات لم يجر إعتقال من قاموا بتلك الجرائم،ومن إعتقل منهم،وفق سياسة الباب الدوار،ما ان يعتقل ويهدا الرأي العام حتى يجري إطلاق سراحه.
وردات فعل شعبنا من سلطة وأحزاب ومؤسسات مجتمع مدني،رغم النبرة العالية وتهديدات كل قادة الفصائل والأجنحة العسكرية لها بأن الرد على تلك الجرائم،سيكون قوياً وبحجم تلك الجرائم،وسيلقن المحتل والمستوطنين درساً قاسياً،وسيجعلهم يفكرون ألف مرة قبل الإقدام على إرتكاب جريمة جديدة مرة أخرى بحق أبناء شعبنا، نكتشف مدى تواضع تلك الردود وضعفها،لكون تلك الردود القائمة على الإنفعال والعواطف الجياشة و"فورة" الدم،سرعان ما يتلاشى أثرها،لكي تكون في الغالب أو المجمل دون سقف التوقعات،مما يخلق المزيد من حالة الإحباط واليأس وفقدان الثقة بين جماهير شعبنا من تلك الأحزاب والفصائل.
دائماً رهان الإحتلال ومستوطنيه في كل معاركهم معنا،وما يرتكبونه من جرائم بحق شعبنا، على ذاكرتنا القصيرة،وعلى عقدة "الإرتعاش" السياسي المستديمة التي تعاني منها قيادتنا،أي عدم الثبات على الموقف والرأي والقرار،بل التراجع عن القرار والموقف في زمن قياسي.
صحيح تكون هناك هبات شعبية وجماهيرية ضد الفعل او الجريمة المرتكبة تطول وتقصر ليس إستناداً لخطة أو برنامج أو استراتيجية منفردة او موحدة،بل تلك الهبات تعلو وتخبو استنادا الى اجراءات الإحتلال القمعية والإذلالية وجرائمة،كما حصل في القدس بعد جريمة خطف وتعذيب وحرق الشهيد الفتى أبو خضر حياً في تموز/2014،حيث تواصلت وما زالت الهبات الجماهيرية الشعبية في القدس متواصلة منذ ذلك التاريخ،ودفع خلالها المقدسيون أكثر من عشرة شهداء وحوالي ألفي معتقل،ورغم ان تلك الهبات الشعبية تمكنت من إخراج العدو عن طوره،وخلقت معادلات جديدة في العلاقة المحتل،وكسرت حاجز الخوف عند الجماهير المقدسية التي كانت عاقدة العزم على أن تفشل مخططات الإحتلال في فرض وقائع جديدة في قضية المسجد الأقصى (التقسيم الزماني والمكاني) وكذلك أثبتت بأن المقدسيين لن يتنازلوا عن حقوقهم وكرامتهم،ولن يسلموا بمشاريع التطهير العرقي التي تنفذ بحقهم،ولكن غابت وتغيب عن تلك الهبات الشعبية القيادة والتنظيم والمشاركة الشعبية الواسعة والهدف،وفشلت كل الجهود والمحاولات لنقل تلك الهبات الشعبية الى طور اعلى انتفاضة شعبية شاملة،ليس فقط بسبب فقدان الإرادة السياسية عند السلطة الفلسطينية،ولكن الحالة الفلسطينية فيها الكثير الكثير من الضعف والشرذمة،وهناك الكثير من الكوابح والمعيقات المرتبطة بالعوامل الذاتية،اكثر من الموضوعية والتي هي ناضجة تماماً،حيث القمع الإحتلالي بلغ ذروته،ولعل جريمة حرق الرضيع دوابشة،وسن القوانين والتشريعات العنصرية،من تشديد العقوبات على راشقي الحجارة لكي تصل الى عشرين عاماً،وسن قوانين "التغذية القسرية" بحق الأسرى المضربين عن الطعام،ومنعهم من الإتصال الهاتفي مع ذويهم،وأيضاً منعهم من إستكمال تعليمهم في المؤسسات التعليمية،و"تغول"و"توحش" الإستيطان،وغيرها هي عوامل كافية لإشعال إنتفاضة شعبية عارمة،ليس في القدس والضفة الغربية،بل في كل فلسطين التاريخية.

لا نريد الحديث مطولاً في التشخيص للحالة الفلسطينية،ما نريده هو القول،بأن الساحة والحالة الفلسطينية من بعد جريمة حرق الرضيع الدوابشة حياً،هل هي مهيأة للإنتفاضة شعبية عارمة،وإحداث حالة قطع مع نهج وخيار المفاوضات،والعمل على إعادة صياغة علاقة السلطة مع دولة الإحتلال،وتغير دور ووظيفة ومهمة السلطة الفلسطينية؟؟؟،وكذلك هل تكون جريمة الطفل الدوابشة،نقطة تحول في سلوك ونهج ومواقف ورؤية طرفي الإنقسام ( فتح وحماس)،بحيث يكون الدم الفلسطيني وجرائم الإحتلال كافية لهما،لكي يخرجا من شرنقة الإنقسام المستديمة..؟؟،أم سيستمران في حالة التحريض والتحريض الداخلي والمناكفات وتحميل المسؤوليات،وتمسك كل منهما برؤيته وبرنامجه وخياراته..؟؟.
التوجه الى المؤسسات الدولية والى محكمة الجنايات الدولية والإشتباك السياسي والدبلوماسي مع المحتل على الساحة الدولية هام وضروري، في تعميق عزلة الإحتلال وفضحه وتعريته ومحاصرته دولياً،والتمهيد لجلب قادته وجنوده ومستوطنيه الى المحاكم الدولية لمحاكمتهم ومعاقبتهم على جرائمهم من خلال إعداد ملف كامل بتلك الجرائم جيد وصائب،ولكن هذا كله ليس بالعامل الحاسم في كسب معركتنا مع الإحتلال،المعركة تحسم في الميدان وفوق أرضنا المحتلة،وهذا الحسم اولاً وقبل شيء بحاجة الى إرادة سياسية،والى إعادة الثقة ما بين الجماهير والسلطة والفصائل،التي تشعر بأن ما يجري ليس أكثر من استثمار لنضالاتها وتضحياتها،خدمة لأهداف وأجندات سياسية لا تعبر عن أهدافها وهمومها وطموحها وتطلعاتها،وهذا اول ما يتطلب موائمة القيادة الفلسطينية لأقوالها مع أفعالها،وخصوصاً بأن الشواهد والحقائق غير مشجعة،وخصوصاً والجماهير ترى بأن القيادة الفلسطينية تفقد هيبتها وحضورها وتأثيرها على الشارع والجماهير،من حيث عدم إلتزامها بقرارات مؤسساتها من لجنة تنفيذية ومجلس مركزي وغيرها،بحيث أضحت تلك المؤسسات مجرد يافطات وديكورات مجوفة،فقط وظيفتها التصديق على قرارات يجري إتخاذها بمعزل عنها.

الجماهير الفلسطينية ضاقت ذرعاً بالسلطة والأحزاب والفصائل،والتي بعد كل جريمة وجريمة تتحدث عن قرارات ذات طابع استراتيجي،لنجد بأن الأمور من بعد إنتهاء " فورة" الدم والردود العاطفية والإنفعالية،نعود لنتحدث عن نفس الخيارات والمواقف والحلول، الرهان على المبادرات الدبلوماسية والسياسية المستقطعة للوقت تارة فرنسية واخرى قبرصية وغيرها،وكاننا ادمنا "تجريب المجرب" ،كما ادمنا المفاوضات.
فهل بعد جريمة حرق الرضيع دوابشة سنكون أمام قرارات ذات طابع استراتيجي؟؟؟،ام سنستمر على نفس المنوال والرتابة و"إجترار" نفس الإسطوانة المشروخة المفاوضات ولا بديل عن المفاوضات..!!.
القدس المحتلة – فلسطين

3/8/2015
0524533879
[email protected]



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -هولوكست -جديد.....إستيطان ...وقمع للأسرى ...وقوانين عنصرية
- تونس بداية الثورة....وبداية العودة
- تركيا ....ليست حرباً على -داعش- ،بل تصفية حسابات مع الأكراد. ...
- ما بين -فورة - الدم .....وثقافة -الروسلوجي-
- الاتفاق النووي.. ايران والعرب و-اسرائيل-
- -حماس- إقتراب من الرياض ...وإفتراق مع طهران
- -اسرائيل- تحترق بلهيب تموز مرة أخرى
- هل إنتصر مسار -أورانيوم- ....وانهزم مسار -كامب ديفيد-....؟؟
- عبدربه وتجديد -المشروع الوطني الفلسطيني-
- في ذكرى يوم القدس العالمي......دروس وعبر
- اليونان قالت لا....فهل من زعيم عربي أو فلسطيني يقول لا....؟؟
- مصر.....وتصاعد الإرهاب
- -داعش-.....ومسيحيو القدس
- -طوش- وإحتراب عشائري .....و-تسامح- كذب عربي أصيل..؟؟
- لا حكومة وحدة وطنية في الأفق
- عملية القدس.....التصاريح....و -كي الوعي الفلسطيني-
- الحل....حكومة -تكنوقراط- ....توافق وطني سياسي ...أم ماذا ..؟ ...
- المشروع الإسرائيلي :- حالة كيانية في قطاع غزة....وتقاسم مدني ...
- المطلوب....عبادات تنعكس في الأخلاق والسلوك
- الجماهير....المعول الأساسي في وأد الإنقسام


المزيد.....




- السعودي المسجون بأمريكا حميدان التركي أمام المحكمة مجددا.. و ...
- وزير الخارجية الأمريكي يأمل في إحراز تقدم مع الصين وبكين تكش ...
- مباشر: ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب ع ...
- أمريكا تعلن البدء في بناء رصيف بحري مؤقت قبالة ساحل غزة لإيص ...
- غضب في لبنان بعد تعرض محامية للضرب والسحل أمام المحكمة (فيدي ...
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /26.04.2024/ ...
- البنتاغون يؤكد بناء رصيف بحري جنوب قطاع غزة وحماس تتعهد بمق ...
- لماذا غيّر رئيس مجلس النواب الأمريكي موقفه بخصوص أوكرانيا؟
- شاهد.. الشرطة الأوروبية تداهم أكبر ورشة لتصنيع العملات المزي ...
- -البول يساوي وزنه ذهبا-.. فكرة غريبة لزراعة الخضروات!


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - المطلوب:- أكثر من -فورة- دم وردات فعل عاطفية