أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد علي - اين اهل المعرفة مما يجري في العراق














المزيد.....

اين اهل المعرفة مما يجري في العراق


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4906 - 2015 / 8 / 24 - 13:35
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


من دخل في صلب ما جرى من التغييرات الجذرية في تاريخ البلدان المتقدمة، يتاكد من الدور الكبير للقلة النادرة من الناس في توجهات المسيرات السياسية و الاجتماعية و الثقافية في لحظة من التاريخ، و كان لهم اليد العلليا في النقلات النوعية و الانعطافات المختلفة اكثر من الاكثرية الشاملة للشعب التي دخلت في العملية و نفذتها عمليا على الارض . كان هناك دائما من اصحاب المعارف و العقليات المبدعة المحركة لما يجري في وقتهم . الم نسمع عن الثورات و من اثر فيها و حركها و ادارها و قدم لها ما يوجهها بشكل صحيح كما الثورة الفرنسية و الروسية كاهم و اعلى مرتبة من الاخريات من جميع النواحي . لذلك من يفحص ثنايا و المرحلة التي حدثت وما جرى في هوامشها او من قادها يعلم ان اصحاب العقليات المنورة كان دائما من المؤثرين المباشرين عليها بالايجاب دوما . فهل كان بالامكان ان تحدث الثورة الروسية و تنجح بعيدا عن لينين بعقله و امكانياته الفكرية و الفلسفية و بمجرد الاعتماد على ايديولوجيته و من حوله ، و هل كانت الثورة الفرنسية قد وصلت الى اعلى المراتب من حيث التاثير و التغيير من الناحية الفكرية الفلسفية الثقافية السياسية، لولا اصحاب العقول المبدعة بشكل مباشر او من خلال الدور البارز المؤثر لنتاجاتهم على عقول الناس من حيث التمهيد للثورة او الاشتراك المباشر في وقتها، من امثال ديدرو و شكسبير و مونتسكيو و دالامبير و فولتير و هونباخ و كوندورسيه و يوفون و غيرهم .
هناك من الجهابذة و العقلاء من اصحاب المعارف التي تشهد لهم العقول و المتابعين لما موجود في العراق لو استثنينا ما فعلته الدكتاتورية من ازاحة اصحاب العقول والمعرفة عن دورهم و تاثيراتهم لاسباب ايديولوجية او سياسية بحتة، و كان هذا الفعل المشين مسببا لاكبر الخسائر التي مني بها العراق على يد الدكتاتور السابق و يمكن ان نقول ان الخسائر يمكن ان توصف بانها حتى اكثر تاثيرا سلبا من الاعداد الغفيرة من الارواح التي زهقت باطلا . و بعد تحرير العراق و سقوط الدكتاتورية كملت السبحة عقدها و قضت المتغيرات السلبية على العقول قبل الضمير و الكيان المادي، و لكن لو ننبش ببدقة سنجد منهم من بقى بعيدا معتزلا او معتكفا و هم بعدد اصابع الايدي و لازالوا في مكانتهم و عقليتهم المبشٌرة التي يجب ان يُدعموا و يُفسح لهم المجال و يُوفر لهم الامكانية و المتطلبات ليستهلوا عملهم المضني فكريا و فلسفيا عقليا من خلال الدعم للنتاجات و البحث و التفسير و التقييم كان ام تطبيقيا مع الجمع الغفير من المجتمع في تغيير الواقع نحو الاصح .
يمر العراق اليوم بمرحلة حساسة و حاسمة و خطيرة في تاريخه، لم يبق امامه الا النجاح و العبور او السقوط لمدة طويلة . فان الخيارى قد نهضوا واستنهضوا الناس بهمة و معرفة عفوية و كانت المرحلة التي مهدت للانعطافة طويلة و استحمل العراقيون الكثير . و لكن لو قارنا ما يجري و كانه عملية سياسية مجردة لا علاقة لها بالمعرفة و العقل الذي يُفترض ان يكون المحرك الاساسي لتحريك ما يجري و الوصول بها الى النتيجة المرجوة بمقتضى الحال الملح على التغيير، والتي تفرض عوامل و دوافع التغيير رغما عن المعوقات .
ان اهل المعرفة كثيرون، و لكني لم اشهد تاثيراتهم الكبيرة المباشرة على ما يجري، و يمكن ان الخصها حسب اعتقادي في اسباب معدودة و منها؛
- النظر الى ما يجري و كانه مجرد انعطافة سياسية ايديولوجية مجردة من مضمون تاثيرا المعرفة و الثقافة العامة المطلوبة الحاحا للتغييرات المنشودة .
- النظر من بعيد لما يجري و تفحص الحال انتظارا لما تحين الفرصة للعمل و المشاركة من اجل التاثير المباشر و امكان التوجه و القيادة من كافة الجوانب، و هذا ليس بفعل مخلص من قبل اي كان .
- هجرة العقول الخيرة و عدم تماسهم مع الواقع الحالي من قريب و بقاء تاثيرهم خفيا او خفيفا .
- الخوف من الفشل و سيطرة العقول البالية في النهاية و سحب البساط من تحت الخيرين و استغلال ما يجري لامور حزبية ضيقة بعيدة عن المعرفة و الثقافة بشكل عام .
- ياس بعض العقول من امكانية التاثير على ما يجري بشكل مباشر و يفضلون المراقبة من بعيد .
- عدم الترابط بين الواقع و المواقع التي تشغل فيها هذه العقول و انحسارها او تحديد مساحة عملهم لتبقى ضيقة و منع ازاحة الاسوار عنها بشكل او اخر من قبل المصلحيين سواء كان بخطة مرسومة و من توجيهات قوى داخلية او بدعم و حث و تدخل خارجي .
- انقطاع العلاقة الترابطية الجدلية الصحيحة بين العقول و المعرفة مع الشارع و المجتمع بشكل عام نتيجة التغييرات السلبية في مجريات الحياة العامة للناس بعد التغييرات السياسية و افرزاتها .
- بقي العدد القليل ممن يمكن تصنيفهم بانهم اصحاب العقول النيرة المؤثرة و هم ياسوا من الحال ايضا و تراكمت على اكتافهم و عقولهم هموم الحياة و مشغولياتهم الخاصة .
- فرغ العراق من العقول بخطط و برامج خارجية و عدم اكتفاء العدد المطلوب و في جو انعدام الثقة و البعيد عن التعاون فيما بينهم، و سيطرة الجهة و التركيب و العقلية التي تريد عراقا فارغا و ساحة لتحقيق مصالحهم المتعددة الاوجه .
لذا،كما اننا نعلم بان الانعطافات المتعددة الاشكال التي تحدث في حياة الناس و ما يمكن ان يعبر بها المشاركون عمليا اما بالثورة او الانتفاضات او الاحتجاجات، يجب ان تديرها العقول العالية للحصول على الثمرة المرجوة منها، الا اننا نرى الساحة فارغة منهم بشكل ملحوظ . للاسف، ما نلمسه هو التاثير المباشر لراي و توجه المرجعية الدينية فقط و بشكل مطلق و سافر بعيدا عن اهل العلم و المعرفة، و لم ار من العقلانيين و العلماء الفطاحل او من هم في هذا المستوى اي اشتراك فيما يجري في العراق اليوم، نتيجة الظروف الموضوعية المسيطرة، ام انهم يعملون دون ان يظهروا على العلن خوفا من الحاق الضرر بهم من بدايات العملية المتعددة الاوجه، هذا ما تبينه و تستوضحه لنا الايام لاحقا .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يجب ان لا تنغرز الحكومة العراقية في وحل الربيع العراقي
- التنجيم السياسي لدى الاحزاب الاسلامية العراقية
- هل هذه صحوة عراقية متاخرة ؟
- هل حقا تريد امريكا تمديد ولاية البارزاني و لماذا ؟
- ما يخفيه الاتفاق الامريكي التركي حول المنطقة
- هل يتحول ما يجري في العراق الى الثورة
- فوضى التصريحات في اقليم كوردستان
- هل تقع اصلاحات العبادي لصالح اقليم كوردستان ايضا ؟
- سيدفع اردوغان تركيا نحو الفوضى
- كوردستان بحاجة الى اصلاحات اكثر من بغداد و لكنها دون حراك يُ ...
- معصوم يرد على البنتاغون !!
- ينوي العبادي اكثر من الاصلاحات ؟
- سرعة فشل الاحزاب الاسلامية في السلطة
- علاوي و المالكي تبينا على حقيقتهما للقاصي و الداني
- هل يحدث الانقلاب في الوقت الضائع يا السيد البرزاني؟
- ظهرت بدايات الحلحلة لقضايا المنطقة بعد الاتفاق النووي الايرا ...
- كوردستان بحاجة الى مثل خطوات العبادي ايضا
- هل العراق يتغير ؟
- المظاهرات بداية لانبثاق حركة سياسية اجتماعية مدنية في العراق
- ما نتائج التظاهرات في العراق


المزيد.....




- الدبلوماسية الأمريكية هالة هاريت توضح لـCNN دوافعها للاستقال ...
- الصحة السعودية تصدر بيانا بشأن آخر مستجدات واقعة التسمم في ا ...
- وثائقي مرتقب يدفع كيفين سبيسي للظهور ونفي -اعتداءات جنسية مز ...
- القوات الإسرائيلية تقتل فلسطينيا وتهدم منزلا في بلدة دير الغ ...
- الاتحاد الأوربي يدين -بشدة- اعتداء مستوطنين على قافلة أردنية ...
- -كلما طال الانتظار كبرت وصمة العار-.. الملكة رانيا تستذكر نص ...
- فوتشيتش يصف شي جين بينغ بالشريك الأفضل لصربيا
- لماذا تستعجل قيادة الجيش السوداني تحديد مرحلة ما بعد الحرب؟ ...
- شهيد في عملية مستمرة للاحتلال ضد مقاومين بطولكرم
- سحبت الميكروفون من يدها.. جامعة أميركية تفتح تحقيقا بعد مواج ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عماد علي - اين اهل المعرفة مما يجري في العراق