أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - ما يخفيه الاتفاق الامريكي التركي حول المنطقة














المزيد.....

ما يخفيه الاتفاق الامريكي التركي حول المنطقة


عماد علي

الحوار المتمدن-العدد: 4901 - 2015 / 8 / 19 - 22:41
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يوم بعد اخر يبرز ما يمكن ان يوضح ما جرى وراء الستار بين امريكا و تركيا، و نتيقن من الشروط التي يمكن ان نعتقد بان امريكا قد عرضتها او تكلمت عنها لصالح تركيا في حال تغيير توجه تركيا نحو الموقف المغاير لما كانت عليه من قبل و ما كانت عليه معاونة في الخفاء مع ابشع تنظيم ارهابي بشكل غير مباشر . بعد ايام فقط تيقنت امركيا ان تركيا ليس لها تعهد في هذا الجانب لذلك شاهدت بان تحركات تركيا هي بالضد من الحزب العمال الكوردستاني على غير ما تدعيه امريكا على الاقل من ان الاتفاق جاء على خلفية محاربة داعش او الارهاب و ليس محاربة حزب العمال الكوردستاني فقط باسم داعش . تكتنف الحملة العسكرية التي بداتها تركيا باسم محاربة داعش غموض كثيرة لا يمكن التاكد من فحوى تلك الاتفاقية من حركاتها بهذا الاتجاه و ما يخبط الامر على الكورد هو دعم حلف الاطلسي لتركيا سياسيا ايضا في موقفها من الحرب على الكورد باسم الارهاب و هي بعيدة عن محاربة الارهاب على الارض كما يرى هذا الحلف بام عينيه رغم ادعاءات الحلف غير ذلك . و ما يتجلى من تحركات اردوغان هو اعلانه انتهاء عملية السلام مع الكورد بمجرد احساسه بانها لن تفيده في المرور نحو السيطرة على كافة زمام الامور للسلطة التركية و تحويل النظام الى الرئاسي ليفتح الطريق امام حربه و معاداته للاخرين، و تراجعه في تعهداته و وعوده للكورد و العالم في قضيتهم . فهو بدا باعتقال الكثيرين من اعضاء الحزب الشعوب الديموقراطي باسم العمال الكوردستاني ليمكنه التاثير على الاصوات التي منحت لهذا الحزب الكوردي، من اجل ضمان نجاحه في حال اجراء الانتخابات المبكرة التي ينويه اردوغان ،على الرغم من ان كافة استطلاعات الراي تؤكد على انخفاض شعبيته و حزبه مقابل ارتفاع شعبية الحزب الشعوب الديموقراطي و هذا ما لا يدع اردوغان ان ينجح في تحقيق هدفه ايضا . اضافة الى ذلك اشعل بتحركاته حربا شرسة في شمال كوردستان لم تشهدها منذ العقود، بحيث سيطرت قوات الحزب العمال الكوردستاني على مناطق استراتيجية بما فيها المدن التي عزلها عن انقرة و لم تقدر القوات التركية المعتدية من المقاومة بكل ما تملك من الاسلحة و الاعتدة و هي عضو في الحلف الاطلسي .
اردوغان بخطواته المبتذلة يريد ان يخلط الاوراق من اجل تحقيق هدفه الوحيد هو الحصول على الاكثرية التي تمكنه من تغيير الدستور فقط، و يدفع الى سفك الدماء اكثر من اجل هذا، و هذا بعيد عن المباديء التي يتشدق بها من الاسلام السياسي، بينما يتجه الى افتعال حجج من اجل احداث هذه الخروقات و الحرب الشرسة التي راحت ضحيتها العديدين من الشعبين التركي و الكوردي على حد سواء في الاونة الاخيرة . و كل ما يريد ان يقوله للشعب الكوردي بان تصويتهم لصالح الحزب الشعوب الديموقراطي وفرض عليه هذا التوجه و ما جلعه ان يقدم على هذه الحرب و الفوضى لمصالح شخصية حزبية خاصة .
اما ما نريد قوله بشان امريكا و ما قدمته لتركيا لتغيير وجهتها نحو ما تعتقد انها تقف ضد داعش و في الواقع هدفه هو مقارعة الحزب العمال الكوردستاني، و كما نرى يوميا انها فشلت في بداية طريقها و خسر الارض في حركتها على غير المعهود من قبل،بينما اقدمت امريكا على طمانتها على تامين حدودها من جهة و تمكينها من ان تكون مسيطرة على الموقف في المنطقة بعد الاتفاق النووي الايراني الغربي من جهة اخرى فلم تعلم ان الفوضى سيطرت على داخلاه و التي تعتبرها ارضها و بلدها .
اذا، امريكا تفائلت و تعهدت و لكنها لم توعد تركيا بانهاء حزب العمال الكوردستاني لاعتبارات عسكرية و سياسية لما للحزب من قوة و شوكة وهيبة و امكانية و قدرة عسكرية مما فرض توازنا مغايرا لما كان يتوقعه داعش في توقعاته . فلم يعلم اردوغان و تركيا بكافة مؤسساتها او بالاحرى لم يتوقع بان الواقع تغير و حزب العمال له خططه المفاجئة التي لم تتوقعها تركيا، و تطبيق بداياتها ارغمها على تلقي الصدمة القوية منذ الساعات الاولى لحربها ضده في شمال كوردستان، و لم يعتقد اردوغان تغير شعبيته بشكل كامل و شامل و انفاضها الى هذا المستوى، بينما توسعت قاعدة الحزب الشعوب الديموقراطي و ارتفعت شعبيته، و غير بذلك المعادلات التي لم يحسب لها تركيا و حسب لها امركيا و هي تراقب عن كثب ما يجري، و ربما تعلم امريكا ان هذه الصعقات تدفع تركيا لتعيد النظر في توجهاتها بشكل ما، و هو بداية التغيير المعتقد في الخارطة العامة للمنطقة و يمكن ان نجد فيها العامل الكوردي بثقله و قوته التي لم يكن لها المثيل من قبل . و بهذا نعتقد ان امريكا لم توعد تركيا او تتعهد بكثير كما يظهر لنا لحد اليوم و ما تشهده الساحة التركية و المنطقة من التغييرات على الارض يؤكد بان تركيا وقعت في الوحل اكثر من الخلاص من ما وقعت فيه من قبل .



#عماد_علي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل يتحول ما يجري في العراق الى الثورة
- فوضى التصريحات في اقليم كوردستان
- هل تقع اصلاحات العبادي لصالح اقليم كوردستان ايضا ؟
- سيدفع اردوغان تركيا نحو الفوضى
- كوردستان بحاجة الى اصلاحات اكثر من بغداد و لكنها دون حراك يُ ...
- معصوم يرد على البنتاغون !!
- ينوي العبادي اكثر من الاصلاحات ؟
- سرعة فشل الاحزاب الاسلامية في السلطة
- علاوي و المالكي تبينا على حقيقتهما للقاصي و الداني
- هل يحدث الانقلاب في الوقت الضائع يا السيد البرزاني؟
- ظهرت بدايات الحلحلة لقضايا المنطقة بعد الاتفاق النووي الايرا ...
- كوردستان بحاجة الى مثل خطوات العبادي ايضا
- هل العراق يتغير ؟
- المظاهرات بداية لانبثاق حركة سياسية اجتماعية مدنية في العراق
- ما نتائج التظاهرات في العراق
- هل افول شمس الكورد سيصبح واقعا ؟
- المنطقة الامنة في سوريا لن تكون امنة
- ايهما يدير السياسة جيدا العلم ام الدين
- تركيا ليست في موقع تطلب نزع السلاح الكوردستاني
- ارجوا ان اكون مخطئا


المزيد.....




- اغتيال بلوغر عراقية شهيرة وسط بغداد والداخلية تصدر بيانا توض ...
- غالبية الإسرائيليين تطالب بمزيد من الاستقالات العسكرية
- السعودية.. فيديو لشخص تنكر بزي نسائي يثير جدلا والأمن يتحرك ...
- صحيفة: بلينكن سيزور إسرائيل الأسبوع المقبل لمناقشة صفقة الره ...
- الديوان الملكي يعلن وفاة أمير سعودي
- الحوثيون حول مغادرة حاملة الطائرات -أيزنهاور-: لن نخفض وتيرة ...
- وزارة الخارجية البولندية تنتقد الرئيس دودا بسبب تصريحه بشأن ...
- أردوغان يقول إن تركيا ستفرض مزيدا من القيود التجارية ضد إسرا ...
- وزير الدفاع الأمريكي يشكك في قدرة الغرب على تزويد كييف بمنظو ...
- مشاهد للوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير قبل لحظات من ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عماد علي - ما يخفيه الاتفاق الامريكي التركي حول المنطقة