أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فريد جلَو - طريق الشعب تنتصر














المزيد.....

طريق الشعب تنتصر


فريد جلَو

الحوار المتمدن-العدد: 4888 - 2015 / 8 / 5 - 20:27
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


عام 1977 ابلغني الشهيد خالد يوسف متي ( ممثل الحزب الشيوعي في كلية الادارة والاقتصاد - جامعة بغداد ) بقرار عدم ادخال طريق الشعب للكليات والمعاهد .
كانت اجابتي اني غير ملزم بالقرار لكوني غير مرتبط بمنظمتكم .
كنت أغلي كمرجل يكاد ينفجر , والحماسة الثورية والرموز اليسارية كانت حاضرة أمامي , لذا قررت ادخال طريق الشعب الى الكلية ولكن بأي وسيلة وهم يفتشون حتى حقائب الطالبات في الباب ؟ ولمعت فكرة ادخال الجريدة في بطانة الجاكيت , وفعلا نزلت في محطة باب المعظم وأخذت الصفحة الاولى من الجريدة فقط لأطويها وأدسها في البطانة .
بالصدفة كانت الجريدة في الجهة اليسرى من الجاكيت وتغطي القلب , وفي الطريق الى الكلية كنت اتحسسها بين الفينة والاخرى وكان يتسلل الى يدي نبضات قلبي التي كانت شبه مستقرة .
كانت مفاجأة للجميع ان أفتح الصفحة الأولى وأنظر الى قطعان البعث والاتحاد الوطني ( اتحاد طلابي بعثي ) وهم ينظرون بنظرات خائبة يملؤها الحقد .
لم يكن البعثيون وحدهم الذين يراقبوني بل كثير من الطلبة بينهم الشيوعيين والديمقراطيين .
لا أتذكر الوقت الذي استغرقه الهدوء الذي يسبق العاصفة , رأيت خمسة من مفتولي العضلات يحيطون بي ويحاولون سحب الجريدة مني , ولكني تمسكت بها ثم فقدت الوعي , لأجد نفسي في غرفة الأتحاد الوطني وزمرة سكرتاريته تحيط بي , أحدهم يقدم لي كأس ماء لأشربه والاخر يحاول غسل وجهي ورئيسهم يقدم لي سيكارة وكوب شاي , طبعا رفضتها جميعا .
طرق شديد على باب الغرفة المقفولة مما اضطرهم الى فتحها , نهضت لأخرج مسرعا رغم آلامي المبرحة لأجد حشدا كبيرا من الطلاب والطالبات في باب الغرفة لا أعرف أغلبهم , واخترق الصفوف رفيقي الشهيد ضرغام موسى , ليحتضنني ويطلب مني الخروج معه من الكلية بسرعة .
كنت أتحسس جسمي , وعندما وصلت الى فروة الرأس لم أجد جزءا كبيرا من الشعر .
الشهيد ضرغام يصف لي الحدث كشاهد عيان اذ تم ضربي بشدة على رأسي من الخلف فأغمي عليَ , ثم سحلوني من شعري الى غرفة الأتحاد , وقد تبرعت صديقة سكرتير الأتحاد لتبرر ان ما حدث رد فعل على تحرشي بها فوجدت من يتصدى لها وأمام الطلبة ليجعلها تنكفأ بعيدا , والذين كانوا يطرقون الباب هم طلبة مستقلون في أغلبهم لأخراجي .
كان اللقاء مثيرا مع احد الرفاق الذي قابلنا في مقر اللجنة المركزية , فبعد لوم على تصرفي ورد فعل أقوى تملكني , ذهب هذا الرفيق ليغيب في البناية لوقت ليس بقصير طالبا منَا الانتظار .
عاد الرفيق ليبلغني بضرورة استمراري في الدوام في اليوم الثاني وتخويلي حرية التصرف بأدخال الجريدة او عدمها , مع الظهور بأفضل مظهر ممكن من الأناقة , كما طلب مني تقديم شكوى مكتوبة الى الجبهة الوطنية وسكرتير الأتحاد الوطني ( محمد دبدب ) , وفي الوقت نفسه طلب من ضرغام اصطحابي الى الرفيق الشهيد الدكتور ( قتيبة الشيخ نوري ) لفحصي .
في الصباح التالي كنت متهيئا للذهاب الى الجبهة الوطنية وهناك استفسر أحدهم عن سبب الزيارة , وعندها قادني الى غرفة الرفيق الشهيد (صباح الدرة ) .
استقبلني الشهيد بدماثته المعهودة , ووعد بأجراء تحقيق وكلانا لم يكشف عن علاقة اجتماعية تربطنا , ثم ذهبت الى الكلية القريبة من مقر الجبهة لأدخلها وانا متأبطا طريق الشعب مع اللفيكس ( اللفيكس هو حاوية اوراق كان يستخدمها طلاب الجامعات ) , ودخلت الكلية بسلام وكالعادة جلست في النادي وفتحت الجريدة لأقرأها كاملة هذه المرة وانا أشعر ان طريق الشعب قد انتصرت على الفاشست , وكما تعودت تركتها على الطاولة ليقرأها غيري من الطلاب .
بشائر انتصار طريق الشعب جاءت في نفس اليوم الذي تم فيه الأعتداء , ففي ذلك اليوم عدت الى البيت متأخرا لأجد العائلة تنتظرني على أحر من الجمر بقلق شديد , فقد سبقتني شقيقتي بالعودة مبكرة من كلية الزراعة لتخبر العائلة عمَا حدث أذ كانت هناك اتصالات هاتفية بين سكرتاريات الاتحاد الوطني حول الموضوع , وطبعا بحكم كونها عضوة في سكرتارية كليتها علمت بالخبر , ثم شقيقي الذي كان في مقر الحزب آنذاك وأخبِر بالحدث وكان رد فعله مشابه لرد فعلي على الاتهامات التي وجهت لي , ليجد الحدث في اليوم التالي يتداوله طلبة الجامعة المستنصرية .
بعد انتهاء الدوام في الكلية في اليوم التالي ,ذهبت الى مقر سكرتارية الأتحاد الوطني التي كانت قريبة ايضا من كليتنا , بعد ان تجاوزت عقبة الأستعلامات أجلسوني في قاعة في الطابق الثالث بأنتظار مقابلة السكرتير ( محمد دبدب ) , وبعد مضي اكثر من ساعة عشت فيها في أجواء شبيهة بأجواء مقرات الأمن سيئة الصيت .
وضعت الشكوى أمام ( دبدب ) , طبعا لم يقرأها ودخل في حوار مباشر معي : انت شيوعي ولدينا تقارير موثقة عن نشاطك , فأنكرت ذلك وطلبت منه ان يقابلني بأي شخص او وثيقة تدينني , فتنحى عن ذلك الموقف ليساومني : مجرد انتمائك للاتحاد الوطني لما تبقى من السنة اوقع لك الان على وثيقة لبعثة الى اي دولة تختار لدراسة الهندسة التي أعلم انها رغبتك , حضر أمامي في تلك اللحظة كل المساومات التي جرت مع الرفاق الخالدين : فهد وسلام عادل وآخرين لتسقيطهم مقابل العفو عنهم , ووجدت ان هذه المساومة رخيصة جدا خصوصا ان حياتي في تلك اللحظة ليست في خطر , وطبعا كان ردي الرفض مهما كانت المغريات .
المواجهة الأخيرة كانت مع مسؤولي الحزبي في الكرخ المركز , فبعد اجتماع عاصف أدانني بخرق توجيهات الحزب ولكني كنت متمسكا بصحة موقفي , وحينذاك ابلغني بتجميد عضويتي, لم يفوتني سوى اجتماع واحد لمنظمتي اذ اتصل بي رفيق جديد ليبلغني بألغاء التجميد وضرورة حضوري الأجتماع القادم .
كان الأتصال الهاتفي من مسؤولي الجديد الأنتصار النهائي لطريق الشعب الذي يجب أن يُهدى الى الحزب وكوادر جريدته والى الطلبة المستقلين والرفاق الذين آزروني في ذلك الموقف وخصوصا الرفيق الشهيد ضرغام موسى .



#فريد_جلَو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقطات من مستنقع مقرف نطفو على سطحه الجزء الثاني
- لقطات من مستنقع مقرف نطفو على سطحه
- ادانة
- مخلف من جعلني انحاز
- حكاية دمنة
- اخبار الوكالات
- تهاني العيد – الجزء الثاني
- تهاني العيد
- الاقتصاد العراقي وموضوعة الخصخصة والاستثمارات الاجنبية
- علاقات الانتاج في القطاع الزراعي في العراق
- المرأة في مجتمعين
- انه مجنون ولكن
- حكايتي مع الافلام وصالات السينما
- حكايات
- توقعاتي حول تشكيل الوزارة الجديدة
- حلم لعراقي
- في الامتحان يكرم المرء او يهان
- الديمقراطية من وجهتي نظر متعاكستين
- يردس حيل الماشايفها
- رسالة مفتوحة


المزيد.....




- جعلها تركض داخل الطائرة.. شاهد كيف فاجأ طيار مضيفة أمام الرك ...
- احتجاجات مع بدء مدينة البندقية في فرض رسوم دخول على زوار الي ...
- هذا ما قاله أطفال غزة دعمًا لطلاب الجامعات الأمريكية المتضام ...
- الخارجية الأمريكية: تصريحات نتنياهو عن مظاهرات الجامعات ليست ...
- استخدمتها في الهجوم على إسرائيل.. إيران تعرض عددًا من صواريخ ...
- -رص- - مبادرة مجتمع يمني يقاسي لرصف طريق جبلية من ركام الحرب ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تسعى إلى حرب باردة جديدة
- روسيا تطور رادارات لاكتشاف المسيرات على ارتفاعات منخفضة
- رافائيل كوريا يُدعِم نشاطَ لجنة تدقيق الدِّيون الأكوادورية
- هل يتجه العراق لانتخابات تشريعية مبكرة؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - فريد جلَو - طريق الشعب تنتصر