أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فريد جلَو - حكاية دمنة














المزيد.....

حكاية دمنة


فريد جلَو

الحوار المتمدن-العدد: 4680 - 2015 / 1 / 2 - 01:16
المحور: كتابات ساخرة
    


جاء الدور على دمنة لتقص على كليلة ما شهدته في رحلتها الاخيرة :
وصلت الى احدى الغابات وكما تعودت طلبت من حراسها ان اقدم نفسي لملك الغابة للسلام عليه واستئذانه بدخول غابته , وبعد ان حظيت بشرف الزيارة تفاجئت ان الملك هو ديك وليس كما هو معهود في الغابات الاخرى , طبعا لم استطع الاستفسار عن ذلك مباشرة لذا قررت المكوث في الغابة لفترة من الزمن , وبعد عدة ايام تناهى الى سمعي السر اذ ان اهل الغابة يعتقدون ان لولا صياح الديك فجرا لا تنهض الشمس من مخدعها وفي هذه الحالة لن يستطيعوا ممارسة حياتهم وستنخفض درجات الحرارة وتموت اشجار الغابة , لذلك اتفقوا على تسييده عليهم بينما انزوى الاسد وبقية الحيوانات القوية في زوايا على اطراف الغابة مما جعلني اطيل المكوث هناك لأرى المزيد من اسرار تلك الغابة .
شاهدت ملك الغابة ( الديك ) يصول ويجول فيها وكذلك نسائه واولاده حتى انه كان يأمر بقطع اشجار يكن لها السكان المحبة لأن مزاجه ارتأى ذلك ولم يكن مهتم كثيرا بأهل مملكته ولا بأي شيء اخر فيها , فالأمن مثلا كلف به الحمار واجتهد ان يوقع معاهدة مع ملك الغابة المجاورة لتقديم الخدمات الأمنية , طبعا لم يكن مجانا بل بمقابل هدايا من ضمنها عدد من الغزلان والخراف ليفترسها الملك الحليف .
وبعد فترة غير قليلة من مكوثي هناك استيقظت في احد الايام على هرج ومرج في الشارع وعندما استطلعت الامر تبين لي ان الحاكم ( الديك ) مريض ولم يخرج فجرا لأستدعاء الشمس من مخدعها ولكن بالرغم من ذلك كانت الشمس ساطعة في ذلك اليوم , وعلى اثر ذلك اتفقت الحيوانات على تنحية الديك واستقدام الاسد لتولي زمام الامور , وبعد ساعات قليلة تم ذلك وقرر الملك الجديد فورا عقد جلسة محاكمة لأستبيان سبب مرض الديك وادعائه الباطل بكونه يأمر الشمس بصياحه فجرا كي تشرق , ومن سياقات المحاكمة والاعترافات التي وردت فيها والحيثيات التي ترتبت على ذلك تبين ان الثعلب ونكاية بالاسد الذي كان يستبعد الاول عن مجلسه بسبب غروره وقلة امانته واستخدامه وسائل خبيثة في تعامله مع الحيوانات الاخرى , لذا جاء للديك بفكرة تسيده بحجة ان لولاه ما شرقت الشمس , وتابعت الموضوع بلهفة لأصل الى بقية الخيوط وتبين ان الخفاش هو اول من اكتشف الحقيقة فعدة مرات يعود الى مضجعه مع الخيوط الاولى للشمس وينشغل بعدة امور قبل ان ينام ولكنه يلاحظ ان الشمس تشرق ولا يسمع صوت الديك , واشاع بين الحيوانات تلك الحقيقة , وهنا جاء دور الثعلب الذي كان يريد الانتقام من صنيعته ( الديك ) اذ ان الاخير نكث وعده باطلاق يد الثعلب في المملكة وجعله مستشاره الاول ولما تناهى لسمعه الحقيقة التي شاعت في الغابة عن الحاكم قرر ان يفضحه اذ عمد الى دعوته الى وليمة كبيرة وضع فيها انواع لذيذة من الحبوب كان من ضمنها حبوب الخشخاش التي لم يسبق للحاكم ( الديك ) ان تذوقها , وبعد ان اكل الكثير منها نام نوما عميقا وطويلا ثم حدث ما حدث اذ اشرقت الشمس وخرجت الحيوانات الى عملها والديك ما زال نائما بينما كان الثعلب يولول ويبكي : مرِض الديك .
وعقدت المحكمة جلستها الاخيرة للنطق بالاحكام وطالبت جمهور الحيوانات بأن يحكم على الديك بتقديمه عشاءا الى الملك , ولكن المحكمة التي كانت يرأسها الاسد اصدرت احكاما غير متوقعة وكانت تنص على نفي الديك خارج الغابة مع عائلته دون ان يأخذ اي شيء مما كسبه اثناء توليه الحكم , وقرار اخر وهو الاكثر اهمية ان يقدَم الثعلب تلك الليلة كوليمة عشاء لحيوانات الغابة .

-----------------------
هوامش :
1- كليلة ودمنة كتاب تراثي يضم مجموعة من القصص على لسان الحيوانات لا يعرف بالتحديد كاتبها علما انه منسوب للجاحظ .
2- الرواية الانفة الذكر غير موجودة في ذلك الكتاب .



#فريد_جلَو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اخبار الوكالات
- تهاني العيد – الجزء الثاني
- تهاني العيد
- الاقتصاد العراقي وموضوعة الخصخصة والاستثمارات الاجنبية
- علاقات الانتاج في القطاع الزراعي في العراق
- المرأة في مجتمعين
- انه مجنون ولكن
- حكايتي مع الافلام وصالات السينما
- حكايات
- توقعاتي حول تشكيل الوزارة الجديدة
- حلم لعراقي
- في الامتحان يكرم المرء او يهان
- الديمقراطية من وجهتي نظر متعاكستين
- يردس حيل الماشايفها
- رسالة مفتوحة
- سيناريو محتمل


المزيد.....




- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- ناجٍ من الهجوم على حفل نوفا في 7 أكتوبر يكشف أمام الكنيست: 5 ...
- افتتاح أسبوع السينما الروسية في بكين
- -لحظة التجلي-.. مخرج -تاج- يتحدث عن أسرار المشهد الأخير المؤ ...
- تونس تحتضن فعاليات منتدى Terra Rusistica لمعلمي اللغة والآدا ...
- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - فريد جلَو - حكاية دمنة