احترام الكهنة

عمار عرب

الحوار المتمدن-العدد: 4878 - 2015 / 7 / 26 - 01:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

إحترام الكهنة :
للأسف البعض يستهين بخطورة تسميته لكهنة الأديان الأرضية المذهبية بالعلماء وتبجيله لهم واتباعهم في الضلال الذي يتبعونه من عناعن وقلاقل افتروها بليل ...
وبعضهم ممن نتمنى لهم الخير من كل قلوبنا والتوبة عما هم فيه ... فهم اضلوهم منذ نعومة اظفارهم وعلموهم أن هذه تسمى حسن تربية وهي في الحقيقة من حيث يعلمون أو لا يعلمون (ثقافة تفريخ أصنام من البشر ) و قد سميتها ( ثقافة التصنيم ) ولا أمة أخرى بين الأمم تضاهينا في هذه الثقافة وانتشارها بيننا ...
لا يا سادة فالصنم الذي يعبد كلامه البشري من دون كلام الله لا يجوز أن تتعامل معه بحيادية والصنم الذي تقتل فتاواه العشرات يوميا و تستعبد بسببه عشرات النساء يوميا فتحرم من الخروج والعمل باسم طاعة الزوج حسب فتاواه الاستعبادية و ما الى ذلك ...لا يجوز أن تتعامل معه باحترام ...ولكن عليك أن تكسره وتسقطه من نفسك تماما كي تنهض بمجتمعك الغارق حتى النخاع بثقافة عبادة أصنام البشر من الكهنة المجرمين بحق كتاب ربهم من الذين اتخذوا القرآن عضين ....فانظروا كيف سيكون موقعهم و حوارهم مع الله عز وجل يوم القيامة وماذا سيقول لهم وماذا سيقولون لاصنام وكهنة من تراثهم لطالما قدسوهم وتمنوا ان يكونوا خدما لنعالهم من الامم السابقة ممن أسسوا لهم مذاهبهم الأرضية فاكتشفوا اخيرا حقيقتهم بعد فوات الأوان وبعد أن كانوا سدنة مخلصين لمعابدهم ...
يقول تعالى :
((قَالَ ادْخُلُوا فِي أُمَمٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِكُم مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ فِي النَّارِ ۖ-;- كُلَّمَا دَخَلَتْ أُمَّةٌ لَّعَنَتْ أُخْتَهَا ۖ-;- حَتَّىٰ-;- إِذَا ادَّارَكُوا فِيهَا جَمِيعًا قَالَتْ أُخْرَاهُمْ لِأُولَاهُمْ رَبَّنَا هَٰ-;-ؤُلَاءِ أَضَلُّونَا فَآتِهِمْ عَذَابًا ضِعْفًا مِّنَ النَّارِ ۖ-;- قَالَ لِكُلٍّ ضِعْفٌ وَلَٰ-;-كِن لَّا تَعْلَمُونَ (38) وَقَالَتْ أُولَاهُمْ لِأُخْرَاهُمْ فَمَا كَانَ لَكُمْ عَلَيْنَا مِن فَضْلٍ فَذُوقُوا الْعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْسِبُونَ (39) إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّىٰ-;- يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ ۚ-;- وَكَذَٰ-;-لِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ (40) لَهُم مِّن جَهَنَّمَ مِهَادٌ وَمِن فَوْقِهِمْ غَوَاشٍ ۚ-;- وَكَذَٰ-;-لِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ (41))
لاحظوا ماذا يقول لهم ربهم عن سبب دخولهم النار لاتباعهم اولياء ..يقول لهم أن السبب هو استكبارهم عن آياته والتكذيب بها لكلام بشر كالكهنة المجرمين الذين وضعوا حكم الناسخ والمنسوخ مثلا أو أحكاما زائدة على كتاب الله كالرجل وقتل المرتد وغيره....
كيف لا وهو الذي قال لهم سبحانه (اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء قليلا ما تذكرون ) ...أي فقط ما أنزل إليكم من ربكم و لا أحد من البشر مهما كان ومهما سميته ...عالما أو قديسا أو خليفة أو أية الله أو حجة الإسلام أو شيخ الإسلام أو قدس أقداس الأمة أو أي شيء يخطر في بالك ..
والمصيبة انك لو سألتهم هل يوجد كهانة في الإسلام لقالوا لك لا !!.....فمن أين اتيتم بقداستكم لهم اذا ...
ثم سيجييونك بكل وقاحة نحن لا نقدسهم ...
إذا فكيف لو كنتم صادقين .. طغت أحكامهم على أحكام كتاب الله تعالى الواضحة الصريحة؟ كالرجم على الجلد مثلا ...وكيف طغى حلالهم وحرامهم مما نسبوه زورا للنبي ص على حرام وحلال كتاب الله تعالى.... و كيف طغت غيبياتهم على غيبيات الله سبحانه وتعالى وشريعتهم على شريعة الله سبحانه وتعالى ؟ ...
هذه الشيزوفرينيا بين القول والفعل و بين الممارسة و التطبيق لم تعد مقبولة اليوم بتاتا ...و تذكرني هذه الشيزوفرينيا المقدسة بمن تحاوره وتسأله هل هناك نبي بعد محمد ص وقد أغلق الله تعالى بعده باب النبوة تماما؟ فيقول لك بكل غياب عن الواقع لا ... ولكن سيأتي شخص رغم ذلك اسمه المهدي ....و مهديهم هذا حسب وصفه في تراثهم البشري المقدس علمه أوسع من علم محمد ص بكثير
و نفوذه أقوى من نفوذ محمد ص
ويعلم الغيب رغم أن سيدنا محمد نفسه لا يعلمه وسيوحد ماعجز عنه سيدنا محمد ص أن يوحده !!!
فهم نفوا وجود نبي ولكنهم سيأتون ب( سوبر نبي) بعده ...هذه الشيزوفرينيا الدينية انتهى زمانها اليوم
لقد حان الوقت لنقول ...يسقط حكم الكهنة على عقول الناس ..فلا احترامهم واجب ولا برهم حسن تربية ولا توقيرهم شيء محمود ...فالصنم الذي يعبد عمليا له حل واحد ....وهو الكسر بكل حزم ...فهل يجرؤ خدام أحذية الكهنة ممن اعتاد تقديسهم على ذلك ...لا أعتقد ذلك فالله يقول عنهم
( جَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ ( )وَسَوَاء عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ)
ودائما صدق الله العظيم

د. عمارعرب 25.07.2015

#عمار_عرب (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات