أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عادل احمد - مصطلح -الشعب- و-الطبقات-!














المزيد.....

مصطلح -الشعب- و-الطبقات-!


عادل احمد

الحوار المتمدن-العدد: 4865 - 2015 / 7 / 13 - 04:15
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


يستخدم مصطلح "الشعب" عادة من قبل الحكومات وعامة الناس لتوصيف المواطنين بصورة عامة. وعندما نتحدث عن ازدهار الصناعة والزراعة والتجارة فنشير الى ان "الشعب" منشغل بهذه الاعمال بدون تشخيصها اكثر. وعندما نتحدث عن القيام بالاعمال وانجاز الاعمال نشير الى استخدام مصطلح "الشعب" ايضا. اذا استخدام الشعب ياتي بمثابة استخدام المواطن بشكل عام تقريبا. يقال بأن الشعب العراقي يعاني من الفقر والجوع ومن عدم وجود الخدمات كالكهرباء والصحة والنظافة وما الى ذلك.. وايضا يقال بأن الشعب العراقي غارق في الفساد ومستبد ولا يعيرون اي اهتمام بالدولة ومصالح الناس. ان في كلتا الحالتين سواء الساسة والاغنياء ام الناس الفقراء والكادحين، يطلق عليهم مصطلح "الشعب". وليس هنالك اي فرق عدا هنالك الشعب الجيد والشعب غير الجيد.
يقول كارل ماركس "ان افكار كل مجتمع هي افكار الطبقات السائدة والحاكمة".. اي ان تفكير الناس واستخدام مصطلحاتها هي جاءت من تفكير الطبقات الحاكمة ويروج لها في جميع ميادين الحياة ومن جميع القنوات، مثل المدارس والمؤسسات المتنوعة واجهزة الاعلام وفي المطبوعات والجرائد.. وتتداول مصطلحات الطبقات الحاكمة في كل تفاصيل حياتنا اليومية وبدون أن نشعر بأن هذه المصطلحات والتعابير غير دقيقة في توصيف الاشياء بمسماتها الحقيقية او برؤيتها الحقيقية. وان استخدام مصطلح "الشعب" بين عامة الناس هو ايضا غير دقيق لتوصيف الناس موضوعيا. ان الطبقة البرجوازية تحاول أن تخفي من وراء استخدام تعابير شعبوية، جميع صراعاتها الاصلية ووجود الفوارق الطبقية بين الناس. وتحاول ان تعطي صورة بأن جميع الناس متساووين حقوقيا وأنما الأمر يتوقف على ذكاء الفرد وشطارته في تحديد مصير حياته فقيرا ام غنيا. وتحاول بأن تظهر صورة واحدة فقط عن نمط الحياة، وتلغي وجود الطبقات وصراعاتها في المجتمع الناتج عن اسلوب الانتاج والملكية لجميع هذه الاساليب من قبل طبقة تستغل قوة العمل لطبقة اخرى. اي بتعبير أدق الغاء الفرق بين الظالم والمظلوم. ان استخدام مصطلح الشعب في خطابنا هو غير دقيق. ولا يمكن ان نقول بأن الشعب العراقي كسالى او فاسدون او أن أكثريتهم لصوص!! بل الاصح ان نقول الطبقة البرجوازية العراقية هي الطبقة الكسولة والفاسدة والاكثر لصوصية. فما شأن الطبقة العاملة والكادحين في العراق، واللذين يعانون من الأستغلال والأعمال اليومية الشاقة التي لايجنون منها سوى خبزهم اليومي لنوصفهم بالكسالى أو الفاسدين. ان الغاء هذه الفوارق هي نفس نمط تفكير الطبقات الرأسمالية الحاكمة من اجل خلق جو اكثر مناسب لعملية تراكم الرأسمال بدون مخاطر.
ان استخدام هذا المصطلح شائع ايضا بين اوساط قسم من اليسار اللاعمالي، او بين اليسار الشعبوي. وان استخدامه يأتي لنفس الغرض الذي تستخدمه الطبقة البرجوازية الحاكمة. اي لأخفاء وجود الصراع الطبقي والاصلي في المجتمع بأسم الشعب وصولا الى غايتها الاصلية والتسريع في وتيرة الانتاح وخلق جو مناسب بين الطبقات لعملية تراكم الرأسمال الوطني. ان هذا القسم من اليسار يبث نفس افكار الطبقات الحاكمة في المجتمع ولكن بطريقته الثورية والمنتقدة للوضع القائم. وثوريته هذا لا تصل الا امام باب النظام الرأسمالي وتتوقف عنده، ويبدأ بمديح استخدام الرأسمال وكيفية استعماله في المكان الصحيح لعامة الشعب ولمصلحة عامة الناس. ان هذا اليسار اللاعمالي هو ايضا جزء من بث الخرافات البرجوازية بين اوساط الطبقة العاملة والجماهير الكادحة. ان من لا يكون منصفا وموضوعيا في توصيف الحقائق يكون خادعا في حد ذاته من قصد او من غير قصد.
وان استخدام الشيوعيين والماركسيين لمصطلحاتها ومن ضمنها الطبقات والفئات المختلفة في المجتمع هي التعبير الموضوعي والاصح لتوصيف الامور. لندقق اكثر في هذه الحالة. عندا نتحدث عن شعب ما كالشعب العراقي مثلا، يجب ان ندقق اكثر في توصيف هذا الشعب. يجب ان نوصف بأن الاعمال وكل قضايا المجتمع ليس كل العراقيين مسؤلين عنها، بل المسؤلين عنها فقط من هم في السلطة وحاشيتهم من الصناعيين والتجار والمتحكمين بالسوق والأسعار. أما بقية الناس فتقع تحت تاثير هؤلاء السلطويين وحاشيتهم من التجار والصناعيين.. فمن الذي يتحكم بأسعار السلع هل هم عامة الناس ام التجار والرأسماليين واصحاب رؤس الاموال؟ ومن يقوم بأحتكار الاسواق، عامة الناس ام السياسيين واصحاب المخازن والمصانع واصحاب الاملاك؟ من يقوم بأضطهاد الفقراء من العمال والكادحين، عامة الناس ام الطبقة المالكة لأساليب معينة في الاسواق؟ ان من لا يرى كل هذه الفوارق بين الفئات والطبقات في المجتمع، لا يريد ان يعرف الحقائق وما يجري في المجتمع، ولا يريد ان يكون بجانب الطبقات المحرومة من العمال والكادحين. عنما يتحدث الماركسيين والشيوعيين عن المجتمع لا يستخدمون وصف شعب بشكل عام بل يدقق في توصيفه، بأن اي فئة من الشعب مقصود الحديث عنها، الطبقة البرجوازية والرأسمالية ام الطبقة العاملة والجماهير الكادحة. لا يمكن ان تجتمع مصلحة الطبقتين في بودقة الشعب كي تتحدث بأسم واحد بدلا عنهما. ان استخدام مصطلح الشعب هي محاولة جمع بين مصالح متضادة في تعبير واحد، وهو غير صحيح وغير دقيق في ان واحد. ومن هذا المنطلق تكون تعابير الماركسية هي اكثر انصافا وموضوعيا ودقة في توصيف الاشياء. وترى الصورة اكثر وضوحا واكثر دقة في توصيفها. ولهذا يتحدث الشيوعيين والماركسيين بأسم الطبقة العاملة ومعاناتها ويركزون دائما من موقعية ومصلحة هذه الطبقة لا غيرها. وعنما يتحدثون عن السبب في تفاقم الاوضاع ومعاناة الجماهير المحرومة، يشيرون باصابعهم الى الطبقات الحاكمة والراسمالية والغنية في المجتمع لا غيرها.



#عادل_احمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حركتنا.. والسير بالأتجاه المعاكس !
- الارهاب والدفاع عن المدنية
- الدولة ومفهومها الطبقي
- ماهي المصالح الطبقية في الانتخابات التركية؟
- الطبقة العاملة وحق الانفصال في كردستان العراق
- المفهوم الشيوعي للتحزب
- الخبز بالسلام!
- هل يمكن أنقاذ المجتمع العراقي؟
- في ذكرى اغتيال الرفيقين شابور وقابيل!
- حول فن الدعاية
- قلب الثوري في الاوضاع الراهنة في الشرق الاوسط!
- احداث اليمن وصراع الاقطاب!
- ما الذي يجب ان يتغير في نمط عملنا الشيوعي؟
- في ذكرى الحركة المجالسية في كردستان
- حول تحرر المراة!
- نتائج تدخل حلف الناتو في ليبيا!
- انتخاب اليسار اليوناني وحل الازمة الأقتصادية!
- اين يكمن خوض الحرب العادلة ضد داعش؟
- كيف نحارب داعش والداعشية!
- تصنيف الاحزاب السياسية في العراق الحالي


المزيد.....




- تجاهل محكمة العدل في تدابيرها الاحترازية الاضافية وقف اطلاق ...
- قلق أمريكي من تصاعد الحراك الشعبي الأردني وشعاراته
- حوار مع الرفيق فتحي فضل الناطق الرسمي باسم الحزب الشيوعي الس ...
- أبو شحادة يدعو لمشاركة واسعة في مسير يوم الأرض
- الوقت ينفد في غزة..تح‍ذير أممي من المجاعة، والحراك الشعبي في ...
- في ذكرى 20 و23 مارس: لا نفسٌ جديد للنضال التحرري إلا بانخراط ...
- برسي کردني خ??کي کوردستان و س?رکوتي نا??زاي?تيي?کانيان، ماي? ...
- صدور أسبوعية المناضل-ة عدد 28 مارس 2024
- تهنئة تنسيقيات التيار الديمقراطي العراقي في الخارج بالذكرى 9 ...
- الحرب على الاونروا لا تقل عدوانية عن حرب الابادة التي يتعرض ...


المزيد.....

- حول الجوهري والثانوي في دراسة الدين / مالك ابوعليا
- بيان الأممية الشيوعية الثورية / التيار الماركسي الأممي
- بمناسبة الذكرى المئوية لوفاة ف. آي. لينين (النص كاملا) / مرتضى العبيدي
- من خيمة النزوح ، حديث حول مفهوم الأخلاق وتطوره الفلسفي والتا ... / غازي الصوراني
- لينين، الشيوعية وتحرر النساء / ماري فريدريكسن
- تحديد اضطهادي: النيوليبرالية ومطالب الضحية / تشي-تشي شي
- مقالات بوب أفاكيان 2022 – الجزء الأوّل من كتاب : مقالات بوب ... / شادي الشماوي
- بصدد الفهم الماركسي للدين / مالك ابوعليا
- دفاعا عن بوب أفاكيان و الشيوعيّين الثوريّين / شادي الشماوي
- الولايات المتّحدة تستخدم الفيتو ضد قرار الأمم المتّحدة المطا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - عادل احمد - مصطلح -الشعب- و-الطبقات-!