أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سامح عسكر - وفاة عمر الشريف وهيولي أرسطو














المزيد.....

وفاة عمر الشريف وهيولي أرسطو


سامح عسكر
كاتب ليبرالي حر وباحث تاريخي وفلسفي


الحوار المتمدن-العدد: 4863 - 2015 / 7 / 11 - 09:03
المحور: المجتمع المدني
    


محطات مر عليها الفنان الراحل عمر الشريف الذي افتقدناه أمس ونعاه العالم من شرقه لغربه، ختمها الفنان بعودة أبدية إلى مصر منذ عام بعدما تقدم به السن ولم يعد قادراً على العطاء.

محطات يمر بها أي فنان حينما تنحسر عنه الأضواء يلجأ إلى إما أدوار ثانوية-وهذه فعلها عمر الشريف- أو يلجأ للظهور كضيف شرف في مسلسلات أو برامج وهذه أيضاً فعلها..

لكن ما استوقفني في مشهد وفاة الفنان هي الصورة القديمة له التي انطبعت في أذهان الجماهير، وهي الصورة التي نعوه بها في الإعلام، ولم ينتبهوا أن الرجل مات وحيداً في دار للمسنين في حلوان ، لم يكن معه حتى أولاده، ولم نقرأ عن زيارات أو وفود له من الوسط الفني أو حتى السياسي باعتباره قيمة فنية عالمية.

رأيت أن نعي الجماهير له تجاهل ما أطلق عليه أرسطو.."الهيولي".. ، ولأن العديد لا يعرف ما الهيولي فتعريفه باختصار هو.."الجوهر"..وتم تفسيره على أنه لا متعين وبدون صفة ولا صورة، أي يحتاج الهيولي إلى صفة وصورة كي يتم تعيينه.

ماذا يعني ذلك..

تعالوا نتأمل هذه الأشياء

صورة دكتور زيفاجو والشريف حسين في لورانس العرب ، صورة حسين الخجول في إشاعة حب ، ورجب في صراع في الميناء، وعادل في سيدة القصر...صور عديدة قدمها الفنان الراحل جمعت بينها صفات.."الرقة والوسامة والشجاعة والذكاء والتحدي"..كلها صفات تعطي معنىً أكثر جاذبية عند النساء وأكثر قوة عند الرجال.

لكن هل هذه الصفات كان يتمتع بها الفنان قبل وفاته؟

بالطبع لا..الرجل جاوز الثمانين من عمره وأصيب بمرض الزهايمر، وقبل وفاته بأعوام اشتهر بالعصبية وقلة التركيز، حتى تاريخه -الذي هو رصيده عند الجماهير-لم يعد يتذكره.

هنا الإشكال الذي يفسر معنى الهيولي

بمعنى أن هذه الصورة الشهيرة للفنان هي التي عينت الهيولي في الواقع، لكن هذه الصورة هي مجرد صورة للأصل، أي يحتمل أن يأخذ الأصل صفات وصورة أخرى متعينة..

بمعنى أوضح أن من نعاه الجمهور لم يكن هو عمر الشريف الذي مات، بل هي الصورة القديمة للهيولي، بينما الصورة الجديدة يرفضها من نعاه بدليل أن الرجل مات وحيداً حتى بدون تكريم يليق به من الدولة.

لكن ليس معنى اختلاف الصورة هو اختلاف الهوية، لا..عمر الشريف القديم هو هو من مات في دارس المسنين في حلوان، ووصفنا له بأنه هو.. يعني اعترافنا بالهيولي الذي يمكن أن يتغير الإنسان عشرات المرات لكن يبقى الهيولي الخاص به واحد لا يشاركه فيه أحد..

بالمناسبة اختلاف الصور هذا مع بقاء الهيولي كان محور فلسفة هيراقليطس حين أقر مبدأ الصيرورة، وأن الوجود الثابت مجرد وهم، ولأن أرسطو متأخر عن هيراقليطس فربما يكون الهيولي- الذي أقره وشرحه أرسطو- هو تطور لمبدأ الصيرورة الذي شرحه هيراقليطس من قبل بأنه لا يمكنك عبور النهر مرتين لأن في المرة الثانية يكون النهر قد تغير.

فهل يعي من نعى الفنان أنه نعى شخصاً آخر بصورة أخرى ؟

في تقديري أن ثمة نفاق يشوب أي عمليات نعي على هذا المستوى الإعلامي والاجتماعي الكبير، وأن الأولى بمن نعوا أن يسألوا عن .."هيولي"..عمر الشريف ويخاطبوا وجدانه ويبعثوا له الأمل على الشفاء وأن صورته الحالية ليست نهائية..بل يمكنها أن تتطور لصورة أخرى رأينا من هو أكبر منه عمراً في مستوى ذكاء جيد بل ويعالجوه من الزهايمر الذي يصر الأطباء أن علاجه اجتماعي أكثر منه كيميائي.

رحم الله الفنان.. ولكل من أحب شيئاً عليك بالاهتمام به.. حتى وإن تغيرت صورته المألوفة لديك، فداخل كل إنسان كيان لا يتغير مهما اختلفت الصور



#سامح_عسكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعالوا بنا نجرح مشاعر المسلمين..!
- حرب اليمن وسوريا واغتيال النائب العام
- لماذا الأزهر والسلفيون يتمسكون بالبخاري ؟
- الوعظ الكاذب
- القوى غير المرئية في عمليات التنوير
- الموقف الذكوري من المرأة
- خدعوك فقالوا الإسلام والعلمانية (3)
- خدعوك فقالوا الإسلام والعلمانية (2)
- خدعوك فقالوا الإسلام والعلمانية
- الإسلام وضرورة التنوير
- حقيقة نسب..(إذا صح الحديث فهو مذهبي)..للشافعي
- ماذا بعد نهاية عاصفة الحزم ؟
- الغزو المقدس..ورطة السعودية في اليمن
- من مكاسب عاصفة الحزم
- السيسي في تحالف المذاهب والجبناء
- شعب مينستريم صحيح
- البُعد المذهبي في حرب اليمن
- العدوان السعودي على اليمن..إلى أين ؟
- ماذا حدث في اليمن ؟
- المشهد السياسي في اليمن


المزيد.....




- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-
- نادي الأسير الفلسطيني: الإفراج المحدود عن مجموعة من المعتقلي ...
- أمريكا.. اعتقال أستاذتين جامعيتين في احتجاجات مؤيدة للفلسطين ...
- التعاون الإسلامي ترحب بتقرير لجنة المراجعة المستقلة بشأن الأ ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سامح عسكر - وفاة عمر الشريف وهيولي أرسطو