أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد العزيز الخاطر - محاكمة العواجي والمديفر بين الايديولوجيا والسياسه














المزيد.....

محاكمة العواجي والمديفر بين الايديولوجيا والسياسه


عبد العزيز الخاطر

الحوار المتمدن-العدد: 4854 - 2015 / 7 / 2 - 14:01
المحور: المجتمع المدني
    



تقول الأنباء أن الملك سلمان بن عبد العزيز خادم الحرمين الشريفين حفظه الله قد أمر بمحاكمة كل من الدكتور محسن العواجي وعبدالله المديفر عن مادار في لقائهما في برنامج في الصميم من حوار حول فترة الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز رحمه الله واحسن مثواه . مايهمني ليس المحاكمه بقدر ثقافة المجتمع وبقاؤها حبيسة ضمن جدار الايديولوجيا ولم يتح لها بعد الانتقال لعالم السياسه , ولي هنا بعض الملاحظات أود لو اذكرها:
أولا: إشكالية المديفر وبرنامجه هي ان هوية البرنامج وطريقة إدارته ثقافيه سياسيه , بينما تخلو مجتمعاتنا عموما من "السياسه". فيضيع هدفه وهدف السياسه عموما وهو التداول ضيحة للفرز والانقسام.
ثانيا: المديفر مقدم متمكن ومحاور من طراز فريد ولايترك الضيف يسترسل دونما يتدخل طارحا الرأي الاخر ووجهة النظر الاخرى, وللأمانه فقد ذكر ميزات كثيره لعهد الملك الراحل عبدالله واستوقف وتسائل عن الحمله القائمه على عهده ولماذا الآن. لذلك ايقافه وبرنامجه خسارة بلاشك
ثالثا: الاشاره بالمحاكمه يعني ان الطرفان سيتمكنان من الدفاع عن الاتهامات التي ستوجه اليهما وسيعطيان الفرصه كامله لذلك , وهذا أمر محمود مقارنة لتجاربنا السابقه التي كان يؤخذ الناس فيها بلا اتهام وبلامسائله.
رابعا: مصطلحات ك"البطانه" أو ولي الأمر" أو المرشد وغيرهم مصطلحات ايديولوجيه ليس لها علاقة بالسياسيه , قلكي يستقيم أمر االمجتمع وثقافته ويحافظ على توازنه ,يجب استبدالهم بمصطلحات سياسيه تصف دور الاشخاص لاذواتهم المباشره, ليس هناك بطانة في عالم اليوم هناك مستشارون ومؤسسات سياسيه تعمل ضمن شروط وقوانين محدده وتحت رقابة دستوريه , ليس هناك مرشد هناك رئيس حزب مدني دستوري سياسي , ليس هناك ولي أمر على الأمه , غير سيادتها وانبثاق من يترأسها أو يتزعمها من هذه السياده.
خامسا: سيطرة الايديولوجيا الرعويه والدينيه التي لاتحمل سوى "المطلق" دون وجود برنامج سياسيه مدنيه , أفرزت ازدواجا في الشخصيه لدى شعوبنا عامة, وتفريغ هذا المطلق يتأخذ شكلان أما الصدام المباشر مع السلطه , أو الانتظار حتى ينتهي أمرها حيث يبدأ التفريغ والتشفي النفسي وانتقادها الى حد العظم . ففي كل البلدان العربيه اليوم هناك سب وشتم وليس فقط انتقاد لكل مامضى من انظمه ومع ذلك نحن نتقدم للأسوأ .هذه الحاله السيكلوجيه المرضيه التي يعاني منها الفرد العربي نتيجة لغياب السياسه فليست هناك دولة وطنيه عربيه حتى الآن , كلها اشكال ايديولوجيه سياسيه وقبليه ودينيه.
سادسا: في المجتمع السياسي نحن لانبحث عن الحقيقه المطلقه بل النسبيه التي تسمح بالتعايش في ظلها , بينما في المجتمع الايديولوجي هدفه ليس فقط البحث عنها بل الادعاء الكامل بامتلاكها .
سابعا:في المجتمع السياسي الكلمه بل اللغه بذاتها تعبر عن حالة أو موقف سياسي قابل للتغيير والاستبدال , في المجتمع الايديولوجي الكلمة أقرب الى الفتوى أن لم تكن فتوى, دور اللغه في المجتمعين مختلف تماما , فيؤخذ الشخص في المجتمع الايديولوجي بكلمته , ولايؤخذ الفرد برأيه في المجتمع السياسي.
ثامنا: النظام في المملكه العربيه السعوديه الشقيقه له طبيعة خاصه غير تلك الانظمه العربيه , فهو يتمتع وبإدراك تام من قبل المسؤولين بنمط ثابت من الاستمراريه لاتجده عند الانظمه السابقه , فلايظهر الخلاف مهما كان عن اطار العائله كما لاحظنا عبر العقود السابقه ,ادراكا وانطلاقا من دور المملكه المحوري والاساسي في المنطقه وفي العالم العربي والاسلامي , لذلك يبدو من الصعب تجزئة الحكم على كل مرحله دون ارتباطها بماسبقها من مراحل وما سيأتب بعدها من مراحل , التغير لايأتي على طبيعة النظام والاسس التي قام عليها وانما على مايستجد من ظروف واحداث , لذلك راينا أن الامير سعود الفيصل استمر وزيرا للخارجيه مع أربعة ملوك مثلا.
تاسعا: لااعتقد ان الدكتور العواجي كان يقصد من نقده لفترة الحكم السابقة الملك عبدالله رحمه الله بذاته , فهو وما زال موضع حب واجلال كبير لدى العالم العربي والاسلامي كله نظرا لصراحته ونقاء سريرته التي تنم عنها تلقائيته رحمه الله , الا أنه يلاحظ على الدكتور العواجي انفعاله واسترساله بعيدا دائما خارج نطاق السؤال ذاته , وقد لاحظت له مقابلة مع أحد الاخوه الشيعه من البحرين في الجزيره منذ فتره طويله , أثر انفعاله على محور القضيه وبدا الآخر اكثر اطمئنانا وقناعة للمشاهد منه , يسيطر عليه موقفه الايديولوجي بحيث يضعه دائما في موضع المتهم للآخر
عاشرا:يحتم الواقع على مجتمعاتنا الانتقال من العصر الايديولوجي الى العصر السياسي , ففي الهند مثلا نجد ان الاقليه المسلمه التي تبلغ ملايين المسلمين ويفوق عددها سكان اكبر الدول الاسلاميه تسعى جاهدة لتثبيت النظام العلماني هناك لأن الاخرين اكثر منهم عددا وقوه, ولو استخدمو ا الايديولوجيا فقط لأنتحروا لأنها لاتقبل بذلك . العصر السياسي هو الذي يمكننا من خلاله ولوج المستقبل , المؤسسات السياسيه , المجتمع المدني و البرامج السياسيه المدنيه , دولة المواطنه , كل المشاهد التي نراها اليوم والدماء التي تسيل حتى إمتلأت منها المساجد دليل واضح على أن عصر الايديولوجيا والفكر المطلق وصل الى نهايته بالعودة الى الذات واستصالها وتفجيرها من الداخل.
أحد عشر: بودي بعد محاكمة الطرفان واجلاء الأمور بشكل يحفظ للجميع مكانته وحقه وللمجتمع تماسكه ان يستمر البرنامج ومقدمه , لحاجة المنطقة اليه عموما فبحساب الربح والخساره هو مكسب بشكل عام وان أخطأ , فإن هدفه الصواب أو البحث عنه واستقصاؤه ما أمكن بودى ان لايمنع العواجي كذلك , لأن ثقافة المنع ايضا ايديولوجية المنشأ وتعزز من قبضة الايديولوجيا , حفظ الله المملكه وحفظ عاهلها الكبير الملك سلمان وشعبها العزيز من كل مكروه , ورحم الملك عبدالله واجزل له العطاء على ما كان يحمله من حب لدينه وشعبه وأمته.



#عبد_العزيز_الخاطر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحمد منصور كيف يقرأه قطاع كبير من القطريين؟
- المليونيه لنزع الحجاب وحرق الكتب وجه آخر لثقافه دينيه سائده
- عاصفة-الحزم- والقاع الاجتماعي المظلوم
- النظام المعرفي في المجتمع القطري
- -العرب- و -العربي- وعىً جديد أم كراهيه مستجده؟
- متلازمة الهويه القاتله
- الطبقه الوسطى ....مرةُ أُخرى
- قطريون ...... لكن فقراء
- تميم......الوطن فى إبتسامته
- كفو ..... مهب كفو
- أزمتنا مع التاريخ
- إصلاح أم إيجاد؟
- قابلية العوده الى الصفر
- -الفاروق- بين مسلسه وأمته
- كيف يُغير -تويتر- من مجتمعنا
- تصريحات اللواء وتجربة الإخوان
- -دستورنا القرآن- مقوله سياسيه
- الانتخاب بين طائفة-مرسى- وقبيلة-شفيق-
- مجتمعات فى حالة سيوله
- سقوط جدار الخوف الخليجى


المزيد.....




- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...
- المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة: روسيا في طليعة الدول الساع ...
- مقر حقوق الإنسان في ايران يدين سلوك أمريكا المنافق
- -غير قابلة للحياة-.. الأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد ت ...
- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...
- مكتب المفوض الأممي لحقوق الإنسان: مقتل ما لا يقل عن 43 في ال ...
- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد العزيز الخاطر - محاكمة العواجي والمديفر بين الايديولوجيا والسياسه