أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عاطف سلامة - هل إنهاك الغزيّين يجعلهم يقبلون المشروع الحمساوي ؟














المزيد.....

هل إنهاك الغزيّين يجعلهم يقبلون المشروع الحمساوي ؟


عاطف سلامة

الحوار المتمدن-العدد: 4843 - 2015 / 6 / 20 - 08:43
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


حالة من الابتعاد وعدم الاحتكاك مع عناصر حركة حماس أعقبت انقلاب 14/06/2007. أما اليوم فالأمور اختلفت ، وذلك ،كون المؤسسات والوزارات وجميع الخدمات باتت بيدها دون غيرها ، وكون المواطن مضطر لتسيير أموره الحياتية ،فلا مناص له من التعامل مع (المؤسسة الرسمية) التي تديرها حماس، بما يخدم مصلحته.
ومرت الأعوام وخسر كل من راهن على أفول نجمها في فترة وجيزة ، وأثبتت حركة حماس أنها تستطيع التحدي والاستمرار، بعد أن أحكمت سيطرتها بالقوة وبثت حالة من الخوف والذعر "القبضة الحديدية"على كل مناحي الحياة ، فلا فلتان ، ولا عائلات، فواجهت حينا بكل ما اوتيت من قوة ، وقمعت أحيانا ، ولم تتوان للحظة عن الاتهامات لاي كان واعتقلت من خالفها.
خاضت حماس ،احتكاكات ومناوشات وحروب في الداخل ومع الخارج دون النظر لقوة أو مكانة غريمها ،وخاضت مواجهات مباشرة محدودة وأخرى مفتوحة ، دفع ثمنها المواطن ، فمنعت المسيرات ،وقمعت الاحتجاجات، وحتى الاحتفالات الخاصة التي وجب عليها أن تحصل على التراخيص اللازمة قبل تنظيمها، وخاضت حروب ثلاث مع العدو الإسرائيلي ("2008-2009" ،2012 ، 2014) وتحدت الحصار ، واستقبلت متضامنين ، واستثمرت نفوذها ، وعلاقاتها مع جماعة الإخوان المسلمين ، وقطر وإيران وتركيا ، وعاشت فترة رخاء "محمد مرسي" فازدهرت وترعرعت وازدادت قوة أكثر.
حركة حماس تعثرت ونهضت ، واصطدمت مع دول ، وجماعات ، وعائلات ، وأفراد ، وأغلقت جمعيات ومؤسسات ، وفتحت بنوك ومشاريع واستثمرت ، وتحدت الحصار واتفقت واختلفت مع دول كسوريا والسعودية وإيران..وغيرها ،واحتدت مع مصر، وأضحت حركة محظورة ،مرة في الأردن وأخرى في مصر وفك الحظر بعدها ،واتخذت مواقف مختلفة ومضطربة أصابت هنا وأخطأت هناك ، وازدادت علاقاتها تارة وقلصت تارة أخرى، وهددت و توعدت وتلقت التهديدات، وتحملت الصدمات
وما بين هذا وذاك، تجدها دوما تتحضر للقادم ومتشبثة بهذه البقعة الصغيرة "غزة " وعينها على الضفة.. وتحت كل هذا الضغط ، لا زالت مستمرة .
اكتسبت حماس خبرات الإدارة ، وذاقت طعم الحكم ، وكبرت مشاكلها وزادت هموم الشعب أكثر مما كانت تتوقع ، ومع مرور الوقت ازدادت حالة السخط الشعبي كون الحركة نصبت نفسها "حكومة" بعد حكومة الوفاق ، انطلاقا من المقولة الشهيرة لرئيس الوزراء السابق اسماعيل هنية :"غادرنا الحكومة ولم نغادر الحكم" ، ولم تستطع تلبية حتى ادني متطلبات الحياة وهي"حرية الحركة" للمرضى والطلاب وأصحاب الإقامات " وما فرضته من ضرائب إضافية على المواطنين "زاد الطين بله" ، وجلبت حروب أنهكت المواطن ودمرت الشجر والحجر، وبات الاقتصاد في غزة يترنح في مهب الريح ، ومواطنين لا زالوا في مراكز الإيواء،وكثر المتسولون ، ولم تستطع حتى توفير ما يترتب عليها من رواتب لموظفيها.
ويبدو أن الأمور خرجت عن نطاق السيطرة، بعد التأخير في بناء ما تم تدميره في الحرب الأخيرة ،واشتداد الحصار ، واللا عمل.. فبدأت انتقادات الناس تخرج للعلن دون أي ترجمة من الشعب سوى دعوات لم تنجح ،آخرها "حراك 29 ابريل"
وبعد كل هذا بات انتقاد حكم حماس في قطاع غزة واضحا ، وأصبحت الناس تنتقد إحكام حماس السيطرة وزيادة حواجزها الطيارة والضغط على المواطنين أكثر فأكثر، فهذا أمر يمكنك أن تتابعه عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتستمع إليه في سيارات الأجرة ، وفي المقاهي والتجمعات المختلفة .
فالمواطنون ينتقدون في كل الأماكن ، وما يشعر به الفتحاوي يشعر به الحمساوي (الجميع في الهوى سوى) ،"البطالة، الكهرباء ، الضرائب ، الماء ، الغلاء ، الحصار الـ .. الخ" من أهم الأسباب ، حتى وصل الأمر بأن المعارض يعلن صراحة تضامنه مع الموظف الحمساوي الذي يكد ويتعب دون مقابل ، فانعكس ذلك على نفسيته ، فأصيب بحالة من التأفف ،ووريدا رويدا أصبح يشعر أكثر بفقدان إنسانيته وأن كل ما يجري حوله مزيف ونفاق وحقد ، فلا تسامح ولا محبة !
وأكثر ما يقلق المواطن، تضارب الآراء والتباين في المواقف عبر وسائل الإعلام ، التي بيًنت حقيقة اختلافات صقور وحمائم الحركة التي بدأت تطفو إلى السطح بين فينة وأخرى..وتتضح أكثر عند كل بوادر لوجود حلول للازمات
وآخرها تلك التصريحات التي كشف النقاب عنها مسئول العلاقات الدولية في الحركة أسامة حمدان حول تسلم الحركة أفكاراً مكتوبة تتعلق بملف التهدئة مع إسرائيل، لكن عضو المكتب السياسي موسى أبو مرزوق أكد أن حركته لم تتسلّم أي أفكار مكتوبة ، وحينما أكدت إسرائيل ، نفى الناطق باسم حركة "حماس" سامي أبو زهري أن تكون مغادرة أبو مرزوق غزة إلى الدوحة، لبحث تهدئة طويلة مع إسرائيل.
وكان مفاجئاً موقف الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، عن قرب التوصل الى تهدئة في قطاع غزة، وأن ذلك سيكون مهماً إذا لم يكن على حساب وحدة الأرض والدولة والشعب، وأن لا يكون تمهيداً للقبول بدولة ذات حدود مؤقتة.
الواضح ان إسرائيل و"حماس" في الوقت ذاته بحاجة إلى هدوء، فتل أبيب تريد هدوءاً على جبهة غزة التي تقلقها، و"حماس" تريد تغيير الوضع في القطاع إلى الأحسن في ظل وصول الوضع إلى الأسوأ وغياب أفق المصالحة مع حركة "فتح"
وفي الوقت الذي تفتح فيه مصر معبر رفح، ويزور مسئول سعودي تل ابيب وتسهيلات جديدة للفلسطينيين وإطلاق سراح رئيس المجلس التشريعي عزيز دويك ودخول وفد ألماني لغزة ،وحديث الرئيس عباس حول إقالة الحكومة ، ودخول آلاف الأطنان من الاسمنت ...والسماح لـ 500 مواطن من غزة لزيارة القدس..وغيره
كل هذه المؤشرات تجعلنا نطرح جملة من الأسئلة : هل تستطيع حماس ترويض الغزيّين للقبول بدولة غزة؟ أم ستستخدم القبضة كما هي العادة ؟ ام ان النتيجة لحالة الإنهاك التي وصل إليها الغزيّين هي التي ستجعلهم يتقبلون هكذا مشروع ، مع علمهم أنه يقضي على المشروع الوطني الفلسطيني؟



#عاطف_سلامة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مبادرة خريج عاطل لحل خلافات فتح وحماس !
- لمن يتمنون عودة الاحتلال للخلاص من حماس !!
- التعليقات على الأخبار فشة غل لا أكثر
- الإعلام الفلسطيني وخطاب الردح على الشاشات
- في الذكري العشرين لرحيل ناجي العلي ..الكاريكاتير السياسي ..أ ...
- سيناريوهات محتملة بعد انقلاب غزة
- رسالة عاجلة إلى أعضاء المجلس المركزي ل م.ت.ف
- موقف الأغلبية الصامتة من أحداث غزة
- قوات بدر .. ملف يفتح من جديد
- الاعلام وتحديات الفلتان الأمني
- النكتة السياسية..نقد مباشر وصريح
- بعد اتفاق مكة.. نحو السلم الأهلي ونبذ ثقافة الموت


المزيد.....




- الدوما يصوت لميشوستين رئيسا للوزراء
- تضاعف معدل سرقة الأسلحة من السيارات ثلاث مرات في الولايات ال ...
- حديقة حيوانات صينية تُواجه انتقادات واسعة بعد عرض كلاب مصبوغ ...
- شرق سوريا.. -أيادٍ إيرانية- تحرك -عباءة العشائر- على ضفتي ال ...
- تكالة في بلا قيود: اعتراف عقيلة بحكومة حمّاد مناكفة سياسية
- الجزائر وفرنسا: سيوف الأمير عبد القادر تعيد جدل الذاكرة من ...
- هل يمكن تخيل السكين السويسرية من دون شفرة؟
- هل تتأثر إسرائيل بسبب وقف نقل صواريخ أمريكية؟
- ألمانيا - الشرطة تغلق طريقا رئيسياً مرتين لمرور عائلة إوز
- إثر الخلاف بينه وبين وزير المالية.. وزير الدفاع الإسرائيلي ي ...


المزيد.....

- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب
- الاستراتيجيه الاسرائيله تجاه الامن الإقليمي (دراسة نظرية تحل ... / بشير النجاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - عاطف سلامة - هل إنهاك الغزيّين يجعلهم يقبلون المشروع الحمساوي ؟