أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - المطلوب....عبادات تنعكس في الأخلاق والسلوك














المزيد.....

المطلوب....عبادات تنعكس في الأخلاق والسلوك


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 4838 - 2015 / 6 / 15 - 18:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



الكثير منا يرجع الأزمات والأمراض المجتمعية التي تعيشها مجتمعاتنا العربية والإسلامية الى البعد عن الدين،رغم ان ما تبدو عليه ظاهراً هذه المجتمعات هو الإغراق والإفراط في التدين والذي يصل في بعض الأحيان حد الدروشة والشعوذة،وضمن هذه الرؤيا يتولد لديك اعتقاد وانطباع بأن الحياة الاجتماعية والجوانب السلوكية لأفراد ومواطني تلك المجتمعات يفترض ان تكون في ارقى أشكالها وصورها،وتعكس نماذجاً ايجابية يحتذى بها من قبل المجتمعات الأخرى،فهناك حدود شرعية ونواهي وعقوبات وردت في القرآن الكريم وفي السنة النبوية...ولكن في إطار عملية التطبيق والترجمة للعبادات وأسس ومبادئ ومرتكزات العقيدة تجد أنها قلما تترجم الى فعل أو عمل بها في الجوانب السلوكية والأخلاقية والمعاملات الحياتية بين الناس.
بل ما نراه ونشاهده ونلمسه على أرض الواقع،بأن الكثير من المجتمعات التي قطعت شوطاً على صعيد الحضارة والرقي وفصل الدين عن الدولة،ولم تبقى أسيرة الماضوية وعبادة والتمسك بالفعل الماضي الناقص كان حد العبادة،وبنت أفرادها على أساس وعي وانتماء وطني،بعيداً عن سيادة مفاهيم العشائرية والقبلية والأبوية،واحترام الحريات الفردية والعامة والتعددية بمعناها الفكري والسياسي والديني والمواطنة الكاملة لكل أفرادها بغض النظر عن مذاهبهم وانتماءاتهم...الخ، كانت النتيجة بأن ما ترسخ عندهم من قيم ومفاهيم وسلوك ايجابي حضاري وانساني،نحتاج لمئات السنين كي نصل اليه،رغم اننا المدعين بأننا أصحاب رسالة سماوية لكل الناس،رسالة محبة وسلام وتسامح،ولكن عندما يشاهد أصحاب الأفكار والديانات الأخرى،او حتى المؤمنين والموحدين بنفس الديانة ولكن من مذهب آخر،ما نترجمه على أرض الواقع من قتل بطريقة وحشية،ليس فيها أي احترام للإنسان الذي كرم الله،وحرم قتله بغير حق،ناهيك عن التخريب والتدمير والنهب والسلب وتدمير منجزات حضارية عريقة لأقوام سابقة،يجعل العالم يتعاطى ويتعامل معنا على أساس أننا خارج البشرية العاقلة،نتستر ونتغطى بمعتقدات دينية،نستخدمها فقط لخدمة أهدافنا ومصالحنا.
المأساة أننا نعيش أزمات عميقة ومستديمة تنخر مجتمعاتنا نخراً،ونصر عن سابق إصرار على اننا خير امة أخرجت للناس،ونفسر بان كل مصائبنا مهما عظمت او صغرت هي في البعد عن الدين والعقيدة،من الهزائم حتى الكذب والدجل والنفاق،ولا نعطي أي قيمة لجهلنا وتخلفنا وقلة وسطحية وعينا وعبادتنا وتقدسينا للأفراد والنصوص أو الحجر على عقولنا وفكرنا،ونتهم أي عالم يخالف وجهة نظرنا او اجتهادنا بالكفر والإلحاد،ونتخذ مجموعة من المشايخ المتخلفين او مشوهي الوعي او المرتزقة عند السلاطين،كنماذج وأيقونات يجب تقديسها،فهي أقرب للنبوة لا تنطق عن الهوى .
مجتمعات تعاني القمع والإضطهاد وتعشق التخلف كجزء من منظومة حياتها،فهو مكون أساسي في وعيها وثقافتها،وينظر الكثيرون من أفرادها لمظاهر السلوك اللامعياري على أنها "شطارة" و"فهلوة" وقدرة على تسليك الأمور،فعلى سبيل المثال لا الحصر جميعنا يعلم علم اليقين بأن انجاز أي معاملة في الدوائر العربية بدءاً من انجاز معاملات جواز سفر ودخول الحدود والخروج منها لا يتم الا عبر الرشوات و"البراطيل" رغم ان ما يتم رشوتهم و"برطلتهم" ربما بعد حصولهم على الرشوة او "البرطيل" يذهبون للجامع مباشرة أو يتهيب ويتخوف الحصول عليهما في رمضان معتقداً بأن صوم رمضان يغفر له ما تقدم من ذنبه،وبأنه بإرتكابه المعاصي من جديد يمحوها في صوم رمضان القادم،وهذه الثقافة ترسخت بفضل مشايخ ومفتين جهلة وجزء من منظومة الفساد...فهم يقولون للناس بصومكم وصلاتكم وحجكم تمحى وتغفر ذنوبكم....ولكن لا يجري تعليمهم بأن ما يجري تكراره وارتكابه من فعل وعمل لا أخلاقي ولا سلوكي ولا وطني يجب العمل على اجتثاثه من خلال خلق منظومة وعي جديدة تحدث ثورة وانقلاب اجتماعي يبنى عليها مفاهيم وعي وثقافة جديدة،حتى أن هذه المفاهيم والقيم المشوهة تتسيد والمفاهيم والقيم الحقيقية والإيجابية من صدق ومحبة ومحاربة الفساد ومظاهر البذخ والإسراف،والتوظيف على أساس الكفاءة والمهنية وغيرها،تصبح هي الشاذة ويتهم من يحملونها أو يتبنوها ب"المخابيل" او المغردين خارج السرب أو غير القادرين على تدبر امورهم.
السلطات والدول في بلادنا ملك لعائلات،حتى أن دولة كالسعودية هي على اسم آل سعود،يتحكمون في مقدراتها وثرواتها وأبنائها كإقطاعية خاصة لهم حق التصرف فيها،ومنها قس على باقي امورنا،مستعدين في إطار التجهيل وتأبيد التخلف واستمرار السيطرة على الناس والظهور بمظهر النساك والتقاة ان نبني في قرية صغيرة عشرة جوامع،ولكن لا مدرسة ولا عيادة صحية ولا منتزه أو ملعب.
معتقدين بان ثقافة الجوامع والكتاتيب ستخرج لنا علماء وقادة ومخترعين ومكتشفين،وبأن توفير ظروف وشروط حياة جيدة للناس،واحداث تنمية جدية وحقيقية ترفع من مستوى وعيهم وحياتهم،هي" رجس من عمل الشيطان" يدفع بالناس نحو المجون والفسق والإنحلال .
ما دمنا نمارس العقيدة كفروض فقط دون ان يجري ترجمة لروحها ونصوصها ومفاهيمها الى أفعال وممارسة في أرض الواقع،فلن تقوم لنا قائمة،ليس المهم لا الوتر ولا التراويح ثماني ركعات او عشرين ركعة،ما دامت لا تنهى وتردع من يمارسها عن الكذب والدجل والنفاق والسرقة والتستر على كل ما هو سلوك سلبي أو ظلم اجتماعي يقع على ضعيف .
استمرار مثل هذا الوضع سيقودنا الى اتساع الفجوة بشكل كبير بيننا وبين الشعوب الأخرى،لكي نبقى أمة أسيرة أمجاد ماضية تتغنى بها،دون أن نتقدم خطوة واحدة للأمام،او نقدم للبشرية ما هو مفيد وايجابي،فنحن في الألف سنة الأخيرة ليس لنا أي إسهام في الحضارة الإنسانية.

القدس المحتلة – فلسطين
15/6/2015
0524533879
Quds.45@gmail



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجماهير....المعول الأساسي في وأد الإنقسام
- غزة مرة أخرى.....تفجيرات وإتهامات
- الإنتخابات التركية:- نهاية أسطورة السلطان العثماني الجديد
- اسرائيل ...وتنامي المقاطعة الدولية
- الشيخ المجاهد خضر عدنان يواصل دق جدران الخزان
- معركتنا معركة وجود....وأن نكون او لا نكون
- الحذر...ما حدث ويحدث في الأقصى أهدافه مشبوهة
- القدس مخاطر جدية....وجولات تصعيد قادمة
- العر ب وعقدة -الإرتعاش- السياسي
- قمة أوباما....ومشيخات الخليج العربي
- في ذكرى النكبة......نكباتنا مستمرة ومتواصلة
- حكومة نتنياهو ....حكومة عنصرية وتطرف وإنعدام أفق سياسي
- معركة القلمون....ومصير المنطقة
- المشروع الوطني..والضياع
- ما يجري بين حماس و-اسرائيل - أبعد من -دردشات-
- السعودية ....وهندسة نظام الحكم
- في ذكرى عيد العمال استغلال قائم وعدالة اجتماعية غائبة
- المرجل المقدسي يغلي ....ولا أنتفاضة في الأفق
- الأمن القومي الإسرائيلي ...وصناعة الخوف
- عُمان سلطنة صغيرة....وأفعال كبيرة


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راسم عبيدات - المطلوب....عبادات تنعكس في الأخلاق والسلوك