أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حميد طولست - قصص سائقي الطاكسي بباريس 2 ..














المزيد.....

قصص سائقي الطاكسي بباريس 2 ..


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 4827 - 2015 / 6 / 4 - 11:47
المحور: المجتمع المدني
    


قصص سائقي الطاكسي بباريس "2"..
لم أنقل هذه القصة لخصوصية فيها ، أو لاختلافها عن غيرها من القصص التي سمعت الكثير منها خلال رحلاتي المتكررة على متن الطاكسي ، والتي كانت في مجملها قصص جميلة وطريفة ، لكني تعمدت نشرها –كما وعدت في الجزء الأول- للمقارنة بين سلوكيات عايناها من خلال حديث سائقي طاكسي مهاجرين ، عاشا نفس الظروف الصعبة في بلاديهما ، ويعيشان نفس المعاناة مع الغربة ، ويكابدان نفس محن المهنة مع ملل اليومي وجمود الطريق وروتين أزمات السير . لكن سلوكهما وردات فعالهما جاء مختلف اختلافا بينا ، حيث جاء سلوك السائق الفيتنامي متمدنا متحضرا ، كما في القصة التي سردت في الجزء الأول ، والتي تميز فيه بالحمد والشكر الله واعترافه لأصحاب الفضل عليه والامتنان لهم بما هو فيه من خير وسعة رزق ، مصدر سعادته وسعادة أهله ودويه ، والسلوك الثاني والذي كان في قمة التخلف ، الذي تبين من خلال الحديث الذي تعمد خلقه سائق مهاجر من المغرب لكسر جمود الطريق وربما لشد انتباهنا ، والذي تميز -بخلاف سابقه - بالتأفف الممل من ظروف العمل على سيارة التاكسي ، والتذمر المقرف من صعوبة توفير لقمة العيش ، والشكوى المبالغ فيها من عنصرية الفرنسيين وجحود ونكران جميلهم بدعوى وكراهيتهم للدين الإسلامي ، الشيء الذي قطع عليَّنا احتفالية المناظر الخلابة التي تغشى جنبات الطريق مالمؤدية من المطار إلى باريس .. عجبت للأمر هذا الرجل واحترت بين رغبتي في أن أقفل الحديث وفضولي لمعرفة سبب نقمته على من أحسن إليه ، وهل هو حاقد فعلا أو ربما هي إندفاعة عاطفية ؟ فتغلب الفضول أخيرا ، وسألته :" هلا أخبرتني أيها المحترم ، ما الذي جعلك تكره من كانوا سببا في ما أنت فيه من نعيم ، أليس من واجبك كمسلم أن تشكر فرنسا والفرنسيين على ما قدموه لك من عون ومساعدة عند هجرتك ، وخاصة أنك تعلم أن الإسلام حث المسلم ، على أن يقابل النعم بالشكر لله ، وأصحاب الفضل عليه والاعتراف لهم بالجميل لأن الشكر يزيد النعم ، وحذر من الجحود والكفر بالنعم الذي يذهبها ، كما بين الله ذلك في قوله سبحانه : "لئن شكرتم لأزيدنكم" ، وقوله تعالى في الكفران بالنعم وعواقبه" : وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون" .. التفت السائق صوبي بنظرة تأنيب عبر المرآة الأمامية قائل بنغمة حانقة : وسرد علي قوله تعالى : " ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي ولا نصير " ، وأردف قائلا: نعم إنا اكره فرنسا والفرنسيين لأنهم كفار ، ولا اخجل من قوليه ذلك لأني يا أستاذ من بيئة محافظة ، بل وشديدة التدين ،
قلت له أنت حر في أن تكره من تشاء ، ولكن هل يعقل أن تكره من قدم لك المساعدة والعون الذي به تحسنت أحوالك في بلاد المهجر وأصبحت تملك سيارة طاكسي ومنزل واثنان مثله في بلادك حسب ما حكيت لنا ..
كان بودّي أن أجادله في أمر الاعتراف بالجميل في الإسلام ، و كانت رغبتي قوية في أن أبين له بأن الإسلام لا يتناقض مع ذلك وان تعاليمه السمحة تدعو له وتشجع عليه ، لكني فهمت أن النقاش مستحيل معه ، لأنه ليس فقط بمقتنع بما شحنت به دماغه من أفكار خاطئة عن الإسلام ، بل التي هو متعصب لها ويعتبرها –مع الأسف الشديد- من أصول الدين ..
حميد طولست [email protected]



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسلكيات مجتمعية مناقضة للفطرة السليمة والذوق الرفيع ..
- قصص سائقي الطاكسي بباريس ..
- إلغاء منصب الوزير من الحكومات .
- صبيحة يوم جميل في إحدى ضواحي باريس .
- الاسقالة (2)
- الاسقالة (1)
- ما أبشع طعم الديمقراطية في البلاد العربية ، 4
- فاتح ماي وذكرى مقتل إبراهيم بوعرام !!
- خطاب سياسي لا يحمل برنامجا ثوريا للتغيير !!
- وزراء لا عهد لهم بالمناصب، فكيف يسيرون ؟
- ما أبشع طعم الديمقراطية 2
- فاتح ماي مكسب عمالي لا تحق المتاجرة به !!
- ما أبشع طعم الديمقراطية في بلادنا المغرب !! ما يقع تحت قبة ا ...
- شعوب أصبحت لا تقرأ مثلنا !!
- المكتبات المدرسة
- تنقية الدين
- دنيا الاحفاد ..
- وداعا -إزم-
- التحدي المصري الجديد !!
- من ذكريات الطفولة


المزيد.....




- محمود عباس يرحب بمشروع قرار الأمم المتحدة بمنح فلسطين عضويته ...
- الخارجية الفلسطينية: تصويت الأمم المتحدة رسالة تأكيد على حق ...
- رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة: الشرق الأوسط على شفا كارث ...
- أبو مازن: تصويت الدول لصالح فلسطين في الأمم المتحدة انحياز ل ...
- أول تعليق أمريكي على تصويت الأمم المتحدة لصالح عضوية كاملة ل ...
- اعتماد قرار يدعم طلب عضوية السلطة الفلسطينية في الأمم المتحد ...
- لحظة اعتماد الجمعية العامة قرارا يدعم منح السلطة الفلسطينية ...
- طلاب جامعات باكستان يتظاهرون في اسلام اباد دعما لفلسطين
- تصويت رمزي في الأمم المتحدة تأييدا لعضوية فلسطينية كاملة
- السعودية.. بيان من الداخلية بشأن إعدام أجنبي والكشف عن جريمت ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حميد طولست - قصص سائقي الطاكسي بباريس 2 ..