أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اثير حداد - الطائفية ...... لا تبني وطنا .















المزيد.....

الطائفية ...... لا تبني وطنا .


اثير حداد

الحوار المتمدن-العدد: 4825 - 2015 / 6 / 2 - 23:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الطائفية.... لا تبني وطنـــــــــــــــــــــــــــــاً .
اثيــــــــــــــر حــــــــــــــــــــــداد
# عبر مجريات التاريخ ولشعوب العالم، وعبر ما مر علي من معلومات استطعت الاطلاع عليها لم اجد حركة متطرفة واحدة تمثل الدين بالكامل، بل جزء منه او ما يسمى طائفة منه، او تحاول ان تطرح نفسها ممثلة لتلك الطائفة، واول ما تطرح نفسها فكريا وسياسيا وعسكريا تطرح نفسها معادية للطوائف الاخرى.
لنبدء من تاريخ بعيد .وارجو هنا الانتباه الى انني هنا لا ادون تاريخا، فذلك لا يهمني هنا وهو بعيد عن هدفي من عنوان المقاله. فانا ساختار احد الحركات الدينيه المنشقه والتي تمثل، حسب اعتقادي، ملامح هامة في طريقة عملها، مشابة لطريقة عمل تنظيم الدولة الاسلاميه في وقتنا الحالي، الا وهي الحشاشون.
الحشاشون او الحشاشين او الحشيشه او الدولة الجديدة كما كانو يسمون انفسهم ( الانتباه الى نوع تسمية انفسهم ) هي طائفة اسماعيليه نزاريه انفصلت عن الفاطميين اواخر القرن الحادي عشر ميلادي. وكانت معظم معاقلها في بلاد فارس والشام واسس الكائفه هذه الحسن بن الصباح الذي اتخذ من قلعة الموت في بلاد فارس مركزا لنشر دعوته، واكسبها عدائها الشديد للخلافة العباسيه والفاطميه.
اما ستراتيجيتها العسكرية فقد كانت تعتمد على الاغتيالات. ويعتقد ان تسميتهم مشتقه من الكلمة الفرنسية اساسنس اي القتلة او الاغتاليون . وتشير المصادر التاريخيه ان " طيلة ثلاث قرون نفذ الفدائيون اغتيالات ضد الاعداء الدينين والسياسين للاسماعيلية، وكانت هذه الهجمات تشن غالبا في الاماكن العامة على مراى ومسمع الجميع لاثارة الرعب . ونادرا ما نجى الفدائيون بعد تنفيذ مهامهم، بل انهم لجئوا في بعض الحالات الى الانتحار لتجنب الوقوع في ايدي العدو" من موقع ويكيبيديا.
و حسن الصباح، مؤسس الحشاشين ولد من عائلة شيعية اثنا عشريه الا انه اعتنق الاسماعيلية فيما بعد. ومن اجل اكتمال الصوره التي اسعى لها لابد من الاشاره ان الحشاشين وبعد سيطرت حسن الصباح على قلعة الموت بدأ بنشر دعاته في جميع ارجاء ايران السنية ان ذلك.
دعونا ننتقل الى الوهابية ولن اطيل هنا سوى لمحات لان المعلومات عن الوهابيه متوفره وما زالت طريه.
الوهابية السلفية تختلف اختلافا جذريا عن الوهابية الاباضية التي نشات في شمال افريقيا. فالوهابية السلفية مصطلح اطلق على حركه اسلاميه سياسيه. قامت في منطقة نجد في اواخر القرن الثامن عشر الميلادي على يد محمد عبد الوهاب (1703-1792) ومحمد بن سعود، حيث تحالفا لنشر الدعوة الاسلفية وكانت بداياتها في الدرعية، حيث اعلن محمد عبد الوهاب الجهاد وقاموا، هو واتباعه، بالعديد من الحروب التي سموها غزوات ومصادرة اموال السكان وسموها غنائم. اما جانبها الفكري او العقائدي او الايديولوجي فانه مبني على اقامة دولة التوحيد والعقيدة الصحيحة وتطهير الاسلام من الشرك. ويضع بعض علماء السنه الوهابيه في مطاف الخوارج. بينما يعتبر الوهابيون انفسهم انهم اصل السنة الصحيحة وهم الفرقة الناجية.
ومن الامور التي تراها الوهابية اشراك _ التوسل، والتبرك بالقبور، والاولياء والبدع_ وتدعوا الى الرجوع الى الاسلام الصافي وهو طريق السلف الصالح في اتباع السنه ويلقبون انفسهم بـ " اهل السنة والجماعة"، ويعتبرون انفسهم الممثل الوحيد لاهل السنه ويرى المفكرالتونسي الاصل رياض الصيداوي ان الوهابية " تحالف تاريخي بين السلطة السياسية المالية متمثلة في ابن سعود والسلطة الدينية ممثلة في ابن عبد الوهاب.
اكتفي هنا في استعراض سريع لمنظمتين من طرفي الاسلام، وانا لا ادعي اطلاقا ان اية واحد منهم قبلت كممثل للطائفه نفسها، لكني اعتقد ان جذر التطرف كامن في الطائفية نفسها. فما هي الطائفية ؟
الطائفيه: هي نتاج ثقافي، فهي متغير وليس ثابت، وهي تنتمي الى المجال السياسي وليس الديني. وهذا يقودنا الى الاقراربانها حركات سياسيه تسعى الى قيادة السلطة والهيمنة عليها وجعلها لخدمة مصالحها السياسيه وليس مصالح الفئة او الطائفة التي تدعي الدفاع عنها.
لنعد قليلا الى مناقشة سمة المرحلة الحالية في كونها تتسم بحدة الصراع الطائفي في الشرق الاوسط عموما وشمال افريقيا ايضا.
يقول عالم الاجتماع الفرنسي ميشيل فوكو توصيفا يوضح الى حد كبير لماذا لم يقد التغير لما بعد 2003 الى نظام ديموقراطي، حيث يقول " ان انظمة الاستبداد اذا طال امدها لعقود في البلاد التي تحكمها فانها تهيئ المناخ الملائم لظهور معارضات على شاكلتها، معارضات تعمل على اساس ردود الافعال، لانها تركز كل اهتماماتها على انهاء الانظمة القائمة والحلول محلها، دون امتلاك الوعي المطلوب ولا الرؤية الصائبة لبناء المستقبل الذي يجسد الاهداف التي قامت من اجلها تلك الانتفاضات "
وهنا اود ان اتوقف عند ضاهرة اخرى تمتد وتمتلك بعدا طائفيا تجلى فيما بعد 2003 وهي المتمثلة بدور الفئة الوسطى او الطبقة الوسطى . فالاستاذ والطالب والمهندس والفنان والمثقف هم من نتاج مرحلة الاستعمار وهم من قادوا التحرر الوطني، ومن ثم هم من قادوا لبناء " حكم الاستبداد" (الصدامي)، وهم قادوا الى الدولة الطائفيه. كيف ذلك والمسار التاريخي للشعوب الاوربيه يثبت ان الطبقه الوسطى هي التي قادت الى السلطة الى الدولة المدنيه او دولة المواطنه ؟ هل ان ذلك نتاج بناء ثقافي ام اقتصادي ام سياسي مرتبط بطبيعة الدولة ؟
اعتقد ان هناك سبب اقتصاديا متمثل في الدولة الريعيه، ولكني لن اقم بتناوله هنا لان مجاله واسع يحتاج الى مقالات مستقله. فدعوني اوصف الدولة العربيه.
النظم العربية: سلطة مرجعية متعالية لا تقتصر على انتاج واعادة انتاج سلطتها المعرفيه على اساس ما هو سياسي وديني و سوسيولجيونفسي، بل ايضا في امكانيتها على فرض واعادة فرض قوتها على عقول الافراد. وهي دولة حكم تسلطي يرفض المشاركة في اتخاذ القرار، ويصبح المركز هو الكل في الكل كما الالهة والحكم باسمه.
وكي نوصف الدولة العراقية السابقه نجد ان الدولة ابتلعت من قبل السلطة والسلطة ابتلعت من قبل الحزب والحزب ابتلع من قبل عشيرة صدام وعشيرة صدام ابتلعت من قبل العائلة والعائلة ابتلعت من قبل صدام نفسه، حتى الجيش لم يعد جيشا مهنيا بل يخضع للحزب . وتصبح علاقة المواطنه علاقة زجر من قبل القيادة ويتحول المواطن الى متلقي وليس فاعل. ولهذا لم يحدث اي اندماج للفرد العراقي في دولة المواطنه بل بقيت المكونات كما هي ، تحركها اصابع قمة السلطة حسب مصالها. وساورد هنا مثالين لدورالمواطن المتلقي. في الثمانينيات وبعد ان اثقلت الحرب العراقيه الايرانيه كاهل العراق, الغى صدام حسين العيادات الطبيه الشعبيه التي اسسها النظام نفسه من اجل كسب ود الفئات الفقيره عبر تقديم خدمات طبيه مجانيه, وبعد يوم من الغائها خرجت تظاهرات من الاطباء والفقراء تحت شعار " الغائكم العيادات الشعبيه خطوة اشتراكيه" .
المثال الاخر اجتياح الكويت. في اليوم التالي لاجتياح الكويت خرج الالاف مساندين للاجتياح مع انه لم يستشيرهم احد بالامر. وهو مثال اخر للمواطن السلبي المتلقي وليس الفاعل.
وكي نعود لربط احداث اليوم في عراق اليوم وعبرالعودة لما ورد من مقتطف لعالم الاجتماع الفرنسي ميشيل فوكو، اقول : اثبتت التجربة العراقية، وقبلها اللبنانية، ان الطائفية هي المعوق الاساس لبناء دولة المواطنة. والخطر الكامن ليس فقط في الوضع الحالي بل " حجز" المستقبل لصالح الدولة الطائفية التي توصف بالتسلطيه حيث انها، الدولة الطائفية، تنتج مجتمعا مصابا بعاهة جينية مضادة لبناء الدولة المدنيه دولة المواطنه عبر عسر الاندماج. فعوضا عن خلق علاقات دولة-مواطن تتشكل علاقة منفعيه. وتصبح السلطة وليس الدولة هي الموحد للوطن عبر اجرات قسريه وليس ديموقراطيه. وتصبح فيه التعدديات الفرعية اقوى من المؤسسات الديموقراطيه، واعلى من القانون فيصبح العرف العشائري والقبلي هم الحكم الفاصل وليس القضاء.
اثبت التاريخ بسطوع ان الطائفية، كمجال سياسي ثقافي منتج في مجتمعات مشوهه وهشه التكوين وغياب لوعي المواطنه انها منتجة للعنف واعادة انتجه وتتحالف مع سلطة راس المال السهل التكوين في الدول الريعيه، حيث تصبح قمة السلطة السياسية مثل السلطة التنفيذية في الشركات عابرة للقارات التي تبحث بشراسه عن الربح والعوائد والايرات والمرتبات والعوائد. الا ان سهولة الحصول على العوائد في الدولة الريعيه وخمول المجتمع المدني سهل على السلطة التنفيذية في دولة الطائفيه الحصول على رشاوي سميت عمولات، بينما لا يمكن للشركات الكبرى المتعددة الجنسيات استلام رشاوي او دفعها لان ميزانياتها ومرتبات المدراء مراقبة من عدة جهات، منها المجتمع المدني.



#اثير_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الظاهرة التكفيرية ... اهي ظاهرة جديده ؟
- من داعش الى الخلافة الاسلاميه
- الارهاب، نتاج معادات المعرفه ! 1
- النفط - دم الشيطان -
- - المقتل - والقاتل ليس شمر بن ذي الجوشن الكلابي ..!
- اسعار النفط الخام عالميا , الاكثر تقلبا من بين اسعار السلع . ...
- اسعار النفط الخام عالميا , الاكثر تقلبا من بين اسعار السلع . ...
- اسعار النفط الخام عالميا , الاكثر تقلبا من بين اسعار السلع . ...
- اسعار النفط الخام عالميا , الاكثر تقلبا من بين اسعار السلع . ...
- اسعار النفط الخام عالميا , الاكثر تقلبا من بين اسعار السلع .
- التعليم العالي الخاص في العراق
- التعليم العالي الخاص في العراق التعليم العالي الخاص في العرا ...
- انا متفائل , لكن لست ابله -3-
- انا متفائل , لكن لست ابله -2-
- انا متفائل , لكن لست ابله -1-
- سوداوية الواقع ....سمفونية اﻻ-;-راده
- الحد من الشهوة الشبقيه للسلطه 2
- الحد من الشهوة الشبقيه للسلطه
- سوريا .........من توازن مناطقي الى توازن الرعب . 2
- هل يحق للبرلماني العراقي راتب تقاعدي ؟


المزيد.....




- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - اثير حداد - الطائفية ...... لا تبني وطنا .