أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدون جبار البيضاني - الواقع الثقافي في العراق واشكالاته














المزيد.....

الواقع الثقافي في العراق واشكالاته


سعدون جبار البيضاني

الحوار المتمدن-العدد: 4819 - 2015 / 5 / 27 - 19:35
المحور: الادب والفن
    


الواقع الثقافي في العراق واشكالاته
سعدون جبار البيضاني

تعريف الثقافة والمثقف كمصطلح لايخلو من تعقيد بسب ان كل هذا الصخب حول الثقافة والمثقف نجده مصطلحاً حديثا بعض الشيء فلا توجد له جذور عميقة في تاريخنا العربي ،لا في القران الكريم ولا في السنة النبوية ولا في الشعر الجاهلي ،اذن مصطلح المثقف ربما سيق الينا بعد عصر التنوير لكنها قد تعني في حضارة وادي الرافدين السومرية أو الأكدية أو البابلية مجموعة العلوم المعرفية لكن مفردة ثقافة غير موجودة ، فالمثقف يعني هو ناقد اجتماعي معني بتحليل الوقائع والاحداث ضمن رؤية معينة وفق فهمه الخاص ودراسته لواقع معين وابداء رأيه بافكار وطروحات معينة ويسعى دائما لايجاد نظام أكثر انسانية وعقلانية وهي أي الثقافة عكس الفوضى السياسية على حد تعبير الفيلسوف كانط ..الثقافة يعرفها تايلور (ذلك المركب الكلي الذي يشتمل على المعرفة والمعتقد والفن والادب والاخلاق والقانون والعرض والقدرات والعادات الاخرى التي يكتسبها الانسان بوصفه عضوا في المجتع بينما يعرفها مالينوفسكي هي جهاز فعال ينتقل بالانسان الى وضع افضل ،وضع يواكب المشاكل والطروحات الخاصة التي تواجه الانسان في هذا المجتمع أو ذاك في بيئته وفي سياق تلبيته لحاجاته الاساسية .
يقول د.محمد عابد الجابري ،المثقف في جوهره ناقد اجتماعي ، انه الشخص الذي همه ان يحدد ويحلل ويعمل من خلال المساهمة في تجاوز العوائق التي تقف امام بلوغ نظام اجتماعي افضل /نظام اكثر انسانية وعقلانية .
نستنتج من ذلك ان المثقف غالبا مايقع تحت سياط النقد المحلي غير المنطقي للحد من نشاطه وكشفه عورات المجتمع والدولة والبيئة وبالتالي يقع فريسة الاغتراب تجاه بيئته المحلية واحيانا يحمله على تبني سلوكا معينا ضد النظام من مبدأ خالف تعرف لكوامن نفسية حين يشعر ان صوته غير مسموع وغير مرغوب فيه وبالتالي يفكر بالهجرة من الوطن وبذلك تخسر الدولة كادرا مثقفا واعيا هي بأمس الحاجة اليه في ظل التقلبات السياسية والطائفية وبروز التيارات السلفية التكفيرية المتمثلة بتنظيم القاعدة وداعش الاجراميين التي وصلت الى أقصى ماتصل اليه الدونية الانسانية والخروج على المفاهيم الاسلامية السمحاء وهذا بدوره من المؤكد ان ينعكس سلبا على الاجيال الفتية مما قد يحدث انفصام بين الثقافة والمعتقد ، فثمة افكار يتبناها البعض الذين ينظرون الى الثقافة بمعزل عن السياسة على انها أي الثقافة منتوج محلي غير قادر على تسويق نفسه .
يجب ان نفهم ان هناك واقع حرج متأزم يعيشه المثقف العراقي لذلك يجب ان نعي جيدا الدور الذي يجب ان يقدمه او يفعله المثقف ازاء هكذا ازمات لها علاقة بالراهن العراقي او الحالة الاجتماعية التي يمر بها البلد مثل العنف الاجتماعي الدموي الاصولي التكفيري الذي دخل البلد بعد السقوط تحت مظلة الاسلمة المزيفة وتداعيات وجود قوات الاحتلال بين مؤيد ومعارض من جهة والانفلات الأمني بين فترة واخرى حسب واقع حال القوات الامنية وتواجدها كما ان دخول تكتلات سياسية في العراق بشكل غير مألوف بعد السقوط والتي تريد لها مكانة في الدولة شكل عبئا ثقيلا على كاهل الدولة والثقافة العراقية التي رأسمالها المثقف .
هناك جانب آخر ومهم وهو ان المثقفين الشباب وهي المشكلة الرئيسية في المجتع العراقي منقسمين الى فئتين فئة متدينة بتعصب ومسقِّطة للمرجعية التي لا تقلدها وفئة تعتقد انها الاكثر ثقافة وتنويرا وهي المتأثرة بالافكار والثقافات الاجنبية ولا تعير أي اهتمام للمرجعية الدينية ، شباب يعتقد ان الاباحية والعلمانية والليبرالية المتطرفة هي التي من سيحرر المجتمع وينتشل واقع الثقافة العراقية بينما في الحقيقة ان الاثنين اساءا لمفهوم الثقافة والمثقف لان ثقافتيهما بلا جذور بسبب تجاهلها واغفالها المتعمد للتراث الاسلامي والعربي الخالد ولا التي تدعي التنوير مطلعة على الفكر الاوربي المتنور بالاطلاع على روائع الفكر العالمي من ادب وفن وسياسة وفلسفة .
العراق يختلف في محيطه الخارجي الدولي عن غيره لتعدد الثقافات والقوميات والطوائف والاحزاب فخلال قرن من الزمان شهد العراق على سبيل المثال ثورة العشرين ،الانتداب البريطاني ، معاهدة بورتسموث 1936،ثورة رشيد عالي الكيلاني 1941،ثورة 14 تموز 1958 ،انقلاب ثورة شباط 1963 السوداء وردة تشرين ،ثورة 17 تموز 1968بزعامة حزب البعث الفاشستي ،اقصاء البكر ومجيء صدام الى الحكم الذي قاد العراق لاكبر عملية خراب في العقل والثقافة العراقية بسبب قيامه بالحرب على الجارة ايران وغزو الكويت وحرب الخليج ومن ثم تحرير او احتلال العراق كل هذه الارهاصات والافكار والصراعات اطاحت بالمثقف العراقي وارغمته على الهجرة اضفة الى عدد الاحزاب التي مرت على العراق ..الحزب الشيوعي ،التنظيم القومي الناصري ،حزب البعث ،حزب الدعوة ومن ثم التيارات الدينية المتنوعة والصراع الطائفي وتنظيم داعش المجرم الكافر ،كل هذا جعل المثقف العراقي مثقفا غير مستقرا راغبا بالهجرة خارج الوطن بحثا عن الاستقرار وتنمية مهاراته الثقافية ولهذا يمكن الايجاز بالقول اذا كان المثقف بهذا القدر من الاهمية فلا بد من توفير المستلزمات الضرورية للقيام بهو الاعداد بنهوضه لكي يأخذ مكانه اللائق في المجتمع وبذلك تكون الثقافة قد طورت من واقع الحال العراقي وهيأت لجيل من الممكن ان يأخذ مكانه اللائق في بناء العراق الجريح ...



#سعدون_جبار_البيضاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسلام مزيف ام اوربا زائفة
- ؤوس معطلة
- اسفل الحياة


المزيد.....




- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعدون جبار البيضاني - الواقع الثقافي في العراق واشكالاته