أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - جهاد علاونه - عالم كئيب














المزيد.....

عالم كئيب


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4817 - 2015 / 5 / 25 - 19:14
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


فتحت أبوابي للريح جاعلا الهواءَ يلعبُ بالأبواب تارةً يغلقها وتارة يفتحها وأنا أحتملُ الجو مهما كان الطقسُ باردا,أزلتُ الستائر عن نوافذ البيت للسماح لأشعة الشمس بالدخول إلى البيت مهما كان الطقسُ حارا , ثم قلتُ في نفسي ما أغرب الضوءْ, وما أغرب النارْ , وما أغربَ أشعةَ الشمسْ!! كيف بخيوط الشمس تخترق الزجاج دون أن تكسرهْ!!!ثم ومع كل هذا لا أحد يغلب الضوء إلا الماء الذي تنكسرُ به أشعة الشمس, راودتني أسئلة كثيرة عن الكون الذي نعيش به وعن سبب شقائنا ولماذا نحن نتعبُ كثيرا ولما نحن نحزن ونبكي مهما كانت مرتبتنا الاجتماعية سواء أكنا ملوكا أو جنودا برتبة عسكرية لا تزيد عن جندي ثاني.

فتحتُ قلبي للكلمات الدافئة, أزلتُ الغشاوة عن عيني , خرجتُ خلف البيت وجلست تحت شجرة الزيتون على الكرسي الأخضر ومسحتُ وجهي بنور الله ثم بدأتُ أتثوب وأتمطى كقطٍ بري ثم تنفستُ نفسا عميقا ثم شربتُ الماء, وبدأتُ بتشغيل مخي: أمسكتُ قلمي وكأني أمسكُ بالظلم من عُنقه, مددتُ يدي إلى مكتبتي وأخرجتُ كتابا قديما يتحدث عن(هنري الثامن) ملك إنكلترا, تعاطفتُ مع هذه الشخصية مجددا وتحاملتُ عليها في بعض النقاط والمهم والأهم أنني أيقظتُ رجلا من سباته من القرن السادس عشر, خرجتُ خارج البيت لأصطاد الهواء النقي وتعبئته في رئتيَّ ولكن خشيت أن أصاب بفرط التهوية الزائدة, فدخلتُ إلى بيتي مسرعا وأغلقت الباب خلفي, كان وجهي شاحبا وعينيا تبحلقُ بسقف البيت وكنت أشعرُ بالرعب, فتحتُ التلفاز وتنقلتُ بين المحطات الفضائية فلم أجد برنامجا يرضي غروري أو مذيعةً أو مذيعا يثير لعابي.

ثم رجعتُ لأدخل غرفة النوم مجددا وضعت ما بين أربعَ إلى خمسَ مخدات (4-5) لكي أنام قليلا ولكي أرتاح من الأجواء المحيطة بي من كل جهة وجهة, حاولتُ أن أطرد النوم من عيني فلم أستطع ولكن كلما اقتربتُ من النوم كلما صحوتُ على صوت بالون ينفجر أو باب يفتح أو صوت ماتور سيارة قادمٌ من الشارع المجاور لمنزلي وأخيرا استيقظتُ على صوت جرافة كبيرة تحفر الإسفلت من أجل تمرير خطوط الماء الجديدة, ثم صحت بصوت عالي: إلويا إلويا أين أذهب؟!!.

حاولتُ أن أعيد تركيبة الكون من منطلق إيماني وبما أملكه من معارف ومدخرات علمية, حاولتُ أن أرسم لونا جديدا للسماء, حاول أن أتوقع مستقبلا أفضل للبشرية, مستقبلا أفضلُ من هذا المستقبل الذي نقف على حافته حيث أخبار الشر99% وأخبار الخير تكادُ أن تكون معدومة جدا, عالمٌ كئيب يحيط بي, عالمٌ غير سوي عقليا, عالمٌ مريض وجعلني أنا المريض عقليا, من كثرة ما أحس بأوجاع الناس وآلامهم صار كل جسمي يؤلمني, من كثرة ما أشعر بأحلام الناس صار نومي عبارة عن كوابيس, أنا الرجل الذي يفكرُ بالعالم ويشعر به, هنالك الملايين من الناس يعيشون من حولي ولا يفكرون بي ولا يهتموا بي أو بجيرانهم إلا أنا أهتم بالناس جدا وأعيش مع أحزانهم وآلامهم أكثر مما يشعرون هم بها ,عالمٌ أدركَهُ ولا يُدركني, أفكر به ولا يفكر بي, أهتم به ولا يهتم بي, عالم ينقصه كل شيء من كل نوع.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لن نشبع من الخبز ما لم نشبع أولا من السلام
- بيتي
- آلامي يا يسوع
- خدمة الكلاب
- عيد ميلادي-12-5-1971
- صناعة السِبح من حلمات الارمنيات
- هذا في اسبانيا
- العرب والهند
- هل الإسلام دين تبشير أم دين تدمير؟
- الظالمون
- اليهود والعرب خارج فلسطين أصدقاء وداخل فلسطين أعداء
- مليونير أردني
- الجمعة العظيمة
- حاول أن تفهم الحياة
- دعارة دينية
- هل من الممكن أن نعتبر القبيلة مؤسسة مجتمع مدني حديثة؟
- رحل عنا شوكت علاونه
- رعب الكتابة
- أُمة كلها جهل وتخلف
- أخطر وظيفة لا تحتاج إلى خبرة


المزيد.....




- الطلاب الأمريكيون.. مع فلسطين ضد إسرائيل
- لماذا اتشحت مدينة أثينا اليونانية باللون البرتقالي؟
- مسؤول في وزارة الدفاع الإسرائيلية: الجيش الإسرائيلي ينتظر ال ...
- في أول ضربات من نوعها ضد القوات الروسية أوكرانيا تستخدم صوار ...
- الجامعة العربية تعقد اجتماعًا طارئًا بشأن غزة
- وفد من جامعة روسية يزور الجزائر لتعزيز التعاون بين الجامعات ...
- لحظة قنص ضابط إسرائيلي شمال غزة (فيديو)
- البيت الأبيض: نعول على أن تكفي الموارد المخصصة لمساعدة أوكرا ...
- المرصد الأورومتوسطي يطالب بتحرك دولي عاجل بعد كشفه تفاصيل -م ...
- تأكيد إدانة رئيس وزراء فرنسا الأسبق فرانسو فيون بقضية الوظائ ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - جهاد علاونه - عالم كئيب