أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - جهاد علاونه - بيتي














المزيد.....

بيتي


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4813 - 2015 / 5 / 21 - 19:34
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


جبتُ هذه الحياة وخضتها وتذوقتُ طعمها حلوها ومرها, وعاشرت من كان بطبعه أميرا وعاشرتُ من كان بطبعه حقيرا وصاحبتُ خيارَ الناس ولكني لم أجد أجملَ من صحبة أهلي وجيراني حتى وإن اختلفوا معي فكريا وعاطفيا ومنهجيا في كل شيء , وتنسمتُ عبير هذه الحياة , ودخلتُ بيوت الفقراء وبيوت الأثرياء ولكن بصراحة لم أجد بيتا أوسع من بيتي ولم أجد غرفة نوم أجملَ من غرفةَ نومي , ونمتُ على وسائد مصنوعة من القش وعلى وسائد مصنوعة من النايلون وعلى وسائد مصنوعة من الحرير ومن البلوسترين ومن القطن ولكن لم أنم ولم أنل الراحة إلا وأنا مرتاح الضمير سواء أكانت وسادتي من القش أو من الحرير, وغطيتُ جسمي أثناء النوم بشتى أنواع الأغطية ولكن لم أجد غطاء على مقاس أرجلي إلا الغطاء الموجود في غرفة نومي, أما عند الناس فقد نمتُ كثيرا ولكن دائما ما كانت أرجلي مكشوفة وغالبا ما كنت استيقظ ليلا وبطني يؤلمني من شدة البرد والغطاء مكشوف عن جسدي هكذا أجد نفسي حينما أنام خارج البيت وهكذا اشعرُ بالمغص من البرد لأنني بصراحة لا اعرف كيف أنام خارج بيتي وأبقى دوما قلقا جدا وطوال الليل وأنا لا أضع الغطاء على جسدي جيدا, هذا عدى الكوابيس التي تأتيني على شكل أحلام مزعجة.

المهم أن بيتي الصغير بحجمه أجمل من قصور الإنس والجان ومساحته أوسع من مساحة وطن بكامل معداته, والهواء الذي به أنقى هواء اشتمه انفي والدفء الذي بداخله أفضل من أفران الكهرباء والغاز لقد تجولتُ في بيوت وكأنها قصور الجان التي نقرأ عنها في القصص والروايات الخيالية ولكنني لم أجد بيتا يؤويني من الدفء إلا بيتي, نمتُ في زماني داخلَ بيوت مدفئة بأحدث وسائل التدفئة ولكنني لم أجد أدفء من بيتي, ودخلت بيوتا مكندشة بأحدث وسائل التكييف والتبريد والتحشيش!! ولكنني لم أجد بيتاً أبرد ولا أهوى من بيتي في فصل الصيف , دخلتُ بيوتا كثيرة ورأيتُ كثيرا من الناس وحاولت أن أكتب بعض المقالات وأنا مثلا ضيف شرف في إحدى بيوت الأصدقاء ولكني لم استطع كتابة سطرٍ واحد وكانت كل كلمات السطر مشوشة ومخربطة ولخبطيطة وأشياء لم افهمها , ودخلتُ في زماني أفخم المطاعم وتناولت فيها أشهى المأكولات ولكن كل ذلك لا يعادل عندي رغيف من الزيت والزعتر في بيتي الصغير فهذا أشهى من لحوم الضان , وكلك لا يعادل عندي بيضة مقلية أو لا يعادل رغيف خبز (زلابيا) , بيتي هو مسرحي الذي وقعت به كبرى احداث التاريخ في عائلتنا, بيتي هو المحيط الذي احتميت به طوال كل تلك السنين, بيتي هو الشريان الذي يروي قلبي وفكري وعقلي, بنيته انا وأمي غرفة غرفة ورممناه أكثر من مرة , رحم الله جدتي حين لم أكن افهم عبارتها التي تقول:( بيتي ما بطلع منه إلا على قبري).



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آلامي يا يسوع
- خدمة الكلاب
- عيد ميلادي-12-5-1971
- صناعة السِبح من حلمات الارمنيات
- هذا في اسبانيا
- العرب والهند
- هل الإسلام دين تبشير أم دين تدمير؟
- الظالمون
- اليهود والعرب خارج فلسطين أصدقاء وداخل فلسطين أعداء
- مليونير أردني
- الجمعة العظيمة
- حاول أن تفهم الحياة
- دعارة دينية
- هل من الممكن أن نعتبر القبيلة مؤسسة مجتمع مدني حديثة؟
- رحل عنا شوكت علاونه
- رعب الكتابة
- أُمة كلها جهل وتخلف
- أخطر وظيفة لا تحتاج إلى خبرة
- كتابي: طراطيش حكي
- الناس تكرهني ولكن يسوع يحبني


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - جهاد علاونه - بيتي