أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - اللاجئون السوريون ..المكون الرئيسي الثالث في الأردن














المزيد.....

اللاجئون السوريون ..المكون الرئيسي الثالث في الأردن


أسعد العزوني

الحوار المتمدن-العدد: 4810 - 2015 / 5 / 18 - 19:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعيدا عن الأخبار التقريرية والأرقام الإحصائية، لأن هذه مهمة الباحثين عن الأخبار ، فإن اللاجئين السوريين في الأردن ، باتوا يشكلون المكون الرئيسي الثالث في الأردن ، وأنهم الأكثر نشاطا ، وتجاوبا وحبا للحياة ، بدليل أن كافة أفراد العائلة يعملون ويكسبون ، فيما الشباب الأردني يشكو الطفر والبطالة ، ناهيك عن البطالة التي تضرب وبقوة صفوف العمال الوافدين من المحروسة مصر ، ومع هذا فإن الحكومة الأردنية تظهر كرما ما بعده كرم في مجال إصدار تصاريح العمل للوافدين من مصر .
الأمر الذي يحتاج لتفسير منطقي وعقلاني هو أن الحكومة الأردنية ، دأبت على دب الصوت جهارا نهارا وبعد الشفق وقبله ، بأن اللاجئين السوريين يشكلون ضغطا كبيرا على الأردن ، ويقيني أن من يقرأ في الخارج ، هذه التصريحات الحكومية المدروسة ، يخرج بنتيجة مفادها أن اللاجئين السوريين ، هم الذين يقتحمون الحدود الأردنية بكامل عتادهم ، ويشتبكون مع حماة الحدود ويدخلون الأردن عنوة .
لكن الواقع يقول غير ذلك بطبيعة الحال ، وهو أن هؤلاء اللاجئين يدخلون الأردن معززين مكرمين ، وكأن هناك متعهدين للبحث عنهم وتجميعهم في مجموعات يأتون إلينا من بعيد ومن عمق سوريا ، والأغرب أن هناك من يأتينا من المناطق المحاذية للحدود التركية ، ولا أدري كيف وصلوا إلينا مع وجود الإشتباكات والبراميل المتفجرة من الجو والقصف الكيماوي ، وما إلى ذلك من عبث تشهده سوريا التي باتت ضحية الطمع والجشع وسوء التقدير من قبل الجميع حاكما ومرتزقة .
لو أن الحكومة الأردنية حقا ترى أن اللجوء السوري إلى الأردن ، يشكل ضغطا حقيقيا على البلد ، لقامت ومن فورها وهذا حقها ، بإغلاق الحدود أمام اللاجئين السوريين الذين ما عادوا يأتوننا من درعا القريبة علينا ، من منطلق المثل الشعبي الدارج "الباب اللي بجيك منو الريح ، سدو وإستريح "، لكن يبدو أن هذا الباب فيه من الخيرات اشيء الكثير ، ولذلك نراه مشرعا ، ومع ذلك يستمر الصراخ لزوم الموضوع .
هناك حل لا يؤثر سلبا على الأردن ، وهو أنه في حال وجد الأردن الرسمي نفسه مضطرا لإستقبال اللاجئين السوريين ، فإن عليه أن يشترط بناء لهم مخيمات حدودية لتأمين إقامتهم هناك ، وأن يقوم المجتمع الدولي بالتكفل بنفقاتهم ، وهناك قضية يجب التركيز عليها ،لأنها مفتاح مهم في هذه القضية ، وهي أن كافة الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة والتي تعبث في سوريا ، لا تقبل إدخال اللاجئين السوريين إليها ، وهذا سؤال يجب أن يثار.
لكن ما حصل هو أن هؤلاء اللاجئين فد خالفوا القانون الدولي برغبة وتسهيلات حكومية ، وتسربوا بناء على تصاريح رسمية وكفالات لغالبيتهم ، إلى المجتمعات المحلية الأردنية المرهقة من الفقر والبطالة ، وكأن الوضع بحاجة لهؤلاء اللاجئين أن يأتوا ويعملوا ويتلقوا المساعدات المحلية والإقليمية والدولية ، حتى أن الجمعيات الخيرية الأردنية التي كانت تعنى بالفقراء والأيتام والأرامل في الأردن ، قد عزفت عن هذه المهمة وحولت مهامها لخدمة اللاجئين السوريين ، الذين نشأت في صفوفهم طبقة تجار منهم يشترون ما يقدم إليهم من مساعدات عينية ، ناهيك عن قيام اللاجئين السوريين ببيع ما يحصلون عليه من مساعدات بأسعار تقل كثيرا عنها في البقاليات والمحال في المحافظات الأردنية ، أي أنهم يقومون بحرق الأسعار.
كما قلنا فإن اللاجئين السوريين يستجيبون للضغوطات الحياتية ويقهرونها بالعمل والكسب ، وهذا ما إنعكس سلبا على المجتمع الأردني الذي وجد نفسه مضطرا للإستغناء عن العمالة المحلية الأردنية وحتى المصرية لتوظيف اللاجئين السوريين الذين يقبلون بأجرة أقل ، ويستجيبون للضغوطات ولديهم ألسنة رطبة تريح رب العمل .
هذه كارثة مجتمعية تسببت الحوكمة الأردنية في خلقها ورعايتها ، إلى درجة أن البطالة ضربت صفوف العمالة المصرية في الأردن كما سبق واوضحنا ، ولعمري أنه يحق لأي كان أن يكيل التهم الغليظة للحكومة بأنها تجبر الشعب الأردني على النزول إلى الشوارع مجددا ، فالجوع كافر ، وكان على الحكومة أن تكون أوعى مما هي عليه الآن ،فقد حمدنا الله وشكرنا ه بأن نجانا من العبث الذي تشهده بلدان العبث العربي ولنا في الجوار خير مثال ، فلماذا تقدم الحكومة على مثل ها العبث ؟
المشاكل المجتمعية الأردنية تفاقمت كثيرا بسبب وجود اللاجئين السوريين في القرى والمدن الأردنية ، إذ لا يوجد تجمع سكاني أردني صغر أم كبر ، إلا وفيه لاجئون سوريون يعملون ، حتى أن هناك زيجات كثيرة حصلت بين الأردنيين والسوريين لكن غالبيتها مع الأسف إنتهت بالطلاق ، الأمر الذي عمق المشاكل الأسرية في الأردن.
كما أن المحافظات الأردنية بمجملها ، تعاني أصلا بسبب إهمال الحكومات المتعاقبة لها وتركها على الغارب بلا تنمية ولا إستثمار ولا مشاريع حكومية ، وبالتالي فإن معاناتها تعمقت بسبب وجود اللاجئين السوريين فيها ..كل ذلك ناجم عن سوء تصرف وتقدير الحكومة الأردنية التي من مهامها ، أو هكذا يفترض ، أن توفر عوامل الكرامة للشعب الأردني ، لا أن تكون هي نفسها سببا في تعميق مشاكله ، وكأنها تعاقبه لعودته إلى البيوت وعدم اللجوء للعبث.
لكنها تصر على تثبيت هويتها على أنها حكومة جابي تنفذ أجندة البنك وصندوق النقد الدوليين ،والسطو على جيوب المواطنين وترك المتنفذين يسرحون ويمرحون دون ضرائب ، وها هي الآن تستفز الفقراء برفع أسعار الخبز .



#أسعد_العزوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أبعد من الوقاحة
- التلمودي كيسنجر ..يهوه الجديد
- كسر الصمت
- أولاند الساحر
- متلازمة البوط
- الخوارج الجدد داعش ..بديل شركة المرتزقة الأمريكية البلاك ووت ...
- أمريكا تورط السعودية في اليمن ومع إيران
- الإخوان المسلمون في الأردن ..الفرز الإقليمي
- اليمن تدفع ثمن أخطائها وأخطاء الآخرين
- في ندوة للمركز العربي بالدوحة : باحثون يؤكدون أن العمليات ال ...
- العربية لحماية الطبيعة ..الأردن وفلسطين النماء والإنتماء
- عاصفة الحزم..الستارة لما تسدل بعد
- إطمئنوا ..الأمور تسير حسب المخطط المرسوم
- الإعلام الأردني ..لا عزاء للسحيجة
- داعش يكشف صهيونيته في مخيم اليرموك
- ويل للعرب من شر قد إقترب ...الإندثار
- البرلمان الباكستاني ..شكرا
- عاصفة الحزم ..المحراث الأمريكي يعبث في الجزيرة العربية
- عاصفة الحزم تحرق ما تبقى لنا من أوراق
- يعقوب زيادين .. أصحاب المباديء لا يموتون


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد العزوني - اللاجئون السوريون ..المكون الرئيسي الثالث في الأردن