أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - خواطر أحلام وهبي














المزيد.....

خواطر أحلام وهبي


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4803 - 2015 / 5 / 11 - 22:10
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


تحدثت لي سيدة عراقية مرة وهي تعقب على أيام عمل والدها معلما في مدارس الاهوار ، ذات يوم تم اعتقال والدها في سبعينات القرن الماضي بتهمة الانتماء الى حزب ديني ، وعندما فتشوه وجدوا في جيوبه صورة للمطربة احلام وهبي الذي كان يعشق صوتها وابتسامتها وغنجها الانثوي الجميل وهي تؤدي الاغنيات بالأسود والابيض على شاشة التلفاز.
أحلام وهبي أيضا كانت ملهمة اقدم معلم في مدرستنا وكان هذا المعلم عازبا ومضربا عن الزواج ومن الذين يهتمون بهندامهم بصورة عجيبة بالرغم أن بيئة الاهوار التي نعيش فيها كمعلمين لا تحتاج الى بدلة الافندي و( الباينباغ ) الأحمر ، فمرات يداوم المعلمون بالدشاديش بالرغم من اعتراض المدير ورفضه ذلك ، ولكنهم يتحججون بالمطر والوحل الذي لصق ببدلاتهم الوحيدة ، هذا المعلم كان يضع صورتها بين الكتب التي يقرأها ، ويقول أن صوتها البغدادي الشهي يمنحني القناعة ان العواصم وحدها تصلح لأناقتي وربما قرب اجد فرصة لأرى ملهمتي احلام حين اجلس في واحدة من مقاهي الصالحية وانتظر طلتها واقفز اليها متخليا عن أي وقار وسأقول لها : وقعي لي على دفتر خواطري ، فكلها مكتوبة اليكَ.
أحلام وهبي المولودة (1938) من المطربات العراقيات اللواتي أبدعن في الأغنية البغدادية في زمن ازدهارها. اسمها الحقيقي (سهام) ولدت في البصرة وعاشت في بغداد، وهي ابنة الفنانة الكبيرة منيرة الهوزوز التي عاصرة زكية جورج وسليمة مراد وعاشت العصر الذهبي للألحان الملحن العراقي اليهودي صالح الكويتي . وكوالدتها امتازت بصوت مميز لا يشعر من يسمعه سوى بالألفة إذ امتازت بصوتها الجميل.
هذا الموجز يذكره صديقنا كلما أراد التفاخر بمطربته المفضلة فيما كان اغلب المعلمين تسكن قاع مدن الحنين لديهم أغان اخرى هي اكثر قربا لعاطفة البشر عندما نهرب عن عاشق احلام وهبي بأغنياتها الخفيفة التي لا تطرب ذاكرة المعدان ومزاجهم مثلما يفعل سلمان المنكوب ونسيم عودة وعبد الزهرة مناتي وناصر حكيم .
لكنه يصر على أن يعيش غنجها الغنائي وبحتها البغدادية وكأنه يعتقد أن احلام وهبي وحدها من تستطيع ان تحمل اليه نشوة السماع ونسيان لسع ( الحرمس ) في ليالي الصيف ونحن نشاهده يهز اكتافه في نشوة ثم يكتب في دفتر خواطر رسائل ود سري ربما يعنونها اليها وربما لا يعنونها لأنه يعلم أن المكاتيب القادمة من الاهوار سوف لن تلتفت اليها ثقافة العاصمة ومطربتها التي تعتمد على ابتسامتها وحركت كتفيها .
اليوم لا أحد يتذكر أحلام وهبي ، فالجيل الذي كانت تسحره شاشة الابيض والاسود والاغاني البغدادية الخفيفة التي تتحدث عن الجفاء والغرام لم تعد له ذائقة هذا الطرب الذي صُمم وكتب ولحن لتلك الرومانسيات التي بَهُتَ سحرها مع تطور العولمة ووسائل الاتصال .
ولكن ذلك الذي عشق صوت احلام وهبي واغراءات صوتها المغري لجوانحه ظل وفيا لملهمته.
وحين سألت عنه بعد كل هذه السنين قالوا :هو اليوم متقاعد ، وقد اختار لعمره قبل أن يتقاعد شريكة هي معلمة ارملة كانت معه في نفس المدرسة يوم تم نقله من مدرستنا الى مركز الناصرية والغريب أن اسم المعلمة هو : أحلام . وربما بسبب هذا الاسم الذي يذكره بصوت أحلام وهبي قرر أن يغادر العزوبية ويتزوج....!



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زوربا وابراج الضغط العالي
- المعيدية مارلين مونرو
- حسين نجمة واغنية يا نعمه
- طروب بعد الغروب
- التيزاب وخالد الأمين
- إنجيمهْ (الناي والقصبة )
- أمريكا ومنطق تغيير الهوية
- غاستون باشلار ونافذة الصريفة
- الجغرافيا والفيلم الهندي
- غداء العباس وفكتور جارا
- مايا بليسيتسكايا وذيل السمكة
- تمرين في الكتابة الروحية
- مُسعدْ يرسم ملاكاً
- شيء عن هويتنا الثقافية
- سكان قفص الكناري
- جاموسة الموسيقار المصري
- السيخ لا يأتون من المريخ
- محظيات شمشون الجبار
- الأهوار وناجي العلي
- البكاء الشيوعي .....!


المزيد.....




- لمعالجة قضية -الصور الإباحية المزيفة-.. مجلس رقابة -ميتا- يُ ...
- رابطة مكافحة التشهير: الحوادث المعادية للسامية بأمريكا وصلت ...
- كاد يستقر في رأسه.. شاهد كيف أنقذ رجل غريب طفلًا من قرص طائر ...
- باتروشيف: التحقيق كشف أن منفذي اعتداء -كروكوس- كانوا على ارت ...
- إيران أغلقت منشآتها النووية يوم الهجوم على إسرائيل
- الجيش الروسي يعلن عن خسائر بشرية كبيرة في صفوف القوات الأوكر ...
- دونالد ترامب في مواجهة قضية جنائية غير مسبوقة لرئيس أمريكي س ...
- إيران... إسرائيل تهاجم -دبلوماسياً- وواشنطن تستعد لفرض عقوبا ...
- -لا علاقة لها بتطورات المنطقة-.. تركيا تجري مناورات جوية مع ...
- رئيسة لجنة الانتخابات المركزية الروسية تمنح بوتين بطاقة -الر ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - نعيم عبد مهلهل - خواطر أحلام وهبي