أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - فهمي الكتوت - تحية للعمال في عيدهم














المزيد.....

تحية للعمال في عيدهم


فهمي الكتوت

الحوار المتمدن-العدد: 4794 - 2015 / 5 / 2 - 23:21
المحور: الحركة العمالية والنقابية
    


من تقاليد الطبقة العاملة الاحتفال في الأول من ايار، للوقوف على أهم منجزاتها الاجتماعية والنقابية والسياسية، ولتجديد العهد على مواصلة النضال ضد استغلال الإنسان للإنسان، وضد أشكال التمييز العنصري والطائفي والمذهبي والقومي، ومن أجل التحرر من التبعية الاقتصادية والسياسية، ونيل الحرية والديمقراطية لشعوب الأرض قاطبة، والنضال من أجل استقلال آخر مستعمرة على الكرة الأرضية، فلسطين التي مازالت تحت نير الاستعمار الاستيطاني الصهيوني. ومن أجل وقف شلال الدم في الوطن العربي، على أيدي التحالف الإمبريالي الصهيوني الرجعي، وأدواته من القوى الظلامية، ومن أجل العدل والمساواة.
يأتي عيد العمال في هذا العام في ظروف سياسية واقتصادية واجتماعية في غاية التعقيد، فالتصعيد العسكري في المنطقة العربية احتل أولى اهتمامات العمال، بعد تمكن أمريكا من تأجيج الصراعات الإقليمية، وفتح عدة جبهات في الوطن العربي، وتوريط أوساط شعبية في صراعات طائفية ومذهبية، اشغلتها واستنزفتها وحرفتها عن الصراع الرئيسي، المتمثل بين العمل ورأس المال، وكان آخرها فتح معركة جديدة لم تقتصر على الصراع الداخلي، والتدخل الخارجي غير المباشر كما هو الحال في سوريا والعراق، بل هناك تدخل مباشر في اليمن بسبب اختلال موازين القوى الداخلية في غير صالح حلفاء أمريكا.
ما يشهده الوطن العربي في هذه المرحلة، جزء من الصراع المحتدم في العالم، بين الطبقة العاملة والفقراء المقهورين والمضطهدين في البلدان الرأسمالية وشعوب البلدان النامية في القارات الثلاث من جهة، وبين الاحتكارات الرأسمالية المتعددة الجنسيات عابرة القارات من جهة أخرى. إضافة إلى الصراع الدائر بين التكتلات الاقتصادية العالمية المتمثلة في الاقتصادات الناشئة -الصين روسيا الهند-والولايات المتحدة الأمريكية من جهة أخرى.
فمنذ انفجار الأزمة المالية والاقتصادية العالمية في سبتمبر 2008، التي فتحت الباب على مصراعيه أمام مرحلة جديدة، سمتها الأساسية، انهيار إحدى ركائز الاستعمار الاقتصادي، بتقسيم العالم الى دول منتجة ودول مستهلكة ومصدرة للخامات، وحصر المجموعة الأولى في المراكز الرأسمالية "أوروبا الغربية وأمريكا واليابان" وبعض الدول الآسيوية التي ارتبطت بالاحتكارات الرأسمالية المتعددة الجنسيات، مثل كوريا الجنوبية والفلبين وغيرها، والصعود القوي لمجموعة بركس، الأمر الذي عمق الأزمة الرأسمالية وعرقل الخروج من حالة الركود الاقتصادي على الرغم من مرور ست سنوات على انفجار الأزمة. ومن أهم تداعيات الأزمة، إضعاف الدور الأمريكي، وانتهاء حقبة سوداء تمثلت بتفردها في قيادة العالم، تخللتها حروب قذرة شنتها على عدد من الدول، وبداية تشكل عالم متعدد القطبية.
في ظل هذه المتغيرات الدولية، واشتداد الأزمات المالية والاقتصادية، في الوطن العربي، واستدراج معظم الدول العربية غير النفطية نحو فخ المديونية، وما يعنيه ذلك من الرضوخ لشروط وإملاءات صندوق النقد والبنك الدوليين، بفرض سياسة التثبيت والتكيف الهيكلي، وتحرير أسواق المال والتجارة الداخلية والخارجية، وإزالة الحواجز أمام انسياب السلع من مختلف أرجاء المعمورة، وفرض سياسة التخاصية باستيلاء الاحتكارات الرأسمالية على مقدرات ومنجزات البلدان العربية، وانعاش دور وكلاء الشركات الأجنبية "الكمبرادور" والطبقة الطفيلية التي تشكلت نتيجة نهج الفساد والاستبداد، على حساب العمال والفلاحين والفقراء والمهمشين، الذين تحملوا عبء وتكلفة السياسات الليبرالية الجديدة.
شكلت هذه المعطيات مقدمات موضوعية لانفجار الشارع العربي في وجه الطغيان والفساد والاستبداد، والقهر الطبقي، من أجل "الخبز والحرية والعدالة الاجتماعية" وشكلت هذه الشعارات قاسما مشتركا في الوطن العربي الكبير في مشرقه ومغربه، حين اجتاحت المظاهرات الشعبية شوارع العواصم العربية ضد الظلم والاستبداد، ونجحت في إسقاط أعتى الديكتاتوريات، ما شكل خطرًا حقيقيًا على مصالح الاحتكارات الرأسمالية التي استخدمت أدواتها واحتياطاتها في الوطن العربي مستغلة ضعف القوى السياسية التقدمية، وتمزقها وغياب برنامجها الموحد في مواجهة التحديات، وتخلفها عن قيادة الجماهير الشعبية في مرحلة احتدام الصراع، والقيام بمبادرات سياسية في توجيه الزخم الشعبي العفوي، والمتدفق حماسًا ضد السياسات الليبرالية وفك التبعية وتحقيق الديمقراطية الشعبية، والعدالة الاجتماعية.
كما زجت أمريكا بقواها الإقليمية والاستراتيجية، وجندت عملاءها وجواسيسها ومنظماتها السرية، وترسانتها العسكرية الممولة من ثروات الأمة العربية المنهوبة، لضخ مزيد من الأموال في شريان الاحتكارات الرأسمالية ومصانع السلاح، لإنعاش الرأسمالية المتداعية؛ وتدمير البنية التحتية في سوريا والعراق وليبيا واليمن، وتحويل مجرى الصراع في المنطقة العربية، وإشعال الصراعات المذهبية، التي زرعها بريمر في العراق، ونشرتها الحركات التكفيرية. وما قرار الكونغرس الأمريكي الأخير بالتعامل مع الكرد والسنة في العراق، متجاهلا وجود دولة وشعب عراقي، إلا تعبير عن السياسة العدوانية ضد العراق ووحدته الوطنية، وخطوة باتجاه تفتيت الوطن العربي وإقامة "دويلات مذهبية"، خدمة لمصالح الاحتكارات الرأسمالية و "إسرائيل" اما الخاسر الحقيقي فهو الامة العربية عامة، والطبقة العاملة والفقراء والمهمشين والمعدمين المشردين خاصة، الذين فتكت بهم الحروب الإمبريالية، ودفعوا ثمنا غاليا لأطماع وجشع رأس المال، والطغمة المالية المتحكمة بمصائر البشر.
أما المشهد السوداوي الذي نعيشه في هذه الأيام، فلن يكون المشهد الأخير، فالأزمة الرأسمالية أزمة هيكلية بنيوية ملازمة للنظام الرأسمالي. وإن فجر الحرية سيضيئ الطريق أمام المقهورين في كل بقاع الأرض، نحو العدل والمساواة. وكل عام وأنتم بخير.



#فهمي_الكتوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسة الأمريكية.. والبلدان النامية
- تراجع اليورو وارتفاع الدولار
- شخصية استثنائيَّة.. شعب وقضيَّة
- ليس دفاعا عن أحد.. بل رفقا بالأمة
- بين دعم المركزي وتحديات الحلفاء
- اتفاقية أوسلو ولدت ميتة
- ثورات شعبية.. أم مؤامرة؟
- اليوم العالمي للعدالة الاجتماعيَّة
- اليونان تخوض معركة أوروبا
- الحرب على الإرهاب
- الاقتصاد العالمي في عام 2015
- الأزمة تطحن الفقراء.. وتزيد ثروة الأثرياء
- موازنات الدول النفطية.. وهبوط أسعار النفط
- الاتحاد الأوراسي الاقتصادي
- احتجاجات عمالية على سياسات الاتحاد الأوروبي
- المشهد الاقتصادي 2014
- الأثر السياسي والاجتماعي لهبوط أسعار النفط
- اتفاقية الغاز مع -العدو-.. غير مبررة اقتصاديا ومرفوضة سياسيا
- كيف نعالج مشكلة الفقر؟
- نحو نظام عالمي جديد


المزيد.....




- مؤيدون للفلسطينيين يعتصمون في معهد ماساشوستس للتكنولوجيا
- اليمن.. إصابة أمين عام نقابة الصحفيين بإطلاق نار ومقتل أحد أ ...
- جدد كل 6 شهور.. خطوات تجديد منحه البطالة فى الجزائر 2024 وأه ...
- “990.000 دينار فوري مصرف الرافدين“ وزارة المالية العراقية تُ ...
- اللواء سلامي: الاستكبار يتعامل بسياسة واحدة مع العالم الإسلا ...
- المرصد العمالي: الأردن ضمن قائمة البلدان غير الملتزمة باتفاق ...
- المجتمع المدني شريك أساسي في الحلول عند الأزمات والحروب
- زيادة 200% على الراتب.. “وزارة المالية” تُعلن خبر سار لجميع ...
- “شوف معاشك زاد كام”.. حكومة الجزائر تعلن عن جدول زيادات في م ...
- “احصل على دعم حكومي”.. وزارة القوى العاملة بمصر تعلن عن تسجي ...


المزيد.....

- الفصل الرابع: الفانوس السحري - من كتاب “الذاكرة المصادرة، مح ... / ماري سيغارا
- التجربة السياسية للجان العمالية في المناطق الصناعية ببيروت ( ... / روسانا توفارو
- تاريخ الحركة النّقابيّة التّونسيّة تاريخ أزمات / جيلاني الهمامي
- دليل العمل النقابي / مارية شرف
- الحركة النقابيّة التونسيّة وثورة 14 جانفي 2011 تجربة «اللّقا ... / خميس بن محمد عرفاوي
- مجلة التحالف - العدد الثالث- عدد تذكاري بمناسبة عيد العمال / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- نقابات تحمي عمالها ونقابات تحتمي بحكوماتها / جهاد عقل
- نظرية الطبقة في عصرنا / دلير زنكنة
- ماذا يختار العمال وباقي الأجراء وسائر الكادحين؟ / محمد الحنفي
- نضالات مناجم جبل عوام في أواخر القرن العشرين / عذري مازغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الحركة العمالية والنقابية - فهمي الكتوت - تحية للعمال في عيدهم