أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - طلال الشريف - اختطاف الدور














المزيد.....

اختطاف الدور


طلال الشريف

الحوار المتمدن-العدد: 4787 - 2015 / 4 / 25 - 11:45
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


اختطاف الدور
"اختطاف الدور" هو مرض متوطن في فلسطين وفي غزة أكثر شيوعا
وهو مؤشر على تدني الإبداع وقلة عدد المبدعين
والأخطر أنه مؤشر على كثرة عدد الغشاشين والهباشين والمتقمصين
اختطاف الدور يختلف تماما عن التقليد فالتقليد هو اعتراف بأصل الفكرة حتى لو لم يصرح بذلك أو يتم الاعلان عنه
اختطاف الدور هو تزوير كامل الحيثيات وهو سرقة علنية للعقول
واختطاف الدور هو نقص في الشرف وانحطاط في الكرامة لدى المختطِف بكسر الطاء أو الخاطف أي الفاعل
اختطاف الدور ليس متعلقا هنا بنقل الفكرة أو العمل دون الافصاح عن صاحبها الأصلي بل متعلق بما يتراكم على الاختطاف للدور والفكرة وعدم تنميتها وتطويرها وحمايتها من صاحبها الحقيقي عندما يستحوذ عليها سارق
اختطاف الدور هنا يتعلق بكل مناحي الحياة والمستقبل وأكثرها وضوحا في مجتمعنا الفلسطيني في مجالات السياسة والثورة لأنها التجارة الأكثر رواجا منذ قرن من الزمن وغياب الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي وعدم تشكل هيكليات المجتمع المستقر وتراتبيته المبنية على القدرة والكفاءة
اختطاف الدور مرض أصبح مزمنا ومتوطنا يتعلمه الأبناء من الآباء بكل فخر من الآباء لقناعتهم بأنه علم ابنه الشطارة دون ادراك حقيقي بأنه علمه الكذب والاحتيال وأحيانا كثيرة يعلمه النذالة والابتذال لكسب الشيء دون عناء (فهلوة يعني) ومع الأيام يلقبونه الناس بأنه حِرِك فيستمر ليتشكل ويتصلب عوده فيعيد التربية البائسة لأجيال جديدة والأخطر حين يصبح مسئولا عن حركة مجتمعهم أو في موقع قرار فيحدث فيهم الكوارث
لاختطاف الدور أنواع كثيرة ومتعددة تشمل كل مناحي حياتنا في التجارة والصناعة والأدب ولكن أخطر أنواع اختطاف الدور تحدث في الأحزاب والمؤسسات بأنواعها لذلك تجد التجلي في الكولسات والتآمر والمقالب والمماسك والإشاعة والنميمة والإسقاط والتسجيل والتصوير للوثائق والسلوكيات الخارجة عن النصوص من العلاقات العاطفية والجنسية حتى تزوير الفواتير والتجاوزات المالية والمعارك هنا دامية لها علاقة بالاستئصال والإقصاء والتغييب الجسدي والمعنوي وكل عناصر الجريمة المنظمة وغير المنظمة واختطاف الدور القيادي يحدث مع الرؤساء وقادة الأحزاب وقادة المناطق والشعب ومدراء المؤسسات ومؤسسيها وينتقل عموديا وأفقيا على كل المستويات وأساس ذلك الذي تحدثنا عنه هو التربية الخاطئة والتزاحم على الاقتناص في مجتمع لا يتمتع بالاستقرار
ولأن غزة بها كم بشري كبير ومساحة ضيقة وإمكانيات أقل من الضفة الغربية نجد مرض اختطاف الدور أكثر شيوعا وأكثر توطنا وعملية إعادة انتاجه مستمرة
في غزة هاشم إن لم تكن ذئبا أكلتك الذئاب واختطاف الدور حدث تاريخيا مبكرا في الواسطة والمحسوبية والحزبية الفئوية فلا يكاد يحصل المرء على حقه إلا مدعوما عائليا أو جهويا أو استخداما للقوة والتآمر الذي يصل أحيانا حد القتل أو الاغتيال أو هتك العرض أو الاستغلال الجنسي
أمراض اجتماعية وسياسية عديدة في هذا القطاع كانت وتتطور مع مراحل استمرار عدم التحرر والاستقلال ونقص التربية الصحيحة والأهم غياب القانون ومنظومة الحماية للحق الخاص والحق العام وفوضى السلاح الدائمة والاستقواء في كل المراحل
أسوأ أنواع اختطاف الدور في فلسطين هو ينتج هذا البناء المشيد من زمن طويل على أسس غير منطقية وغير صحيحة تنهار جدرانه مع كل هبة ريح ونقف مكتوفي الأيدي لا نعرف الخطوة القادمة والمطلوبة وحتى لو عرفناها لا نستطيع القيام بها فالبناء أعوج في أساساته وتستمر النكسات والانتكاسات لغياب صاحب الفكرة والدور الحقيقي القادر على تطويرها ورعايتها فسارق الفكرة والدور لا يستطيع النهوض بها.
25/4/2015م



#طلال_الشريف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لهذا مازال دحلان منقذا لفتح والتيار الوطني والمستقبل
- على طريق -ولا مرة-
- تشريعي فلسطين عصابتين قاطعتين لطريق الوحدة
- باراسوميا عباس
- أول آذار النطق السياسي لمحاكمة دحلان .. عيب
- الحدث المنتظر واللحظة المهمة
- الشريف : نؤكد على تلاعب حماس وعباس بحياة أهل غزة واضعافهم لل ...
- الفلسطينيون وحسم مرحلة - إلى أين -
- في فلسطين الاطاحة بالنظام أم برأس النظام ؟
- نداء فلسطين ... جبهة موحدة .. إنذار آخر
- الحراك الفتحاوي إلى أين ؟
- بعد الحرب (9)
- بعد الحرب (8)
- بعد الحرب (7)
- بعد الحرب (6)
- بعد الحرب (5)
- بعد الحرب (4)
- بعد الحرب (3)
- بعد الحرب (2)
- بعد الحرب (1)


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - طلال الشريف - اختطاف الدور