ثورة الإنسان ,, 29 نيسان

فراس مدحت المصري

الحوار المتمدن-العدد: 4778 - 2015 / 4 / 15 - 01:59
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    

ثورة الإنسان ,, 29 نيسان
لا يختلف إثنان على أن ما وصلنا له في قطاع غزة من حالة إحباط وفقر وقهر وحصار وحروب على مدار الأعوام الثمانية الماضية ما هو إلا نتيجة تخبط قادتنا السياسيين , وتلهفهم للحصول على القطع الأكبر من الكيكة , وانقساماتهم العنقودية ليتفشى الإنقسام في فلسطين بين التنظيمات , إلى إنقسام في كل تنظيم على حدة إلى انقسام في المجموعات ومنها إلى الأسرة حتى وصلت أخيرا إلى انقسامات في الشخص الواحد متمثل في اضطرابات نفسي وتصرفات إجرامية وغيرها .
وحيث أنه كانت هنالك محاولات لانعاش الضمير القيادي سابقا والتي قوبلت بالقمع على جميع الأصعدة , إلا أننا فئة الشباب لا يزال في عروقنا دماء تجري وعقول تنتظر التحرر لتحقق طموحاتها التي تتناسب مع ما تبقى من العمر , ونفتح المجال للأجيال التي تلينا بأن يحققوا ما لم نستطع نحن تحقيقه.
هذه المرة لن تكون وقفة احتجاجية , ولن تكون مجرد صرخة يتبعثر صداها بين أنات القمع , أو أن توضع تحت سقف يحجبها عن السماء .
هذه المرة سنتجذر بأجسادنا وعقولنا وصراخنا وثقافاتنا ودياناتنا وتوجهاتنا على هذه الأرض , حتى تكون كلمة الشعب هي الفصل لنسقي هذا الوطن من ماء الشباب , لا نريد اليوم (عكاز ) لنسند به من هرموا في البحث عن كرسي أو سلطة أو مال , ولن تكون هنالك مساومات أو تنازلات عن أي حق لهذا الشعب الصابر المقموع.
قدتمونا بما فيه الكفاية , سال ريق كثير لأطفال يرون الطعام من بعيد ولا يذوقونه , حُرقت قلوب أكثر لرؤية مستقبلهم يتهاوى تحت أقدام من لا يرى إلا نفسه وحاشيته فقط , قدتمونا إلى حيث لم يبق أمامنا إلا أن نقول لكم كفى.
نحن بشر ولنا قدرة تحمل تعدت مستوياتها الخرافية , ولم نجد إلا تراجعا وسقوطا على جميع الأصعدة ( السياسية, الإقتصادي ,الإجتماعية والوطنية ) , ولم نرى منكم حلولا أو أشباه حلول , بل مسكنات وبنج وعمليات استئصال لكل ما هو جميل , فوق هذا وذاك تتلاقفوننا لتلبية أطماعكم السياسية وكأننا حقيبة تحمل السلاح الذي تهددون به العالم , على حساب انسانيتنا , وانسانيتنا فقط .
29 نيسان ,, عنوانه " لا " , لا لقيادة مهترئة , لا لطمس ملامحنا الفلسطينية , لا للاستهانة بانسانيتنا , لا للإنقسام بكل توابعه , لا ولا ولا لكل شيء قد يجعل منا شعب متسول مهان .
التاسع والعشرين من نيسان , هي ثورة الإنسان , فتقدموا ولا تهمشوا انسانيتكم , تقدموا واملؤوا شوارع غزة بأحلامكم وطموحاتكم .

#فراس_مدحت_المصري (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات