فراس مدحت المصري
الحوار المتمدن-العدد: 4519 - 2014 / 7 / 21 - 18:18
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لتكون غزّي !
بينما أجلس في مشفى القدس (تل الهوى) وأقلب صفحات الإنترنت بين مجموعة من أهالي ومرافقين المرضى والجرحى فإذا بخبر عن اختطاف جندي اسرائيلي .
بعد التكبير والتهليل والسعادة الغامرة التي ملأت غزة والضفة بل والشرفاء من الوطن العربي , جلسنا في زاوية المشفى مجموعة من المرافقين منا من يريد أن يدخن سيجارته ويحتسي قهوته , ومنا من يتصفح الإنترنت ومنا من ألقى بجسده المنهك على الأرض ليرتاح قليلا .
فإذا بضحكات تتعالى من أحد الشباب القابعين خلف جهازه النقال ويقول " الأسير الاسرائيلي أكل 62 كف وهما بسألوه شو اسمك ؟! وهو يحكي شؤول , , والمقاومة مفكرة انو بيحكيلهم شو أقول ."
نظرت إليه وأنا أبتسم ابتسامة قريبة للضحكة , لكن لماذا ؟!
كانت المزحة أو النكتة جميلة , وطريقة سرده أجمل , لكنني ابتسمت على هذا الشاب الذي جاء من الشجاعية بعد المجزرة المؤلمة والوحشية التي ارتكبها الإحتلال مع الشعب , وهو يرافق أخاه الذي أصيب بقوة لدرجة أن جسده أصبح كقوس قزح .
حينها فقط أدركت ما معنى غزّي , حينها أدركت ما معنى الصبر , حينها فقط أدركت أن الإحتلال ارتكب أكبر أخطائه بدخوله غزة.
شهر رمضان الفضيل, انقطاع الرواتب , مرضى وحرجى بالمستشفيات , معركة قاسية وفقدان أقسى , كل هذه المشاعر من ألم وأسى وفقد وانهيار تجده يختبئ خلف ابتسامة أو تكبيرة أو نكتة , حتى نبقى على هذه الأرض , حتى تكون قادرا على فعل ذلك , لا بد وأن تكون غزّي.
لا أدري ماذا أقول أكثر من هذا , فأنا أعلم أن كل ما يجول في خواطرنا قد قيل وقيل وقيل , بألف لغة وألف حال وألف وصف.
سأقول أفتخر أني فلسطيني , بل وأفتخر أني غزّي .
#فراس_مدحت_المصري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟