أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - داليا عبد الحميد أحمد - التدين هروبا ..














المزيد.....

التدين هروبا ..


داليا عبد الحميد أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4767 - 2015 / 4 / 3 - 16:53
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لا يمكن أن يكون ما نراه بالشئ الحميد، الذي نستحسنه ونتركه ينتشر، وكأنه لا يضر بل ينفع. ما هذا التدين الشكلي للهرب من المواجهة والعمل والمسئولية؟! .. وصولا للإهمال والجهل ونمو الكراهية.
فمن يريد التعمق في الدين، لا حاجة له أن يظهره شكلا في الملبس والمظاهر السطحية دون الجوهر، ويلقب بألقاب مقدسة... فعلاقة الفرد بربه شأن خاص .. وما هو مطلوب من الجميع جودة العمل، وإحترام الآخر، بغض النظر عن دينه. 
فالتدين بإظهار طقس، وصورة الدين للآخريين لغرض ما، وبالتناقض مع الجوهر، أصفه هروب من الواقع، فليس تعبير عن حكمة وصلاح وهداية وتقرب للخالق، وإنتشاره والدعوة له، تعد سببا رئيسيا لإنهيار ما نفسي وإجتماعي فردي وجماعي، ونتيجة حتمية لسقوط العديد من أفراد المجتمع مسممين بالهروب ...
وسأعرض ببعض التوضيح أنواع التدين الشكلي هروبا علي مر الأزمنة وإختلاف الأماكن:
-التدين هروبا من مواجهة أزمة سياسية ضد المعارضة، فلحشد الجماهير، ليس هناك أسهل وأسرع من الإلتجاء إلي عداوة الأخر، وكراهيته بإستخدام الدين، فنجد صبغة التدين هي قناع السياسي المحتال، وأيضا بشكل عام، يحتاج الدكتاتور لرجل الدين، لفرض سيطرته، والتحكم المطلق الأبدي في شعبه.
-التدين هربا من مواجهة أزمة إقتصادية، فالفقراء يتدينون أسرع من الأغنياء، يغيبوا ويرهبوا بما بعد الموت، ويجمعوا الحسنات بالتركيز علي طقوس التعبد، والبعد عن الإستمتاع بالحياة، لفشل مالي فيها، ورسم الرضي، وقبول الحال، علي إعتباره قضاء الله وقدره، فيتوقف ويضعف السعي، ويتواجد التواكل والإتكال. 
-التدين هربا من مواجهة ضعف الثقافة والتعليم، وبالتالي إنحدار القدرة علي التمييز والتفكير في كل شئ. فنجد من هم أقل وعي وإتطلاع أقرب للإستسلام لفكرة التدين. ففيها الحل السهل للوصول للكمال والقمة والتسيد وياحبذا لو أصبحت مهنة، وبالتالي يكن هدم التعليم هدف، وكراهية العلم هي أسمي المعاني.
-التدين هربا من مواجهة واقع المجتمع، ومشكلات ومستحدثات التعاملات اليومية في الأسرة والعائلة والجيران و الأصدقاء. فإن عجز عن حل مشكلاته إنزوي وأراح عقله من الجدل والنقاش والتفاهم والتواصل والتحاور، وإتجه إلي التعالي المقنع بالتدين، ورفع سقف التحريم إلي كل الأمور، وأدق التفاصيل، لتمرير الرأي والفكرة المرادة دون عناء، وهو المخالف لمفهوم الأديان كمبادئ عامة، ومن حرية الإختيار وعدم الوصاية، والحق في الخطأ ليتتحمل كل فرد لتبعات وأعماله وتصرفاته.
-التدين هربا من مواجهة الحياة، ورفض تغيرها وتطورها، وقد تصل بكل سهولة لدرجة بالغة من اليأس والعزلة، ثم التطرف والإرهاب والإنتقام من ظلم ما، وتملك لحالة مرضية، تجعل الآخر والجميع في سلة الكفر، ويحق القتل دفاعا عن الدين. 
هرب من هرب بالتدين، ووصل الدين ليكون أداة تدمير الإنسان، وتدمير للإنسانية، فلا ننتظر من متدين شكلا أن يصدر عنه قول أو فعل لهما قيمة، فهو هارب من مواجهة الحياة والناس ونفسه ... 



#داليا_عبد_الحميد_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ننضج بالتدرج من الإحتياج إلي التعاون ثم المسئولية
- نكره التآمر! .. أم نخاف التآمر! .. أم لا نستطيع التآمر! ..
- سم الإخوان من الطبقة الدنيا لإنهيار المجتمع
- المربع صفر(2) إصرار
- في مواجهة مرضي العنف
- المربع صفر إختيار!
- الخيال ليس وهما .. والوهم ليس خيالا !
- الفاشلون وقود الحرب النفسية
- لماذا أتكلم!؟
- الماضي لن يعود والتاريخ لا يعيد نفسه
- مكاسب عشوائية الإعلام خسائر!
- البحث العلمي يستطيع أن يضع التراث في مكانته
- حادث البحر ثانية!
- تطور ثقافة العمل عبر المسيرة الانسانية
- اسلحة تخلف الخطاب الديني و غلق باب الاجتهاد وتقديم النقل علي ...
- في معضلة تخلف الخطاب الديني و غلق باب الاجتهاد وتقديم النقل ...


المزيد.....




- كيف تمكنّت -الجدة جوي- ذات الـ 94 عامًا من السفر حول العالم ...
- طالب ينقذ حافلة مدرسية من حادث مروري بعد تعرض السائقة لوعكة ...
- مصر.. اللواء عباس كامل في إسرائيل ومسؤول يوضح لـCNN السبب
- الرئيس الصيني يدعو الولايات المتحدة للشراكة لا الخصومة
- ألمانيا: -الكشف عن حالات التجسس الأخيرة بفضل تعزيز الحماية ا ...
- بلينكن: الولايات المتحدة لا تدعم استقلال تايوان
- انفجار هائل يكشف عن نوع نادر من النجوم لم يسبق له مثيل خارج ...
- مجموعة قوات -شمال- الروسية ستحرّر خاركوف. ما الخطة؟
- غضب الشباب المناهض لإسرائيل يعصف بجامعات أميركا
- ما مصير الجولة الثانية من اللعبة البريطانية الكبيرة؟


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - داليا عبد الحميد أحمد - التدين هروبا ..