البحث العلمي يستطيع أن يضع التراث في مكانته

داليا عبد الحميد أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4713 - 2015 / 2 / 7 - 16:03
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    

البحث العلمي يستطيع أن يضع التراث في قدره
المنهج العلمي كفيل بوضع التراث في المكانة اللازمة له .. دون ما إغتراب وإنفصال عن الماضي بل تخطي لعسراته برحابة العقل .. ودون ما حذف وإلغاء وتجهيل بل تعريف بتجاوزات العصر الماضي دون خجل .. ودون ما ترميم وتجميل بل إعادة بناء لأساس قرب علي الإنهيار .. ودون ما تخويف و شعور بالتقصير بل إنهاء لكذبة باتت حقيقة من كثرة تكرارها.. ودون ما تهويل وإستغلال للعامة بل وضع التاريخ في قدره الحقيقي .. ودون ما إستخفاف بالمفكرين بل فتح باب التقييم العلمي والنقد ..
لو إخترنا العلم منهج، و المسئول عن إدارة أزمة التراث، فسيكون البحث العلمي بشروطه وضوابطه وأدواته ومعاييره المنظمة والحاكمة للعمل، والمجهود المبذول بشكل أكاديمي بحت ومجرد من الهوي والميول الخاصة والعامة، وفق عمل تراكمي جماعي يتسم بالتخصص والخبرة الكاملة بأحدث طرق البحث العلمي، لترتيب وتنظيم وتفنيد التراث،
وليس رأيا ولا إجتهادا شخصيا ينسب لشخص. فقد بات ذلك أقرب للمعجزات منه للحقيقة.. فلا يمكن أن نظل ننتظر العالم المفكر الفذ العبقري، وإن وجد يحاربه جزء منا، ويمجده فريق مقابل، ليظل يقف رأيه وإجتهاده موضع الزمان والمكان والظروف والأحوال والأحداث، ولن يبقي مجهودا ومرجعا لكل باحث عن المعرفة والعلم .. فكل الأشخاص مشكوك فيهم إلي أن يثبت العكس..
عندما نقلب في كتب التراث تفوح رائحة واحدة من بين الأوراق والأرفف والأدراج. لو سألت مجموعة من الأشخاص عن تسمية ووصف هذه الرائحة ستسمع عجبا .. فمنهم من يشمها مسك وعنبر ..ومنها من يشمها دم ودخان حرائق ..وآخر لا يميزها بسهولة ..وبين المختلفين يدور النقاش ولا يصل لشئ ، ويظل من لا يميز لا يميز .. 
البحث العلمي ببساطة سيرتب كل صنف ويضعه موضعه ، سيوضح أبعاد المواضيع المختلطة ، سيدخل في عمق كل القضايا ، سيترك الباب مفتوح لمزيد من الأبحاث، و بتراكم سلم الصعود لمزيد من الإتقان والدقة والجودة ، بعيد عن ما يحدث ومغايرا له من عشوائية وهزلية مؤسسات العلم والتخصص بلا منتج يذكر، ليتبخر نجوم وهم المعرفة مستغلي الجهل وسلعهم ، و تخفت تصريحات ديماجوجية ودعائية ورنانة تجهر بالكراهية للدين لمجرد إنتقائية من التراث ..

#داليا_عبد_الحميد_أحمد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل