أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عماد حياوي المبارك - طابع أبو الدينار















المزيد.....

طابع أبو الدينار


عماد حياوي المبارك
(Emad Hayawi)


الحوار المتمدن-العدد: 4764 - 2015 / 3 / 31 - 14:08
المحور: كتابات ساخرة
    


طابع أبو الدينار

هذه الحكاية الواقعية حدثت بمنتصف السبعينات، وهي من حياتي الخاصة، ومع أن سردها اليوم هو في سبيل التسلية، لكنها أيضاً تقدم لنا صور وتجارب عشناها جميعاً بمقتبل أعمارنا.

في أعوام التسعينات، قدمت قناة (الشباب) التلفزيونية برنامج أسبوعي مُقلد لسباق الأغاني (توب تين) يتبارى فيه جيل شاب مثل كاظم وهيثم ومهند وزملاء لهم، لتتبوّأ أغانيهم المراكز الأولى حسب الترشيحات التي تصل البرنامج عبر هاتف أرضي، وكان يتلقى المكالمات، جيل مذيعات (ناعمات) يقولون أنهنّ بحماية (الأستاذ) !
في أحد الصباحات بمدخل مبنى دائرة الإذاعة والتلفزيون بالصالحية، ألتقى أحد العاملين بإحدى تلك الناعمات، وبحُكم الزمالة عبّر بذوق عن إعجابه بمظهرها، وهو أمر يدعو للتفاؤل عند الصباح و(المفروض) أن يكون مُستحب وينمُّ عن بهجة.
لكن ما حدث خلال دقائق شيء مختلف، فقد صدر (أمر) لنقيب الفنانين (الفنان ...)* بالبصق بوجه الزميل أمام جميع العاملين بالتلفزيون !

في البرنامج إياه أبتدع المُعد وبغير العادة، البحث عن أسوء أغنية، ليس لكونها تحتل ذيل قائمة التصويت، وإنما من خلال استفتاء مستقل، أسمَوه (الأغنية الأسوأ في الأسبوع)*!
وبينما كنت أتابع البرنامج في وقتها، تذكرتُ إحدى الفعاليات السنوية التي تـُـقام بمناسبة يوم المرور، حيث يُكرم سواق سيارات الأجرة القدماء الذين لم يرتكبوا مخالفة مُسجلة بإجازة سوقهم ـ التي كانت عبارة عن دفتر ـ وكان يحظى بها غالباً سواق ملتزمون ومهنيون، يقودون الشيفروليه والمرسيدس والفولكا المنتشرة بشوارع بغداد قبل أن تغزوها السيارات اليابانية.
تساءلت لو يحذون في دائرة المرور ويكرمون صاحب أسرع مخالفة مرورية مُسجلة بإجازة سوقهِ، ربما سأكون (أنا) الحاصل عليها !
سأروي لكم الحكاية بالتفصيل...
× × ×

في خريف عام 1976 قدمتُ للقبول في الجامعة التكنولوجية، أقلقني ذلك ولم يُسعدني لأنه ليس على مرام أبي !
فقد كان يتمنى أن أتخصص في الحقل الطبي، ولأجل ذلك جازف بالانتقال من مدينة بعقوبة حيث محله وأسمه وزبائنه، إلى بغداد بحثاً لي عن مدرسة أفضل وبالتالي معدل أعلى، كون الدراسة الضعيفة هي التي دفعت بأخي قبل عام للقبول بكلية زراعة بصرة، وهو ما كان خارج حساباته.
لكنني طاوعت رغبتي وقدمت على الاختصاص الهندسي وليس الطبي دون أن أفشي بالسر لأبي، وكان عليّ أن أجد مبرراً، لكن المصادفة أن أبي قد وافته المنية قبل يومين فقط من نتائج القبول المركزي.
صحيح أني لم أقع بالحرج لكني أيضاً حُرمتُ من أن أفرح بقبولي الجامعة كغيري.

... الحياة تستمر والعجلة يجب أن تدور والمستقبل لا يزال أمامنا، هكذا قال أعمامنا ودفعونا نحن الإخوان في المضي للأمام. كان عليّ البدء بالدوام والذهاب للجامعة في طرف آخر من مدينة بغداد المترامية الأطراف.
طريقي للجامعة التكنولوجية يحتاج أن أستقل ثلاث سيارات، من حي القادسية للعلاوي وثانية للباب الشرقي فثالثة عبر ساحة الأندلس لشارع الصناعة، وهو ما يتطلب أن أغادر قبل السابعة من صباح كل يوم.
كان أخي يستخدم سيارتنا طالما متواجد هو ببغداد، لكنه يركنها بالبيت عند التحاقه بجامعة البصرة، فوجدتها فرصة أن استخدام (الفيات 132) الأنيقة المميزة في دوامي، وأن أقوم بتوصيل أختي لكلية الآداب في الباب المعظم.

جاءت عطلة نصف السنة ووجدت من المناسب أن أجري الاختبارات للحصول على إجازة السوق، وفعلاً كانت قد تراكمت عندي خبرة في السواقة بشوارع بغداد، فنجحت في اختبار الميكانيك دون عناء بعدما لاحظوا أني طالب هندسة، ونجحت في اختبار الإشارات وأخيراً قيادة (بيك آب) للخلف على طريق ضيّق مرسوم رقم 8، ولم يبقَ سوى دفع الأجور واستصدار الأجازة.

كانت الظروف المادية سيئة ودخلْ العائلة محدود جداً، وكان علينا كعائلة أن نعيش بمجموع تقاعد أمي وأبي (62) دينار، نغطي إقامة ودراسة أخي بالبصرة وأنا وأختي بكليات بغداد ومصرف البيت والتزاماته.
كان المرحوم أبي قد ترك لنا عدد من السجاجيد الإيرانية الثمينة، حيث كان يهوى شراءها ويُحب فرشها واحدة فوق الأخرى، فوجدنا أن هوايته هذه قد وفرت لنا مصدر إسناد، فوضعتُ أحداها بسيارتي كي أبيعها في شارع السموئل لدفع رسوم الأجازة، كانت تُثمّن بـ 100 دينار، وهو مبلغ محترم.

مرت أيام ولم أبِع السجادة ولم أذهب لدائرة المرور بسبب التكاسل ولكوني مستوفي شروط منح الإجازة كاملة وهي جاهز بسيارتي تحسباً لأي تفتيش مفاجئ، حتى صادف أن توفر مبلغ الرسوم دون اللجوء لبيع السجادة، فأسرعتُ إلى مكتب الإجازات، لأنها فرصة أن يكون بجيب طالب هكذا مبلغ يعتبر بوقتها كبير، سيما لو علمنا بأن (تفويلة) السيارة كانت لا تتجاوز دينارين فقط ـ اللتر بـ 40 فلس.
لكن وبعد دفع الرسوم، قام المفوض بلصق طابعاً فئة (دينار واحد) قائلاً بأنه لـ (دعم عوائل فقراء الشرطة)!
لم أكن أحتكم بوقتها على (دينار) بمحفظتي، فحجزَ المفوض الفايل ملتصقاً به الطابع لحين عودتي بدينارهم الثمين !
تحدثتُ بجرأة معه متسائلا عما لو أن الدائرة فعلاً بحاجة لهذا المبلغ الإضافي، لأجل إسناد منتسبيها أم أنها ضرائب تحت مسميات أخرى ؟
دمدم الرجل قائلاً بأن مبلغ الطابع إنما يذهب لعمل نياشين وأوسمة يُعلقها كبار الضباط على صدورهم ليس إلا !

في صباح اليوم التالي، كان عليّ إيصال أختي لكلية الآداب ثم الذهاب لاستلام الإجازة، فتفاجأتُ بمفرزة مرور عند مجمع كليات باب المعظم يتصيدون الشباب فقط، فأوقفني ضابطها ولم يُخلِ سبيلي برغم أني شرحت له الحقيقة مع أغلظ الأيمان، قال...
ـ كلكم تقولون نفس الشيء، آني مصدقك بدون حلفان، تعال مفوض جاسم روح معه وجيبوا إجازته !

في ساحة بيروت بينما كنا بطريقنا لملعب الشعب، عبّر المفوض عن إعجابه بسياقتي والتزامي، لكنه (جاع) وأراد الفطور، (لفة تكة وإستكان شاي) حلت مشكلته، بعدها وصلنا مجمع المرور، ولمّا وددتُ أن أركن سيارتي بكراج ملعب الشعب، صمم أن أدخل كراج ترابي خاص، استغربت طلبه لكني طاوعته فدخلنا مكان مريب وغير نظامي، مليء بسيارات متروكة غطاها التراب فدمدمت
ـ بعد أحسن، مادام بلوشي معناها وفرتُ (درهم) الكراجية !
ظهر أن المكان مخصص لحجز السيارات، وأن ضابط المفرزة والمفوض كانا مُتفقين أن يستدرجان (ضحيتهم) لحجز سيارته !

لم يخِ المفوض سبيلي ولم يسمح لي أن أستلم إجازتي من مبنى المرور المجاور، صمم أن نعود بسيارة أجرة لمكتبهم بالوزيرية ... هناك أدخلني غرفة واختفى !
بعد انتظار، تبين أن عليّ مقابلة قاضي مرور...
ـ أنت ليش تسوق بلا إجازة، ها بابا ؟
وحين أقسمتُ على صدق روايتي له، لم ينطق سوى ببضع كلمات...
ـ عندك لنهاية الدوام، والله إذا طلع كلامك كذب، أبيتك شهر بالتوقيف !
الوقت يمر وليس بالبيت سوى المرحومة أمي...
أتصلت بها وأخبرتها ضرورة الأسراع بتسديد (الدينار) وجلب الإجازة للمحكمة، وإلا فقد يكلفني ذلك غيابات وربما الفصل في العام الدراسي لو نفذ القاضي تهديده...

كانت مهمة أكبر من طاقتها، وكنت على شك بنجاحها، كنت أترقب عقارب الساعة تتجه بسرعة لنهاية الدوام حيث يغادر القاضي...
عند الثانية ظهراً، الحرس: عماد حياوي... يريدك السيد القاضي.
أول وآخر مرة بحياتي أدخل قفص اتهام !
القاضي: راح نعتبرك ناسي تشيل إجازة السوق، غرامة عشردنانير وحجز السيارة أسبوع، أمك تكفلتك بهوية المتقاعدين، أشكرها جابتلك الإجازة.
ثم زجرني... (يلّة إطلع).
أكيد يا صاحبي راح أطلع !!

خرجتُ من محكمة المرور، ومسكتُ إجازتي لأول مرة، كانت جديدة لم يُمس منها سوى صفحة الغرامات حيث يقع ختماً، يحمل نفس تاريخ يوم إصدارها !

بعد أن مر أسبوع ثقيل، ذهبتُ لاستلام سيارتي التي وجدتها خالية من البنزين يغطيها التراب. كان لابد من بيع السجادة لأننا اقترضنا مبلغ الغرامة، فكنت في شارع السموئل...
ـ حجي جبتلك السجادة.
ـ تتدلل أستاذ عماد، فلوسك جاهزة.
كنت بحاجة لدقائق كي أعد االمائة دينار بينما ذهب العامل ليحمل السجادة، فتح الصندوق... فكان خالٍ !
لم أجد أمامي سوى أن أعود (للمنتجع) قرب ملعب الشعب، ليتبين أنه كان عليّ التصريح عن أية ملحقات في السيارة عند حجزها وإلا فهم غير (مسئولين) عنها !

وبينما عدتُ لأمي (بالبشرى) قمت (بحسبة) بسيطة عن تكلفة إجازة سوقي، فثمن طابع دعم إخواننا الشرطة لم أدفعه (دينار واحد) كباقي خلق الله، وإنما صارت السجادة من نصيبهم إضافة لخسارتي مبلغ الغرامة و(كومة) رشاوى، حتى (بنزينات) السيارة لم تسلم، فقد طارت بقدرة قادر...
× × ×

... قد تستغرق قصة نجاح إنسان في حياته سنوات ينسى معظم أحداثها، لكن تتخللها وتعززها عدة مفاصل، وهي التي تدفع بها، فليس فينا مَن يَنسى حكايته يوم أذيعتْ نتائج البكلوريا أو يوم قبوله بالجامعة أو تخرجه... أو يوم صدور إجازة سوقه...

ومع أن إجازة السوق تعتبر من الأمور البسيطة في العراق، لكنها بأوربا أصعب وذات تكلفة كبيرة وذات قيمة حين يقدم الشاب أو الشابة للعمل تعزز فرص الحصول عليه، فيخططون لها بتأني ويحسب حساب تكاليفها التي تتجاوز بضعة ألوف من الدولارات...

أنا أول شخص يكلفه إصدار إجازة بالعراق هكذا مبلغ، ألف (عافية) ببطن (أبو إسماعيل)، أتحسر كلما أقصّ لرفاقي (حكاية استلامي إجازة السوق) بمرارة بدل أن أفرح، فيتعاطفون معي لأستمع نفس الجواب...
ـ فدوة الخسارة، أبو المثل يقول... بس اللي يموت يخسر !

عماد حياوي المبارك

× كانت أحدى النجاحات في حياتي، مسك مهنة الآباء والأجداد كصائغ، وتحول النجاح في الحصول على الشهادة الجامعية الى نجاح بحياتي المهنية.
هناك محطات بالحياة نتذكرها جيداً، تعتبر نقاط مضيئة أو مظلمة تعزز حالة نجاح أو فشل أي إنسان، واحدة منها قد تكون كافية ليتحول المَرء من فاشل لناجح...
فـ(نقطة واحدة) هي تلك التي يتحول عندها الصايـ ع... لصايـ غ، أو بالعكس !

× (نقيب الفنانين) أصبح ـ بعد أيام من سقوط نظام الحكم في نيسان عام 2003 ـ أول من قضى بعملية اغتيال في تصفية حسابات، كانت حادثة غريبة في وقتها على الرأي العام !
× على ما أظن، كانت يوماً أغنية (البرتقالة) الأسوأ بأستفتاء الأغاني، مع أنها ليست ـ برأيي ـ سيئة جداً، وهي لو وُضعت اليوم بسباق أغاني عراقي، لفازت بالأحسن نسبةً لما نستمع له ويخدش مسامعنا من كلمات والحان مما يقولون أنها (أغانٍ عراقية حديثة) !

https://www.youtube.com/watch?v=dZLvZMgWgRs

https://www.youtube.com/watch?v=GrAyolvUWdg
البرتقالة ... علاء سعد



#عماد_حياوي_المبارك (هاشتاغ)       Emad_Hayawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجرد خلخال
- دقّ الجرس
- حدث في (الفاكانسي)
- وقودات
- (الله سِتر) !
- مَن القاتل؟ ج 3
- من القاتل؟ ج 2
- مَن القاتل؟ ج 1
- لعنة الكويت
- ظاهرة البرازيلي
- صراصر... بنات عوائل
- حلال... حلال
- عيون... (العيون)
- (حبيبة)... الحبيبة
- ما في حد... أحسن من حد !
- عصر الفولاذ
- السبي في التاريخ
- جداريات... (تشوّر)!
- في 13 شباط... استذكار شهداء ملجأ العامرية
- تهنئة لمواليد 29 فبراير


المزيد.....




- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- شجرة غير مورقة في لندن يبعث فيها الفنان بانكسي -الحياة- من خ ...
- عارف حجاوي: الصحافة العربية ينقصها القارئ والفتح الإسلامي كا ...
- رواية -خاتم سليمى- لريما بالي.. فصول متقلبة عن الحب وحلب
- تردد قناة سبونج بوب على النايل سات …. أجدد الأفلام وأغاني ال ...
- الكشف عن القائمة القصيرة لجائزة -PublisHer-


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - عماد حياوي المبارك - طابع أبو الدينار