أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - التجاني بولعوالي - استغلال الأمازيغية من حيث هو اعتراف بها














المزيد.....

استغلال الأمازيغية من حيث هو اعتراف بها


التجاني بولعوالي
مفكر وباحث

(Tijani Boulaouali)


الحوار المتمدن-العدد: 1326 - 2005 / 9 / 23 - 11:53
المحور: القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
    


قراءة على ضوء تصريحات نجل الرئيس الليبي

في الحقيقة، كنت قد تابعت التحول الجديد الذي طرأ على النظام الليبي، فيما يتعلق بموقفه من القضية الأمازيغية، وهو تحول لافت للنظر، ومسترع للانتباه، لأنه أولا تم على يد من له صلة مباشرة وقوية برأس هذا النظام، وهو نجل الرئيس، وثانيا لأنه يتضمن حيثيات وأفكارا تنبئ بأن الأمازيغية، سوف تصبح في ذلك القطر على حال يحسد عليها! لكن، كعادتي، لم أهرع لمباركة أو لمناوءة ذلك الموقف، وإنما اخترت أن أترك الأمور تمضي، وأنتظر ما تأتي به الأيام، ربما لأنني سئمت من تلك المبادرات النازلة علينا من الفوق مثل وابل المطر، فهي إما تكون رحمة لنا، فهذا نادر! وإما أن تكون نقمة علينا، فهذا هو الطاغي، إذا ما نحن تريثنا عند مختلف المشاريع الثقافية والتنموية المزيفة، التي تتبناها الأنظمة العربية للخروج بشعوبها من ردهات الأزمة، ومزالق التأخر.

إنني أومن دوما بالآخر، كيفما كان توجهه الديني والفكري والأيديولوجي واللغوي وغير ذلك، من هذا المنطلق أتبنى ذلك الفكر الذي ينزع إلى الاستفادة من مختلف العطاءات والإنجازات الإنسانية، لكن في حدود ما تمليه علي عقيدتي، وهي حدود، نادرا ما، تتقاطع وتلك العطاءات والإنجازات، وأرى أن على النخبة العربية أو الأمازيغية أو الإسلامية أو غيرها، أن تستفيد من كل الإمكانات والفرص التي تتسنى لها، ولو جاءت على يد خصومها، وهذا لايعني التواطؤ معهم، أو التماهي مع خطاباتهم السياسية والاستغلالية، وإنما ترسيخ الموقف الذي يقفونه، وتركيز المبادئ التي يومنون بها، ندا لند، لأن الغياب التام للنخبة، بداعي أنها لا تريد أن تفتح الحوار مع النظام، لأنه مستبد ودكتاتوري وغير ذلك، هذا يعني نفي حضورها، مما يفسح المجال أمام النظام وأذياله من جهة، فيغيب من ذاكرة المواطنين أي وجود لها من جهة ثانية.

بناء على هذا، أعتقد أن النخبة الأمازيغية مدعوة اليوم، إلى أن تغتنم كل فرصة، يمكن من خلالها خدمة الأمازيغية، وتحقيق ولو قسطا ضئيلا من حقوقها المهضومة، وهذا ما سار عليه العديد من المثقفين الذين استثمروا المرونة، التي طرأت على مواقف النظامين المغربي والجزائري من الأمازيغية، فاستطاعوا ان يحققوا في زمن قياسي أكثر من مكسب، وأهم تلك المكاسب هي الاعتراف الرسمي بالأمازيغية، لغة وثقافة، وهذا لايعني أنه بتحقيق هذا المكسب نتوقف عن النضال، وإنما يعني ذلك أن الخطوة الأولى من النضال الحقيقي قد أزفت! أو أن الجهاد الأكبر قد بدأ، بعدما حققنا الجهاد الأصغر، لأن هذه الأنظمة مطبوعة بالخداع السياسي، وقلما يكون تبنيها لمشروع معين خالصا وحقيقيا، وتجربة المغرب خير شاهد على ذلك، خصوصا وأن تبني القضية الأمازيغية رسميا، ودعمها بشتى الوسائل القانونية والأكاديمية والإعلامية، إنما أصبح ينم عن بعض الزيف في ذلك التبني، الذي يمكن أن نجزم بأنه مسكون بالنظرة الاحتوائية للقضية الأمازيغية، حتى يقطع طريق الكفاح الذي يشقه المثقفون الأمازيغيون الشرفاء!

من هذا المنطلق، فأنا أدعو الإخوان الليبيين إلى التعامل الواقعي مع الموقف الأخير، وأن يحاولوا الاستفادة من حسناته وإيجابياته، لكن بعيدا عن أي تواطؤ مع أطروحة النظام، ربما قد يسئ فهمي البعض، فيؤول كلامي على غير مقصده، ويستخرج منه ما لا أعنيه، إلا أنني أظل أقول، حاولوا الاستفادة ولو الشكلية من كلام نجل الرئيس، ولو أن الأمازيغية براء منه! لأن أهم ما ينطوي عليه ذلك الكلام هو شئ واحد لا أكثر، وهو الاعتراف بالأمازيغية، لأنه بهذا الاعتراف تكتسب الأمازيغية بليبيا صيتا دوليا، فتخرج القضية من محاضر الشرطة وكواليس الساسة، إلى منابر الإعلام وملفات الدارسين والحقوقيين.

في نهاية المطاف، أود أن أختم بملاحظة كان علي أن أبدأ بها ورقتي، وهي لماذا تم تبني ملف الأمازيغية بليبيا من قبل نجل الرئيس، وليس من الرئيس نفسه، لأننا عهدنا من القدافي أنه، بين فينة وأخرى، يخرج بطرح جديد يستقطب مختلف وسائل الإعلام، إنني لا أستبعد أن تكون اختلاق ملف القضية الأمازيغية فكرة (قدافية!) أملاها على ابنه، في هذا الظرف الحساس سواء من تاريخ القضية الأمازيغية، أم من تاريخ المنطقة العربية، ليس حبا منه في عيون الأمازيغية التي ظلت مضطهدة على يده طوال أكثر من عقدين، وإنما تهييئا لنجله، الذي بدأ يظهر على مسرح الأحداث السياسية، وذلك على غرار الأسلوب الذي سلكه أولا الرئيس السوري حافظ الأسد، ثم بعده الرئيس المصري حسني مبارك، والآن دارت الدائرة على الرئيس الليبي، الذي حس بأن الشيخوخة بدات تدب ليس عليه فقط، وإنما على نظامه، الذي بدأت تهدده أصوات المعارضة الداخلية والخارجية، فرأى في الورقة الأمازيغية غير وسيلة لصرف تلك الأصوات من جهة، وتلميع صورة نجله في عيون الليبيين الأمازيغ من جهة ثانية.



#التجاني_بولعوالي (هاشتاغ)       Tijani_Boulaouali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول المكسب العلمي الجديد/نموذج الجامعة الحرة بهولندا
- (2) من السماء إلى الأرض
- (1) من السماء إلى الأرض
- مدينة الفراغ
- الحماية الذاتية خير علاج للتهديدات الموجهة إلى المثقفين
- المسلمون بالغرب في مواجهة العداء السياسي والإعلامي
- معركة الحجاب أو حصان طروادة الأخير
- ! وطني الذي زارني في المنفى
- اندماج المسلمين في الغرب بين الإمكان واللا إمكان
- إنه الشعب الأهوازي المغوار
- عن رسالة الشعر في زمن الماركوتينغ
- تنمية الأمازيغية تبدأ من تنمية الإنسان الأمازيغي
- المعهد الملكي للأمازيغية في مفترق الطرق
- أمــــــــــــــــــــــــــاه
- (*)البربر/الأمازيغ؛ ازدواجية التسمية ووحدة الأصل
- أضغاث الوطن
- هل المهاجرون المغاربة بإسبانيا ضحية الشراكة أم التبعية المغر ...
- هل المهاجرون المغاربة بإسبانيا ضحية الشراكة أم التبعية المغر ...
- هل المهاجرون المغاربة بإسبانيا ضحية الشراكة أم التبعية المغر ...
- !وطني.. أهجرك اللحظة


المزيد.....




- في اليابان.. قطارات بمقصورات خاصة بدءًا من عام 2026
- وانغ يي: لا يوجد علاج معجزة لحل الأزمة الأوكرانية
- مدينة سياحية شهيرة تفرض رسوم دخول للحد من أعداد السياح!
- أيهما أفضل، كثرة الاستحمام، أم التقليل منه؟
- قصف إسرائيلي جوي ومدفعي يؤدي إلى مقتل 9 فلسطينيين في غزة
- عبور أول سفينة شحن بعد انهيار جسر بالتيمور في الولايات المتح ...
- بلغاريا: القضاء يعيد النظر في ملف معارض سعودي مهدد بالترحيل ...
- غضب في لبنان بعد فيديو ضرب وسحل محامية أمام المحكمة
- لوحة كانت مفقودة للرسام غوستاف كليمت تُباع بـ32 مليون دولار ...
- حب بين الغيوم.. طيار يتقدم للزواج من مضيفة طيران أمام الركاب ...


المزيد.....

- الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية / نجم الدين فارس
- ايزيدية شنكال-سنجار / ممتاز حسين سليمان خلو
- في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية / عبد الحسين شعبان
- موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية / سعيد العليمى
- كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق / كاظم حبيب
- التطبيع يسري في دمك / د. عادل سمارة
- كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟ / تاج السر عثمان
- كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان / تاج السر عثمان
- تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و ... / المنصور جعفر
- محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي ... / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير - التجاني بولعوالي - استغلال الأمازيغية من حيث هو اعتراف بها