أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - ماذا فعل المربع الأمني بغربي كردستان؟ الجزء الحادي عشر














المزيد.....

ماذا فعل المربع الأمني بغربي كردستان؟ الجزء الحادي عشر


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 4763 - 2015 / 3 / 30 - 07:43
المحور: القضية الكردية
    


انقسم قادة الكرد في هذه الفترة إلى قسمين، عفوي ذاتي ضمّ معظم زعماء العشائر، وكانوا في الغالب أميين، وآخر مساير لفرنسا، وكانوا شبه مثقفين أو مثقفين، إلى جانب قلة من المنتفعين الراكضين وراء مصالحهم الذاتية. كانت الخطة تحويل المنطقة إلى إدارة ذاتية مشابهة لمارونية لبنان، تديرها مراكز عسكرية أمنية، لا تختلف في كثيره عن حاضر السلطة الشمولية السورية.
التصادم مع الفرنسيين من قبل بعض العشائر الكردية، وبشكل منفرد في معظم الحالات، وفي مناطق متفرقة ومتباعدة، لم يشكل لدى الفرنسيين الثقل المناسب لإرضاخهم أو لإعارة الانتباه إلى مطالبهم، أو التأثر بحركاتهم، أو اعتبارهم كحركات قومية تطالب بكيان كردي في المنطقة، بل اتصفت كنزعات لرؤساء قبائل كردية تعودت على التمرد، أو ربما أدرجتها ضمن مخططات الدولة التركية المتكونة حديثا أو عزتها إلى النزعة الدينية المعادية لفرنسا. كما ولم يعرض القيادات الكردية المثقفة، والواعية سياسيا بشكل مقبول مطالبها القومية الكردية، المفروضة أن تكون بمستوى مطالب العرب السوريين المناهضين لفرنسا، ولم يبينوا عن كلية كردستان، وأيضا لم يبحثوا عن عمليات التقسيم الجغرافي الجاري بين تركيا وفرنسا وبريطانيا، أو تقديم الذات كرديا، بمعزل عن الصراع الفرنسي –التركي على مناطق النفوذ وتشكيل الخريطة السياسية، القاضية أصلا على جغرافية كردستان.
حصرتهم فرنسا اقتصاديا مع تحديد تحركاتهم، وفرضت عليهم أجندات معينة، أخلّت بمراكز نفوذهم في المنطقة الكردية، وهم بدورهم لم يهتموا بما فعلت فرنسا حيالهم، بل صبّوا جلّ اهتمامهم للانتقام من تركيا كي يستردوا شمال كردستان متناسين جنوب غربها، وأهميتها في الانتقام أو الاسترداد؛ حيث كانت هي مركز تواجدهم، وبذلك خالفوا المنطق في تحصيل موطئ قدم لهم في هذه المنطقة، ومن ثم الانطلاق منها للانتقام من تركيا أو استرداد كردستان الشمالية. تشير وقائع تلك الفترة أنه كان بالإمكان تحقيق ذلك لو أفهموا فرنسا بأهمية تشكيل كيان كردي على تلك الأرض. ولم تكن في نية فرنسا ضم كل سوريا إليها، بل كانت تحتج دوما بأنها جاءت لفترة محددة من الزمن ومن بعدها سترحل إلى من حيث أتت. بينما إمكانية استرداد كردستان الشمالية كانت على درجة كبيرة من الصعوبة؛ لأن نوايا الكمالية كانت تتريك كل ما هو غير تركي.
والكرد أسوة بغيرهم سعوا إلى تحقيق كيان لهم، ولكن تحركاتهم وسعيهم لم يكن يواكب العصر، لذا ذهبت كل سعيهم أدراج الرياح بالرغم من انعقادهم لمؤتمرات وحضور محافل دولية من أجل قضيتهم. وكان أداؤهم دون المستوى بامتياز، ويظهر هذا جليا في اجتماعهم بدوكر مركز آل عباس آنذاك؛ حيث اللافت للنظر غياب جنوب غربي كردستان في مؤتمر خويبون الأول المنعقد في قرية دوكر حاضرة آل عباس، تحت أجواء كردية شبه مستقلة، وبحضور معظم قادة الكرد من شماله وغربه، كجلادت بدرخان وكاميران بدرخان والشيخ عبد الرحيم أخو الشيخ سعيد بيران، وكور حسين باشا، ومعظم الأغوات الذين كانوا قد فروا من السلطات التركية العثمانية، كما وشارك في المؤتمر معظم رؤساء عشائر جنوب-غربي كردستان، من عفرين إلى ديركا حمكو، باستثناء رؤساء عشائر الملية آل إبراهيم باشا الملي، ولهذا الغياب سبب. وكان هناك اتصال وعلم للسلطات البريطانية في الموصل بالمؤتمر، وذلك عن طريق الدكتور أحمد صبري أحد أعضاء المؤتمر، والذي قبضت عليه السلطات الفرنسية بعدها في مدينة دير الزور في طريقه إلى دمشق لملاقاة اثنين من قادة خويبون، الأميرين جلادت بدرخان وكاميران بدرخان. وعليه تحركت فرنسا، لاحتواء أعضاء الجمعية. يتضح من مجريات الأمور آنذاك أن أعضاء الجمعية اهتموا بشمال كردستان دون غيره، ولا توجد أدلة على محاولتهم لإقناع فرنسا بتشكيل كيان لهم في المنطقة الكردية كما كان الحال في الدويلات السورية الأربع في ظل انتدابها.
أحيت فرنسا مؤتمر خويبون الثاني، عن طريق تكليف عناصر مسيحية في لبنان للقيام بالمبادرة، وكان لهؤلاء المسيحيين فائدة من هذا للانتقام من تركيا، وكتبوا بنودها، ولكن الأمير جلادت عدّل عليها وغيّر فيها، إلا أنه أهمل الأهم هو تحصيل كيان كردي في جنوب غرب كردستان أولا، كي يتجنب التلاشي والاندثار في الكيان السوري. وقبوله تلك الشروط المقتصرة على كردستان الواقعة خارج نفوذ فرنسا يخلق تساؤلا لدى من يبحث في ثنايا تلك الحقبة. وجاء هذا القبول لصالح فرنسا؛ حيث يسهل عليها الاتفاق مع الكماليين. وجاء أيضا مؤتمر خويبون الثاني بشروطه المركزة على شمال كردستان دون جنوب غربها، ليفصل الجنوب الغربي عن الشمال ولم يكن هذا في المصلحة الكردية ولا في مصلحة بناء وطن كردي أو توحيد كردستان، بل جاء ليزيد مناطق نفوذ فرنسا ولتصغر جغرافية الإمبراطورية العثمانية.
كانت فرنسا على معرفة بقوة ومكانة الشريحة الثقافية من أعضاء الجمعية بين العشائر الكردية، وخاصة الأميرين، اللذين كان نفوذهما واسعا في كلية كردستان، لكن هذه القوة لم تتحرك على الأرض بالشكل المطلوب وفي الواقع العملي، باستثناء تحركات متباعدة بين العشائر وزيارات متقطعة، والتكثيف فيما بعد على العامل الثقافي وخاصة اللغوي بين الكرد، والذي لم يتعدَ إطار شريحة ضيقة. وبيّنٌ أن نشاطاتهم السياسية الميدانية الضعيفة، أفرغت الأجواء لقوى أخرى بالتحرك ضمن المنطقة الكردية، فتقلصت بسبب ذلك قوة العشائر الكردية المتمكنة.
لم تتعدَ زيارات المرحوم جلادت بدرخان إلى عفرين أو سري كانيه (راس العين) أو عاموده أو دوكر أو ديريكا حمكو أو بعض عشائر تلك المناطق، كعشائر منطقة عفرين أو عاموده أو الشيتية وغيرهم، ثلاث أو بالأكثر خمس جولات ميدانية سريعة...
يتبع...

د. محمود عباس
الولايات المتحدة الأمريكية
[email protected]



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أخطأت السعودية الهدف
- نتيجة ثقافة الائتلاف الوطني السوري
- الأمة الديمقراطية طمسٌ للقومية الكردية
- الواقع الاقتصادي في جنوب-غربي كردستان لمحة مقتضبة الجزء الأخ ...
- ماذا فعل المربع الأمني بغربي كردستان؟ الجزء العاشر
- الواقع الاقتصادي في جنوب-غربي كردستان لمحة مقتضبة الجزء الثا ...
- الواقع الاقتصادي في جنوب-غربي كردستان- لمحة مقتضبة- الجزء ال ...
- عندما يتخلى الكردي عن سلاحه
- مستقبل جنوب-غربي كردستان-الجزء الأخير
- مستقبل جنوب-غربي كردستان الجزء الأول
- لا تموت الثورات
- ماذا فعل المربع الأمني بغربي كردستان؟ الجزء التاسع
- ماتت الثورة!
- ماذا فعل المربع الأمني بغربي كردستان؟ الجزء الثامن
- ماذا فعل المربع الأمني بغربي كردستان؟ الجزء السابع
- خدعة ابنتي براف.. قصة واقعية
- ماذا فعل المربع الأمني بغربي كردستان؟ الجزء السادس
- ماذا فعل المربع الأمني في غربي كردستان؟ الجزء الخامس
- من حول كردستان الوطن إلى حلم؟ الجزء الأخير
- لقاء داود أوغلوا ببشار الأسد


المزيد.....




- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا
- شاهد.. لحظة اعتقال اكاديمية بجامعة إيموري الأميركية لدعمها ق ...
- الشرطة الاميركية تقمع انتفاضة الجامعات وتدهس حرية التعبير
- صحف عالمية: خيام غزة تخنق النازحين صيفا بعدما فشلت بمنع البر ...
- اليونيسف تؤكد ارتفاع عدد القتلى في صفوف الأطفال الأوكرانيين ...
- يضم أميركا و17 دولة.. بيان مشترك يدعو للإفراج الفوري عن الأس ...
- إيران: أمريكا لا تملك صلاحية الدخول في مجال حقوق الإنسان
- التوتر سيد الموقف في جامعات أمريكية: فض اعتصامات واعتقالات
- غواتيمالا.. مداهمة مكاتب منظمة خيرية بدعوى انتهاكها حقوق الأ ...
- شاهد.. لحظة اعتقال الشرطة رئيسة قسم الفلسفة بجامعة إيموري ال ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - ماذا فعل المربع الأمني بغربي كردستان؟ الجزء الحادي عشر