أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد الشمري - شجون الفوات!!!(2)















المزيد.....

شجون الفوات!!!(2)


ماجد الشمري

الحوار المتمدن-العدد: 4756 - 2015 / 3 / 23 - 17:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"ماكان بالامس خمرا.اصبح اليوم خلا"..
-هرمان هسه-

في اول استخدام وتداول لمفردة"البلشفيك"بدأ اولا اطلاقها كتسمية ونعت مميز لمجموعة لينين،كتعبير عن واقع حال،انبثق وتكرس في،وبعد المؤتمر الثاني لحزب العمال الاشتراكي الديمقراطي الروسي.وهو نتيجة،ومحصلة اجرائية،ترتبت اثر ظهور اكثرية بين المصوتين في المؤتمر على فقرة في النظام الداخلي التأسيسي للحزب،وبفارق صوتين!.رجحت كفة تلك الاغلبية ،لتتحول فيما بعد الى كيان،وهيئة جناحية داخل الحزب.توسعت ،وتطورت في سيرورتها التاريخية،ثم تضخمت بحمولتها التنظيمية،والسياسية،والايديولوجية،ومجمل مفاهيمها الفكرية،والتي استقرت لاحقا،وارتفت الى مستوى العقيدة التمامية المكتفية بذاتها،والمنفصلة،والمغايرة للجناح الآخر من الحزب بعد الانشقاق.لتعلن ولادة الحزب البلشفي.فاصبح كل ماهو خارجه موصوما بالمنشفية:ارتداد،تحريف،تذبذب،يمينية،تكتلية،هرطقة،الخ.وقادت بعد رحيل لينين الى التحريم والتجريم والادانة،ومن ثمة الى جدار التصفية الجسدية في العقدية الستالينية!وهذا لم يقتصر على المناشفة،بل تخطاهم الى داخل الحزب البلشفي نفسه.وهكذا دخل جرثومة الاستبداد،والتبقرط،والسكولائية الى بنية الحزب البلشفي ليتحول من حزب ثوري مقدام،ومن طراز جديد،لمجموعة من اصلب،واكفأ،واندر المناضلين العماليين من اجل الثورة الاممية.ومن كونه خميرة لخبز المنظمات العمالية الجنينية،والتي كانت في طور التشكل في شتى اصقاع الارض.تحول ذلك العملاق الثوري،الى كورال من هتافين ومصفقين،وقطعان بائسة!وجوق من البيروقراطيين تمركز فوقهم الامين العام!.وبدأالتعفن والانحلال يدب في جسم الحزب بفعل،ونهج التعليمات الفوقية والاملاءات،واسالين التنفيذ الآلي دون مناقشة او نقد،والاوامرية القطعية كانت تنزل من المعصوم واجبة التفيذ والطاعة!واصبح الرفاق نسخ كوبي لااكثر،بعد ان افتقرت لكل تميز وابتكار ومبادرة.
واستشرت كسرطان خبيث الدعوة للانضباط وخنق كل صوت نشاز خارج الفهم الدوغماتي لوحدة الحزب كصوت واحد ينحدر من جبل الكرملين!والوصول الى العصمة البابوية!والتي قادت الى القمع الذاتي،والاستبداد،والتطهير المتعسف والتصفية لخيرة مناضلي الحزب من الحرس القديم.
ولم يعد هناك بعد ان سحقت الديمقراطية داخل الحزب-ناهيك عن الديمقراطية داخل المجتمع السوفياتي!-سوى كم هائل من الركام وسقط المتاع!من:انتهازيين،ووصوليين،وباحثين عن منافع ومغانم،ونهازو فرص،من مناشفة ركبوا قطار البلاشفة المنتصرين!وابرزهم فيشنسكي المنشفي القذر!والذي تبلشف وبات الجلاد القانوني لستالين كمدعي عام في المحاكم الصورية التي اعدمت رفاق لينين بتهم ملفقة وظالمة تعبيدا لطريق الامين العام نحو القيصرية الجديدة!!.وماكان عسل مصفى،امسى علقما وملح اجاج!!..
كان الخلاف في بدئه بسيطا وجزئيا،وكان طبيعيا وواردا وحيويا وجود صراعات داخل كل التنظيمات الحزبية الثورية،لديمومة الديمقراطية والاختلاف في وجهات النظر في صفوف الحزب.حتى لينين نفسه كان يقبل بالمعارضة،ويتقبل الاراء المخالفة لرأيه دون غضب داخل الحزب،وبين قادته.وكم من مرة وجد نفسه مع الاقلية،واحيانا وحيدا في رؤيته،ولكنه كان يملك القدرة على تبديل قناعات الاكثرية من رفاقه ليكسبهم الى صفه من خلال الحوار المنطقي والجدل المثمر،وشيئا من كاريزميته الباهرة..
ولكن مافرق حقا بين جناحي حزب العمال الاشتراكي الديمقراطي الروسي الى(بلاشفة)و(مناشفة)ووصل الى حد القطيعة الكاملة والانفصال التام فيعام1912كتداعيات ونتيجة لصراع محتدم وطويل امتد لعقد من السنين داخل الحزب،وبين اجنحة متعددة،استقطبت اخيرا الى جناحين رئيسين-بلاشفة،ومناشفة-هو بالدرجة الاولى،ذلك الميل الاساسي والسياسي الواضح لدى المناشفة للتعاون والتنسيق نع احزاب البرجوازية الليبرالية،ونحو العمل البرلماني،والشرعي،وسعيهم لاقامة التحالفات،ونبذهم وتنصلهم من الكفاح الثوري المسلح،والنشاط السياسي السري،كخط استراتيجي وتكتيك ثابت في اغلب ممارساتهم السياسية والحزبية.هذا مافرقهم عن رفاقهم البلاشفة بالتحديد،وليس القضايا التنظيمية او المركزية.هذا مادق الاسفين،ووسع الهوة بينهما.ففي الوقت الذي كان المناشفة يؤمنون بالتعاون الطبقي،والاصلاحية المتدرجة،والمهادنة الانتهازية!.
كان البلاشفة يرون العكس تماما.فهم يتحلون بالثورية الراديكالية،ويقرون بتنوع ومرونة اشكال النضال وتعددها،وحسب الظروف الملموسة،وتوازن القوى،ومايطرأمن مستجدات متغيرة وجديدة،ويتكيفون مع ذلك.واستنادهم دوما الى الجماهير العمالية والفلاحية الثورية.ولن ندخل بالتفاصيل الدقيقة للخلافات القديمة،او التي تفاقمت فيما بعد داخل الحزب،وتراكمت وادت في النهاية الى القطيعة الكاملة وشق الحزب،وحولته من حزب واحد الى حزبين منفصلين!.
ولكن بعد تصفية الكاديت،والبرجوازيين الليبراليين،والاشتراكيين الثوريين،والفوضويين،والمناشفة،وموت لينين،بدأ العد التنازلي لاضمحلال البلشفية كتوجه حزبي بيروقراطي احادي متصلب،رافضا بالمطلق لادنى مستويات الديمقراطية الضرورية داخل الحزب،تحت طائلة التحريم البات لاتفه اشكال المعارضة،لايسمح بالتعدد السياسي،والاختلاف الحزبي في الاراء!متقولبا الى استبداد بيروقراطي خانق،وكمنهج واستراتيجية(بلشفية)مشوهة ومتصلبة ومدعية!قطعت مع منهج لينين وفكره النير،اثر صعود ستالين لقمة الحزب كأمين عام،وبعد ان خلت الساحة الاجتماعية من الاعداء الطبقيين،اقتصاديا وسياسيا وفكريا الى حد ما،وباتت بلا حول ولاقوة.التفت ستالين الى عقر داره!الى داخل حزبه البلشفي،ليفتش عن،ويخلق اعداءه الوهميين-خصومه الفكريين والسياسين-فصنع منهم،من رفاق الامس!البلاشفة من الحرس القديم،اعدائه الخطرين!!.ليخلي اسطبله من تلك الخيول الجامحة والمتمردة والعصية على استبداده وبيروقراطيته،ورفضوا الاستسلام له-ولكن من المؤسف استسلام الكثير منهم وانهيارهم خوفا من بطشه وحرصا على حياتهم!!-لتفرده بالقرار والسلطة،وقمعه للاختلاف،لينهمر شلال الدم في موجات من التطهير المرعب والدموي!والذي طال ايضا حتى رموز الحركة الشيوعية الامميةمن احزاب وداخل الكومنرن!وكل من تطاول وخرج معارضا او رافضا لفرديته واستبداده البيروقراطي القيصري!!.
ولم تعد البرجوازية هي العدو الطبقي والرئيسي!بل بات العدو هو المنافس من الرفاق الشيوعيون(البلاشفة)كما يتوهم كل ديكتاتور،اولئك الرفاق الذين ناضلوا طوال حياتهم من اجل الثورة،وانتصار الطبقة العاملة في كفاحها السياسي من اجل تغيير النظام القيصري والغد الاشتراكي..
فبعد اختزال البروليتاريا وديكتاتوريتها الى الحزب البلشفي،واختصر الحزب باللجنة المركزية،ومن اللجنة المركزية الى مركزة القرار في الامانة العامة،ويدكاتوريتها بشخص الامين العام الاوحد،والكلي العلم والقدرة في الادارة والقرار والسلطة!!.اصبحت كل معارضة او اختلاف،او حتى الشبهة بوجود اية وجهة نظر مغايرة ومخافة لهوى ورغبة الاخ الكبير هي خيانة سافرة ومدانة!واتداد وعمالة للامبرياليات ومخابراتها!تستحق التصفية والاعدام والاغتيال!وليس لها سوى السق والموت!.هذا ماجرى على نطاق واسع ولسنوات من حملة مطاردة الساحرات واقامة المحارق!!.وما فرق البلشفية اللينينية عن الدوغماتية الستالينية هو نهر عميق من الدمع والدم!.وهذا بطبيعة الحال ديدين،ومآل ونهاية كل فكر وايديولوجيا ودين وسياسة تدخل دائرة الدوغما المغلقة وتنصب سريرها البروكستي لتصيد العابرين من طوال او قصار!! تتكلس كارثوذوكسية تمامية مستقيمة ومعصومة،وفوق كل نقد او سؤال لاتحول ولاتزول ولاتشيخ !!لتتقوقع بقالبها الاسمنتي والكل مارقون اذا لم يتطابق ذلك السرير او القالب مع حجمه ومقاسه!!.ولكن الواقع والتاريخ سرعان مايحكم عليها بالزوال والموت غير مأسوف عليها!!!....
في المقال القدم سنجيب عن اين ومتى وكيف ولماذا(البلشفية)؟!وسنستعرض تأرخة مختزلة وسريعة لتاريخ وبداية وظروف استخدام تلك الكلمة الروسية(البلشفيك)والدالة على جماعة الاكثرية وتداولها وسيرورتها النهائية كجسم سياسي وتنظيمي وفكري للحزب البلشفي...................
................................................................................
وعلى الاخاء نلتقي...



#ماجد_الشمري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شجون الفوات!!!(1)
- ايتها المضطهدات...ليكن يومكن المجيد كل الايام..
- رد على تعليق السيد النمري!.(5-الاخير)
- رد على تعليق السيد النمري!.(4)
- رد على تعليق السيد النمري!.(3)
- رد على تعليق السيد النمري!.(2)
- رد لاطم على تعليق واهم للسيد فؤاد النمري!!!.
- في بيتنا(برجوازي صغير(.....)متمركس)!!!(الاخير)
- في بيتنا(برجوازي صغير(.....)متمركس)!!!(27)
- في بيتنا(برجوازي صغير(.....)متمركس)!!!(26)
- روزا لوكسمبورغ/سنديانة الماركسية الحمراء....
- في بيتنا(برجوازي صغير(.....)متمركس)!!!(25)
- في بيتنا(برجوازي صغير(.....)متمركس)!!!(24)
- في بيتنا(برجوازي صغير(.....)متمركس)!!!(23)
- في بيتنا(برجوازي صغير(.....)متمركس)!!!(22)
- في بيتنا(برجوازي صغير(.....)متمركس)!!!(21)
- في بيتنا(برجوازي صغير(.....)متمركس)!!!(20)
- في بيتنا(برجوازي صغير(.....)متمركس)!!!(19)
- في بيتنا(برجوازي صغير(.....)متمركس)!!!(18)
- في بيتنا(برجوازي صغير(.....)متمركس)!!!(17)


المزيد.....




- سموتريتش يهاجم نتنياهو ويصف المقترح المصري لهدنة في غزة بـ-ا ...
- اكتشاف آثار جانبية خطيرة لعلاجات يعتمدها مرضى الخرف
- الصين تدعو للتعاون النشط مع روسيا في قضية الهجوم الإرهابي عل ...
- البنتاغون يرفض التعليق على سحب دبابات -أبرامز- من ميدان القت ...
- الإفراج عن أشهر -قاتلة- في بريطانيا
- -وعدته بممارسة الجنس-.. معلمة تعترف بقتل عشيقها -الخائن- ودف ...
- مسؤول: الولايات المتحدة خسرت 3 طائرات مسيرة بالقرب من اليمن ...
- السعودية.. مقطع فيديو يوثق لحظة انفجار -قدر ضغط- في منزل وتس ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيرة أمير ...
- 4 شهداء و30 مصابا في غارة إسرائيلية على منزل بمخيم النصيرات ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ماجد الشمري - شجون الفوات!!!(2)