|
تجليات مابعد معركة تكريت
عماد علي
الحوار المتمدن-العدد: 4748 - 2015 / 3 / 14 - 12:14
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كل المؤشرات تدلنا على ان تكريت ستسقط اليوم كان ام غدا رغم المقاومة الشرسة من قبل داعش و حربه العقيدية الخطرة، و تتحرر هذه المدينة من ايدي داعش رغم التكتيكات العسكرية للتنظيم و عرقلته السير وفق الخطط العسكرية المرسومة ،بزرع الالغام و توزيع الانتحاريين بالشكل الكبير في جميع زوايا المينة . اما ما افرزته معركة تكريت سياسيا فانه اكثر اهمية من الناحية العسكرية من كافة النواحي، بتاخر تحرير تكريت غير المتوقع و على العكس مما اعلنته القادة العسكريين و السياسيين العراقيين و المتحالفين، اشعل الضوء الاحمرغير المتوقع امام الجيش و الحشد الشعبي و تلمسوا على الارض ما تكون عليه المعركة النهائية في الموصل و توضحت صعوبتها للجميع، اي التدخل المكشوف لايران عسكريا و اعلاميا على الرغم من مساعدتها على الارض و تعاونها بشكل مفيد عسكريا الا انه اوجد نقطة ضعف كبيرة في الحملة على تكريت، مما دفع الجهات المختلفة لاتخاذ مواقف مغايرة و حتى التحالف الدولي استدرك مدى خطورة ما يكون عليه الوضع العراقي ما بعد داعش ان سارت العمليات على هذا النمط . ازدواجية الاهداف المبنية على الاهداف السياسية الخارجية و الداخلية ستضع المهتمين و من ذوات الشان الذي يخص ما يسير عليه العراق و مستقبله سيفكرون اكثر من مرة في حربهم ضد داعش في العراق و كيفية انهائه و استئصاله بشكل قاطع . ما يخوف الشعب هو امتداد فروع ما يفرز من معارك داعش و الاطالة في الزمن المطلوب لانهاء هذه المشكلة و هذا ما يقع على حساب الطبقة الكادحة و معيشتهم و ضرورات حياتهم التي صُعب الامر عليهم اكثر من المترفهين و الاثرياء الجدد مابعد السقوط . هذا الوضع يعيد الى الاذهان بداية الحرس الثوري الايراني وكذلك الحرس القومي البعثي كرديف للجيش في البلدين و كيف استخدما و ما اثر على روح القتالية لمنتسبي الجيش و على مهنيتهم و اختصاصهم و بالاخص على الضباط، على الرغم من ان اكثرية الضباط القدامى في الجيش العراقي الان استبعدوا و انخرط الكثير منهم في صفوف داعش او من يحالفه من القوى العراقية المعارضة . خلط الاوراق السياسية مع العسكرية سيضرب بالمصداقية و يثير الشكوك لدى الاطراف المتضررة من داعش من نيات الحكومة العراقية و حلفائها في حرب داعش و ربما يدفع بعض الجهات في العراق الى اعادة النظر و التغيير في المسار و التحرك بشكل لن يكون لصالح المعركة ضد داعش . ان ما يمكن الاستفادة من معركة التكريت ليس النصر العسكري بقدر ما تجليه من النوايا المخفية و كيفية سير العمليات و التوجهات و الاهداف السرية التي تبيتها السلطة التنفيذية العراقية التي لازالت بيد طيف معين مع الجهات الخارجية المشاركة بشكل مباشر في المعارك ضد داعش في الجبهات المختلفة . من خلال سير معركة تكريت تبين اضافة الى تحرير الميدنة، ان نوايا الحكومة العراقية هو جس نبض القوى المختلفة التي لها مصلحة في معرفة ما بعد داعش و بالاخص الطيف السني و ما يتوضح لدى الكورد من نيات الحكومة و استراتيجيتها البعيدة المدى، و مدى سيطرة ايران على تحركات الحكومة ضد داعش قبل التفكير في انهاء داعش، و من المتوقع ان تكون نيات ايران غير مكشوفة لدى الحكومة العراقية ايضا و الا هل من المعقول ان تُطلق تلك التصريحات النارية في الوقت الذي تنشغل فيه السلطة العراقية بمعركة تكريت و ما افرز منها من التدخل العلني من قبل قاسم سليماني فيها . ضعف او عدم وجود استراتيجية امريكية واضحة لمابعد داعش كما يتبين من تحركاتها على الارض و انتقاداتها الهزيلة من جهة، بينما نرى كيفية التلاعب بمعركة داعش من اجل سير المفاوضات النووية مع ايران من جهة اخرى، اننا نتيقن من ان امريكا لديها النظرة العامة الى المنطقة و التوازن بين ايران و حلفائها من جهة و المحور السني بمختلف توجهاته من جهة اخرى بشكل يخصها دون التوغل في التفصيلات العملية . اي لا يمكن ان نتاكد من وجود استراتيجية امريكية واضحة و بينة بشكل جلي لعراق مابعد داعش كما كانت حالها مابعد سقوط الدكتاتور العراقي . و به يمكن ان نشير الى ادلة واضحة بهذا الشان: اولها : عدم صدور رد فعل يوازي ما صرح به مستشار الرئيس الايراني حول الامبراطورية الفارسية و عاصمتها بغداد . ثانيا ، انها مشغولة بجبهة انبار اكثر من اهتمامها بجبهة تكريت و عدم بيان رد فعل مناسب لعدم استشارتها في تلك المعركة . ثالثا : عدم سماع اي موقف من الانتهاكات التي حصلت في معركة تكريت و ما جرى قبلها في مناطق اخرى و كشفَها المحايدون و الكثير من وسائل الاعلام . رابعا :التخبط في التنسيق مع القوى التي تحارب داعش بشكل كبير، و ربط ما تسير امريكا في سوريا مع العراق وفق نظرة سطحية بعيدة عن مستقبل الدولتين و انما ما تركز عليه هو سيطرتها على المنطقة بشكل عام، و التكتيكات المستخدمة من قبلها للمسايرة في الامر احيانا، و من ثم التحرك و بيان الموقف لمن لم يساعدها منذ تدخلها منذ اكثر من عقدين من الزمن من اجل بيان الضغوطات عليه لاجل مهمات كبرى تحص المنطقة بشكل اكبر . بعد انتهاء معركة تكريت يمكن للمتابع ان يكشف العديد من الامور السياسية و في مقدمتها تحركات امريكا و مواقف الجهات الخارجية المختلفة و التحركات التي يمكن ان تحصل لتحرير الموصل و مواقف الجهات منها استنادا على معركة تكريت و ما يحصل فيها . اي يمكننا ان نقول ان معركة تكريت مفصل رئيسي لاختبار السياسات التي يمكن اتباعها في تحرير المناطق الاخرى و دور كل طرف منها . و الجميع على علم بموقع الموصل و اهميتها للاطراف المختلفة في المنطقة .
#عماد_علي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الاتفاق النووي و التنسيق حول العراق
-
الرؤية الضبابية لما يجري في العراق اليوم
-
بقاء قوات الحزب العمال الكوردستاني هو الضمان لنجاح عملية الس
...
-
750 دبابة و عربة امريكية الى بلطيق و لا دبابة الى كوردستان
-
هل تحرير تكريت يمهد لتحرير الموصل ام ... ؟
-
رسخوها حربا مذهبية
-
الدول المتخلفة و اقتصاد السوق
-
هل يمكن ان يكون المستبد عادلا ؟
-
المرحلة تفرض على الكورد خطوات سياسية محدودة
-
لم يُبقي داعش الا الهجوم للدفاع عن النفس
-
هل تجهل امريكا ما تجري في هذه المنطقة ام ..؟
-
المشكلة الرئيسية هي الانتماء الحقيقي للشعب العراقي
-
ياشار كمال انسانا و فكرا لم يعجب الراسمالية العالمية
-
هل ينجح الاتفاق التركي الكوردي ؟
-
حطم داعش متحف الموصل بينما ضمٌن نقل ضريح سليمان شاه !!
-
هل يخطط المالكي كما فعل علي عبدالله صالح
-
الترفع عن لقاء الاخرين
-
تركيا تدس انفها في كل ما يجري في المنطقة
-
لازالت هناك فرصة امام العبادي
-
بماذا يُفيد الارهاب الراسمالية العالمية ؟
المزيد.....
-
محكمة العدل الدولية تعلن انضمام دولة عربية لدعوى جنوب إفريقي
...
-
حل البرلمان وتعليق مواد دستورية.. تفاصيل قرار أمير الكويت
-
-حزب الله- يعلن استهداف شمال إسرائيل مرتين بـ-صواريخ الكاتيو
...
-
أمير الكويت يحل البرلمان ويعلق بعض مواد الدستور 4 سنوات
-
روسيا تبدأ هجوما في خاركيف وزيلينسكي يتحدث عن معارك على طول
...
-
10 قتلى على الأقل بينهم أطفال إثر قصف إسرائيلي لوسط قطاع غزة
...
-
إسرائيل تعلن تسليم 200 ألف لتر من الوقود إلى قطاع غزة
-
-جريمة تستوجب العزل-.. تعليق إرسال الأسلحة لإسرائيل يضع بايد
...
-
زيلينسكي: -معارك عنيفة- على -طول خط الجبهة-
-
نجل ترامب ينسحب من أول نشاط سياسي له في الحزب الجمهوري
المزيد.....
-
الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة
...
/ ماري سيغارا
-
الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي
/ رسلان جادالله عامر
-
7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة
/ زهير الصباغ
-
العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني
/ حميد الكفائي
-
جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023
/ حزب الكادحين
-
قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية
/ جدو جبريل
المزيد.....
|