أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - بدر الدين شنن - من المسؤول عن التغيير الديمقراطي في سوريا















المزيد.....

من المسؤول عن التغيير الديمقراطي في سوريا


بدر الدين شنن

الحوار المتمدن-العدد: 1323 - 2005 / 9 / 20 - 11:29
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


من التداعيات المريرة بعد تدمير المنظومة الاشتراكية التراجعات المؤسفة لعدد غير قليل من الفصائل والشخصيات الماركسية والتقدمية ، وانحيازها إلى مواقع الليبرالية الرأسمالية ، وقبولها باقتصاد السوق وشروط العولمة الأمريكية ، إما نتيجة الإحباط وضياع الأفق ، أو نتيجة إعادة الاصطفافات وتبديل الاتجاهات والخيارات . وقد ا ستدعت هذه التراجعات جنوحاً فكرياً بائساً أنكر مقولة الصراع الطبقي ، وأنكر على الكادحين حقهم في التحرر من الاستغلال ، وسلم بهيمنة وأبدية النظام الرأسمالي . وقد شكل هذا الإحباط والضياع ، أو تبديل الاصطفافات والخيارات في بلادنا ، أ ساس الطروحات الجديدة ، التي ترتب على إنكارها الصراع الطبقي إنكار وجود الطبقات الاجتماعية عامة ووجود الطبقة العاملة خاصة ، وإحلال الليبرالية .. أو الليبرالية الديمقراطية محل الاشتراكية

واللافت أن هناك ، تخبطاً واضحاً في زحمة السجالات المطروحة حول مفهوم الطبقات . ففي الوقت الذي ’ينظّر فيه هذا الثقف أوذاك بعدم وجود طبقة عاملة سورية ، يلاحظ التأكيد على دور " الطبقة الوسطى " ، التي تتوسط الطبقات ، وعلى أهمية هذا الدور كحامل اجتماعي لبرنامج التغيير الديمقراطي وتحقيق النهضة .. وتصحيح مسارات التاريخ . ويتجلى بؤس هذه الطروحات في أن " الطبقة الوسطى " غير موجودة أصلاً - يقول الدكتور عبد الرزاق عيد أنها قد قوضت في عهد البعث الاستبدادي - أي ليس لها وجود بالمنظور الذي يتمسك به البعض . كما يتجلى في عدم قراءة الواقع السوري الاجتماعي والاقتصادي في ظل النظام الشمولي ، حيث جرت فيه التحولات والتمايزات الطبقية المشوهة ، أي خارج مساراتها الموضوعية ، بالقرارات السياسية التعسفية ، التي طالت البنية الاجتماعية برمتها و" الطبقة الوسطى " بالذات. مع تحفظنا المبدئي على اطلاق صفةالطبقة على تلك الفئة الاجتماعية الوسطية الخدماتية . ومن قراءة الواقع السوري في العهد الشمولي يتبين أن هذه " الطبقة " أو الفئة الوسطى قد قوضت فعلاً أو تلاشت ، حضوراً ودورا ، بفعل هيمنة أهل الحكم على الأنشطة والقطاعات الاقتصادية ، وقد تأتى عن ذلك ، أن بعضاً من هذه " الطبقة " قد عقد قراناً غير مقدس مع أهل الحكم ، وبعضاً آخر كرس حركته في الأنشطة الخدماتية والسياحية ومتطلباتها حتى المرذولة منها ، وارتضى بما يرمى له من فتات من موائد القسمة الدولية للعمل ، وما تبقى منها انحدر إلى خط الفقراء

بمعنى أن الصراع السياسي الديمقراطي الاجتماعي مع النظام يدور موضوعياً وبالضرورة بين الطبقة الرأسمالية الحاكمة وبين بقية المجتمع وخاصة القوى الشعبية التي تكابد الاضطهاد مضاعفاً ، وأن الطروحات التغييرية التي راهنت على " الطبقة الوسطى " الشبحية في عملية التغيير الديمقراطي ، وتجاهلت القوى الشعبية وفعالياتها ، قد بنيت على أسس واهية ، ولا تمتلك أية قوة إبرائية ، وانعكست عجزاً وضعفاً على الحراك السياسي المعارض

من البديهي ، عندما يظهر أن لاوجود لحامل اجتماعي للبرامج والرؤى السياسية تفقد الطروحات المستندة إليها مصداقيتها ، ويتطلب الأمر البحث عن بدائل مطابقة ، غير أنه للأسف الشديد ، فإن ما يلاحظ من طروحات في الآونة الأخيرة هو ظهور مزيد من الضياع والتشتت ، والتشبث بالمواقف السابقة بصيغ جديدة . فبدلاً من المراجعة النقدية والاعتذار عن خسارة خمس سنوات ونيف في السباحة في مياه لاشطئان لها ، والجري وراء خيارات نخبوية تعتمد على ثقل دعم خارجي غير واضح .. أو غير مقبول ، بدلاً من ذلك ، أننا نقرأ مؤخراً " أن المسؤول عن بقاء النظام ليست الفئات الحاكمة وحدها ولاضعف المعارضة أو عجزها ، وإنما هناك مؤامرة جماعية ضد الدولة القانونية المؤسساتية " اي أن الفساد المستشري المعمم أصبح مصلحة جمعية وخرج عن السيطرة ، وهو الذي يعترض الناشطين السياسيين في التوجه إلى قطاعات الشعب المختلفة وا ستنهاضها .. ألخ

بإيجاز ، لن نذيع سراً ، إذا قلنا أن مشروع المعارضة السورية فكراً وممارسة بات يحتاج إلى عناية مركزة ، الجميع يتحدث عن ذلك ، لسنا بحاجة إلى عملية جرد لنصل إلى جواب على لماذا ، إن الأمور على درجة عالية من الوضوح . فمنذ ا شتعال الأزمة السورية قبل ربع قرن ، كان واضحاً ، أن معركة التغيير في مواجهة النظام السوري بمكونات قواه السياسية والأمنية والعسكرية الداخلية والخارجية ليست مجرد مغامرة سياسية عابرة أو مغامرة مسلحة خاطفة .. وبخاصة ليست معركة أحزاب نخبوية .. إنما هي معركة شعب وذات أبعاد ديمقراطية واجتماعية وفكرية . وكل من كان لديه البصيرة السياسية كان يعي أن هذه المعركة طويلة ومتعددة الأبعاد وقاسية . وللأسف نجد ، بعد أكثر من ربع قرن من الصراع الدامي ومن عذابات السجون والتصفيات والمنافي، أن لاتغير جذرياً في الرؤى والأساليب .. ظلت الأحزاب نخبوية .. وبقي الحراك نخبوياً ، ما أضيف من جديد هو التفسير والتأويل .. والتحليل والتحريم في مجال الفكر ، الذي سوغ نفخ حضور ودور " الطبقة الوسطى " التي من السهل التعاطي معها ، ودفع للاستغناء .. أو تغييب دور القوى الشعبية في عملية التغيير . الأمر الذي يعني وجع الرأ س في التفكير بهموم تلك القوى المليونية الواسعة وفي توفير آليات ا ستنهاضها وقيادتها

إن ما تعانيه المعارضة السورية الآن من عجز ومن ا ستخفاف النظام بها وعدم التجاوب مع مطالبها وتوسلاتها ، هو ا ستحقاق عقابي على عدم تحديد وممارسة الخيارات والآليات الصحيحة . وما ينشر مؤخراً هنا .. وهناك .. هو اعتراف ناقص بالعجز من جهة ، ومحاولة لتحميل الشعب .. ضحية الفساد والرشاوي والقمع والإذلال ، مسؤولية بقاء النظام وما تأتى منه موبقات وأوبئة سياسية واجتماعية وأخلاقية من جهة ثانية

لازالت نيران عملية التغيير الديمقراطي مشتعلة .. وإذا ا ستثنينا مفاجئات الخارج المكروهة والمرفوضة ، فإن هذه العملية ما زالت تحتاج إلى زمن ليس بقليل ، وتحتاج إلى رؤى أكثر جذرية ووضوحاً وأكثر ارتباطاً بالقوى الشعبية .. وإلى مزيد من الجهد والتضحيات . وحسب موازين القوى والأبنية الاجتماعية والسياسية والاقتصادية الراهنة ، فإن معركة التغيير الديمقراطي .. باعتبارها عملية ثورية بكل ما تعنيه الثورة من معنى ، هي أكبر من امكانيات نخب وأحزاب نخبوية .. وأكبر من تحالفاتها مجتمعة .. إنها معركة شعب بأسره .. تتداخل فيها ، كما قلنا مراراً ، الأبعاد الوطنية والديمقراطية والاجتماعية . بمعنى ، أن حضور ومشاركة قوى المجتمع المتضررة من النظام ، وخاصة الملايين من القوى الشعبية الأكثر تضرراً ، شرط إلزامي مطلق الضرورة لتصل هذه العملية إلى خواتمها ، التي قاتل الشعب طويلاً من أجلها .. بأقل التضحيات وبأقصر الأزمنة

وأخيراً لابد من السؤال : إذا لم تكن المعارضة هي التي تتحمل مسؤولية إزالة هذا الكابوس الاستبدادي عن صدور الشعب .. مسؤولية التغيير الديمقراطي .. فمن يتحمل هذه المسؤولية ؟



#بدر_الدين_شنن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إفساد - مكافحة الفساد - .. !! من يحاسب من ؟
- المشهد الألفي ..على جسر الأئمة
- معادلة الخبز والحرية
- ومضة نبيلة في حراك الحرية
- من أجل حركة نقابية عمالية جديدة
- مع أحرار موريتانيا
- خمس سنوات عجاف أخرى
- الجلاد والقاضي في بؤرة الفساد .. من يحاسب من
- ضد أمر تعسفي - تضامن مع ناهد بدوية وسلامة كيلة
- الأحزاب .. والتغيير في سوريا
- جدلية السلطة والشرعية في النظام السوري
- الرفيق جورج حاوي
- استنساخ تجربة فاشلة .. إمعان في الجري وراء المجهول
- لابأس بقدر من الأمل
- هل يمكن الرهان على مؤتمر البعث السوري القادم ؟
- ذكرى فرا شة
- خصخصة المليار المسروق
- من أجل عالم خال من استغلال إنسان لإنسان
- في ذكرى الجلاء .. الوطن والحرية للجميع
- إلى أبي رشا


المزيد.....




- -سرايا القدس- تعلن مقتل 3 من عناصرها في قصف إسرائيلي على جنو ...
- أردوغان: فرص نجاح مبادرات السلام الأحادية دون مشاركة روسيا ض ...
- مصر: أفرجوا فورًا وبدون شروط عن الناشط السياسي البارز محمد ع ...
- إسرائيل تعلن مقتل -قائد القوة البحرية- لحماس
- مراسل RT: قصف مدفعي إسرائيلي في محيط المستشفى الكويتي وسط مد ...
- عشرات القتلى والجرحى في قصف إسرائيلي استهدف مناطق في مدينتي ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي: قد يكون هذا الصيف -ساخنا- في الشمال ...
- -جداول الحياة-.. أداة جديدة تتنبأ بمدة حياة قطتك
- الجيش الإسرائيلي يعلن تصفية قائد القوة البحرية التابعة لحماس ...
- ألعاب باريس 2024: وصول الشعلة الأولمبية إلى ميناء مرسيليا قا ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - بدر الدين شنن - من المسؤول عن التغيير الديمقراطي في سوريا